يقوم الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارة غير معتادة الأسبوع المقبل للسعودية وإيران وسط نزاع بين البلدين فيما يبدو أنه محاولة من جانب بكين للقيام بدور "وسيط نزيه" فيما تسعى للعب دور دبلوماسي أكبر في المنطقة.
ورغم اعتمادها على المنطقة لتوفير امدادتها من النفط دأبت بكين على ترك دبلوماسية الشرق الأوسط للأربعة الأعضاء الدائمين الباقين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وهم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا.
لكن بكين تحاول الآن القيام بدور أكبر خاصة في سوريا واستضافت مؤخرا وزير الخارجية السوري وليد المعلم ومسؤولين من المعارضة.
وفي بيان مقتضب قالت وزارة الخارجية الصينية إن شي سيزور السعودية وايران ومصر في الفترة من 19 إلى 23 يناير كانون الثاني ولم يقدم البيان المزيد من التفاصيل.
وكان هو جين تاو آخر رئيس صيني يزور السعودية عام 2009 بينما كان الرئيس جيانغ تسه مين آخر رئيس صيني يزور إيران عام 2002.
وتصاعد التوتر بين المملكة السنية وإيران الشيعية منذ ان اعدمت الرياض رجل الدين الشيعي نمر النمر في الثاني من يناير كانون الثاني وفجر ذلك غضب الشيعة في الشرق الأوسط.
وردا على ذلك اقتحم محتجون إيرانيون السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مشهد وقطعت السعودية علاقتها الدبلوماسية بإيران. ثم أقدمت طهران على قطع كل الروابط التجارية مع السعودية ومنعت الإيرانيين من السفر لأداء العمرة.
وفي الاسبوع الماضي زار مبعوث صيني كلا من السعودية وإيران ودعا البلدين إلى الهدوء وضبط النفس.
وقال دبلوماسي يعمل في بكين على اطلاع بسياسة الصين في الشرق الأوسط "الصين تحاول تقديم نفسها كوسيط نزيه بين السعودية وإيران مثلما فعلت مع الحكومة السورية والمعارضة."
وقال لي شاو شيان نائب رئيس المعاهد الصينية للعلاقات الدولية المعاصرة انه على الصين ان تزيد تدخلها في الشرق الأوسط لكنه أكد على ان دور الصين سيكون مختلفا عن باقي القوى الكبرى الأخرى.
وقال لي "الشرق الأوسط محك اختبار للقوى الكبرى."
وأضاف "هل سيكون مقبرة.. هذا يعتمد على ان تسعى الدولة للهيمنة" موضحا ان الصين لا تسعى لذلك.
وينطوي الشرق الأوسط على مخاطر بالنسبة للصين وهي دولة ليست لها خبرة بالتعامل مع التوترات الطائفية والسياسية التي تجيش بها المنطقة.
وقالت مصادر دبلوماسية إن زيارة إيران والسعودية كانت موضع نقاش العام الماضي.
لكنها ألغيت بعد ان بدأ تحالف تقوده السعودية ضربات جوية ضد قوات الحوثي في اليمن المتحالفة مع إيران حين رأت الصين فيما يبدو أنه من الأفضل ألا تنحاز إلى جانب في حرب اليمن.
وللصين مخاوفها أيضا من ان يشيع التشدد بين مسلمي الويغور الذين يعيشون في اقليم شينجيانغ في أقصى غرب البلاد والذي شهد خلال السنوات القليلة الماضية أعمال عنف تلقي بكين مسؤوليتها على إسلاميين متشددين.
وأعلنت الصين هذا الاسبوع انها تريد تعميق روابطها الدفاعية وتعاونها مع العالم العربي لمكافحة الإرهاب.
وتقول إن بعض الويغور سافروا إلى سوريا والعراق للقتال في صفوف جماعات متشددة.
وفي نوفمبر تشرين الثاني أعلن تنظيم الدولة الإسلامية انه قتل رهينة صينيا احتجزه في الشرق الأوسط.
ارسال تعليق جديد