حوار بين ثلاثة طالبات.. تعرف على 3 قصص خيالية ذات عمق إنساني

حوار بين ثلاثة طالبات.. تعرف على 3 قصص خيالية ذات عمق إنساني

حوار بين ثلاثة طالبات

قصة حوار بين ثلاثة طالبات وقصص خيالية أخرى نلقي عليها الضوء في هذا المقال، وهذه القصص لها بعد إنساني بالرغم من أنها خيالية ولم تحدث في الحقيقة بالطبع، فتعالوا معنا في هذه الرحلة القصصية الخيالية الرائعة لكي نتعلم منها الكثير من الأخلاقيات، والكثير من الأبعاد المختلفة.

قصة حوار بين ثلاثة طالبات

في يوماً من الأيام دق جرس الحصة الثالثة معلناً بالانتهاء، وبعدها قامت الطالبات في المدرسة بالخروج لكي يقمن بالشراء من المقصف المدرسي أثناء الراحة بين الحصص، لكن ثلاثة طالبات وهن فاطمة ومريم ومروة لم يخرجن مع زميلاتهن، بل بقين في الفصل وهنا يدور الحوار والقصة التالية:

كانت فاطمة غارقة في التفكير، وقد لاحظت كل من مروة ومريم هذا الامر طوال الحصص الفائتة، لذلك قامت مريم ببدء الحوار والحديث من أجل أن يعرفن ما هو السبب الذي جعل فاطمة في تلك الحالة الغربية، وهنا بدأ الحوار

فاطمة: اجلسا قليلاً أريد أن العب معكما لعبة لطيفة للغاية، إنها لعبة التخيّل والتمثيل.

مريم: هذا هو الذي يشغلك؟ ما هذه اللعبة يافاطمة؟

مروة: اتركي هذه التخيّلات يا فاطمة بالله عليكي وهيا بنا إلى الخارج..

فاطمة: اسمعاني أولاً وركزا في كلامي لو سألت كل واحدة فيكما عن الأشياء التي تحبها كل منها في حياتها: القهوة أم البيضة أو الجزر؟

مريم: أنتِ بالتأكيد جائعة الآن، ثم اطلقت ضحكة عالية.

مروة: أنا لا أحب القهوة ولا حتى البيض، لكن يمكن أن أحب الجزر أنه من الخضروات الرائعة والمفيدة.

فاطمة: نعم، أريد أن تفكرا سوياً في هذه الأشياء وقيمتها في المجتمع وكأنها أشياء عظيمة يرى فيها المجتمع أمور وأبعاد اخرى.

مريم: بالتأكيد لكن من هذه الأشياء قيمة غذائية عظيمة، أنا لا أحب القهوة لأنها لونها غامق بينما البيض لونه جميل، وأنا أحب اللون الأبيض، كذلك قيمته الغذائية رائعة وعالية.

فاطمة: وماذا تختارين أنتِ يامروة ؟

مروة: اختار القهوة، يمكن لأن القهوة يحبها الكثير من الناس، ولها فوائد رائعة للصحة.

فاطمة: أما أنا أفكر في قيمة كل شىء على حدة، لكل له مميزاته الرائعة فالجزرة لها قوام رشيق جميل ولونها زاهي ورائع هذا بالإضافة إلى طعمها الرائع والقيمة الغذائية المفيدة ولكنها ضعيفة قد تنكسر بسهولة كما أنها تتاثر بالماء الساخن، أما القهوة فصحيح أن لونها غامق وأسود وقد يكون طعمها مر إن لم نضع السكر عليها، إلا أنها مفيدة للغاية، ويشربها الناس من أجل مزاجهم وزيادة تركيزهم في العمل، هذا بالإضافة إلى القيمة الرائعة التي تجمله، أما البيض، فحدث ولا حرج عن قيمته الغذائية الرائعة، هذا إلى جانب اللون الأبيض الزاهي الرائع الذي يفضله الكثيرون ويرون فيه السلام والنقاء، ولكن ايضاً البيض ضعيف وهش ويتأثر بالماء الساخن.

مريم: أنا فهمت الآن، أعتقد أن القهوة لو تخيلنا أنها شخص، سيكون هذا الشخص له دوراً هاماً في تغيير المجتمع من حوّله، وسيقوم بعمل أشياء إيجابية رائعة للجميع.

مروة: والجزرة بالرغم من أنها ذات قوام رشيق إلا أنها تتاثر بالماء الساخن، وكذلك البيض يتأثر، بينما القهوة من المشروبات التي تؤثر بالإيجاب من الماء الساخن فتصير مشروب ذات مذاق عالي ورائع ومفيد.

فاطمة: هكذا كنت أريد إيصال المعنى في البداية، إن الماء الساخن واحد، ولكن القهوة تختلف تماماً عن البيض والجزرة، لقد كانت القهوة أكبر من أي شىء وقد تأثرت بالإيجاب واثرت أيضاً.

مروة: أعدك يافاطمة أن أشرب القهوة واكون إيجابية مع ابتسامة.

قصة السواك والسيجارة

القصة الثانية في هذا المقال هي قصة السواك والسيجارة، وهي من القصص الخيالية التي لها أبعاد أخلاقية هام، وتعرف معنا على هذه القصة الخيالية من خلال الحوار التخيّلي بين السواك والسيجارة:

السواك: السلام عليكم .. كيف حالك؟
السيجارة: أهلاً وسهلاً .. أنا بخير كيف حالك أنت؟
السواك: الحمد لله أنا بخير، هل تسمح لي أن أناقشك بضع دقائق في أمر محيّر؟
السيجارة: ما هو هذا الأمر المحيّر، تفضل؟
السواك: ما هي أهميتك في الحياة؟
السيجارة: لي أهمية كبيرة بالطبع في الحياة إنني أنعش كل من يجربني.
السواك: لكن هذا لا أراه في الواقع والحقيقة.
السيجارة: هذا الراي لك، فأنا أقتنع تماماً أن الكثيرون في هذه الحياة يحبونني ويقومون بالتدخين من أجل الانتعاش خلال الدقائق التي احترق فيها وهي دقائق، ولكن تبقى دقائق ممتعة للغاية.
السواك: هذه الحياة ليست بالحياة، دقائق معدودة ولكن هذا يورث المرض والتدمير للصحة فضلاً عن خسارة الأموال في كل مرة.
السيجارة: ومن قال مثلاً أن حياتك أيها السواك أفضل، قل لي ما هي الفائدة من وجودك في الحياة؟
السواك: لي بالطبع فائدة عظيمة جداً قد لا تكون تعرفها، وهي أولاً أن استخدامي يعني طاعة الله واقتداءٍ بالرسول عليه الصلاة والسلام الذي حث المسلمين على اتخاذ السواك قبل كل صلاة، وثانياً أحمل الرائحة الطيبة ولي فائدة عظيمة صحياً، حيث أقوم بتنظيف الأسنان.
نا أمنح لكل من يستخدمني رائحة على عكس رائحتك، وأحمل الراحة والانتعاش كما أن سعري زهيد وغير غالي.
السيجارة: قلت لك أنني أهدف في الحياة لإسعاد الآخرين أيضاً فأنا احترق من أجل سعادتهم على حساب احتراقي في دقائق.
السواك: هذا صحيح، ولكن مقصدك سىء في تلك الحياة فمن ورائك مشاكل لا تنتهي لكل من يقوم بتدخينكِ.

قصة العلم والشرف والمال

القصة الاخيرة في هذا المقال، وهي قصة خيالية أيضاً بين المال والعلم والشرف، حيث يدور الحوار بينهم حول الحياة وفائدة كل منهم بالنسبة للإنسان، فهيا بنا نتعرف أكثر من خلال حوارهم:

المال: أنا لي فائدة كبيرة في هذه الحياة، فمن غيري يجعل حياة الناس سعداء دائماً إنهم يجرون ورائي ويبحثون عني يومياً، من أجل العيش وحل الأزمات المختلفة، تخيلوا لو أنني غير موجود في حياة الإنسان، فإن التعاسة ستحل محل السعادة بلا شك.

العلم: أما انا فإنني أتعامل مع العقول الإنسانية الراقية في الحياة، أساعد الإنسان دائماً على الرقي والوصول للحكمة والمنطق الذي يساعده على حل المشكلات المختلفة، ويحسّن من حياته اليومية، فأنا لا أقدر بثمن معين، إن هدفي الوحيد هو خدمة الإنسان والسعي وراء إسعاده ومحاربة أعدائه.

الشرف: أنا ايضاً لي فائدة وقيمة كبيرة في حياة الإنسان، فأنا لا أباع أو أشترى، ولا أخضع لهذه العملية التجارية بالأساس، فقيمتي تعطي قيمة للإنسان نفسه، فمن اتخذني سيجد العزة والمكانة والأخلاق، ومن تخلى عني سيبقى وحيداً ذليلاً مهاناً بين البشر.

وبعد النقاش هذا، أرادوا أن ينهوا هذا الحوار وتلك الجلسة، وعندما هموا بالانصراف، تساءلوا فيما بينهم كيف نلتقي ثانية إذا أردنا ذلك، فدار حوار قصير:

المال: لو أردتم أن تجدوني، فستجدوني في القصور العظيمة والسيارات الفارهة وفي المنتجعات والفنادق الفاخرة، أنا هناك وأعيش في تلك الأماكن.

العلم: أنا ستجدوني في المدارس والجامعات وفي الكتب، أعيش مع الحكماء وفي مجالس العلماء أجالسهم وأخالطهم وأزورهم يومياً بل وأعيش معهم دائماً.

ظل الشرف صامتاً، حتى سأله العلم ثم المال: هل ستبقى صامتاً هكذا؟ أي نجدك؟ فقال الشرف: لن تجدوني، فإنني إذا ذهبت فإنني لا أعود إلى الأبد.

انتهت القصص الثلاثة، وبقيت الحكمة والموعظة الحسنة والقيمة من وراء هذه القصص، فإن القصص تحمل بعداً إنسانياً رائعاً، فهي تعلّمنا مثلاً أن القيمة في الحياة ليست للمظاهر الخادعة، ولكن القيمة في الحياة عندما تكون مؤثراً في حياة الناس ولا تتاثر بالظروف الحياتية الصعبة، وتعلّمنا أيضاً أن القيمة والأخلاق قبل كل شىء، فقد يكون الإنسان فقيراً أو غير متعلماً في المدارس أو الجامعات، ولكن يظل ذو شرف وقيمة في الحياة بأخلاقه الرفيعة.

في النهاية؛ فإن الفن القصصي من أهم الفنون وأقدمها وذلك بسبب ما تحمله من قيمة رفيعة، وهو تعليم الإنسان الأخلاق وغيرها عبر هذا اللون من الفنون والآداب.

Leave a Reply