قصة خرافية من 4 مشاهد .. تعرف عليها

قصة خرافية من 4 مشاهد .. تعرف عليها

قصة خرافية

هناك العديد من القصص الخيالية والخرافية بل والحقيقية التي تحمل معها عنصر الغرابة، هذه القصص لها معاني عميقة في الحياة، حيث نتعلم منها العديد من الجوانب الإنسانية والقيمية، ولها العديد من العناصر الهامة التي تلهم الإنسان وتجعله في الحياة فاهماً وواعياً، والحكايات والقصص من عناصر الوعي والتعلّم لدى الإنسان وسوف نعرض في هذا المقال، قصة خرافية وأحداثها من خلال المشاهد المختلفة لها، فهيا بنا نحكي هذه القصة المليئة بالعبر والعظات المختلفة.

المشهد الأول: المحاولة الأخيرة

هذه القصة أشبه بالخيال، ولكن في نفس الوقت فإن أحداثها حقيقية، ولا تخلو من الغرابة، في مشاهدها الأولى التي تحمل عنوان المحاولة الأخيرة، ولكن المحاولة الأخيرة لمن ولماذا؟

تبدأ فصول القصة في منطقة يوجين الأمريكية، عندما أنهى طالب مبتعث في منطقة يوجين الأمريكية صلاة العشاء، وبعدما أنهى يومه الطويل المرهق، وفي ليلة من ليالي الشتاء الباردة وزخات المطر التي تتساقط على الشباك المغلق، قام هذا الطالب بإجراء مكالمة مع صديقه الجزائري شكيف ليحادثه ويلاطفها بعدما سأله عن الأحوال قال له شكيب سأحكي لك قصة غريبة حدثت لي ولزوجته الأمريكية المسلمة كريمة.

وبدأ يحكي عن خالة زوجته كريمة، والتي كانت على الديانة المسيحية، وكانت تعاني من مرض خطير ميؤوس منه، فأخذها شكيب وزوجته إلى مستشفى تدعى سيكرت هارت تبعد ثلاث دقائق عن منزلها.

تم تشخيص الحالة على أنها في المراحل الأخيرة من الحياة، ولم يستطع الأطباء التخفيف من الأمر، حيث لم يخفوا الحقيقة على شكيب وزوجته، وهنا قال شكيب لزوجته إذا كانت خالتك ستموت فلابد من موتها على الإسلام والإيمان ولا نتركها لمصير النار والعياذ بالله.

وهنا وافقت بالطبع كريمة زوجته وحاولت مع خالتها أن تنطق الشهادتين ليغفر الله لها ما فعلت في حياتها، وتدخل دين الإسلام وتنال الجنة، عليها فقط تقول الشهادتين وتؤمن بالله تعالى، وهنا بدأت المحاولة الأخيرة لإنقاذها.

المشهد الثاني: نجاح المحاولة

يكمل شكيب لصاحبنا الذي يحكي هذه القصة، أنه كان حزيناً على الخالة التي لا تقدر على النطق، ولكن حاولت زوجته معها حتى جعلتها تنطق الشهادتين في السر بعد ترديد زوجته وتلقينها للخالة، ونجحت المحاولة، فقد قالت الخالة المريضة الشهادتين في سرها بعد التلقين.

بل قامت زوجة شكيب بإفهام الخالة معنى الشهادتين بالإنجليزية، وبدا عليها الراحة والسرور والسعادة في وجه الخالة في لحظاتها الأخيرة، وتبسمت في سعادة لأنها دخلت الإسلام، وقد أشارت بأصبعها كناية على الموافقة لهذا الدين وعلى الشهادتين.

قامت كريمة زوجة شكيب بقراءة وتلاوة آيات سورة يس لتسمعها الخالة وتحس براحة وسعادة في آن واحد، واقترحت كريمة على الممرضة الأمريكية التي كانت تساعدها بأن تقوم بمتابعة حالتها المرضية ولتكون شاهدة رسمية على إسلام هذه المرأة المريضة خالة كريمة في حالة طلبها للشهادة.

المشهد الثالث: ما يتوجب فعله

بعد أن أنهى شكيب قصته الخرافية، قال لي ما هو الواجب علينا فعله لهذه الخالة، فهي الآن مسلمة وتشهد أن لا إله إلا الله وان محمداً رسول الله، ومازالت حية تُرزق، فأجابه صاحبنا أنها أخت لنا في دين الإسلام، وأننا يجب مساندتها في آخر ساعات حياتها ونبقى بجوارها حتى تموت، وذلك لان المرض ميؤوس منه والحالة متقدمة للأسف الشديد.

وقد تذكر صاحبنا وهو على الهاتف حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وبدأ يقول لشكيب لكي يطمئن قلبه ويهنئه على هذا الفعل الذي أنقذ به خالة زوجته كريمو، فقال الحديث الذي رواه الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله قال: إن أحدكم يُجمَع خلقه في بطن أمه في أربعين يوماً ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يرسل الله إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع : يكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد ؛ فو الله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ثم يسبق عليه الكتاب فيختم له بعمل أهل النار فيدخلها ، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ثم يسبق عليه الكتاب فيختم له بعمل أهل الجنة فيدخلها.

فاطمئن شكيب وأغلق الهاتف في سرور.

المشهد الرابع: التعجب من أقدار الله

إن الله سبحانه وتعالى له أقدار عظيمة مع البشر، وهذا ما شعر به صاحبنا بعدما أغلق الهاتف مع شكيب صاحب القصة، وشعر بفضل الله سبحانه وتعالى وحبه للإسلام، وأراد أن يحكي للجميع هذه القصة العظيمة التي تبيّن فضل الله على عباده، فهذه المرأة العجوز التي بينها وبين القبر أيام أو ربما ساعات قليلة أو أقل، منّ الله عليها بالإسلام وبنعمته العظيمة، بل غفر الله لها جميع ما تقدم من ذنبها فيما مضى، وهو ما يعني دخولها الجنة بفضل الله ورحمته وعفوه.

شعر صاحبنا بالخشوع، بل لقد حكى على جميع أصحابه خاصة أصحاب المسجد، وقد تسلل الخشوع إلى جميع من سمع هذه القصة الخرافية والتي عبرت عن قيمة وجمال وعظمة الإسلام الحنيف، وود صاحبنا أن يسجد لله شكراً على هداية هذه المرأة.

ولكن لم تنته الحكاية عند هذه اللحظة، فقد اتصل صاحبنا هذا في اليوم التالي على شكيب وقال له يجب على المرأة الصلاة المغرب والعشاء حتى لو بالإيماء، ولكن شكيب أخبره بوفاة الخالة وأنها ماتت مسلمة طاهرة وهكذا نحسبها والله كان حسيبها.

بكى صاحبنا هو وشكيب من أقدار الله، فقد ماتت هذه المراة المسلمة وهي لم تصل لله ولو مرة واحدة في حياتها، وهكذا الله يمنّ على عباده ويدخلهم جنات النعيم دون حساب ولا عاقبة عذاب، فقد ماتت راضية بالله وبرسوله وبالإسلام ديناً.

وقد ذهب صاحبنا إلى شكيب لكي يواسيه ويعزيه في وفاة خالة زوجته ويعزي زوجة شكيب، وبدأوا في إجراءات الجنازة، وبعد دفن المرأة المسلمة خالة زوجة شكيب بدأوا جميعاً بالدعاء لها والصلاة عليها، فهي مسلمة الآن وقد قابلت ربها مسلمة مغفور لها بإذن الله تعالى.

فكل هذه القصة العجيبة والخرافية كما قيلت قصة حقيقية، فهي ليست خيالية، وهناك العديد من القصص المشابهة، بل هذه القصة أعزائي القراء ذكرتني بأحد الصحابة الذي أُستشهد في غزوة أُحد ولم يصل ركعة واحدة فقد أسلم قبيل الغزوة مباشرة وكان أول عمله هو الجهاد في سبيل الله وحمل السلاح دفاعاً عن الدين، حتى مات في الغزوة، وهو الصحابي عمرو بن ثابت الذي شهد له الرسول عليه الصلاة والسلام بالجنة بسبب إسلامه واستشهاده في سبيل الله.

تعرفنا في السطور السابقة على القصة الخرافية التي لها من العبر والعظات الكثير، فما هي الدروس المستفادة منها؟

Leave a Reply