من هو النبي سليمان
يعود نسب النبي سليمان كالتالي هو سليمان بن داود بن أبشا بن عوير كما ان نسبه يعود إلى يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليهم السلام جميعا.
تولى النبي سليمان الحكم بعد وفاة والده النبي داوود عليه السلام وخلفه في الحكم حيث كان النبي داوود صاحب مملكة كبيرة وعظيمة وكان حينها يحكم بني اسرائيل. وفي قوله تعالى: وورث سليمان داوود وقال يا أيها الناس علمنا منظق الطير وأوتينا من كل شيء ان هذا لهو الفضل المبين.
كان النبي سليمان عليه السلام قد وهبه الله عز وجل منطق الطير والقدرة على فهم لغة الطير والتحدث بها وكان يفهم لغة الحيوانات ويفهم كل ما يقولونه. وقد وهب الله لنبيه اكثر من ذلك فقد أعطاه مملكة عظيمة بقوله تعالى: وحشر لسليمان جنوده من الجن والانس والطير فهم يوزعون. وهذا مؤشر الى النعم الفضيلة التي أنعم الله بها على نبيه، حيث انه سخر له الجن والانس ليكونوا جنودا له يخضعون لحكمه ويعملون بطاعته وتنفيذ كل أوامره وحتى الطير أيضا يعتبر من جنود سليمان عليه السلام.
قصة النبي سليمان مع النمل
خرج النبي سليمان عليه السلام في احد الأيام مع قومه وذلك بهدف الدعاء لطلب الغيث من رب العالمين، فالتقى في طريقه نملا يخرج من مخبأه فوقف يتامل ذلك واذ به يحد نملة ترفع قوائمها الى السماء وتدعو الله ان ينزل مطره عليهم وكان النبي سليمان قد علم منطق الطير بقدرة الله تعالى وكذلك مكنه الله من فهم لغة الحيوانات جميعها فاشار الى قومه بالعودة وقال لهم ان الله سيستجيب لهذه النملة ودعائها بطلب الغيث وسيسقينا المطر.
وفي رواية اخرى للنبي سليمان مع النمل انه كان في احد الايام يمشي في الغابات ويرافقه جيشه وإذا به يقترب من واد يعرف بوادي النمل وتمكن النبي سليمان من سماع صوت النملة وهي تحذر اخوانها من سليمان وجنوده، كما ذكر في القرآن الكريم:” حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ” لقد كانت تحذر رفاقها او بالاحرى جنود النمل بان سليمان وجنوده سيقضون عليهم وحتى هنا يخطر ببال اي شخص سؤال هو ان النملة كيف عرفت انه سليمان؟ فسبحان الله العالم والمعلم فحتى الحيوانات يعلمون من هم أنبياء الله. كانت ردة فعل النبي سليمان ان ضحك من قولها كما ذكر في القرآن: ” فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ”
تسخير الجن لنبي سليمان “عليه السلام”
لقد كان الله قد سخر الجن للنبي سليمان عليه السلام كجنود له، فقد كان النبي سليمان يعمل على جعل مملكته في ازدهار دائم وذلك لخدمة اكبر شريحة ممكنة من الفقراء والمساكين وقد كان للجن قدرة اكبر من قدرة البشر على البناء فهم أسرع ولديهم مهارة عالية الجودة حيث كانوا يشيدون الابنية المتينة والتماثيل. حتى ان النبي سليمان كان يأمر الشياطين والجن بالغوص في اعماق البحار وذلك لاستخراج اللؤلؤ والمرجان والاشياء الثمينة في البحر.
لم يكن للجن القدرة نهائيا على عصيان النبي سليمان بل كانوا دوما في طوعه وتحت امرته ومن خرج عن طاعته فانه يعذبه ويكبه بالاصفاد وقد كانت الشياطين تهاب وتخاف كثيرا من النبي سليمان الذي ما فتأ يحارب الكفار والسحرة ويستولي على كل ما يقومون به من شعوذات، وكل ذلك بقدرة الله تعالى حيث أنعم على نبيه بهذه القدرات والامكانيات الخارجة عادة عن نطاق البشر العاديين.
سخر الله عز وجل الشياطين لنبيه سليمان وذلك لأهداف انسانية ومساعدة الفقراء واعانتهم، وهذا ما ذكر في القرآن الكريم: ” يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ” وقد كان النبي سليمان يعلم جيدا انهم سيعودون الى الفساد في الارض بعد موته لذلك وعندما مات اتكأ على عصاه وبقي كذلك لفترة طويلة كي لا تكتشف الشياطين انه توفي.
قصة الهدهد وما وما اكتشفه عن الملكة بلقيس
كان سليمان عليه السلام في كل يوم يتفقد الطير والوحش والأنس والجن وجيشه، فقد كان صاحب اكبر مملكة في ذلك العصر فالله اعطاه ملكا لم يعطه لأحد، وفي جولته التفقدية اكتشف ان الهدهد ليس موجودا، فلم يعجبه ذلك ” وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ * لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ” وعندما عاد الهدهد برر لسليمان سبب غيابه ” فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ ” ” إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ ” هذه المرأة كانت بلقيس ولها قصر عظيم ويتبعها قوم وحاشية لا يستهان بها ” إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ.
بعث النبي سليمان برسالة الى بلقيس مع الهدهد ” إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ” احست بلقيس بالقلق فاستشارت قومها فكانوا يفضلون القتال على الاستسلام ” قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ” ولكن بلقيس كانت اكثر حكمة منهم ” قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ۖ وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ ” فقررت ان ترسل لهم هدية عبارة عن قوافل محملة بالذهب والاشياء الثمينة وبعثتها الى نبي الله سليمان الذي ثار غاضبا وقال اترشونني ” فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ ” فطلب سريعا من جنوده من يأتيني بعرشها ” قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ” وكانت السرعة العجيبة بأن عرش بلقيس اصبح بثواني امام نبي الله ” فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ” ، ثم قال لجنوده نكروا لها عرشها وهكذا حصل اذا بدلوا بعرشها ولما وصلت بلقيس الى النبي سليمان لم تعرف هل بالفعل هو عرشها ولكنها قالت كأنه هو. وكانت بلقيس بفطنتها وحكمتها قابلة للايمان بالله الواحد القهار وسرعان ما تعلمت دين الله على يد سليمان ” قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ” آمنت بلقيس بالله وآمن قومها بالله عز وجل.
