5 تأثيرات إيجابية للتربية السليمة

5 تأثيرات إيجابية للتربية السليمة

التربية

  • تعتبر التربية هي واحدة من الدعائم القوية التي يجب أن تقوم عليها المجتمعات، وهي عبارة عن نقل مجموع القيم والمبادئ والسلوكيات إلى الأجيال الناشئة ليقوموا بدورهم بنقلها إلى الأجيال التي ستلحق بهم.
  • وبدون تربية تصبح الأجيال أجيال هشة، غير محددة الهوية، ولا تدري أي اتجاه تسلك في الحياة، والتربية هي التي تفرق بين شخص يستطيع أن يكون ناجحاً في كل جوانب حياته، وبين شخص يفتقد أهم المبادئ الإنسانية اللازمة لإقامة علاقات سليمة مع المجتمع والناس حوله.
  • والتربية عامل مهم في تحديد شخصية الإنسان وسلوكه مع كل مكونات الحياة حوله، فإن صلح المصدر الذي يستقي منه الفرد طرق ومفاهيم تربيته صلحت كل تصرفاته تجاه المجتمع والبيئة والعالم أجمع من حوله.

كيف تؤثر تربية الفرد في المجتمع بأكمله

للتربية أهمية كبيرة في كيفية التأثير في كل جانب من جوانب المجتمع، لأن مهمة التربية الأساسية تبدأ عند الفرد، والفرد هو وحدة بناء المجتمع، وهو الفاعل الأول في كل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في المجتمع، لذلك فإن بناء الفرد على أسس تربوية سليمة هو الشيء الوحيد الذي من شأنه العمل على رفعة وتقدم كل المجالات السابقة التي قمنا بذكرها، ويحدث ذلك من خلال التوضيح الآتي:-

تأثير التربية على الوضع الاجتماعي

  • التربية هي واحدة من أهم عوامل حدوث التماسك والتنمية الاجتماعية، فتربية الفرد على أن يكون شخص متعاون ومدرك لقيمة الجماعة من حوله، كما أن نشأته على قواعد التربية السليمة التي تقتضي أن تجعله شخص قادر على تحمل مسئولية نفسه أولاً ومن ثم تحمل المسؤوليات الاجتماعية وواجبته نحو المجتمع، من شأنهم أن يجعلوا الفرد متفاعلاً مع كل الجوانب الاجتماعية التي تحقق السلم الاجتماعي.

تأثير التربية على سلامة البيئة

  • لأن التربية هي واحدة من العوامل التي تحدد للفرد القوانين والسلوكيات الصحيحة التي يجب أن ينتهجها تجاه البيئة من حوله، وهي التي تعطيه المعلومات الكافية حول خطورة التهاون في التعامل مع البيئة ومكوناتها، وبالتالي إذا ثبتت في داخل الفرد القيم الأساسية التي تساعده على حب البيئة والانتماء لها وفهم الأخطار المحيطة بها من شأنه أن يصلح من تعامل الفرد مع البيئة، مما يعمل على الحفاظ عليها وعدم إيذائها، بل وحمايتها من أي شخص يحاول أن يلحق بها الأذى.

تأثير التربية في التنمية الاقتصادية

  • فلو كان شأن النظريات الاقتصادية الاهتمام بالاستثمار ومدخلاته ومخرجاته، فإن العامل البشري هو حجر البناء الأول في أي تطور اقتصادي يحدث، لذلك تهدف التربية إلى خلق موارد بشرية لها قواعدها الأخلاقية السليمة، وتحاول أن تخلق مناخاً اجتماعياً قوامه السلم والتعاون الجماعي من أجل تطوير المجتمع، وكل هذه العوامل هي التي تحتل المركز الأول في الأشياء التي يجب توافرها في المجتمعات لحدوث التنمية الاقتصادية.

أثر التربية في التنمية السياسية

  • لأن التربية هي العامل الأول في محاربة الجهل، وهي التي تمد الفرد بالمعلومات حول واجباته وحقوقه السياسية والاجتماعية، كما أنها تضع القواعد الأولى لتربية أفراد لديهم القدرة على تقبل الآخر والاستماع له ومشاركته في كل الجوانب البناءة، كما أنها تعلم الأفراد القواعد الأولية لطرح الأفكار، وهي التي تعلمه كيفية نبذ العنف والتطرف، وتخلق عقلاً واعياً قادر على فرز مجموع الأفكار التي يتعرض لها يومياً.

أثر التربية في تحقيق السلام الاجتماعي

  • وذلك من خلال تشديد التربية على تعميق أفكار الوحدة الوطنية والتماسك بين أفراد المجتمع الواحد.

اختلاف مفهوم التربية على مر العصور

باختلاف الزمن تحدث العديد من المفاهيم التي تحدد النظرة نحو الأفكار والاتجاهات، وفكرة التربية من أكثر الأفكار التي دخل عليها العديد من التطورات عبر العصور المختلفة، فصار هناك تعريفات تخص العصور القديمة لها، وهناك تعريفات دخلت لتطور مفهوم التربية وعناصره مما يمكن أن نطلق عليها تطور مفهوم التربية في العصور الحديثة، أما اختلاف المفهوم عبر العصور والمفكرين المختلفين من الممكن أن نقوم بسرده كالتالي:-

مفهوم التربية عند أفلاطون

يقول الفيلسوف اليوناني أفلاطون “أن التربية هي كل الأشياء التي تضفي على الجسم والنفس كل جمال وكمال ممكن لها”.

مفهوم التربية عند رفاعة الطهطاوي

يقول المفكر العربي رفاعة الطهطاوي “أن التربية هي التي تقوم ببناء خلق الطفل على ما يليق بالمجتمع الفاضل،وتمكّنه من مجاوزة ذاته للتعاون مع أقرانه على فعل الخير”.

مفهوم التربية عند ساطع الحصري

“أن التربية هي تنشئة الفرد قويّ البدن، حسن الخلق، صحيح التفكير، محبّاً لوطنه، معتزاً بقوميّته، مدركاً واجباته، مزوَّداً بالمعلومات اللازمة له في حياته”.

مفهوم التربية عند هربرت سبنسر

يعرف هربرت سبنسر التربية بأنها “إعداد الفرد ليحيى حياةً كاملةً”.

مفهوم التربية عند جود ديوي

يعرف جود ديوي التربية بأنها “هي الحياة وهي عمليّة تكيّف بين الفرد وبيئته”

مفهوم التربية عند إسماعيل القباني

يقول إسماعيل القباني “أن التربية هي مساعدة الفرد على تحقيق ذاته حتى يبلغ أقصى كمالاته الماديّة والروحيّة في إطار المجتمع الذي يعيش فيه”.

أما المفاهيم الحديثة عن التربية فهي لا تختلف عن المفاهيم القديمة حول أن التربية ترتبط بالمفاهيم الأخلاقية والقيم والمبادئ، لكن التحديث جاء حول ربط التربية بعوامل التقدم والتطور، ومن المفاهيم الحديثة للتربية الآتي:

  • التعريف الأول”يقول بأن التربية هي عملية يحدث فيها تفاعل وتكيف بين الأفراد وبين البيئة والمجتمع الذي يعيشون فيه”.
  • التعريف الثاني “التربية هي مجموعة من الخطوات المنظمة والمنسقة من أجل نقل المعرفة، وخلق القابليات وتنشئة الأفراد والسعي بهم نحو فكرة المثالية والكمال، وذلك يشمل كل نواحي الحياة وجوانبها”.
  • التعريف الثالث “التربية هي الأفعال والقيم التي تخص الفرد في كل النواحي المتعلقة بتكوين شخصيته، وتسير به نحو مفهوم الكمال، وتعمل على مده بالأنماط والسلوكيات التي يتفاعل بها مع المجتمع حوله”.

الأهداف التي تعمل النظم التربوية على تحقيقها

كما وضحنا في النقاط السابقة أهمية التربية ومفاهيمها المختلفة عبر العصور، فيجب معرفة الأهداف التي يتم وضع نظم التربية المختلفة لكي تعمل على تحقيقها، وهي كالآتي:-

تأهيل وتدريب الأفراد

ويشمل تأهيل الأفراد العديد من الجوانب، مثل التأهيل الديني والأخلاقي والتأهيل العلمي والنفسي.

أهداف تنموية

فصلاح تربية الأفراد على السلوكيات الهامة للتعامل مع المجتمع وموارده من أهم العناصر التي تعمل على تحقيق الأهداف التنموية للمجتمع.

أهداف علمية

وهي تهدف إلى نقل المعارف العملية المختلفة بين الأفراد وذلك للعمل على التقدم العلمي للمجتمع.

Leave a Reply