سلام الراسي- من كتاب حيص بيص ص46
الهندام على قد المقام
الأدب الشعبي يرمز الى العادات التقاليد ومنها اللياقة التي امتاز بها الشعب اللبناني.
فخلال عملي كموظف في المصلحة الوطنية للتعمير، ذهبت يوماً في مهمة الى احدى قرى البقاع الغربي، ودخلب الى بيت المختار، حيث استقبلني ابنه وادخلني الى غرفة الاستقبال، وولج باباً داخلياً ونادى أباه.
فحضر المختار، وكان يلبس شروالاً وقميصاً – الدنيا صيف- وسلم وحملق في وجهي، كأنه يريد ان يعرف من أنا وما هو شأني، في اقصر وقت ممكن.
قلت:
أنا سلام الراسي موظف في المصلحة الوطنية للتعمير.
قال: تشرفنا، ونادى ابنه.
يا صبي، اعطني الجاكيت!
ولبس الجاكيت وجلس متقلقزاً.
ثم قلت له انني محول بتمليك البيوت الشعبية التي بنتها الدولة في قريته، فقال: زدنا شرف، ونادى ابنه مجدداً.
يا صبي، هات العباية!
وعبأ نفسه بالعباءة وجلس قبالتي محتشماً وقال:
أمر سيدنا!
قلت:
عفواً، ولكني اسألك فقل لي، لقد استقبلتني بالقميص، ولما علمت انني موظف لبست الجاكيت وعندما علمت أهمية مهمتي لبست العقاءة، فما هو السبب؟
قال:
ولو، سلامة معرفتك، الهندام على قد المقام.
ارسال تعليق جديد