عندما تفكّرون في اليقطين، ما الذي يخطر في بالكم؟ مجرّد تفريغه وتزيينه وملئه بالشموع، أو السكاكر والحلويات عند الإحتفال بعيد البربارة؟ إعلموا إذاً أنكم تجهلون معلومات كثيرة وتفوّتون عليكم فوائد صحّية عظيمة.
الخبر الأول الجيّد هو أنّ اليقطين متعدّد الإستعمال، وبالتالي يستطيع إرضاء كلّ الأذواق! كيف لا وهو يدخل في المربّى، والبوظة، والحساء، والكبّة، والمشاوي، والعصير، والحلويات؟
أمّا ثانياً والأهمّ فهي النتائج المذهلة التي كشفتها الأبحاث العديدة التي حلّلت العناصر الغذائية الموجودة في اليقطين، والأدوار المتعدّدة التي يلعبها على الصعيد الصحّي. وفي هذا السِياق، شدّدت إختصاصية التغذية، جانين عوّاد الجميّل على «ضرورة إدخال هذا الطعام إلى غذائكم اليومي على مدار السنة، وليس فقط خلال فصلَي الخريف والشتاء نظراً إلى خصائصه الثمينة التي تنعكس إيجاباً على الجسم».
وعرضت في ما يلي أبرز المنافع التي ستمنحونها لأجسامكم إذا حرصتم على تناول اليقطين بإعتدال وإنتظام:
الحفاظ على رؤية سليمة
اللون البرتقالي البرّاق الذي يتميّز به اليقطين يأتي من مادة بيتا كاروتين المُضادة للأكسدة التي يحوّلها الجسم إلى الفيتامين A الذي لا غنى عنه لرؤية صحّية، خصوصاً عندما تكون الإضاءة خافتة. كلّ كوب من اليقطين المطبوخ يؤمّن أكثر من 200 في المئة من الإحتياجات اليومية للفيتامين A، ما يجعله خياراً ممتازاً لصحّة مثالية.
كذلك يحتوي اليقطين مادتين مُضادتين للأكسدة هما «Lutein» و«Zeaxanthin» يُعتقد أنهما تساعدان على الوقاية من إعتام عدسة العين، لا بل قد تساهمان أيضاً في إبطاء نموّ الضمور البقعي.
ضمان بشرة شابة
لا شكّ في أنّ تناول اليقطين يساعد على ضمان بشرة شابة، والفضل يعود إلى البيتا كاروتين التي تحمي الجلد من أشعة الشمس فوق البنفسجية المسبّبة للتجاعيد. كذلك يمكن إستخدامه على شكل ماسك لتقشير البشرة ومنحها النعومة اللازمة. المطلوب مزج ربع كوب من اليقطين المهروس مع بيضة، وملعقة كبيرة من العسل، وأخرى من الحليب ثمّ تطبيقه على البشرة والإنتظار لعشرين دقيقة قبل شطفه بمياه دافئة.
خسارة الوزن
يحتوي كلّ كوب من اليقطين 3 غرامات من الألياف وفقط 49 كالوري، ما يُبطئ الهضم ويضمن الشبع لوقت أطول وبوحدات حرارية أقلّ. أظهرت كلّ الأبحاث أنّ الغذاء الغني بالألياف يساعد الأشخاص على إستهلاك كمية أقلّ من الطعام، وبالتالي التخلّص من الكيلوغرامات الزائدة.
كذلك وجدت إحدى الدراسات عام 2009 أنّ الأشخاص الذين تناولوا تفاحة كاملة قبل الغداء إستهلكوا وحدات حرارية أقلّ أثناء الوجبة الغذائية مقارنةً بنظرائهم الذين حصلوا على شراب التفاح، بما أنّ الألياف موجودة تحديداً في القشرة.
وفي ما يخصّ الأشخاص الذين يحبون كثيراً الحلويات ولا يجدون البديل المناسب لتفادي الدهون الإضافية التي تدخل أجسامهم، يمكنهم تناول نحو ملعقتين من مربّى اليقطين مرّة إلى مرتين في الأسبوع، الأمر الذي يساعدهم على تزويد أجسامهم بالسكريات من دون التسبب بزيادة الوزن.
حماية القلب
تحتوي المكسّرات والبذور، بما فيها بذور اليقطين، طبيعياً كمية عالية من الكيماويات النباتية المعروفة بالـ»Phytosterols» التي تبيّن أنها تُخفّض معدّل الكولسترول السيّئ (LDL) في الدم، وبالتالي تقي من أمراض القلب.
خفض خطر السرطان
سبق وأن أشرنا إلى أنّ البيتا كاروتين مفيدة للعين والبشرة، ولكن هذا ليس كلّ شيء، فهي أيضاً تحارب السرطان! توصّلت الدراسات إلى أنّ الغذاء الغني بهذه المادة قد يقلّص خطر التعرّض لبعض أنواع السرطان، بما فيها الرئة والبروستات. فضلاً عن أنّ الفيتامينين A وC يعملان بمثابة فريق دفاع للخلايا ضدّ الجذور الحرّة المُحفّزة للسرطان.
تحسين المزاج
تُعتبر بذور اليقطين غنية بالحامض الأميني «Tryptophan»، الموجود أيضاً في الحبش، والذي يُعتبر مهمّاً في إنتاج الناقل العصبي السيروتونين الذي يلعب دوراً أساساً في تحسين المزاج.
تعزيز الجهاز المناعي
هل تبحثون عن وسيلة لمحاربة الأمراض وتقوية جهازكم المناعي؟ إستعينوا باليقطين! الكمية الكبيرة من الفيتامين A التي يحتويها تساعد الجسم على محاربة العدوى، والفيروسات، والأمراض. كذلك فإنّ زيت اليقطين يساعد على مواجهة التهابات بكتيرية وفطرية متنوّعة. فضلاً عن أنّ اليقطين يؤمّن نحو 20% من الإحتياجات اليومية للفيتامين C، ما يساعد على التعافي من نزلات البرد بشكل أسرع.
إستعادة الطاقة بعد الرياضة
قد تعتقدون أنّ الموز وحده يُعدّ بمثابة «Energy Bar» طبيعي بعد الحصّة الرياضية، لكن تبيّن أنّ كوباً من اليقطين المطبوخ يملك جرعة أعلى من معدن البوتاسيوم الذي لا غنى عنه لإستعادة الطاقة، فتبلغ 564 ملغ مقارنةً بـ422 ملغ للموز. اللافت أنّ كمية قليلة إضافية من البوتاسيوم تساعد على إستعادة توازن الجسم من الأملاح بعد التمارين الشديدة، وتُبقي العضلات تعمل بأقصى فاعلية.
علاج السكري
من خلال الإختبارات العلميّة تبيّن أنّ اليقطين يخفّض مستويات السكر في الدم، ويحسّن القدرة على تحمّل الغلوكوز، ويرفع كمية الإنسولين التي ينتجها الجسم. بالتأكيد المطلوب إجراء مزيد من الأبحاث للتأكّد من صحّة هذه النتيجة قبل الجزم بأنّ منافع اليقطين تُطاول مرضى السكري. لكن على أيّ حال، إذا كنتم تشكون من هذا الداء إعلموا أنّ تناول اليقطين لن يضرّكم.
قيمته الغذائية
وأخيراً عرضت عوّاد القيمة الغذائية لليقطين وبذوره، فقالت إنّ «كلّ 100 غ من اليقطين المطبوخ تحتوي تقريباً 26 وحدة حرارية، و0,9 غ من البروتين، و6,3 غ من النشويات، و0,1 غ من الدهون، و1,4 غ من الألياف.
أما بالنسبة إلى بذوره، فكلّ 6 غ عبارة عن ملعقة كبيرة تحتوي 72 سعرة حرارية، و3 غ من البروتين، و8,7 غ من النشويات، و3,2 غ من الدهون، و1 غ من الألياف».
ودعت إلى «تناوله بإنتظام وبمختلف أشكاله للحصول على كلّ ميزاته الذهبية المذكورة، وإعتباره من المصادر النباتية المهمّة لتغذية الجسم، وتقوية الصحّة، والحفاظ على الرشاقة».
سينتيا عواد / الجمهورية
ارسال تعليق جديد