في عالم يسعى فيه الإنسان لتعزيز قدراته الذهنية وتحسين التركيز والذاكرة، قد تكون الإجابة أقرب بكثير مما نتصور… إنها ببساطة: شرب الماء!
ففي دراسة حديثة أجراها باحثون بريطانيون، تبيّن أن شرب الماء لا يُعد فقط ضروريًا لترطيب الجسم، بل هو من أسهل وأسرع الطرق لتحفيز الدماغ وتحسين الأداء الذهني.
الماء يغذي الدماغ وينشّطه بنسبة 14٪
الدراسة التي نُشرت نتائجها بعد اختبارات دقيقة أجريت على 34 شخصًا من الجنسين، أظهرت أن شرب الماء خلال اليوم يُحسّن وظائف الدماغ بنسبة تصل إلى 14٪. وقد قام الباحثون بإجراء التجربة على مرحلتين:
- المرحلة الأولى: أُجريت بعد تناول وجبة إفطار غنية بالحبوب الكاملة، بدون ماء.
- المرحلة الثانية: أُجريت بعد تناول نفس الوجبة، لكن مع شرب كمية معتدلة من الماء.
النتائج؟
أظهر المشاركون تحسنًا واضحًا في الاستجابة والسرعة الذهنية بعد شرب الماء مقارنةً بالمرحلة الأولى، ما يؤكد أن الدماغ يعمل بكفاءة أعلى عندما يكون الجسم مرطبًا.
اقرأ أيضًا:
الفرق بين Apple Music و Spotify: أيهما الأفضل لك؟
علاج حصى المرارة بالأعشاب الطبية
️ لماذا يؤثر الماء على نشاط الدماغ؟
العلماء فسروا هذه النتائج بالتركيز على منطقة في الدماغ تُعرف باسم القشرة الجبهية الأمامية، وهي المسؤولة عن اتخاذ القرار، الانتباه، وسرعة المعالجة الذهنية.
عند انخفاض مستوى الترطيب في الجسم، يشعر الدماغ بالتوتر في المناطق المسؤولة عن العطش، مما يؤدي إلى:
- تشتيت التركيز
- إبطاء معالجة المعلومات
- انخفاض القدرة على التفكير المنطقي
أما عند شرب الماء، ينخفض التوتر العصبي، وتتحرر هذه المناطق لتعود إلى أداء وظائفها بكفاءة أعلى.
شرب الماء ليس مرتبطًا فقط بالعطش!
من المثير في هذه الدراسة أن الباحثين شددوا على نقطة هامة:
“شرب الماء يجب أن لا يُعتمد فيه فقط على الشعور بالعطش، بل يجب أن يكون عادة يومية ثابتة للحفاظ على نشاط الدماغ وكفاءة الجسم.”
لماذا؟
- أحيانًا يفقد الجسم الماء من خلال التعرّق أو التنفس دون أن يُصدر إشارات عطش واضحة.
- بعض الناس، خاصة كبار السن، يفقدون الإحساس بالعطش مع التقدم في العمر، ما يعرضهم لخطر الجفاف العقلي والبدني دون أن يشعروا.
ما هي الكمية المثالية من الماء يوميًا؟
يُوصي الباحثون بأن لا تقل كمية الماء التي يشربها الإنسان يوميًا عن 1.5 لتر، أي ما يعادل:
- حوالي 6–8 أكواب من الماء النقي
- مع إمكانية زيادة الكمية في حالات:
- الطقس الحار
- النشاط البدني
- تناول الأطعمة المالحة
- أو في حال الإصابة بالحمى أو الإسهال
يفضل شرب الماء على دفعات صغيرة خلال اليوم، وعدم الانتظار للشعور بالعطش الشديد.
متى يكون شرب الماء أكثر فائدة؟
وفقًا لتوصيات الباحثين، فإن أفضل وقت لشرب الماء لتعزيز النشاط الذهني هو:
- قبل وجبات الطعام بـ15–30 دقيقة: حيث يُساعد في تهيئة الجهاز الهضمي ويزيد من الاستيعاب.
- بعد الاستيقاظ مباشرة: لتعويض فقدان السوائل خلال النوم وتنشيط الدورة الدموية.
- أثناء فترات العمل والدراسة: لتعزيز التركيز والحد من التعب العقلي.
- قبل أداء المهام الذهنية أو الامتحانات: لدعم الأداء العقلي وتقليل التوتر.
كيف يؤثر الجفاف على الدماغ؟
حتى نقص بسيط في مستوى السوائل (2٪ فقط من وزن الجسم) قد يؤدي إلى:
| العرض | التأثير |
|---|---|
| الصداع | بسبب انخفاض ضغط الدم في الأوعية الدماغية |
| ضعف التركيز | نتيجة بطء نقل الإشارات العصبية |
| تقلبات المزاج | بسبب اختلال التوازن الكيميائي في الدماغ |
| انخفاض الأداء المعرفي | صعوبة في حل المشكلات واتخاذ القرار |
مصادر إضافية للترطيب
إذا كنت تجد صعوبة في شرب الماء النقي طوال اليوم، يمكنك الاستعانة بمصادر أخرى للترطيب:
- الفواكه: مثل البطيخ، الشمام، البرتقال
- الخضروات: الخيار، الخس، الكرفس
- المشروبات الطبيعية: ماء جوز الهند، الأعشاب المنقوعة (دون سكر)
لكن تبقى الماء النقي هو الخيار الأفضل والأسرع لترطيب الدماغ والجسم.
✅ خطوات عملية لتحفيز نفسك على شرب الماء
- احمل زجاجة ماء معك دائمًا.
- ضع تنبيهًا على هاتفك كل ساعة لتذكيرك.
- أضف شرائح الليمون أو النعناع لتحسين الطعم.
- اشرب كوبًا من الماء قبل كل وجبة.
خلاصة: الماء سر الذكاء والانتباه
إذا كنت تبحث عن وسيلة بسيطة لتحسين تركيزك، تعزيز ذاكرتك، وتقوية وظائفك الذهنية، فلا تبحث بعيدًا. ابدأ بشرب كوب من الماء!
فكما أثبتت الدراسة البريطانية، شرب الماء لا ينعش الجسم فقط، بل يمنح الدماغ دفعة قوية من النشاط والوضوح الذهني. والجميل أنه متوفر، طبيعي، وخالٍ من أي آثار جانبية.
اجعل من شرب الماء عادة يومية، وراقب كيف يتغير أداؤك العقلي وحالتك المزاجية نحو الأفضل.
تابعنا على Facebook