تجربة فريدة: باحث في ستانفورد يصوّر دماغه 78 ألف مرة لاكتشاف تأثير القهوة
مقدمة
لا تقتصر أهمية القهوة على نكهتها الفريدة أو طقوس شربها الصباحية، بل تمتد لتأثيرها العميق على الدماغ والوظائف الإدراكية. من هذا المنطلق، أجرى الباحث روسيل بولدراك من جامعة ستانفورد الأميركية تجربة علمية غير مسبوقة على نفسه، ليكشف عن تأثير القهوة من خلال مراقبة التغيرات التي تحدث في دماغه بفعل الكافيين.
تفاصيل التجربة
على مدار 18 شهرًا، خضع بولدراك لجلسات متكررة من أشعة الرنين المغناطيسي الوظيفية (fMRI) بمعدل مرتين أسبوعيًا، لمدة 10 دقائق في كل جلسة. وخلال كل جلسة، التُقطت صورة واحدة لدماغه كل ثانية، ما نتج عنه 600 صورة للجلسة الواحدة. بذلك، بلغ عدد الصور الكلي نحو 78,000 صورة، ما جعل دماغه الأكثر توثيقًا في العالم من حيث التصوير العصبي.
ولم تقتصر التجربة على التصوير فقط، بل أجرى أيضًا تحليل دم أسبوعي لتقييم مستويات الكافيين والتغيرات الفسيولوجية المصاحبة له.
اقرأ أيضًا:
القهوة المنزوعة الكافيين هل هي أفضل لك؟
أجواء صيفية في منزلك: بخطوات بسيطة استقبل عبير الصيف في بيتك
إخفاء الملفات في Windows 11: أفضل الطرق لحماية بياناتك
مرهم الفلفل الحار لعلاج الدوالي اصنعه في المنزل
تابعنا على Facebook
أبرز نتائج الدراسة
1. تعزيز الاتصال بين الخلايا العصبية
أظهرت النتائج أن استهلاك القهوة أدى إلى زيادة الترابط العصبي في الدماغ، وهو ما يساعد على:
- تحسين سرعة معالجة المعلومات.
- زيادة تركيز الفرد.
- تعزيز القدرة على التفكير المنطقي واتخاذ القرار.
2. ثبات واستقرار وظائف الدماغ
لاحظ بولدراك أن الكافيين ساعد في استقرار الأداء العقلي وتقليل التقلبات الإدراكية، مما يعني أن الأشخاص الذين يشربون القهوة بانتظام يتمتعون بـ:
- تركيز ذهني مستقر.
- قدرة عقلية أكثر اتساقًا.
- تقليل الشعور بالإجهاد العقلي.
3. تأثير نقص الكافيين على الحواس
ومن بين الملاحظات المثيرة، أن انخفاض مستويات الكافيين في الجسم أدى إلى تدهور بسيط في الحواس المرتبطة بـ:
- البصر.
- اللمس.
وهذا يفسّر الشعور بـ”الضبابية الذهنية” أو ضعف الإدراك الحسي الذي يعاني منه البعض عند التوقف المفاجئ عن شرب القهوة.
4. دور المناعة والالتهابات
كشفت التحاليل أيضًا أن مستوى الالتهابات في الجسم، بالإضافة إلى حالة الجهاز المناعي، لهما تأثير مباشر على نشاط الدماغ، حيث لاحظ الباحث أن فترات الالتهاب أو انخفاض المناعة رافقها تراجع في الأداء العقلي.
دماغ أكثر ذكاءً من المتوقع
في ختام تجربته، أشار بولدراك إلى أن الكم الهائل من البيانات أظهر تفوقًا ملحوظًا في قدرات دماغه، مما دفعه للمزاح بالقول إنه يمتلك دماغًا أكثر ذكاءً مما كان يظن.
ماذا تعني هذه النتائج لعشاق القهوة؟
إذا كنت من محبي القهوة، فإن هذه التجربة تقدم لك أدلة علمية على أن الكافيين ليس فقط محفزًا مؤقتًا، بل قد يملك تأثيرات إيجابية طويلة الأمد على:
- الأداء الإدراكي.
- استقرار الدماغ.
- تقليل التدهور المعرفي المرتبط بالتقدم في السن.
لكن من المهم الاعتدال، فالاستهلاك المفرط قد يؤدي إلى أعراض جانبية مثل الأرق والقلق، خصوصًا عند من لديهم حساسية للكافيين.
خلاصة
تجربة روسيل بولدراك فتحت الباب أمام فهم أعمق لعلاقة القهوة بصحة الدماغ، وربما تشجع المزيد من الباحثين على إجراء تجارب مماثلة على المستوى الفردي. وفي الوقت نفسه، تؤكد النتائج أن فنجان القهوة الصباحي قد يكون بالفعل أكثر من مجرد عادة… إنه جرعة دعم عصبية وذهنية يومية.