تشتت الانتباه وعدم التركيز بسبب العوامل البيئية
يفتقد الإنسان القدرة على التركيز بأسباب بيئية وغير بيئية، ومن أسباب تشتت الانتباه الظروف البيئية المحيطة ومدى تأثيرها على الإنسان إلى حد ضعف التركيز أو انعدامه، نتيجة للمؤثرات الصوتية مثل نفير سيارات النقل والقطارات التي تسبب انزعاجًا للمستمع لها، وكذلك الاستخدام الضوئي والذي يتسبب في استحالة الرؤية لقائدي السيارات نتيجة استخدام إضاءات قوية مباشرة من قائدي الحافلات والسيارات الذين لا يعيرون اهتماما لقواعد السلامة المرورية التي تمس بأمن الطريق وبأمن المارة فيه من قادة المركبات أو العابرين للطريق، وتتسبب أدوات التنبيه الضوئية والصوتية بسوء استخدامها في وقوع حوادث بالطرق السريعة بين المدن وبالطرق الداخلية بها نتيجة تشتت الانتباه وسوء الاستخدام لهذه الأدوات من قادة المركبات فتقع خسائر مادية بالسيارات والحافلات، كما تقع خسائر بشرية نتيجة حدوث إصابات تتفاوت بين الكسور وحالات العجز الحركي أو السمعي أو الإدراكي وحالات الوفاة، وتعتبر حوادث الطرق من الأسباب الأولى للوفيات في مدن العالم وفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية.
ضعف التركيز للعامين بمناطق العمل الخطرة مع غياب وسائل الاتصال
- تقع حوادث في مناطق الضوضاء والتي ينشأ عنها ضعف الاتصال السمعي والبصري كما في مناطق المحاجر والمناجم والتعدين والتنقيب حيث يتسبب ضعف الاتصال في وقوع حوادث وعدم الشعور بالإصابات إلى حد هلاك المصابين لعدم استماع العاملين بهذه المناطق لاستغاثة المصابين أثناء العمل بالمناطق عالية الضوضاء والغبار وضعف الرؤية، لذلك فإن أجهزة الاتصال الحديثة سواء اللاسلكي أو أجهزة المحمول صارت وسيلة من وسائل الأمان الشخصي للعاملين في هذه المناطق الخطرة، على الرغم من أن أجهزة المحمول خارج هذه المناطق الصناعية الخطرة تمثل مخالفة مرورية تعرض سلامة قائدي المركبات والمارة للخطر بالطرق السريعة بين المدن وكذلك في الطرق الداخلية للمدن، وخاصة أمام أماكن التجمعات البشرية مثل المستشفيات والمدارس وإشارات عبور المارة بالطرقات، وبسبب انشغال بعض قائدي السيارات بالمحمول وضعف تركيزهم أثناء قيادتهم لمركباتهم على الطريق، وقعت الكثير من الحوادث نتيجة الاستهانة بقواعد تأمين سلامة المرور وحق المارة في تأمين عبورهم الآمن.
- وهو الأمر الذي صدرت بسببه تشريعات لتغليظ العقوبات العقابية من مدة الحبس العقابية والغرامات المالية، وصار من المألوف رؤية بعض المطبات والمزالق المصطنعة: وهي عوائق أرضية منخفضة أو مرتفعة فوق سطح الأرض بعرض الطريق لإجبار السيارات على تخفيف سرعتها بغرض حفظ سلامة العابرين من المشاة والمارة من اصطدام السيارات السريعة بهم.
علاقة المسئولية المهنية بالانتباه والتركيز
- من الأخطاء المهنية في المجال الطبي في التشخيص أو العلاج هو عدم الانتباه بشكل كافي لبيانات المريض وتقدير المسئولية لتجنب أي عائق يحول دون التركيز أو يتسبب في تلقي بيانات خاطئة عن المريض يترتب عليها أخطاء عديدة، كما في حالات المختبرات الطبية واختلاط العينات بين بعض المرضى بطريق الخطأ قبل ترقيمها بالكود الرقمي الخاص بالمريض ووضع هذا الكود على العينات الخاصة بالمريض بشكل صحيح.
- كما تقع أخطاء في الإجراءات الطبية مثل إجراء بعض الجراحات للأوعية الدموية أو العيون والتي يجب تحديد الجهة التي يتم إجراء الجراحة بها سواء كانت بالجهة اليمنى أو بالجهة اليسرى من الجسم حتى لا تجرى الجراحة في الموضع الخطأ.
- وفي الحديث المشهور عن أبي بكرة نفيع بن الحارث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا يقضي القاضي وهو غضبان، وفي صحيح مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا يَحْكُمْ أحَدٌ بيْنَ اثْنَيْنِ وهو غَضْبانُ، وفي الفقه الشافعي من المكروه للقاضي أن يقضي في حال غضب وجوع وشبع مفرطين وفي كل حال يسوء خلقه فيه كالمرض، ومدافعة الأخبثين، وشدة الحزن، والسرور، وغلبة النعاس، والمقصود من ذلك أن يكون القاضي في حالة من السكينة تجعله بعيدا عن أي انفعال حتى يستجلي الحقيقة دون أي تأثير سلبي يؤثر على حالته النفسية والفكرية، ولذلك جاز للقاضي أن يتنحى عن نظر القضية إذا استشعر الحرج لأي سبب ما.