أعراض القولون العصبي النفسي
إذا كنت من تعاني من آلام غير معروفة في القولون والأمعاء وباقي مناطق الجهاز الهضمي، فإن متلازمة القولون العصبي النفسي قد تكون من أسباب هذه الآلام، فقد أظهرت الدراسات الطبية أن نحو 15% من الشباب حول العالم يعانون من هذه المتلازمة، كما تزيد نسبة الإصابة لدى النساء أكثر منها لدى الرجال، ومع ذلك فقد أكدت الدراسات أن الأسباب غامضة وغير معروفة طبياً بشكل كامل.
في هذا المقال؛ تعرف معنا على أهم مظاهر وأعراض القولون العصبي النفسي وطرق علاجه.
متلازمة القولون العصبي النفسي .. لا تزال الأسباب غامضة
على الرغم من أن الدراسات الطبية أكدت أن متلازمة القولون العصبي النفسي الذي يصيب عدد كبير من الفئات العمرية لا سيما الشباب حول العالم، إلا أن الأسباب لازالت غامضة وغير معروفة بشكل طبي كامل، وكل الأسباب الذي عددتها الدراسات الطبية ما هي إلا بعض الاستنتاجات و الفرضيات العلمية التي من الممكن أن يثبت العلم عدم صحتها.
ومن أهم هذه الفرضيات:
- الاضطرابات العصبية والنفسية: من أكثر الفرضيات العلمية التي أكد من خلالها العلماء ارتباط أعراض القولون النفسي والعصبي مع الاضطرابات في الجهاز العصبي المركزي والخلل في التوازن العصبي لدى المريض، فهل هذه الفرضية لها وجاهة علمية؟
في الحقيقة لقد أثبت العلماء من خلال الإشارت الكهربية الزائدة في المخ أثناء إصابة القولون بالألم، ارتباط الخلل في وظائف القولون بالخلل في الأعصاب و بالتالي زيادة في استجابة المنبهات الطبيعية في المخ. - الحساسية الحشوية: أظهرت الدراسات والتجارب أن مرضى القولون العصبي النفسي يعانون من تهيجات عصبية بسبب التنبيهات الحشوية داخل الأمعاء، وهذه التنبيهات والاستجابة تزداد مع وصول الطعام إلى الأمعاء وبشكل خاص في منطقة الأعور، وبالتالي تبدأ الأعراض في الظهور.
- النشاط الكهربائي الزائد في عضلات الأمعاء: حيث أظهرت التجارب أن عضلات الأمعاء تتعرض بشكل رئيسي للعديد من الانقباضات والنشاط الكهربائي بسبب التعرض لمؤثر ما، خاصة بعدما تعرضت للتنبيه الحشوي داخل الجهاز الهضمي، وهو ما يعني ظهور أعراض المرض.
- تتداخل أعراض القولون العصبي النفسي مع أمراض أخرى مثل آلام الظهر والصداع الحميد والتهابات الأنسجة الضامة.
هذه عن الفرضيات العلمية التي تحدثت عن المتلازمة، فماذا عن الأعراض؟
4 مظاهر رئيسية تمثل أعراض القولون العصبي النفسي
هل تتعرضين لآلام شديدة في البطن بعد التعرض لموقف سلبي ما؟
قد تكون تلك إشارة واضحة لإصابتكِ بمتلازمة القولون العصبي النفسي، فإن 70% من المرضى حول العالم من الإناث، خاصة فوق سن الخامسة والأربعين، وتشكل الأعراض الرئيسية آلام واضطرابات في البطن بشكل عام، لكن هل هذه هي المظاهر الحقيقية لهذا المرض؟
في الحقيقة أن خطورة القولون العصبي النفسي تكمن في عدم وجود خلل وظيفي كباقي أمراض الجهاز الهضمي، بل إن العلامات والأعراض متشابهة مع العديد من الأمراض مما يعني عدم معرفة حقيقية بطبيعة هذه المتلازمة وأسبابها كما تناولناها في السابق، لكن على أية حال؛ هناك العديد من العلامات التي نتعرف من خلالها على الإصابة بهذه المتلازمة وهذه الأعراض هي:
آلام البطن العامة .. نوبات متقطعة تختلف في شدتها
تتمثل آلام البطن العامة في وجود نوبات متقطعة سواء ليلاً أو نهاراً وتختلف شدتها من مريض إلى آخر، فقد تكون خفيفة في بعض الأحيان وقد تكون شديدة في حالات وأحيان أخرى، وفيما يلي نتعرف على بعض خصائص تلك النوبات:
- تكون النوبة على هيئة آلام قوية في الأمعاء.
- تتكرر النوبات غالباً بالنهار لأنها ترتبط بالطعام، وتختفي ليلاً بسبب النوم، لكن في بعض الحالات قد تتكرر النوبة ليلاً وفي أغلب الأحيان هذه علامة على شدة المرض.
- تزداد النوبات عند التعرض لاضطرابات نفسية وعصبية.
- تزداد لدى الإناث وقت الدورة الشهرية.
الاضطرابات المعوية الشديدة
يعاني مريض القولون العصبي النفسي للعديد من الاضطرابات المعوية نتيجة للإصابة بهذا المرض، وهذه الأعراض من أهم علامات متلازمة القولون العصبي وتتمثل هذه الأعراض في:
- نوبات الإسهال الشديدة: تحدث تلك النوبات نهاراً ونادراً ما تحدث ليلاً، وترتبط نوبات الإسهال بشكل مباشر بالاضطرابات العصبية والنفسية التي قد يتعرض لها المريض.
- نوبات الإمساك: بسبب زيادة التشنجات العصبية في الأمعاء المرتبطة بمرور الطعام، يزداد الإمساك الذي قد يستمر فترة من الزمن، مما يضطر المريض استخدام المليّنات لتسهيل حركة الأمعاء، وفي غالب الأحيان يكون براز المريض جاف ومتماسك.
الانتفاخات الشديدة وزيادة التجشؤ
يعاني مرضى القولون العصبي النفسي من مظاهر انتفاخات الأمعاء التي تظهر من خلال زيادة الغازات والتجشؤ، وذلك بسبب الخلل في حركة الغازات داخل القولون، وهذه من الأعراض المباشرة لمتلازمة القولون العصبي النفسي.
التشابه مع أمراض الجهاز الهضمي العلوية
تتشابه أعراض القولون العصبي مع الجهاز الهضمي العلوي، حيث يعاني المريض من عسر الهضم والحرقة المستمرة في المعدة، وهذا يشير إلى تأثر باقي الجهاز الهضمي بهذا المرض.
3 نصائح رئيسية للتخفيف من مرض القولون العصبي النفسي
مرض القولون النفسي العصبي من الأمراض التي يصعب الشفاء منها، إلا أن هناك بعض النصائح الطبية التي تساعد على تخفيف أعراض المرض، وهذه النصائح هي:
وضع نظام غذائي صحي ومثالي
إن النظام الغذائي الصحي من شأنه يخفف من أعراض هذا المرض، وذلك من خلال تناول العناصر الغذائية المفيدة خاصة المليئة بالمياه مثل بعض الفواكه والخضراوات مثل البطيخ والتفاح، كذلك تناول العسل الطبيعي يعتبر غذاء رائع لمتلازمة القولون العصبي، وتناول الحليب وجميع مشتقاته، والأطعمة الغنية بالألياف الطبيعية.
كذلك يجب الابتعاد عن تناول السكريات والقهوة والملفوف والبقوليات لأنها من الأطعمة التي تزيد من أعراض المرض.
استخدام المليّنات
تقوم الملينات سواء الطبيعية التي توجد في الأغذية الغنية بالألياف، أو الصناعية الدوائية بتسهيل حركة الأمعاء وتحسين عمل البكتيريا النافعة داخل الأمعاء وبالتالي التخفيف من مظاهر الإمساك الناجم عن الإصابة بالقولون العصبي.
الابتعاد عن الاضطرابات النفسية
بسبب ارتباط متلازمة القولون العصبي بالاضطرابات النفسية والعصبية، فإنه يجب على المريض الابتعاد عن هذه الاضطرابات مع استخدام المهدئات النفسية بعد الرجوع للطبيب.
في النهاية؛ فإن هذا المرض من الأمراض المزمنة التي تستمر فترة طويلة من العمر، لذلك فإن التعايش معه هو أسلم الأمور خاصة عند متابعة الطبيب بشكل مستمر، وإتباع النصائح اللازمة للتخفيف من أعراض هذا المرض.