النوم المفرط والجلوس الطويل: دراسة تحذّر من خطر الموت المبكر
دراسة أسترالية حديثة تحذر من أن النوم لأكثر من 9 ساعات يوميًا مع الجلوس لفترات طويلة دون ممارسة الرياضة قد يزيد خطر الوفاة المبكرة بمقدار 4 أضعاف. إليك التفاصيل الكاملة ونتائج الدراسة المثيرة.
النوم المفرط والجلوس الطويل: عاملان قاتلان في صمت
في دراسة علمية حديثة أجراها باحثون في جامعة سيدني الأسترالية، تم الكشف عن أن الأشخاص الذين ينامون لأكثر من 9 ساعات يوميًا، ويجلسون لأكثر من 7 ساعات، ولا يمارسون نشاطًا بدنيًا كافيًا (أقل من 150 دقيقة في الأسبوع)، هم أكثر عرضة لخطر الموت المبكر بمقدار أربعة أضعاف مقارنة بمن يتبعون أسلوب حياة صحي ومتوازن.
اقرأ أيضًا:
تفسير الأحلام عن النوم مع العاشق
13 طريقة تساعد على النوم بسرعة
ما هو الهيل الأسود؟ فوائده وأضراره
ما هي المشروبات الغازية الدايت؟ أضرار ومكونات المشروبات الغازية الدايت
دليل شامل لاستخدام ChatGPT لكتابة المقالات بطريقة احترافية
نتائج الدراسة: القنبلة الصامتة في نمط حياتنا
أشارت الدراسة، التي تابعت حالة أكثر من 230 ألف شخص تزيد أعمارهم عن 45 عامًا، على مدار 6 سنوات منذ عام 2006، إلى أن ما يقرب من ثلث الوفيات خلال هذه الفترة كانت ناتجة عن أنماط سلوكية غير صحية، بما فيها:
- الإفراط في النوم
- الجلوس لفترات طويلة
- نقص النشاط البدني
- التدخين
- الإفراط في تناول الكحول
- النظام الغذائي السيء
وقد أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين اجتمعت لديهم كل هذه السلوكيات الستة المحفوفة بالمخاطر كانوا أكثر عرضة للوفاة المبكرة بمقدار 5 مرات مقارنة بالأشخاص الذين يتبعون نمط حياة صحّي يشمل التغذية المتوازنة، النشاط البدني المنتظم، والنوم المعتدل.
تفسير علمي محتمل
أوضحت الدكتورة ميلودي دينج، المؤلفة الرئيسية للدراسة، في بيان صحفي أن:
“الأدلة تتزايد في السنوات الأخيرة وتبين أن الكثير من الجلوس يعتبر أمرًا سيئًا لصحة الإنسان. كما بدأنا نلاحظ مدى تأثير طول فترات النوم المفرط على الصحة العامة.”
وأضافت:
“لكن هذه الدراسة هي الأولى من نوعها التي تبحث في الأثر التراكمي لهذه العوامل مجتمعة، وليس بشكل منفصل.”
وأكدت أن النوم لفترات طويلة قد لا يكون مجرد عادة سيئة، بل ربما يُشير إلى وجود حالة صحية خفية أو اضطراب داخلي لم يتم تشخيصه بعد.
الجلوس المفرط… عدو خفي في حياتنا اليومية
يعد الجلوس لفترات طويلة من السلوكيات اليومية التي تمُر دون أن يشعر الإنسان بخطورتها. فالكثير من الناس يقضون أغلب أوقاتهم خلف المكاتب أو أمام شاشات الحاسوب دون حركة، ما يؤدي إلى تباطؤ الدورة الدموية وزيادة احتمال الإصابة بأمراض القلب، السكري، والوفاة المبكرة.
دراسة أخرى أظهرت أن الجلوس لأكثر من 7 ساعات في اليوم دون فواصل حركية يرفع من مخاطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 30%، حتى لو كان الشخص غير مدخن ويتبع نظامًا غذائيًا جيدًا.
النوم الزائد: لا فائدة منه بعد حد معين
رغم أن النوم ضروري لتجديد الطاقة ودعم وظائف الجسم الحيوية، إلا أن النوم المفرط قد يحمل مخاطر تشبه قلة النوم. وتشير دراسات متعددة إلى أن النوم لأكثر من 9 ساعات يوميًا مرتبط بـ:
- زيادة مخاطر أمراض القلب.
- اضطراب في مستوى السكر في الدم.
- تراجع الأداء العقلي والقدرة على التركيز.
- خلل في الساعة البيولوجية للجسم.
ووفقًا للباحثين، فإن هذا النوع من النوم قد يكون عرضًا لحالة اكتئاب أو أمراض مزمنة غير مكتشفة مثل انقطاع النفس أثناء النوم (Sleep Apnea) أو اضطرابات الغدة الدرقية.
السلوكيات الستة القاتلة التي ترصدها الدراسة
- قلة النشاط البدني (أقل من 150 دقيقة أسبوعيًا).
- الجلوس لفترات طويلة (أكثر من 7 ساعات يوميًا).
- النوم لأكثر من 9 ساعات أو أقل من 6 ساعات.
- التدخين المنتظم.
- الإفراط في تناول الكحول.
- سوء النظام الغذائي (وجبات عالية الدهون والسكريات، قليلة الألياف).
تنويه: كل عامل من هذه العوامل على حدة له تأثير سلبي على الصحة، لكن اجتماع أكثر من عامل معًا يضاعف الخطر بشكل كبير.
نصائح لتفادي الموت المبكر بحسب الدراسة
إليك بعض التوصيات العملية التي أظهرتها نتائج الدراسة لتقليل خطر الوفاة المبكرة:
✅ احرص على النوم بين 7 و8 ساعات يوميًا.
✅ مارس الرياضة أو الحركة يوميًا لمدة 30 دقيقة على الأقل، حتى لو كانت مشيًا.
✅ قلل من ساعات الجلوس، وخذ فواصل حركية كل ساعة.
✅ اتبع نظامًا غذائيًا متوازنًا غنيًا بالخضروات، البروتينات، والحبوب الكاملة.
✅ امتنع عن التدخين والكحول قدر الإمكان.
خلاصة: التوازن هو سر الحياة الصحية
توصلت الدراسة إلى أن العادات اليومية التي قد نعتبرها “غير ضارة”، مثل الإفراط في النوم أو الجلوس الطويل، قد تكون ذات تأثير قاتل عند اقترانها بعادات أخرى غير صحية.
الحل ليس في المبالغة في أي سلوك، بل في تحقيق التوازن بين النوم، النشاط، والتغذية.
هل تنام أكثر من 9 ساعات يوميًا أو تعمل لساعات طويلة دون حركة؟ ربما حان الوقت لإعادة تقييم نمط حياتك قبل فوات الأوان.
تابعنا على Facebook