احذر هذا الدواء الشائع قد يجعلك بلا مشاعر!

شارك المقال

احذر: دواء شائع يقتل مشاعرك دون أن تدري! دراسة تحذر من الباراسيتامول


مقدمة

هل تخيّلت يومًا أن دواءً بسيطًا يُستخدم لتخفيف الصداع أو الحمى قد يؤثر على مشاعرك ويجعلك أقل تفاعلًا عاطفيًا مع العالم من حولك؟
ربما حان الوقت لإعادة التفكير في تناول الباراسيتامول، ذلك المسكّن الذي أصبح جزءًا من روتيننا اليومي لمواجهة الآلام الخفيفة.

تشير دراسات علمية حديثة إلى أن تأثير الباراسيتامول لا يقتصر فقط على الجوانب الجسدية، بل يتعداها ليؤثر على الاستجابات النفسية والعاطفية، ما قد ينعكس على علاقاتنا وتصرفاتنا اليومية دون أن ندرك السبب الحقيقي.


ما هو الباراسيتامول ولماذا يُستخدم؟

التركيب والاستخدامات الشائعة

اقرأ أيضًا:

كشف قدرة زهور قنطريون (Cnicus benedictus) نبات ذو خصائص طبية عديدة

فصيلة جديدة لكورونا في نيويورك .. 3 حقائق مكتشفة حول السلالة الجديدة لفيروس كورونا

مواصلة نشاط الغوص أثناء الوباء العالمي كوفيد 19 .. 5 حقائق حول نشاط الغوص

الباراسيتامول، والذي يُعرف أيضًا باسمه الطبي “أسيتامينوفين” (Acetaminophen)، هو دواء يُستخدم لتخفيف:

  • الحمى
  • الصداع
  • آلام العضلات الخفيفة
  • آلام المفاصل
  • أعراض البرد والإنفلونزا

يُعد من أكثر الأدوية استخدامًا في العالم، ويتوفر بدون وصفة طبية، ما يجعله شائعًا جدًا في الصيدليات والمنازل.


التأثير الجانبي المجهول: الباراسيتامول يبلّد المشاعر!

من تسكين الألم إلى تسكين العاطفة

وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة Psychological Science، فإن تناول الباراسيتامول لا يخفف فقط الألم الجسدي، بل قد يؤدي أيضًا إلى تبلّد في المشاعر، سواء كانت سلبية كالحزن، أو إيجابية كالفرح.

ويقول الباحثون إن هذا التأثير غير معروف عند غالبية المستخدمين، رغم أن الباراسيتامول يُستخدم منذ أكثر من 70 عامًا.


تفاصيل الدراسة الحديثة: اختبار المشاعر لدى متناولي الباراسيتامول

احذر هذا الدواء

التصميم التجريبي

أجرى فريق من الباحثين في جامعة “أوهايو” الأمريكية تجربة على 82 مشاركًا.
تم تقسيمهم إلى مجموعتين:

  • مجموعة تناولت جرعة من الباراسيتامول
  • ومجموعة أخرى تناولت دواءً وهميًا (Placebo)

ثم عُرضت على المشاركين صور منتقاة بعناية، تتنوع بين:

  • صور حزينة ومؤلمة مثل أطفال يعانون من المجاعة وسوء التغذية
  • صور مفرحة مثل أطفال يضحكون ويلعبون مع الحيوانات الأليفة

النتائج الصادمة

وجد الباحثون أن المجموعة التي تناولت الباراسيتامول أظهرت استجابات عاطفية أضعف بكثير من المجموعة الأخرى.
بمعنى آخر، كان المشاركون أقل تأثرًا بالحزن والفرح على حد سواء، وهو ما يدل على أن الدواء لا يُخدّر الألم فقط، بل يُخدّر المشاعر أيضًا.


مقارنة مع دراسات سابقة

تسكين الألم العاطفي: دراسة 2012

في عام 2012، أُجريت دراسة سابقة أفادت أن الباراسيتامول قد يكون له تأثير إيجابي في التخفيف من الألم النفسي، مثل الحزن الناتج عن الرفض الاجتماعي.
لكن الدراسة الحديثة ذهبت أبعد من ذلك، وأكدت أن الدواء قد يؤدي إلى نوع من اللامبالاة العاطفية، ما يجعل الشخص أقل حساسية تجاه المؤثرات العاطفية.


ما هو الفرق بين الباراسيتامول ومسكنات الألم الأخرى؟

مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية (NSAIDs) مقابل الباراسيتامول

معظم المسكنات الأخرى مثل:

  • الإيبوبروفين
  • الأسبرين
  • نابروكسين

تنتمي إلى فئة مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية، وتعمل عن طريق تقليل الالتهاب بالإضافة إلى تسكين الألم.

أما الباراسيتامول فهو لا يمتلك خصائص مضادة للالتهاب، وهذا يجعله أكثر أمانًا للمعدة ولا يسبب قرحًا أو نزيفًا معديًا، لكنه في الوقت نفسه قد يؤثر على الدماغ بطرق مختلفة.


التأثيرات الجانبية الخطيرة للباراسيتامول

التسمم الكبدي: العدو الخفي

رغم أن الباراسيتامول آمن عند استخدامه ضمن الجرعات الموصى بها، إلا أن الجرعة الزائدة منه تُعد السبب الأول للتسمم الكبدي في العديد من دول العالم.

الجرعة الآمنة للبالغين:

  • لا يجب أن تتجاوز 4000 ملغ يوميًا
  • وتُفضل الجرعة اليومية من 3000 ملغ أو أقل

تنبيه: تناول عدة أدوية تحتوي على الباراسيتامول بدون وعي قد يؤدي إلى تجاوز الجرعة القصوى دون قصد.


هل جميع المسكنات تبلّد المشاعر؟

حتى الآن، لا توجد دراسات كافية تُثبت ما إذا كانت جميع أنواع المسكنات تؤدي إلى نفس التأثير العاطفي الذي يُحدثه الباراسيتامول.
لكن الباحثين يخططون لتكرار نفس التجارب على أدوية مثل:

  • الإيبوبروفين
  • الأسبرين
  • المورفين (كمسكن مركزي)

للتأكد مما إذا كانت هذه ظاهرة عامة أو حالة خاصة بالباراسيتامول فقط.


ما الذي يعنيه هذا بالنسبة لك؟

التفكير قبل الاستخدام العشوائي

إذا كنت تتناول الباراسيتامول بشكل متكرر، سواء لعلاج الحمى، أو الصداع، أو آلام بسيطة،
فقد يكون من الأفضل أن تفكر في التأثيرات النفسية المحتملة، خاصة إذا لاحظت:

  • ضعفًا في التفاعل العاطفي
  • لا مبالاة تجاه الأحداث الحياتية
  • فقدان التعاطف أو الحماس

هذا لا يعني التوقف عن استخدام الدواء تمامًا،
ولكن استخدامه بحكمة، ومراعاة الجرعات، والتفكير في البدائل إن أمكن.


هل من بدائل طبيعية لتخفيف الألم والمزاج؟

في بعض الحالات، يمكن اللجوء إلى بدائل طبيعية تخفف من الألم الجسدي والنفسي معًا، مثل:

  • الزنجبيل: له خصائص مضادة للالتهاب
  • الكركم: يحتوي على الكركمين الذي يساعد في تقليل الألم
  • التمارين الخفيفة: تُحفّز هرمونات السعادة
  • اليوغا والتأمل: تقلل من التوتر وتخفف الانزعاج الجسدي
  • الكمادات الساخنة أو الباردة: حسب نوع الألم

الخلاصة: البساطة لا تعني الأمان دائمًا

الباراسيتامول يبدو دواءً بسيطًا وآمنًا، لكنه يحمل في طياته تأثيرات معقدة على الدماغ والنفس البشرية.

  • إنه لا يُسكن الألم فحسب، بل قد يُسكن أيضًا المشاعر.
  • تأثيره لا يُلاحظ فورًا، لكنه قد يظهر بشكل تدريجي.
  • الاستخدام الطويل أو العشوائي قد يُفقد الإنسان جزءًا من طبيعته العاطفية.

لذا، تذكّر دائمًا:
لا تتناول أي دواء بانتظام إلا عند الضرورة، وكن على دراية بتأثيره الكامل—not just what يظهر على العلبة.

تابعنا على Facebook

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top