نتائج نقص البروتين في الجسم
البروتينات من أهم العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم، وذلك من أجل نمو الكتل العضلية ونمو الخلايا والأحماض الأمينية التي ترتبط ببعضها البعض لإنشاء سلاسل طويلة، في هذا المقال نتحدث عن أهمية البروتين وأثره في جسم الإنسان، وما هي نتائج نقص البروتين في الجسم، وما هي الأمراض التي قد تؤثر في الإنسان جراء هذا النقص، فهيا بنا لنتعرف على إجابات هذه الأسئلة الهامة.
مليار شخص في العالم يعانون من نقص البروتينات
نقص البروتينات في الغذاء من ضمن المشاكل التي يواجهها مليار شخص حول العالم، خاصة في البلدان الفقيرة في آسيا وأفريقيا، مما يزيد من تفاقم المشكلات الصحية.
فمن المعروف أن البروتين عنصر أساسي لجسم الإنسان، فهو مصدر الأحماض الأمينية في الجسم، ولابد من وجود كمية يحتاجها الجسم بشكل مباشر يومياً لكي يتخطى الظواهر العضوية السيئة التي قد تحدث له مثل بعض الأمراض وغيرها من الظواهر الصحية الأخرى والتي نتعرف عليها بعض قليل.
أما عن الأسباب التي جعلت هناك نقصاً في البروتينات، فأسباب عديدة مثل: سوء التغذية وقلة وجود البروتينات في الوجبات الغذائية الثلاثة الموجودة يومياً- مشاكل وأمراض الكًلى- الداء البطني أو ما يعرف طبياص بحساسية القمح- داء الأمعاء الالتهابي
كل تلك الأسباب قد تشكل خطورة نقص البروتينات في الجسم، مما يعني حدوث مضاعفات صحية خطيرة على جسم الإنسان.
ما هي حاجة الجسم من البروتين اليومي بالغرام؟
قد تتسائل الآن ما هي الكميات المناسبة للجسم بشكل يومي من البروتين بالغرام، وهل هناك عوامل يمكن تحديدها؟
بالطبع فهناك العديد من العوامل التي تؤثر في حاجة البروتين بالغرام، وهي حاجة الوزن والجنس والعمر والحالة الصحية وغيرها من العوامل العضوية.
أما حاجة البروتين بالغرام فهي يمكن تحديدها في المتوسط عبر النقاط التالية:
- الأطفال من الولادة حتى 6 شهور: 10 غرام بروتين يومي.
- من 7 – 12 شهر: 14 غرام.
- الأطفال من عمر سنة – 3 سنوات: 14 غرام.
- من سن 4 – 8 سنوات: 20 غرام.
- الذكور من 9 – 13 سنة 40 غرام.
- الذكور من 14- 18 سنة: 65 غرام.
- الذكور من 19 – 70 سنة: 65 غرام.
- كبار السن من الذكور من سن 70 حتى أكثر: 81 غرام.
- الإناث من 9 – 13 سنة: 45 غرام.
- الإناث من 19 – 70: 46 غرام.
- الإناث من سن 70 فأكثر: 57 غرام.
- الحوامل من سن 14- 18: 58 غرام.
- الحوامل من سن 19 – 50: 60 غرام.
- المرضعات من 14- 18: 63 غرام.
- المرضعات من 19- 50: 67 غرام.
ما هو أثر نقص البروتين في الجسم؟
كما قلنا عزيزي القارئ، أن نقص البروتينات في جسمك قد يكون سبباً في العديد من الأمراض الخطيرة التي تحدث لك، فما هي هذه المضاعفات العضوية؟ هذا ما نعرفه سوياً خلال النقاط التالية:
التقزم عند الأطفال
الأطفال من الفئات التي تتأثر بشكل كبير بسبب نقص البروتينات في الجسم، فالأطفال يحتاجون البروتين من أجل نمو الكتلة العضلية والعظمية بشكل سليم خلال مراحل العمر المختلفة، لذلك لتناول الأطفال كميات كبيرة من البروتينات تساعدهم على نمو الخلايا والكتلة العضلية، وتحميهم من التقزم والذي بات أحد أكثر الأمراض شيوعاً في البلدان الفقيرة حول العالم، حيث يعاني حوالي 161 مليون طفل حول العالم من التقزم، وذلك بسبب نقص البروتينات في الغذاء اليومي لهم، وهذا حسب ما أشارت إحدى الإحصائيات الطبية في عام 2016م.
زيادة الخطر بالإصابة بمرض الكبد الدهني
تراكم الدهون حول الكبد يعد من المشاكل التي يمكن أن تعاني منها، ومن أسباب ذلك الخلل في الغذاء اليومي، خاصة نقص البروتينات في الجسم، بل إن هناك العديد من المضاعفات الخطيرة بالنسبة للكبد، حيث تحدث مشاكل مثل الالتهابات وتشمع الكبد وتتضاعف المشاكل في حال شرب الكحوليات التي لها أثر سيء للغاية على حالة الكبد العامة.
مشاكل في الشعر والأظافر والبشرة
من ضمن المضاعفات والمشاكل الصحية التي تحدث للإنسان بسبب نقص البروتينات في الجسم، وجود علامات لنقص البروتين بشكل واضح على كل من الجلد والشعر والأظافر، وذلك لأن البروتينات تمثل الغذاء الرئيسي لكل هذه الأعضاء الخارجية، حيث تساعد البروتينات على بناء الجلد والأظافر والشعر بشكل جيد.
والمظاهر العامة لنقص البروتين في كل من هذه الأعضاء نجدها في بعض المظاهر مثل تكسر الاظافر، وتساقط الشعر وتغيّر لونه للشحوب، وظهور بعض مشكلات الشعر مثل الإصابة بمرض الثعلبة، وتشقق الجلد وميله نحو الاحمرار، وظهور بقع مختلفة على الجلد تشبه الكدمات، وغيرها من المضاعفات الخطيرة.
زيادة أخطار الإصابة بمشكلات العظام
قد تظن أن نقص الكالسيوم فقط هو ما يشكل خطورة على العظام، ولكن هذا ليس صحيحاً، فالبروتين ونقص إمداداته في الجسم قد تشكل خطورة كبيرة على الجسم بشكل عام خاصة العظام والكتلة العضلية للجسم.
لذلك تؤكد الدراسات المختلفة أن العضلات تتضرر بسبب كمية البروتين الناقصة في جسم الإنسان، وبالتالي تظهر العديد من المشكلات في الهيكل العظمي للإنسان مثل الكسور وهشاشة العظام، والتي تتحسن حالتها بتناول مكمّلات البروتين والطعام الجيد الذي يزيد من نسبة البروتين في الجسم.
الإصابة بالهزال العضلي في الجسم
كما قلنا في النقطة السابقة ان مشكلات العظام بالنسبة للجسم تبدأ مع نقص البروتين الذي يؤثر في الكتلة العضلية الهامة للجسم، وبالتالي فإن هناك العديد من المشكلات الخاصة بالجسم خاصة الهزال العضلي الذي يحدث بسبب عدم نمو العضلات بالشكل السليم، والتقليل من قوة العضلات و الوظائف الخاصة بها، وهو ما يؤدي للعديد من المضاعفات التي تصيب الجسم بالوهن العضلي وآلام العضلات وتأثر وظيفة العضلات العامة في الجسم، بما يعرف بـ الهزال العضلي العام.
زيادة الشهية للطعام
قد تستغرب من هذه المضاعفات، فهناك بالفعل حالات تعاني من زيادة للشهية وهي إحدى العلامات الخاصة بنقص البروتين في الجسم، فيحاول الجسم من خلال زيادة الشهية تعويض العناصر الغذائية المفقودة من خلال تناول الأطعمة المالحة لعلها تكون معوضة للبروتين.
هذا بالطبع يزيد من مشكلات زيادة الوزن والسمنة المفرطة والخلل الوظيفي للجسم، مما يشكل مضاعفات ومشاكل صحية جمّة أخرى نحن في غنى عنها بالطبع.
صعوبة الشفاء من الجروح
عملية الشفاء من الجروح صعبة للغاية في الحالة التي تعاني من نقص البروتين في الجسم، حيث أظهرت الدراسات المختلفة، أن التغذية الجيدة خاصة من زيادة البروتين في الجسم تساعد على الشفاء التام والسريع من الجروح خاصة بعد العمليات الجراحية، حيث يرتبط زيادة معدل البروتين في الجسم بزيادة إنتاج الكولاجين في الجلد الذي يساعد على الشفاء من الجروح.
زيادة خطر الإصابة بالعدوى الفيروسية
لكي تحمي نفسك من أي عدوى فيروسية عليك بزيادة نسبة البروتين في الجسم، وذلك لأن البروتين يرفع من كفاءة الجهاز المناعي الذي يمنع الفيروسات والبكتيريا من إنتاج مضاعفاتها في الجسم، وبالتالي تزيد من قدرة الجسم على مكافحة هذه العدوى الفيروسية أو البكتيرية.
نقص البروتينات في الجسم يرتبط بالوهن والضعف والإعياء
الوهن والضعف والإعياء الجسدي يرتبط بشكل مباشر مع نقص البروتينات في الجسم، ففي حالة نقص البروتين لمدة أسبوع فقط، فإن ذلك يؤثر في الكتلة العضلية للجسم، وبالتالي تحدث مشكلات في الحركة والقوة والنشاط العام لجسم الإنسان، بل يؤثر في وظائف عديدة للجسم.
وقد أظهرت الدراسات المختلفة أن كبار السن فوق 55 عام، قد يتأثرون بشكل مضاعف بسبب نقص البروتين، وهو ما يسبب من خسارة الكتلة العضلية التي تقلل من قوة الشخص بشكل عام وهو ما يصعب الحفاظ على التوازن ويساعد على عملية بطء عملية الأيض العام للجسم.
كما تؤدي هذه الحالة إلى الإصابة بفقر الدم، وهو نتيجة لعدم وصول الاكسجين إلى الخلايا العامة للجسم.
الإصابة بمرض الوذمة
نقص البروتينات في الجسم قد يسبب العديد من المضاعفات والمشاكل الجسدية، ولعل أخطرها الإصابة بالوذمة، والتي تظهر في العديد من مناطق الجسم مثل البطن والأرجل والقدمين واليدين، وقد أظهرت الدراسات أن نقص البروتين هو أحد أهم هذه الأسباب التي تؤدي للوذمة.
التغيرات المزاجية والإصابة بأعراض الاكتئاب
ترتبط عملية نقص البروتين العامة في الجسم بالتغيرات المزاجية العامة للجسم، حيث تؤثر في النواقل العصبية والأحماض الأمينية التي تعد المكوّن الأساسي لبناء الخلايا في الجسم، وبالتالي فإن عدم الحصول على كمية من البروتين اليومي في النظام الغذائي تغيّر من طريقة عمل الدماغ خاصة النواقل العصبية، وهو ما يؤدي إلى انخفاض نسب الدوبامين والسيروتونين، مما يعني حدوث مشاكل في الحالة النفسية منها ظهور أعراض الاكتئاب العامة في الجسم.
مضاعفات نقص البروتين عند النساء الحوامل
النساء الحوامل بالطبع يحتجن للبروتين في الجسم بشكل كبير، وهو ما يؤدي بالضرورة إلى وجود مضاعفات ومشاكل صحية هذا في حال نقص هذه الكمية المثالية من البروتين خلال شهور الحمل المختلفة.
وهناك العديد من الدراسات المختلفة التي أكدت على أن نقص البروتين، يؤدي للعديد من المضاعفات في جسم المرأة الحامل وذلك لعدم قدرتها على تناول ما يكفي من السعرات الحرارية الخاصة بالبروتين نتيجة الشعور بالغثيان والتقيؤ وتحتاج لكمية أكبر من البروتين خلال فترة نمو الجنين خاصة في الشهور الأولى من الحمل، وخلاصة القول، ان زيادة نسبة البروتين يساعد في نمو الجنين بشكل عام.
مضاعفات نقص البروتين عند الأطفال
هناك العديد من المضاعفات التي تزيد من ضعف الأطفال ووهنهم بسبب نقص البروتين، فقد تعرفنا منذ قليل أن نقص البروتين في الجسم قد يكون سبباً في ظاهرة التقزم لدى الأطفال، ولكن هناك مضاعفات أخرى مثل الوهن العام وعدم نمو الشعر والتعرض لهشاشة العظام وغيرها من المضاعفات التي قد تكون خطيرة في مرحلة نمو الأطفال.
وبعد أن تعرفنا على هذه المضاعفات الخطيرة الناتجة عن نقص البروتين في الجسم، فما هي عملية تشخيص نقص البروتين في الجسم؟ هذا ما نعرفه بعد قليل.
تشخيص نقص البروتين في الجسم
يستطيع الطبيب معرفة نسبة البروتين في جسم المريض من خلال العديد من الطرق والوسائل الطبية، ولعل من أهمها تحليل وفحص الدم، خاصة الفحوصات الخاصة مثل البروتين الكلي وقياس نسبة الألبومين ونسبة الجلوبيولين.
وفي حالة عدم وجود نسبة مثالية لكل من هذه العناصر السابقة، فهذا يعني بما لا يدع مجالاً للشك نقصاً في البروتين في الجسم.
كيف يمكن العلاج من نقص البروتين في الجسم؟
نختم حديثنا عن نقص البروتين في الجسم، بكيفية العلاج من هذا النقص، فإذا كنت تعاني من عملية نقص البروتين في الجسم يمكنك إتباع النصائح الطبية التالية:
- تناول بعض المأكولات الصحية والتي تزيد من نسبة البروتين مثل: اللحم البقري الخالي من الدهون- البذور- المكسرات بمختلف أنواعها- البيض- الحليب ومشتقاته- العدس- الفاصولياء – الدجاج الخالي من الدهون.
- القيام بفحوصات طبية عاجلة في حالة ظهور أي مضاعفات صحية.
- القيام بفحوصات البروتين الكلي لقياس نسبة البروتين العامة في الجسم.
- الحفاظ على ممارسة الرياضة بشكل عام للجسم يومياً.
- الحفاظ على الطعام المثالي، والغذاء الذي يحتوي على العناصر المثالية المتكاملة يومياً.
في هذا المقال؛ تعرفنا على العديد من الجوانب الصحية التي تنتج عن نقص البروتينات في الجسم، وهي التي تناولناها من خلال هذا العرض الشامل، شاركنا الرأي هل تعاني من نقص البروتينات في الجسم، وهل قمت بعمل فحص عام لنسبة البروتين في جسمك؟