
الأرنب الأبيض
كان يا ما كان، في غابةٍ خضراء جميلة، عاش أرنب أبيض، بدين وناعم الفرو، لكنه كان يملك عادة سيئة…
لقد كان كثير الكذب! وكان يظن أن من يكذب كثيرًا، يحصل على أصدقاء أكثر ويصبح محبوبًا في كل الغابة.
كان الأرنب يحب أن يراه الجميع بأنه قوي، مميز، ومختلف عن باقي الحيوانات، حتى لو لم يكن يقول الحقيقة.
وذات يوم، وبينما كان يتجول في أرجاء الغابة، دخل إلى منطقة جديدة لم يعرفها من قبل، يرفع رأسه بفخر، وينظر إلى الأشجار الطويلة وكأنه ملك الغابة!
وفجأة، رأى سنجابًا صغيرًا مشغولًا بحفر بيت له داخل جذع شجرة.
ذات صلة:
قصة بينوكيو – الصبي الخشبي الذي أصبح حقيقيًا
الذهاب إلى المدرسة – قصة عن النظام والانضباط
نادى الأرنب بصوت عالٍ:
“مرحبًا أيها السنجاب! هل تحتاج إلى مساعدة؟”
مسح السنجاب العرق عن جبينه وقال:
“شكرًا على عرضك، لكن كيف تستطيع مساعدتي؟”
وقف الأرنب شامخًا، وضع يديه على خصره وقال بثقة:
“أنا أستطيع أن أحفر لك عشر جحور في لحظة واحدة! أنظر إلى أظافري الحادة وأسناني القوية!”
لكن السنجاب لم يصدقه، وقال:
“شكرًا لك، سأكمل عملي وحدي.”
قال الأرنب ساخرًا:
“لا بأس، فقط أخبر الجميع أن الأرنب الأبيض كان يمكنه أن يبني لك بيتًا رائعًا!”
ثم ابتعد وهو يشعر بالرضا عن كذبته الصغيرة.
لقاء مع السلحفاة
واصل الأرنب رحلته، حتى رأى سلحفاة عجوزة تمشي ببطء متجهة نحو النهر.
قال الأرنب:
“مرحبًا أيتها السلحفاة! هل تحبين أن أوصلك على ظهري بسرعة البرق؟”
نظرت السلحفاة إليه بابتسامة وقالت بهدوء:
“لا شكراً، أنا معتادة على المشي البطيء.”
قال الأرنب:
“كما تشائين، فقط لا تنسي أن تخبري الجميع أن الأرنب الأبيض كان يستطيع أن يحمل السلحفاة إلى النهر!”
الأرنب والقرود
بعد ذلك، التقى الأرنب بالسيدة القرد، التي كانت تجمع ثمار جوز الهند في سلة كبيرة.
قال لها الأرنب:
“لا داعي للتعب، أستطيع أن أطلب من أصدقائي الكثيرين أن يساعدوك. سأرسلهم ليحملوا السلة إلى بيتك!”
نظرت إليه القردة وقالت بلطف:
“شكرًا، لكنني أحب أن أعمل بنفسي.”
قال الأرنب وهو يبتعد:
“كما تريدين، لكن لا تنسي أن تخبري الجميع أن الأرنب الأبيض لديه أصدقاء كثيرون يساعدونه في كل شيء!”
موقف لا يُنسى
وفجأة، سمع الأرنب صوت بكاء صغير.
اقترب فوجد فرخ نقّار الخشب قد سقط من عشه على الأرض.
قال الأرنب:
“مرحبًا أيها الصغير، هل أساعدك؟ أستطيع أن أطير بك إلى العش!”
رد الفرخ بسعادة:
“نعم من فضلك! أمي تعود عند الغروب، وإن بقيت هنا سيصيبني الأذى!”
تفاجأ الأرنب، ولم يعرف ماذا يقول، ثم قال بتردد:
“لكن… أنا متعب الآن ولا أستطيع الطيران!”
رد الفرخ بصوت عالٍ وبدموع:
“إذن سأقول للجميع إن الأرنب الأبيض لا يستطيع الطيران كما يدّعي!”
ارتبك الأرنب وقال بسرعة:
“لا! لا! سأطير بك فورًا!”
ثم حمل الفرخ بيد، وباليد الأخرى بدأ يرفرف مثل الطيور، لكنه بالطبع لم يستطع الطيران!
️ النهاية الحزينة… والعبرة الكبيرة
بعد أيام، انتشرت القصة في أرجاء الغابة.
علمت الحيوانات أن الأرنب الأبيض كان يكذب على الجميع.
قال السنجاب:
“قال إنه يستطيع بناء البيوت!”
وقالت السلحفاة:
“ادّعى أنه سيحملني!”
وقالت القردة:
“تفاخر بأصدقاء وهميين!”
وقال فرخ النقّار:
“قال إنه يطير! لكنه لم يفعل!”
أصبحت الحيوانات تسخر من الأرنب، وبدأت تناديه:
“الأرنب الكذاب!” أو “الأرنب المتفاخر!”
حزن الأرنب كثيرًا، وشعر بالخجل. فجمع أصدقاءه وقال لهم بصوت مكسور:
“أنا آسف. لقد كذبت لأني أردت أن أبدو مميزًا… لكنني فهمت الآن أن الحقيقة أفضل من ألف كذبة.”
لكنه كان قد فقد ثقة الجميع، وقرر أن يترك الغابة الصغيرة ليبدأ حياة جديدة، على أمل أن يكون في يوم ما صادقًا ومحترمًا.
تابعنا على Facebook
قم بكتابة اول تعليق