البروكولي وسلاحه السري ضد السرطان: اكتشاف علمي يفتح آفاقًا جديدة للعلاج والوقاية
هل تعلم أن ما تتناوله من خضروات يوميًا قد يكون أقوى من كثير من الأدوية في الوقاية من أخطر الأمراض؟
كشف علماء من الولايات المتحدة والصين أن البروكولي (القنبيط الأخضر) يحتوي على مادة فعّالة تُعد من أقوى المركبات الطبيعية في محاربة السرطان.
البحث الحديث الذي نُشر عبر مصادر علمية مرموقة أظهر أن المادة النشطة “سولفورافان” (Sulforaphane)، وهي مركب عضوي طبيعي موجود بتركيز عالٍ في البروكولي والخضروات المشابهة، تمتلك خصائص مضادة للأورام وقد تُمثل مستقبلًا واعدًا لتطوير أدوية جديدة أكثر فعالية في علاج السرطان.
اقرأ أيضًا:
أفضل الأطعمة المضادة للالتهابات التي تحارب الأمراض المزمنة.
ميزات Windows 12 الجديدة وتجربة المستخدم وتاريخ الإصدار
الوقاية من الأمراض وعلاجها باستخدام العسل الطبيعي
نبات الرحمانية عشب مضاد لمرض السكر ويقي من الأعصاب في الطب الصيني التقليدي
كيفية نقل الملفات بين الاندرويد والكمبيوتر
البروكولي ومركب “السولفورافان”: ما هو ولماذا هو مهم؟
السولفورافان هو مركب كبريتي عضوي ينتمي إلى مجموعة تعرف باسم “الجلوكوزينولات”. يتفاعل هذا المركب مع إنزيمات داخل الجسم فور مضغ البروكولي أو تقطيعه، ليُنتج تأثيرات قوية تشمل:
- تحفيز الإنزيمات المزيلة للسموم من الخلايا
- قمع نمو الخلايا السرطانية
- تحفيز الجينات الوقائية مثل p16
وقد لاحظ الباحثون أن أعلى تركيز لهذه المادة يوجد في:
- البروكولي الفتي (الصغير في العمر أو الحجم)
- القرنبيط الأبيض
- كرنب بروكسل (الملفوف الصغير)
تجربة علمية تُثبت التأثير المباشر على البروتينات المضادة للسرطان
قاد فريق بحثي أمريكي برئاسة العالم برافين راجيدران تجربة لتقييم تأثير تناول السولفورافان على المؤشرات البيولوجية المرتبطة بمقاومة السرطان.
تفاصيل الدراسة:
- المشاركون: 28 شخصًا فوق عمر 50 سنة
- الطريقة: تحليل عينات مأخوذة من القولون بعد فترات منتظمة من تناول البروكولي
- النتائج: المشاركون الذين تناولوا البروكولي بانتظام أظهروا ارتفاعًا ملحوظًا في مستوى البروتين الوقائي p16، وهو بروتين معروف بدوره في قمع نمو الأورام السرطانية
حتى لدى الأشخاص الذين لم يتناولوا البروكولي يوميًا، بقيت مستويات هذا البروتين مرتفعة، مما يدل على أن التأثير الوقائي للسولفورافان يمتد لفترة أطول.
ماذا عن البطاطا والبصل؟
لم يكن البروكولي وحده محط اهتمام الباحثين. فقد أشارت دراسات صينية إلى أن تناول البطاطا، البصل، والقرنبيط بانتظام يُقلل من خطر الإصابة بـ:
- سرطان المعدة
- سرطان القولون
- أنواع أخرى من السرطانات الهضمية
هذا التأثير يُعزى إلى تفاعل مركبات الكبريت والمركبات النباتية المضادة للأكسدة مع الخلايا المناعية والجهاز الهضمي.
دراسات سابقة تدعم النتائج:
ليست هذه أول دراسة تؤكد فوائد البروكولي ومشتقاته. فقد بينت أبحاث سابقة أن هذه الخضروات:
- تُقلل من خطر الإصابة بـسرطان البروستاتا لدى الرجال
- تُساهم في الوقاية من سرطان القولون والمستقيم
- تساعد في إبطاء نمو الخلايا السرطانية في المختبر
لماذا يُنصح بتناول البروكلي بانتظام؟
رغم أن مادة السولفورافان تخرج من الجسم خلال 24 ساعة، إلا أن تأثيرها على الجسم يبقى مستمرًا بفضل تحفيز الجينات الوقائية وتعزيز آليات الدفاع الخلوي.
لذلك ينصح الأطباء وخبراء التغذية بـ:
- تناول البروكولي أو القرنبيط 3 إلى 4 مرات أسبوعيًا
- الطهي على البخار أو تناوله نيئًا لتجنب تدمير المركبات الفعالة
- دمج أنواع أخرى من الخضروات الصليبية مثل:
- الكرنب (الملفوف)
- اللفت
- الفجل
- كرنب بروكسل
كيف تستفيد من البروكلي في غذائك اليومي؟
- أضف البروكولي الطازج إلى السلطات
- استخدمه في السوتيه مع زيت الزيتون والثوم
- امزجه في عصائر خضراء صحية مع الكرفس والليمون
- احرص على عدم غليه لفترة طويلة لأن الحرارة الزائدة تقلل من فعالية المركبات النشطة
⚠️ هل هناك محاذير؟
رغم فوائده، هناك بعض التحذيرات:
- لا يُنصح بالإفراط في تناوله عند الأشخاص المصابين بـمشاكل في الغدة الدرقية بدون استشارة الطبيب.
- يُفضل تناوله طازجًا أو مطهوًا على البخار للحفاظ على السولفورافان بفعالية عالية.
خلاصة: البروكلي أكثر من مجرد خضار… إنه درع طبيعي ضد السرطان
الاكتشافات العلمية الحديثة تؤكد أن ما نأكله يوميًا قد يكون خط الدفاع الأول ضد الأمراض المزمنة، وعلى رأسها السرطان.
ومع وجود مركبات قوية مثل السولفورافان، يتحول البروكولي من مجرد عنصر في طبق الطعام إلى أداة فعالة لدعم مناعة الجسم ومقاومة الأورام.
اجعل البروكولي ضيفًا دائمًا على مائدتك… فكل قضمة منه استثمار ذكي في صحتك المستقبلية.
تابعنا على Facebook