الإفراط في مشاهدة الشاشات قد يسبب الاكتئاب للأطفال: دراسة تحذر وتوضح الفوائد والحدود
كشفت دراسة جديدة أن الأطفال الذين يفرطون في مشاهدة التلفاز أو استخدام الكمبيوتر قد يكونون أكثر عرضة للاكتئاب، بينما الاستخدام المعتدل قد يمنحهم سعادة أكبر. إليك التفاصيل.
مقدمة: الشاشات والأطفال… علاقة معقدة
مع التطور الرقمي المتسارع، أصبحت الشاشات جزءًا لا يتجزأ من حياة الأطفال والمراهقين. التلفاز، الحواسيب، الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية جميعها أصبحت أدوات ترفيه وتعليم في الوقت ذاته، إلا أن الدراسات الحديثة تحذر من الاستخدام المفرط لها وتأثيره على الصحة النفسية للأطفال.
وفي هذا السياق، كشفت دراسة حديثة أن الأطفال الذين يقضون وقتًا طويلاً في التحديق في الشاشات قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب مقارنةً بأقرانهم الذين يستخدمونها بشكل معتدل أو لا يستخدمونها على الإطلاق.
اقرأ أيضًا:
كم عدد السعرات الحرارية في الباستيل؟ كم يحتوي كل 100 غرام من الباستيل من السعرات الحرارية؟
كيفية إصلاح خطأ ويندوز 0xc00000e5
النباتات الطبية التي تساعد في علاج مرض بطانة الرحم
تفسير حلم سرقة بطاقة الهوية في المنام بالتفصيل
ما الذي تقوله الدراسة؟
حلل الباحثون خلال هذه الدراسة بيانات مستخلصة من دراسات سابقة شملت أكثر من 125 ألف مشارك من الأطفال والمراهقين، وخرجوا بنتائج مهمة حول العلاقة بين مدة التعرض للشاشات وحالة الطفل النفسية، وخصوصًا مستوى الاكتئاب.
النتائج الرئيسية:
- الأطفال الذين يقضون 5 ساعات أو أكثر يوميًا أمام الشاشات (تلفاز، كمبيوتر، هاتف) كانوا أكثر عرضة بنسبة 80% للإصابة بالاكتئاب، مقارنةً بمن لا يستخدمون الشاشات.
- الأطفال الذين يستخدمون الشاشات باعتدال (ساعة إلى ساعتين يوميًا) كانوا أقل عرضة للاكتئاب من الذين لا يستخدمونها مطلقًا، مما يشير إلى أن الاستخدام المعتدل قد يكون مفيدًا.
من هم الأكثر تأثرًا؟ الأطفال الصغار دون سن 14
أوضحت الدراسة أن العلاقة بين الاكتئاب والتعرض للشاشات كانت أكثر وضوحًا لدى الأطفال دون سن 14 عامًا، أما بالنسبة للمراهقين الأكبر سنًا، فلم تظهر العلاقة بشكل واضح أو ذي دلالة إحصائية.
وبمعنى آخر، كلما كان الطفل أصغر سنًا، كان تأثير الشاشات على صحته النفسية أكثر عمقًا.
هل استخدام الشاشات مفيد في بعض الحالات؟
المثير للاهتمام أن الباحثين لم يجدوا فقط آثارًا سلبية، بل أشاروا إلى أن الاستخدام المعتدل للشاشات يمكن أن يرتبط بتحسن الحالة النفسية لدى الأطفال.
بحسب نتائج الدراسة:
- الأطفال الذين يشاهدون التلفاز لنصف ساعة يوميًا كانوا أقل عرضة بنسبة 8% للإصابة بالاكتئاب مقارنة بمن لا يشاهدونه على الإطلاق.
- أما الأطفال الذين يشاهدون التلفاز لمدة ساعة يوميًا فكانوا أقل عرضة بنسبة 12% للإصابة بالاكتئاب.
وهذا يعني أن القليل من الترفيه الإلكتروني اليومي قد يكون محفزًا نفسيًا للأطفال ويمنحهم شعورًا بالسعادة والانخراط الاجتماعي، خصوصًا إن كانت المحتويات مناسبة لأعمارهم ومراقبة من قبل الأهل.
توصيات أطباء الأطفال
يوصي العديد من أطباء الأطفال وأخصائيي الصحة النفسية حول العالم بـ:
- تحديد مدة مشاهدة الأطفال للشاشات لتكون أقل من ساعتين يوميًا.
- تشجيع الأنشطة البدنية والاجتماعية التي تعزز النمو العقلي والعاطفي.
- مراقبة نوعية المحتوى الذي يتعرض له الطفل، والتركيز على البرامج التعليمية والمفيدة.
- إبقاء غرف النوم خالية من الشاشات، لا سيما أثناء وقت النوم.
- التفاعل مع الأطفال أثناء مشاهدتهم للمحتوى، مما يعزز فهمهم ويقلل من تأثير العزلة.
كيف يؤثر التحديق الطويل في الشاشات على الصحة النفسية؟
تشير أبحاث متعددة إلى أن الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية قد يؤدي إلى:
- انخفاض التفاعل الاجتماعي الفعلي.
- الحرمان من النوم الجيد، نتيجة التعرض للضوء الأزرق.
- ضعف التركيز وتراجع الأداء الدراسي.
- زيادة مستويات القلق والتوتر.
- السلوكيات الانعزالية أو العدوانية أحيانًا.
الخلاصة
في الوقت الذي أصبحت فيه الشاشات عنصرًا أساسيًا في حياة الأطفال، تظهر الحاجة الماسّة إلى التوازن والاعتدال في استخدامها. فبينما يمكن أن تكون مفيدة إذا استخدمت بذكاء وبإشراف الوالدين، إلا أن الإفراط في التحديق بها قد يكون طريقًا نحو مشاكل صحية ونفسية خطيرة، وعلى رأسها الاكتئاب.
لذلك، يقع على عاتق الأهل مسؤولية ترشيد استخدام الشاشات ومراقبة الأطفال، وتوفير بدائل أكثر صحية، مثل الأنشطة الرياضية، والهوايات، والقراءة، والتفاعل الأسري والاجتماعي الحقيقي.
تابعنا على Facebook