يُعد االأكل السريع من العادات الغذائية السيئة التي قد تُسبب أضرارًا صحية جسيمة. في هذا المقال، سنسلّط الضوء على هذه الأضرار وطرق الوقاية منها.
الآثار السلبية للأكل السريع
الأكل هو أحد متع الحياة الكبرى، فلماذا يتعجل الكثيرون منا في هذه المتعة؟
صحيح أنك قد تحصل على طاقتك بشكل أسرع وتوفّر بعض الوقت من خلال الأكل بسرعة،
لكن هل تحافظ بذلك أيضًا على صحتك؟
في هذا المقال، سنستعرض لك الأضرار المحتملة للأكل السريع وكيفية التخلص من هذه العادة السيئة للحفاظ على صحتك ورفاهيتك.
كيف يتحوّل الأكل السريع إلى أسلوب حياة؟
عندما نسأل الأشخاص الذين يأكلون بسرعة: “لماذا تأكلون بهذه السرعة؟”
يُجيب كثيرٌ منهم بأنهم لم يلاحظوا ذلك أصلًا،
لأن الأكل السريع تحوّل بالنسبة لهم إلى عادة راسخة وأسلوب حياة.
إذا كنت دائمًا في حالة عجلة: تعمل، تلعب، تمشي، تتحدث أو تقود السيارة،
فمن السهل أن تكتسب عادة الأكل السريع دون أن تشعر.
لكن هذه العادة لها ثمن…
ففقدان متعة تناول وجبة لذيذة ليس سوى أحد الآثار السلبية البسيطة لها.
الأخطر من ذلك، أن الأكل السريع قد يُلحق أضرارًا بالغة بصحتك الجسدية.
ما هي أضرار ومخاطر الأكل السريع؟
عند تناول الطعام بسرعة، فإنك تعرّض صحتك للعديد من المخاطر.
وأهم الأضرار الناتجة عن هذه العادة تشمل ما يلي:
١. السُمنة
الأكل السريع مرتبط بزيادة خطر زيادة الوزن أو السُمنة،
وذلك لأن إشارة الشبع تصل إلى الدماغ بعد حوالي ٢٠ دقيقة من بدء الأكل.
إذا كنت تأكل بسرعة، فمن المؤكد أنك خلال هذه الدقائق ستتناول كمية أكبر من الطعام مقارنة بمن يأكلون ببطء.
كما أن الأشخاص الذين يأكلون بسرعة يشعرون بالجوع مجددًا بسرعة،
لأن هذه العادة قد تؤثر على الهرمونات المعوية التي تنظم الشهية وتخبرك متى يجب أن تتوقف عن الأكل.
والنتيجة؟ جوع أكثر + استهلاك سعرات حرارية أعلى = سُمنة.
٢. السكري
الأكل السريع لا يُسبب مرض السكري من النوع الثاني مباشرة،
لكنه يزيد من خطر الإصابة به،
لأن هذه العادة قد تؤثر على عمل الهرمونات وتؤدي إلى مقاومة الإنسولين.
وهي حالة لا يستخدم فيها الجسم الإنسولين بشكل فعال، مما يزيد من خطر الإصابة بالسكري مع الوقت.
كما أن السُمنة الناتجة عن الأكل السريع تُعد أحد الأسباب الأساسية لمقاومة الإنسولين؛
لذا فإن الأكل بسرعة قد يُمهّد الطريق للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
٣. متلازمة الأيض (Metabolic Syndrome)
مقاومة الإنسولين ترتبط ارتباطًا وثيقًا بـ متلازمة الأيض،
وهي حالة تزيد من خطر الإصابة بـالسكري وأمراض القلب والسكتات الدماغية.
متلازمة الأيض تتكوّن من مجموعة اضطرابات تحدث معًا، مثل:
- ارتفاع ضغط الدم
- زيادة الدهون حول الخصر (السمنة البطنية)
- ارتفاع نسبة السكر في الدم
- مستويات غير طبيعية من الكوليسترول أو الدهون الثلاثية
الأشخاص الذين يأكلون بسرعة غالبًا ما يكون لديهم:
- محيط خصر أكبر
- مستويات منخفضة من الكوليسترول الجيد (HDL)
وهذه عوامل رئيسية تُكوّن متلازمة الأيض وتزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
٤. التهاب المعدة (Gastritis)
الأكل السريع يمكن أن يؤدي إلى التهاب المعدة التآكلي،
وهو نوع من التهاب المعدة يُسبب تآكل بطانة المعدة ويؤدي إلى تقرحات سطحية أو عميقة.
لماذا يحدث ذلك؟
لأن الأشخاص الذين يأكلون بسرعة يميلون إلى الإفراط في تناول الطعام،
وهذا يؤدي إلى بقاء الطعام في المعدة لفترة أطول،
مما يُعرّض بطانة المعدة لمزيد من الحمض ويُسبب تآكلًا والتهابًا مع مرور الوقت.
اقرأ أيضًا:
أفضل نظام غذائي لمتلازمة تكيس المبايض
كم سعرة حرارية في 100 جرام من ناجتس الدجاج؟
10 طرق للتحكم في الشهية؛ قلل من شهيتك مع هذه الطرق
٥. الاختناق
تناول الطعام بسرعة، خصوصًا عند الأطفال، قد يكون خطيرًا للغاية وقد يؤدي إلى الاختناق.
لذلك، من المهم دائمًا تعليم الأطفال أن يأكلوا ببطء ويقوموا بمضغ الطعام جيدًا لتجنّب حالات الاختناق المفاجئة.
أما بالنسبة للبالغين، فإن خطر الاختناق لا يقتصر على الأطفال فقط،
بل يمكن أن يحدث أيضًا في حال بلع الطعام بسرعة دون مضغ كافٍ.
النصيحة:
لا تعرض نفسك لهذا الخطر. خذ بضع ثوانٍ إضافية لمضغ طعامك جيدًا وابتلاعه بشكل صحيح لتفادي أي مشاكل صحية محتملة.
كيف أتخلّص من عادة الأكل السريع؟
إذا كنت من الأشخاص الذين اعتادوا على تناول الطعام بسرعة، فإن التخلّص من هذه العادة يتطلب وعياً وتدريباً مستمراً. ولحسن الحظ، يمكنك من خلال بعض الخطوات البسيطة والفعّالة أن تُبطئ من سرعة تناولك للطعام وتستمتع أكثر بوجباتك:
١. خصّص وقتاً كافياً لتناول الطعام
اعتبر وجباتك أولوية ضمن جدولك اليومي. خصّص ما لا يقل عن ٢٠ دقيقة لكل وجبة. ذلك لأن إرسال إشارات الشبع من الجسم إلى الدماغ يستغرق وقتاً، لذا فإن هذه المدة تُعدّ الأنسب لتناول وجبة صحية ومتوازنة.
٢. ركّز حواسك أثناء تناول الطعام
عند البدء في تناول الطعام، خذ لحظات قليلة لتلاحظ خصائصه مثل الرائحة، الطعم، القوام، واللون. واستمر في ذلك أثناء تناولك للطعام. هذه العادة لا تساعدك فقط على تناول الطعام ببطء، بل تجعلك تستمتع به أكثر وتقدّر نكهاته ومكوناته.
٣. امضغ كل لقمة جيداً وببطء
حاول أن تأخذ لقيمات صغيرة، وراقب عدد مرات المضغ. مع الوقت، زِد عدد مرات المضغ تدريجياً. فالمضغ الجيد لا يساعد فقط على الإبطاء من سرعة الأكل، بل يسهل أيضاً عملية الهضم ويزيد من امتصاص العناصر الغذائية في الجسم.
٤. ضَع الملعقة أو الشوكة جانباً بين اللقمات
معظمنا معتاد على أن يظل الملعقة أو الشوكة في يده طوال فترة تناول الطعام، ويأكل بوتيرة متسارعة كأنه آلة. لكن إذا تعمّدت أن تضع أدوات الطعام على الطاولة لبضع ثوانٍ بين كل عدة لقمات، فستُبطئ تلقائياً من سرعة تناولك للطعام.
٥. تحدث مع عائلتك أثناء تناول الطعام
الدردشة الخفيفة بين اللقمات تُعد من أكثر الطرق متعة لتقليل سرعة الأكل. فهي لا تُبطئ وتيرة الطعام فقط، بل تجعل من وقت الوجبة لحظة دافئة واجتماعية.
الخلاصة
تناول الطعام بسرعة هو من العادات الغذائية السيئة، وإذا لم يتم تصحيحه فقد يؤدي إلى عواقب صحية خطيرة مثل السمنة، السكري، اضطرابات التمثيل الغذائي، وحتى خطر الاختناق. لذا، في المرة القادمة التي تتناول فيها الطعام، انتبه لنفسك، وإذا وجدت أنك تأكل بسرعة، حاول استخدام النصائح المذكورة في هذا المقال لتحوّل هذه العادة السيئة إلى أسلوب صحي وآمن.
تابعنا على Facebook
قم بكتابة اول تعليق