اللحوم الحمراء تزيد من خطر السرطان

شارك المقال

اللحوم الحمراء والمثلّجة: الخطر الصامت الذي يزيد من احتمالية الإصابة بسرطان القولون

مقدمة

لطالما ارتبطت اللحوم الحمراء واللحوم المثلجة والمصنّعة بعادات الأكل اليومية للعديد من الأشخاص حول العالم، خاصة في المجتمعات الغربية والعربية.
لكن في السنوات الأخيرة، حذّرت المنظمات الصحية الدولية من أن الاستهلاك المفرط لهذه اللحوم يمكن أن يشكل خطرًا حقيقيًا على الصحة،
خصوصًا فيما يتعلق بزيادة احتمال الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.

في هذا المقال، نستعرض تفاصيل التحذير الصادر عن الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC)، التابعة لمنظمة الصحة العالمية،
ونوضح كيف يمكن أن يؤدي الإفراط في تناول هذه اللحوم إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون بنسبة تصل إلى 18%،
ونعرض خطوات وقائية بسيطة يمكن أن تساعد في التقليل من هذا الخطر.


أولاً: اللحوم المثلجة واللحوم الحمراء – ما الفرق؟

  • اللحوم الحمراء: تشمل لحوم البقر، الخروف، الماعز، الجمل، والعجل.
  • اللحوم المثلّجة (أو المصنّعة): هي اللحوم التي تم معالجتها بالتجفيف أو التمليح أو التدخين أو عبر إضافات كيميائية للحفظ،
    وتشمل النقانق، الهوت دوغ، السلامي، اللانشون، المرتديلا، البيف بيكون، وغيرها.

ثانياً: علاقة اللحوم بسرطان القولون

ما هو سرطان القولون والمستقيم؟

هو أحد أنواع السرطان الأكثر شيوعًا عالميًا، وينشأ في الأمعاء الغليظة،
وغالبًا ما يبدأ بتكون أورام حميدة (سلائل) يمكن أن تتحول لاحقًا إلى أورام خبيثة إن لم تُكتشف في وقت مبكر.

اقرأ أيضًا:

كم سعرة حرارية في 100 جرام من ناجتس الدجاج؟

التعرف على الفوائد العلاجية لبخار قش الشعير

هل من الآمن استخدام المكنسة الكهربائية لشفط شظايا الزجاج؟

النبق البحري سحر الطبيعة من أجل صحتك وجمالك

كيفية إزالة صمغ 123 من الجلد والأسطح المختلفة [البلاستيك، المعدن، الزجاج]

تابعنا على Facebook


ما الذي تقوله الدراسات العلمية؟

بحسب دراسة نشرتها صحيفة لوفيغارو نقلًا عن الوكالة الدولية لأبحاث السرطان:

  • تناول 50 غرامًا فقط من اللحوم المثلّجة يوميًا (ما يعادل تقريبًا شطيرة نقانق صغيرة)
    يزيد خطر الإصابة بـ سرطان القولون بنسبة 18%.
  • كما أن تناول 100 غرام من اللحوم الحمراء يوميًا يرتبط بزيادة خطر الإصابة بنسبة 17%.

أي أن مجرد الاعتياد اليومي على وجبة تحتوي على لحوم مصنّعة أو حمراء قد يكون كافيًا لرفع مستوى الخطورة!


ثالثاً: كيف تؤدي اللحوم المثلجة إلى الإصابة بالسرطان؟

التفسير العلمي:

  1. المواد الحافظة والنترات:
    تُضاف إلى اللحوم المصنّعة لإطالة عمرها، لكنها تتحول في الجسم إلى مركبات نيتروز أمينية، وهي مواد مسرطنة معروفة.
  2. الطهي بدرجات حرارة عالية:
    عند شواء أو قلي اللحوم الحمراء، تتشكل مركبات كيميائية تُسمى الأمينات الحلقية غير المتجانسة والهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات،
    وهي معروفة بتأثيرها المسرطن.
  3. قلة الألياف:
    تناول اللحوم الحمراء بكثرة يُقلل من تناول الألياف الموجودة في الخضروات والفواكه، والتي تُساعد في تنظيف القولون من السموم.
  4. بطء الهضم:
    اللحوم الحمراء تهضم ببطء، ما يؤدي إلى بقاء الفضلات لفترة أطول في القولون، وزيادة احتمالية تحول بعض المكونات إلى مواد مسرطنة.

اللحوم الحمراء


رابعاً: ماذا قال الخبراء؟

صرّح الدكتور كورت سترايف، رئيس برنامج الدراسات التخصصية في الوكالة الدولية لأبحاث السرطان:

“بالنسبة للفرد، خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم جراء استهلاك اللحوم المثلجة لا يزال منخفضًا،
لكن تتزايد هذه المخاطر بشكل واضح مع ازدياد الكمية المستهلكة.”

أي أن الخطر تراكمي ويزداد مع الوقت والعادة، وليس فوريًا.


خامساً: مقارنة اللحوم مع عوامل مسرطنة أخرى

تشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن:

المادة أو العادة عدد الوفيات بالسرطان سنويًا عالميًا
التبغ حوالي 1,000,000 وفاة
الكحول أكثر من 600,000 وفاة
اللحوم المطبوخة والمثلجة حوالي 34,000 وفاة

ورغم أن عدد وفيات اللحوم أقل نسبيًا، إلا أن نسبة الأشخاص المعرضين لها أكبر بكثير نظرًا لانتشارها في العادات الغذائية اليومية.


سادساً: من هم الأكثر عرضة للخطر؟

  • الأشخاص الذين يتناولون اللحوم المصنعة يوميًا أو بشكل منتظم.
  • من لا يُدخلون كميات كافية من الفواكه والخضار والألياف.
  • أصحاب نمط الحياة الخامل، أي الذين لا يمارسون الرياضة أو الحركة الكافية.
  • من لديهم تاريخ عائلي للإصابة بسرطان القولون.

سابعاً: كيف تقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون؟

1. قلل استهلاكك من اللحوم الحمراء والمثلجة:

  • اجعلها جزءًا صغيرًا من نظامك الغذائي، لا عنصرًا رئيسيًا يوميًا.
  • حاول تناولها مرة أو مرتين فقط في الأسبوع.

2. استبدلها بخيارات صحية:

  • الدجاج والديك الرومي بدون جلد.
  • الأسماك، خاصة الغنية بالأوميغا 3 مثل السلمون والسردين.
  • البقوليات (عدس، حمص، فاصوليا) كمصدر بروتين نباتي.

3. تناول المزيد من الألياف:

  • مثل الحبوب الكاملة، الخضروات الورقية، الفاكهة، الشوفان.
  • الألياف تُنظّف القولون وتُحسن عملية الهضم.

4. مارس الرياضة بانتظام:

  • حتى 30 دقيقة من المشي يوميًا يمكن أن تحدث فرقًا واضحًا.
  • النشاط البدني يُقلل من خطر سرطان القولون بنسبة تصل إلى 25%.

5. احرص على الفحوصات الدورية:

  • بعد سن الـ 45 أو قبلها إذا كان هناك تاريخ عائلي.
  • تنظير القولون يُساعد في اكتشاف الأورام في مراحل مبكرة.

ثامناً: أسئلة شائعة

هل كل من يتناول النقانق أو البرغر يوميًا معرض للسرطان؟

ليس بالضرورة، لكنه يرفع من مستوى الخطر التراكمي، خصوصًا مع وجود عادات صحية سيئة أخرى.

هل الطهي في المنزل أفضل من الأطعمة الجاهزة؟

نعم، لأنك تتحكم في المكونات، وتتجنب المواد الحافظة والملونات المستخدمة في اللحوم المصنّعة الجاهزة.


خلاصة المقال

على الرغم من أن اللحوم الحمراء والمثلجة جزء من المطبخ العالمي،
إلا أن الإفراط في استهلاكها يُمكن أن يشكل خطرًا حقيقيًا على الصحة،
خصوصًا فيما يتعلق بزيادة احتمال الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة تصل إلى 18%.

لكن الخبر السار هو أن الخطر يمكن تقليله بسهولة عبر خطوات بسيطة:
التوازن في الغذاء، إدخال المزيد من الألياف، تقليل اللحوم المصنّعة، والحركة اليومية.

تغذيتك هي خط دفاعك الأول، فاحرص عليها.


 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top