المواصلات العامة تساعد على الحفاظ على ضغط الدم الطبيعي

فوائد المواصلات العامة للصحة: دراسة يابانية تكشف مفاجآت مذهلة

 

 

مقدمة

في ظل التحديات الصحية التي تواجه المجتمعات الحديثة بسبب نمط الحياة الخامل، يتزايد الاهتمام بالبحث عن عادات يومية تساعد الأفراد على تحسين صحتهم دون الحاجة إلى تغييرات جذرية أو مكلفة. ومن بين هذه العادات، يبدو أن وسيلة الوصول إلى العمل قد تلعب دورًا غير متوقع في التأثير على صحتنا العامة.

فقد أظهرت دراسة يابانية حديثة أن استخدام المواصلات العامة بدلًا من السيارة الخاصة يمكن أن يكون له فوائد كبيرة على الصحة البدنية، خاصة فيما يتعلق بمعدلات السمنة، ضغط الدم، ومخاطر الإصابة بالسكري. هذه النتائج المفاجئة تدفعنا لإعادة التفكير في عاداتنا اليومية، وخصوصًا في المدن الكبرى.


تفاصيل الدراسة: ماذا وجد الباحثون اليابانيون؟

أجرى باحثون من اليابان دراسة موسّعة شملت 6000 متطوع من سكان مدينة أوساكا، تتراوح أعمارهم بين 49 و54 عامًا. وتم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين:

  • المجموعة الأولى: تعتمد على السيارات الخاصة في التنقل اليومي للعمل.
  • المجموعة الثانية: تستخدم وسائل النقل العام أو الدراجات الهوائية أو المشي.

وقد أُجري البحث بين عامي 2012 و2015، واستمر لثلاث سنوات، وتم خلاله متابعة المؤشرات الصحية للمشاركين بشكل دوري، بما في ذلك الوزن، ضغط الدم، ومستوى السكر في الدم.

اقرأ أيضًا:

تعرف على فوائد الشعير

ضغط الدم المرتفع 10 أطعمة تخلصك منه

تعرف على 10 معلومات عن أهمية التبرع بالدم

يحتوي ويندوز 11 على قناة إصدار “Canary” جديدة

شاي يساعدك على مقاومة نزلات البرد: 10 أنواع فعالة وفوائدها الصحية

تابعنا على Facebook

أبرز نتائج الدراسة:

  • انخفاض خطر الإصابة بالسمنة بنسبة 44% لدى مستخدمي المواصلات العامة.
  • تقليل احتمال ارتفاع ضغط الدم بنسبة 27%.
  • خفض خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني بنسبة 34%.

وكان الشرط الأساسي للحصول على هذه الفوائد هو أن يستغرق الشخص ما لا يقل عن 20 دقيقة في الطريق يوميًا.


تفسير النتائج: لماذا تؤثر المواصلات العامة على صحتنا؟

1. زيادة النشاط البدني اليومي

عند استخدام وسائل النقل العام، يُجبر الشخص على المشي إلى المحطة أو موقف الباص، وربما يصعد السلالم، وينتظر وسيلة النقل، مما يضيف حركة خفيفة لكنها مهمة إلى الروتين اليومي. بالمقارنة، فإن قيادة السيارة الخاصة تقلل هذا النوع من الحركة إلى الحد الأدنى.

2. تحسين الدورة الدموية

الحركة المنتظمة الناتجة عن التنقل اليومي تُحفّز الدورة الدموية وتمنع الركود الدموي، مما يسهم في تقليل خطر تجلط الدم وارتفاع الضغط.

3. ضبط الوزن بشكل غير مباشر

عند تراكم هذه الأنشطة اليومية البسيطة، تصبح جزءًا من ما يُعرف بـ “النشاط البدني غير المرتبط بالتمرين” (NEAT)، والذي له دور فعال في حرق السعرات الحرارية وتحسين التمثيل الغذائي.


المواصلات العامة مقابل السيارة الخاصة: مقارنة صحية

المعيار المواصلات العامة السيارة الخاصة
النشاط البدني اليومي مرتفع نسبيًا (مشي، صعود سلالم) شبه معدوم
استهلاك السعرات الحرارية أعلى (حركة مستمرة) أقل
مستويات التوتر معتدلة (حسب الازدحام والانتظام) مرتفعة غالبًا (زحمة، قيادة)
الصحة القلبية محمية نسبيًا أكثر عرضة للمخاطر
خطر السمنة منخفض مرتفع

فوائد صحية أخرى لاستخدام المواصلات العامة

1. تقليل التوتر النفسي

رغم الزحام أحيانًا، فإن المواصلات العامة تسمح لك بالاسترخاء، الاستماع إلى الموسيقى، أو قراءة كتاب، مما يقلل من التوتر مقارنة بالقيادة التي تتطلب تركيزًا وجهدًا عقليًا مستمرًا.

2. تعزيز العلاقات الاجتماعية

قد يؤدي استخدام وسائل النقل الجماعي إلى التفاعل مع الآخرين، مما يحفّز الصحة النفسية ويقلل من الشعور بالعزلة.

3. تحسين جودة النوم

النشاط البدني المنتظم المرتبط بالمشي والتنقل يساعد على تنظيم الساعة البيولوجية ويعزز النوم العميق.

المواصلات العامة


الجانب البيئي: كيف تؤثر المواصلات العامة على البيئة وصحتنا؟

لا تقتصر الفوائد على الأفراد فقط، بل تمتد لتشمل البيئة والمجتمع بأكمله:

  • تقليل انبعاثات الكربون: ما يؤدي إلى هواء أنظف، ويقلل من أمراض الجهاز التنفسي.
  • خفض الضوضاء: مما ينعكس إيجابًا على الراحة النفسية للسكان.
  • تشجيع الاستدامة: كلما زاد الاعتماد على النقل العام، كلما قلت الحاجة إلى بناء المزيد من الطرق وتوسيع المدن.

هل المواصلات العامة مناسبة للجميع؟

رغم الفوائد الصحية المؤكدة، إلا أن هناك بعض التحفظات:

  • في المناطق الريفية أو التي تعاني من ضعف البنية التحتية، قد لا تكون المواصلات العامة متاحة أو مريحة.
  • في بعض الأحيان، تؤدي الزحمة الشديدة إلى توتر أو تأخير.
  • السلامة العامة في وسائل النقل بحاجة إلى تحسين في بعض الدول.

لكن بشكل عام، الفوائد تفوق السلبيات إذا تم التخطيط والتنظيم الجيد.


نصائح للاستفادة القصوى من المواصلات العامة

  • اختر الطريق الذي يتطلب أكبر قدر ممكن من المشي بشكل معقول.
  • حافظ على وضعية جلوس صحيحة داخل الحافلة أو القطار.
  • استغل وقت التنقل في نشاط مفيد كقراءة أو الاستماع لتعليم أو بودكاست.
  • لا تحمل وزنًا زائدًا في حقيبتك لتفادي آلام الظهر.
  • استخدم تطبيقات المواصلات الذكية لمعرفة الأوقات والمسارات وتجنّب التوتر.

المواصلات العامة كوسيلة للوقاية من الأمراض المزمنة

تشير الدراسات الحديثة إلى أن الوقاية من الأمراض المزمنة مثل السكري، السمنة، وأمراض القلب تعتمد بنسبة كبيرة على نمط الحياة اليومي وليس فقط على ممارسة التمارين الرياضية لساعة في اليوم.

المواصلات العامة تُعد من العوامل المهمة التي تُدمج النشاط البدني في الحياة اليومية دون الحاجة إلى تخصيص وقت إضافي للرياضة، وهذا ما يجعلها حلاً ذكيًا وفعالًا على المدى الطويل.

المواصلات العامة


أمثلة من مدن العالم

اليابان

تُعد اليابان نموذجًا في الاعتماد على المواصلات العامة، وهذا ينعكس على ارتفاع معدلات العمر وانخفاض نسب الأمراض المزمنة فيها.

الدول الإسكندنافية

مثل السويد والنرويج، تُشجّع الحكومات على استخدام الدراجات والمواصلات الجماعية كوسيلة لتحسين الصحة العامة وخفض تكاليف العلاج.

دبي وسنغافورة

قدمت هذه المدن نماذج متطورة في دمج المواصلات العامة الذكية بالحياة اليومية، ما ساهم في تقليل الزحام والحد من التلوث، وتحسين جودة الحياة.


خاتمة

في ضوء نتائج الدراسة اليابانية التي أثبتت أن استخدام وسائل المواصلات العامة يخفض خطر السمنة وضغط الدم والسكري، يبدو أن الذهاب إلى العمل ليس مجرد وسيلة تنقل بل أسلوب حياة صحي.

إن اعتمادنا على السيارة الخاصة قد يجعل حياتنا أكثر راحة مؤقتًا، لكنه قد يُثقل صحتنا بمخاطر كبيرة على المدى الطويل. لذا، فإن اختيارك اليومي لوسيلة التنقل قد يكون مفتاحًا لصحة أفضل ومستقبل أطول.


هل أنت مستعد لتغيير عادتك اليومية من أجل صحتك؟ جرّب المواصلات العامة ليوم واحد، وقد تجد الفرق بنفسك.


 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top