الخيانة الزوجية.. النساء يخنَّ أكثر من الرجال !!

شارك المقال

هل هناك جينات للخيانة؟ دراسة تكشف علاقة جينية بين النساء والخيانة الزوجية

مقدمة

لطالما كانت الخيانة الزوجية موضوعًا شائكًا وموضع جدل بين علماء النفس والاجتماع،
لكن في السنوات الأخيرة، بدأ الباحثون يطرحون سؤالًا أكثر عمقًا وإثارة:
هل يمكن أن تكون الخيانة مبرمجة جينيًا؟

دراسة أجرتها جامعة كوينزلاند (Queensland) الأسترالية أظهرت نتائج غير متوقعة،
فقد وجدت أن بعض النساء يمتلكن تركيبة جينية معيّنة قد تُحفّز ميولًا أعلى للخيانة أو إقامة علاقات مع أكثر من شريك.


ما هي الدراسة؟ ومن أين جاءت هذه الفرضية؟

قاد الدراسة البروفسور براندن زيتش، بالتعاون مع مختصين في علم الوراثة وعلم الأعصاب،
وشملت أكثر من 7000 شخص تم تحليل حمضهم النووي (DNA) إلى جانب أنماط حياتهم وسلوكياتهم العاطفية.

الهدف:

فهم العلاقة بين التركيبة الجينية والسلوك الجنسي والاجتماعي، وبخاصة السلوكيات غير الأحادية مثل الخيانة الزوجية.


النتائج: ما علاقة جين AVPR1A بالخيانة؟

ما هو جين AVPR1A؟

جين AVPR1A هو المسؤول عن ترميز مستقبلات الفازوبرسين،
وهو هرمون مرتبط بالسلوك الاجتماعي والتواصل العاطفي،
وقد دُرس سابقًا في الحيوانات المرتبطة بميول جنسية غير أحادية، مثل بعض أنواع القوارض.

ماذا وجدت الدراسة؟

  • النساء اللواتي يحملن نوعًا معينًا من تركيبة AVPR1A كن أكثر عرضة للخيانة.
  • 6.4٪ من النساء الخائنات في العينة كن يحملن هذه التركيبة الجينية “الخاصة”.
  • التأثير كان أضعف عند الرجال، ما يشير إلى أن الاستجابة الجينية تختلف بين الجنسين.

هذا لا يعني أن الجين يحدد الخيانة، لكنه يزيد من قابلية السلوك في بيئات وظروف معينة.

اقرأ أيضًا:

۹ نصائح بسيطة لجعل لنظام غذائي أكثر صحية

دليل “النظام الغذائي الخالي من الملح” لصحة الجسم

غيلوي أو جودوتشي؛ المعالج الطبيعي لمجموعة من الأمراض

فوائد وطريقة تحضير شاي أعواد الكرز: مشروب شافي لعلاج العديد من الأمراض

كم عدد السعرات الحرارية في الجيلي؟ كم سعرة حرارية في كل 100 غرام من الجيلي؟

تابعنا على Facebook


كيف يعمل هذا الجين؟ وهل يتحكم في السلوك؟

الفازوبرسين والسلوك الاجتماعي:

  • الفازوبرسين هرمون مهم في تعزيز الارتباط العاطفي، وبخاصة بين الشريكين.
  • الأشخاص الذين لديهم خلل في استجابة المستقبلات الخاصة به قد يعانون من:
    • صعوبة في الحفاظ على العلاقات العاطفية.
    • ميول أعلى للبحث عن بدائل.
    • ضعف في التعاطف والانتماء داخل العلاقة الواحدة.

النساء اللواتي يحملن هذا النمط الجيني قد يكنّ أكثر حساسية لتغيّرات في البيئة العاطفية، أو أكثر انجذابًا لتجربة جديدة.

الخيانة الزوجية


هل الجينات تبرر الخيانة؟

سؤال مهم وحسّاس.

✔️ لا، الجينات لا تُبرر الخيانة ولا تحددها كخيار إلزامي.
✔️ نعم، الجينات قد تلعب دورًا في تشكيل بعض الميول أو التفضيلات السلوكية.

لكن عوامل أخرى مثل:

  • التنشئة الاجتماعية
  • البيئة العاطفية
  • الخبرات السابقة
  • الوعي والقيم الشخصية

كلها عوامل توازن وتتحكم في السلوك النهائي.


خرافات حول الخيانة والجينات

الخرافة الحقيقة
“الخيانة وراثية بالكامل” الجينات تُسهم بنسبة بسيطة، لكن السلوك يعتمد على ظروف معقدة.
“من يحمل هذا الجين سيخون حتمًا” خطأ. هو عامل مساعد، لا أكثر.
“يمكنك فحص شريكك جينيًا قبل الزواج!” غير منطقي وغير أخلاقي حاليًا.

هل يمكن التنبؤ بالسلوك الجنسي عبر الجينات؟

بعض العلماء يرون أن السلوك البشري معقد جدًا بحيث لا يمكن اختزاله إلى جين واحد أو حتى مجموعة جينات.
لكن البحث في الجينات يعطي لمحة مهمة عن التوجهات البيولوجية التي قد تلعب دورًا في الصراعات الداخلية أو القرارات العاطفية.


هل يجب أن نقلق من هذه الدراسة؟

الدراسة لا تدعو إلى الذعر أو الشك في الشريك.
بل تهدف إلى فهم أعمق لسلوكيات الإنسان من خلال الدمج بين:

  • العلوم العصبية
  • البيولوجيا الجزيئية
  • علم النفس التطوري

الغاية ليست إدانة الأفراد، بل تفسير التنوع الكبير في السلوك العاطفي والجنسي.


رأي علماء النفس

يرى كثير من علماء النفس أن:

  • السلوك الجنسي تحكمه عوامل نفسية واجتماعية أكثر من العوامل الجينية.
  • حتى إن وُجد استعداد بيولوجي معين، فإن البيئة، التربية، التجارب، والدين جميعها تُشكّل حاجزًا أمام هذا السلوك.
  • التركيبة الجينية يمكن أن تكون بذرة، لكنها لا تثمر إلا في بيئة مناسبة.

هل يمكن استخدام هذه النتائج في الاستشارات الزوجية؟

ربما في المستقبل، قد يكون لهذه الأبحاث دور في:

  • فهم أعمق للتمايز في الرغبة أو الولاء.
  • تصميم برامج علاجية تتعامل مع ميول معينة بأسلوب علمي.
  • تخصيص استراتيجيات للعلاج الزواجي.

لكن اليوم، من المبكر استخدام الجينات كأداة حاسمة في التشخيص أو المشورة الزوجية.


خلاصة المقال

كشفت دراسة حديثة من جامعة كوينزلاند أن تركيبة جينية معينة (AVPR1A) قد ترتبط بزيادة احتمالية الخيانة الزوجية لدى النساء،
لكن من المهم أن نتذكر أن الوراثة ليست قدَرًا حتميًا، بل عامل من بين عشرات العوامل التي تُحدد السلوك البشري.

الخيانة ليست فقط نتيجة لجين، بل غالبًا ما تكون نتاج اختيارات شخصية، مشاعر مهملة، أو فجوات في العلاقة.

العلم لا يُدين، بل يفسّر. والمسؤولية تبقى فردية.


 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top