التفاحه التي غيرت فهمنا للكون
هل تعلم أن الشجرة الظاهرة في الصورة هي الشجرة ذاتها التي سقطت منها التفاحة الشهيرة والتي ألهمت العالم الفيزيائي إسحاق نيوتن لاكتشاف قانون الجاذبية الأرضية؟
تقع هذه الشجرة في مزرعة والدته في منطقة Woolsthorpe Manor، في لينكولنشاير – إنجلترا، ويُقدّر عمرها بنحو 350 عامًا.
القصة الأشهر في تاريخ العلوم تبدأ من هذه التفاحه… لكنها ليست كما يُشاع دائمًا!
هل سقطت التفاحه على رأس نيوتن فعلًا؟
ذكر إسحاق نيوتن نفسه هذه القصة، وقال إن مشاهدته لسقوط تفاحه من الشجرة ألهمته للتفكير في السبب الذي يجعل الأشياء تسقط نحو الأرض لا إلى الأعلى أو الجوانب.
ورغم أن البعض اعتبر القصة مجرد أسطورة رومانسية، فإن عددًا من المقربين من نيوتن أكدوا وقوع الحدث، لكنهم نفوا أن التفاحه سقطت على رأسه.
من بين هؤلاء، العالم ويليام ستوكلي، الذي دوّن محادثة دارت بينه وبين نيوتن في 15 أبريل 1726، جاء فيها:
“ذهبنا إلى الحديقة لنشرب الشاي تحت ظلال بعض أشجار التفاح. وخلال الحوار، قال نيوتن إنه رأى تفاحة تسقط، فتساءل: لماذا تسقط دائمًا باتجاه الأرض؟ لماذا لا ترتفع أو تميل؟ ثم قال: لا بد أن هناك قوة تجذبها نحو مركز الأرض.”
اقرأ أيضًا:
مقارنة Canva و Photoshop: أي أداة تصميم أنسب لك؟
حشيشة السعال؛ نبتةٌ مذهلة لفوائد صحية متعددة
الكشمش الأسود ثمرة سحرية للصحة
الجاذبية: من تفاحة إلى نظرية كونية
من الظاهرة إلى القانون
أشار نيوتن إلى أنه إذا كانت هناك قوة تجذب التفاحة، فلا بد أنها تجذب كل شيء نحو الأرض.
وتوسّع في فكرته لاحقًا متسائلًا: لماذا لا تؤثر هذه القوة على القمر؟
هنا ولدت فكرة الجاذبية الكونية.
مساهمة جون كوندويت
دوّن جون كوندويت، مساعد نيوتن في دار سك العملة الملكية وزوج ابنة أخته، الرواية قائلاً:
“في عام 1666، غادر نيوتن كامبريدج وذهب إلى منزل والدته، وهناك، عندما رأى تفاحة تسقط، خطرت له فكرة أن الجاذبية ليست مقتصرة على سطح الأرض، بل قد تمتد إلى القمر وتكون السبب في دورانه حول الأرض.”
الجاذبية الكونية: عندما أصبحت التفاحة مفتاحًا لفهم الفضاء
بدأ نيوتن في تطوير فكرته تدريجيًا، ومع الوقت توصّل إلى أن قوة الجاذبية تتناسب عكسيًا مع مربع المسافة بين الأجسام.
هذه الفكرة أصبحت لاحقًا حجر الأساس في قانون الجذب العام، الذي يمكن من خلاله تفسير حركة الأجرام السماوية، كالقمر والكواكب.
وقد بيّن نيوتن أن نفس القوة التي تسحب التفاحة نحو الأرض، هي المسؤولة عن إبقاء القمر في مداره، بل والكواكب جميعًا.
الخلاصة: من تفاحة على الأرض إلى نظرية تهز الكون
سواء سقطت التفاحة على رأس نيوتن أم لا، فإن ما لا يمكن إنكاره هو أن لحظة السكون تلك تحت شجرة تفاح كانت بداية ثورة علمية حقيقية.
فقد غيّر إسحاق نيوتن بتلك الفكرة فهمنا لقوانين الطبيعة، ووضع أسس الفيزياء الكلاسيكية التي ما زلنا ندرسها حتى اليوم.
الجاذبية لم تعد مجرد ظاهرة، بل أصبحت لغة علمية دقيقة تشرح حركة الكون — وكل ذلك… بدأ من تفاحة!
تابعنا على Facebook