في إحدى التقارير التي نشرتها صحيفة إنجليزية شهيرة، تبين أن بعض المعتقدات الصحية الشائعة التي يؤمن بها الكثير منا غير صحيحة، وذلك وفقًا لما أشار به خبراء الصحة العامة والأطباء، وفيما يلي، نستعرض معًا، ثلاث معتقدات صحية شائعة يرى العلم الحديث أنها غير صحيحة بشكل كامل.
ثلاث معتقدات صحية شائعة، ثبت عدم صحتها
أولاً: تناول 2 لتر من الماء أو ما يعادل 8 أكواب
ثمة اعتقاد شائع بأن الإنسان يحتاج إلى تناول 8 أكواب من الماء بصفة يومية، لكننا لا نعلم من أين جاء هذا الرقم، وهل قاعدة الثمان أكواب قاعدة عامة تسري على مختلف الأعمار والأوزان ومختلف الحالات الصحية؟
تُشير إحدى خبيرات التغذية إلى أن كمية الماء التي يحتاجها الجسم بصفة يومية تختلف على حسب كميات النشاط التي نمارسها، كما أنها تعتمد على فئاتنا العمرية ونوع الجنس الخاص بنا، ولذلك فإن قاعدة الثمان أكواب غير دقيقة ولا تنطبق على مختلف الأفراد.
كما تنصح هذه الخبيرة بضرورة تجاهل قاعدة الثمان أكواب، وتناول الماء بمجرد الإحساس بالعطش، أو ملاحظة تلون لون البول. على سبيل المثال، إذا لاحظت أن لون البول قاتم، فحينها يتعين عليك احتساء المزيد من الماء.
ثانيًا: معتقدات صحية شائعة: ممارسة عادة المشي 10 آلاف خطوة يوميًا
ثمة اعتقاد شائع بين الناس بضرورة السير لعشرة آلاف خطوة بشكل يومي، من أجل تعزيز صحة الجسم والعقل والحفاظ على لياقة بدنية مناسبة. لكن، هل هذا الرقم تم استنتاجه اعتمادًا على أسس علمية وتجارب مثبتة؟
في الحقيقة، جاء هذا الرقم في إحدى الإعلانات اليابانية الخاصة بواحدة من الشركات التي كانت تسعى للحصول على استضافة للأولمبياد في عام 1964، لكن العاملين في مجال الصحة العامة ببريطانيا، أشاروا بتعديل هذا الرقم، حيث يرى هؤلاء الخبراء أن أربعة آلاف وأربعمائة خطوة، كافية لتمنح الإنسان صحة جيدة ولياقة بدنية مناسبة، لأنها وفقًا للإحصائيات خفضت نسبة الوفيات لما يقرب من 41% تقريبًا.
ويذكر بعض خبراء التدريب العاملين في مجال الأنشطة الرياضية أن الرقم عشرة آلاف غير مبنى على نتائج لبحوث علمية، وكذلك لا يُراعي هذا الرقم الفروقات بين الأشخاص فيما يتعلق باللياقة البدنية، ولا يراعي كثافة التمارين. فربما يسير الشخص لما يفوق هذا الرقم ولا تتحسن صحته، وربما يمارس البعض الآخر تمارين أقل من ذلك ويتمتعون بصحة جيدة ولياقة مناسبة.
ثالثًا: ضرورة الحصول على قسط يومي من النوم لا يقل عن 8 ساعات
في الحقيقة، البشر مختلفون فيما يتعلق بحاجاتهم إلى النوم، فثمة بعض الأشخاص الذين يشعرون بالرضا حال نومهم لمدة 4 ساعات فقط، في حين يحتاج البعض الآخر إلى ما هو أكثر من 8 ساعات، لكن أحد المُتخصصين في مشاكل النوم، أكد أنه لا توجد أدلة علمية على أن الإنسان يحتاج إلى هذا الرقم بالتحديد؛ 8 ساعات، لكي يُحقق فترة النوم المناسبة.
لكن إذا كان هذا الرقم غير مأخوذ من مؤشرات علمية، فمن أين جاءت فكرة حاجة الإنسان للنوم 8 ساعات على الأقل. يُرجح البعض أن هذه المعلومة مأخوذة من فكرة تقسيم عدد ساعات اليوم إلى 8 ساعات للنوم و8 ساعات للعمل و8 ساعات للراحة.
لكن هذا الخبير يُشير إلى أنه ليس من الضروري استهداف هذا الرقم بالتحديد، ولا يجب أن نتخذه أمرًا مُسلمًا به، فكما ذكرنا، يُحدد عدد ساعات النوم المطلوبة بحسب احتياج كل شخص على حدة.