طرق علاج وطرد البلغم من الجسم
قسم: الطب التقليدي والعلاجات العشبية
تُعد الحجامة أو العلاج بالبادكش من الطرق الشائعة في الطب التقليدي للتخلص من البلغم.
كيف يمكن علاج البلغم في الجسم؟
البلغم هو أحد الأخلاط الأربعة في جسم الإنسان وفقًا للطب التقليدي، ويتمتع بطبيعة باردة ورطبة. يمكن أن يؤدي تراكمه في الجسم إلى ظهور عدد من المشاكل الصحية والجسدية والنفسية، مثل:
- الروماتيزم
- الانتفاخ (الغازات)
- الاكتئاب
- حصى الكلى
- الصداع الناتج عن التهاب الجيوب الأنفية
لعلاج البلغم وإخراجه من الجسم، توجد عدة أساليب فعالة تشمل تعديل النظام الغذائي والاعتماد على علاجات تقليدية وأعشاب خاصة. في الأجزاء التالية من المقال، سنتناول هذه الطرق بالتفصيل.
اقرأ أيضًا:
خل التفاح يساعد ب 10 طرق في تحسين صحة الجسم
دليل كامل: كيفية نقل قوائم التشغيل من حساب سبوتيفاي إلى حساب جديد
أفضل الطرق لإزالة البقع من الموكيت | دليلك للتنظيف الفعال
6 طرق فعالة لتنظيف صواني الفرن [إزالة آثار الحروق عن صينية الألمنيوم والمضادة للالتصاق]
إخفاء الملفات في Windows 11: أفضل الطرق لحماية بياناتك
ما هو البلغم؟
في الطب التقليدي، يُعتقد أن في جسم الإنسان أربعة أخلاط رئيسية تُعرف باسم: البلغم، السوداء، الصفراء، والدم. وهذه الأخلاط موجودة بشكل معتدل في الدم، ولكل منها صفاته وتأثيره على المزاج والصحة العامة.
البلغم هو أحد هذه الأخلاط الأربعة، ويتميّز بطبيعته الباردة والرطبة. يُنتج البلغم في المعدة على هيئة سائل مائي، ثم ينتقل عبر مجرى الدم وينتشر في جميع أنحاء الجسم.
عندما يطغى البلغم ويزداد عن معدله الطبيعي في الجسم، يؤدي إلى اختلال في التوازن الداخلي، وهو ما يُعرف في الطب التقليدي بـ”غلبة البلغم”. ويُعتقد أن هذا الخلط مرتبط بحركة كرات الدم البيضاء ويتواجد أيضًا ضمن السائل اللمفاوي الذي يدور في الجسم.
في الحقيقة، أغلب الأمراض، حسب هذا المذهب الطبي، تنشأ من اختلال توازن الأخلاط الأربعة. سواء بزيادة أو نقصان أي منها، تظهر اضطرابات بدنية أو نفسية.
زيادة البلغم تؤدي إلى زيادة الرطوبة والبرودة في الجسم، ويُعرف البلغم بأنه خلط ثقيل يميل إلى الترسب في الجسم. لهذا السبب، فإن أصحاب المزاج البلغمي غالبًا ما يمتلكون بنية جسدية على شكل الكمثرى، وقد يعانون من تراكم الدهون في مناطق البطن والخاصرتين، حتى وإن بدا شكل أجسامهم متوازنًا في العموم.
من الجدير بالذكر أن بعض العوامل تسهم في زيادة البلغم، منها تقدّم العمر وفصل الشتاء، حيث تزداد البرودة والرطوبة في الطبيعة، مما يعزز هذا الخلط في الجسم.
علاوة على ذلك، يُعتبر الوزن الزائد، التغذية غير السليمة، واتباع نظام غذائي يعتمد على الأطعمة ذات الطبيعة الباردة والرطبة من الأسباب الرئيسية المؤدية إلى زيادة خلط البلغم في الجسم. ومن أبرز هذه الأطعمة: الأسماك، المخللات، اللبن الزبادي، الباذنجان وغيرها من الأغذية الباردة.
أما أعراض غلبة البلغم، فهي متعددة وتؤثر على الجوانب الجسدية والنفسية للفرد، ومن أهمها:
- ضعف في الجهاز الهضمي
- الإصابة بالاكتئاب
- تساقط الشعر
- آلام المفاصل
- سرعة القذف
- ضعف في الرغبة الجنسية
- تكيس المبايض
- الإجهاض المتكرر
- التلعثم أو اللعثمة في الكلام
- سوء الظن والتشاؤم
- حصى الكلى
- الصداع المزمن الناتج عن التهاب الجيوب الأنفية (السُّنوسيت)
من جهة أخرى، فإن علاج البلغم لا يقتصر فقط على التخلص من الأعراض، بل يُسهم بشكل كبير في تعزيز كفاءة الجهاز المناعي. حيث إن الطبيعة الباردة والرطبة لهذا الخلط تُفضي إلى حالة من البرودة العامة في الجسم، مما يُعيق عملية حرق الدهون ويمنع فقدان الوزن بسهولة. لذلك، فإن الأشخاص الذين يعانون من غلبة البلغم، عادةً ما يُواجهون صعوبة في خسارة الوزن نتيجة لانخفاض معدل التمثيل الغذائي (الأيض) في أجسامهم.
علاج البلغم في الجسم
تُعتبر الوقاية من زيادة خلط البلغم في الجسم الخطوة الأهم والأكثر فاعلية في معالجته. ومن أبرز العوامل المؤثرة في هذا السياق، تنظيم عدد ساعات النوم خلال اليوم. فبحسب توصيات الطب التقليدي، فإن المعدل المثالي للنوم خلال 24 ساعة هو ثماني ساعات.
إضافة إلى ذلك، فإن النوم خلال ساعات النهار، لا سيما قبل غروب الشمس بساعة، يُعد من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى ارتفاع نسبة البلغم في الجسم. فكثير من الأشخاص الذين يُكثرون من النوم خلال النهار، يُصابون تدريجياً بمشكلات مثل التهابات الجيوب الأنفية، الشعور بثقل في الرأس، وبطء في الاستجابات الذهنية والعقلية.
ويُجمع الخبراء في الطب التقليدي على أن الامتناع عن تناول الأطعمة ذات الطبع البارد، خصوصًا في فترات الصباح والمساء، له تأثير مباشر في الوقاية من البلغم وعلاجه. إذ إن إهمال توقيت تناول الطعام، وعدم اتباع نظام غذائي متوازن يتماشى مع تغيّرات فصول السنة، يؤدي إلى برودة في الجهاز الهضمي، وبالتالي يُسهم في تكوُّن البلغم داخل الجسم.
وفي الحالات البسيطة، يظهر البلغم غالبًا على شكل خمول، تعب، وكسل عام، أما في الحالات المعقدة، فقد يتطور إلى أمراض مزمنة مثل الروماتيزم.
ومن أبرز السلوكيات والوسائل الطبيعية التي يُوصى بها لتقليل البلغم والحد من تأثيره في الجسم، نذكر ما يلي:
- الاستحمام بالماء الدافئ
- التعرض لأشعة الشمس بانتظام
- الاستخدام المعتدل للتوابل الحارة
- زيادة عدد مرات الجماع (بشكل صحي ومنتظم)
- ممارسة التمارين الرياضية اليومية
- إضافة البهارات الدافئة إلى الأرز، مثل الزعفران، القرفة، الهيل، والكمون
المحظورات الغذائية في علاج البلغم
ينقسم البلغم إلى نوعين: البلغم الطبيعي والبلغم غير الطبيعي.
البلغم الطبيعي يُعتبر دمًا خامًا لم يكتمل نضجه بعد، ويملك القابلية للتحول إلى دم. أما البلغم غير الطبيعي، فهو أكثر حرارةً ورقّةً مقارنةً بالبلغم الطبيعي.
ومع ذلك، فإن معدة الأشخاص الذين يغلب عليهم الطبع البلغمي تعاني عادةً من صعوبة في إتمام عملية الهضم مقارنةً بأصحاب الأخلاط المعتدلة. ولذلك، فإن من أهم الخطوات في العلاج، اتباع حمية غذائية خاصة وتجنب تناول الأطعمة ذات الطبع البارد.
كما يُمنع على أصحاب الطبع البلغمي تناول بعض الفواكه الباردة مثل:
- الكيوي
- الليمون الحلو
- اليوسفي (الماندارين)
- الشمام
- الخيار المقشر
- الفواكه غير الناضجة
قائمة الأطعمة والمشروبات الواجب تجنّبها لمرضى البلغم:
- منتجات الألبان: الحليب، القشدة، الجبن، الكشك، اللبن، الزبادي، الزبدة
- الأرز
- المشروبات المنبهة: الشاي، القهوة، النسكافيه، المشروبات الغازية
- الزيوت النباتية والمرغرين (الزبدة النباتية)
- الوجبات السريعة، خاصة السجق (السوسيس) واللانشون (الكالباس)
- البطاطا (المقلية أو المطبوخة)
- المخللات، بما في ذلك الخل، الليته، المخللات المالحة
- العدس
- شوربة الشعير (سوب الجَو)
- الفطر (المشروم)
- اللحوم البيضاء، وخاصة الأسماك
- اللحوم الحمراء، مثل لحم العجل والبقر
- الماء البارد جدًا أو الماء المثلج
- المعكرونة (الباستا)
- الحساء الدسم (كالأشّ رَشته)
- الإفراط في تناول الطعام
- الطماطم
- الكوسا المطبوخة
- العلكة
- الرقائق المقلية مثل الشيبس والبفك
- البسكويت
الطرق الشائعة للتخلص من البلغم
ضبط مواعيد النوم وتنظيم سرعة تناول الطعام
من أكثر الطرق فاعلية في طرد البلغم من الجسم هي الالتزام بالاستيقاظ المبكر، أي الاستيقاظ قبل شروق الشمس، حيث يُعتقد في الطبّ التقليدي أن إنتاج البلغم في الجسم يبدأ بعد طلوع الشمس، ولذلك يُوصي المعالجون بالطبّ الشعبي بالنهوض باكرًا كخطوة رئيسية لعلاج غلبة البلغم.
كما يُعدّ تناول الطعام بسرعة من أبرز العوامل التي تزيد من إنتاج البلغم والسودا في الجسم. حيث إنّ الأكل المتسرع لا يُعطي المعدة الوقت الكافي للهضم السليم، مما يؤدي إلى تراكم الأخلاط، خصوصًا البلغم.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن هذه العادة السيئة (الأكل بسرعة) تزيد من احتمالية زيادة الوزن، خاصة عند الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي أو فسيولوجي للسمنة.
الحجامة الجافة والتدليك بالزيوت الدافئة
في الطبّ التقليدي، يُستخدم مصطلح “طبخ البلغم” للإشارة إلى نوع من التدليك الموضعي باستخدام الزيوت الدافئة في أماكن تراكم البلغم، وذلك بهدف تقليل آثاره السلبية على الجسم وتعزيز التوازن الداخلي.
من أبرز الزيوت المستخدمة في هذا النوع من التدليك زيت حبة البركة (السّياهدانة)، والذي يُعد من الزيوت ذات الطبيعة الحارّة. يُوصى بتطبيقه موضعيًا لمدة 40 ليلة متتالية على مناطق تجمع البلغم لتقليل تأثيره وتنشيط الدورة الدموية.
بالإضافة إلى ذلك، يُوصي الطبّ التقليدي بخضوع أصحاب المزاج البلغمي إلى سبع جلسات من العلاج بالحجامة الجافة (بادكش)، وذلك للمساعدة على طرد البلغم المتراكم وتنشيط أجهزة الجسم.
استخدام أقراص مضادة للبلغم
يعتمد ممارسو الطب التقليدي على بعض النباتات الطبية مثل الزعتر (آویشن) والسنوت (زنیان) في تحضير أقراص عشبية مضادة للبلغم، وهي متوفّرة اليوم في العديد من الصيدليات الموثوقة حول العالم.
تحتوي هذه الأقراص على كميات عالية من مركبات فعّالة مثل كارفاكرول (Carvacrol) وتيمول (Thymol)، والتي تساهم في تحفيز إفراز العصارة الصفراوية والمخاط (Mucus) والإنزيمات الهضمية، مما يحسّن من أداء الجهاز الهضمي.
إضافةً إلى ذلك، تتميز هذه المكونات بخواص مضادة للبكتيريا والفطريات، وتُساعد بشكل فعّال على تقليل التشنجات المعوية.
في بعض التركيبات، يُضاف الزعتر كمكوّن رئيسي نظرًا لخصائصه المضادة للهيستامين والموسّعة للشعب الهوائية (Bronchodilator)، مما يجعله مفيدًا جدًا في علاج مشكلات الجهاز التنفسي، لا سيما السعال الجاف.
اتباع نظام غذائي مخصص لطرد البلغم
يُعد اتباع نظام غذائي مناسب أحد أهم الوسائل الطبيعية والفعالة في تخليص الجسم من البلغم الزائد. ومن أبرز التوصيات الغذائية المفيدة في هذا السياق:
- الحرص على تناول الخضراوات الطازجة يوميًا، مثل: البقدونس، الطرخون، الشبت، الكراث، الكرفس، الريحان، النعناع، الملفوف، المَرْزَة، والبقدونس مرة أخرى لفعاليته العالية.
- تناول الأطعمة الغنية بالتوابل الدافئة والحارة، مثل: القرفة، الزنجبيل، الهيل، حبوب الخردل، الفلفل الأبيض، الفلفل الأسود، الزعفران، الثوم، جوزة الطيب، والموسير.
- الحرص على تناول اللحوم المشوية، ويفضَّل لحوم: الغنم، العصافير، السُّمان (السار)، الحمام، الجمل، والديك الرومي، لاحتوائها على طاقة حرارية مفيدة لطرد البلغم.
- تناول المكسرات والمصادر الطبيعية للطاقة، مثل: الفستق، البندق، العسل، دبس التمر، الطحينية، الجوز، واللوز.
- الاستفادة من البقوليات الصحية، مثل: القمح، الحمص، الفاصولياء الحمراء، العدس الأحمر (دال عدس)، الفاصولياء العريضة، واللِّبَّة.
- الإكثار من تناول الفواكه الناضجة، لما لها من دور فعّال في دعم عملية الهضم وتقوية الجهاز المناعي.
- استخدام الجذور الطبيعية المفيدة، مثل: الجزر، الفجل الأبيض والأسود، اللفت، الشمندر، والكُلم القمري.
- الاعتماد على البذور الملينة الطبيعية، مثل: لسان الحمل (بارهنگ)، بذور الريحان، بذور الشيا، بذور الخشخاش (خاک شیر)، وبذور القَدَمه الشيرازي.
- شرب شاي الأعشاب الدافئة، مثل شاي القرفة أو الزنجبيل بشكل منتظم.
- تناول ملعقة من السويق يوميًا، لما له من فوائد كبيرة في تقوية الجسم وتحفيز الهضم وطرد الرطوبة والبلغم.
تابعنا على Facebook