طقوس الطيارين الروس وتعاويذهم قبل الطلعات الجويه

شارك المقال

طقوس الطيارين الروس قبل الإقلاع: تعاويذ عسكرية أم احتراف نفسي؟


طقوس الطيارين الروس قبل الإقلاع: تقاليد عسكرية بين التعاويذ والاحتراف

طقوس لا يتنازل عنها الطيار الروسي

في عالم الطيران العسكري، وخصوصًا خلال الطلعات الجوية الخطرة، لا يعتمد الطيار فقط على المهارات التقنية والخبرة القتالية،
بل يلجأ أيضًا إلى مجموعة من الطقوس والتقاليد الخاصة التي يعتبرها ضرورية للحفاظ على السلامة والنجاح في المهمة.

هذا ما كشفه أحد الطيارين الروس المشاركين في العمليات الجوية في الأجواء السورية،
مشيرًا إلى أن هذه الممارسات لها بعد نفسي وروحي عميق.


الملابس القديمة… رمز الثقة والبقاء

لا للملابس الجديدة قبل المهام الخطرة

من أولى هذه الطقوس أن الطيار لا يرتدي ملابس جديدة قبل تنفيذ أي مهمة صعبة،
بل يحرص على ارتداء الثياب التي ارتداها سابقًا في مهمات نُفذت بنجاح، وكأنها أصبحت رمزًا للحظ والتوفيق.

اقرأ أيضًا:

واجه 9 تحديات لجمع الأموال والادخار للمستقبل

كشف قدرة زهور قنطريون (Cnicus benedictus) نبات ذو خصائص طبية عديدة

نصائح مهمة لإنقاص الوزن بسرعة قبل حفل الزفاف

حتى الحذاء، له مكانة خاصة في هذه الطقوس. فالطيار يؤمن بأن الحذاء الذي خاض معه مغامرات سابقة “يمتلك روح القيادة”،
ويمكن الاعتماد عليه في المهمات المقبلة.

طقوس


لا صور قبل الإقلاع… خوفًا من النحس

الصورة الأخيرة قد تصبح صورة الوداع

ومن أبرز المحرمات في طقوس الطيارين الروس:
عدم التقاط أي صور فوتوغرافية قبل الإقلاع.

يشرح الطيار السبب قائلاً:

“حتى لا تصبح تلك الصورة الأخيرة… هي نفسها التي تُنقش على شاهد القبر”.

هذا الاعتقاد يشير إلى مدى حساسية الطيارين تجاه فكرة النحس أو التشاؤم،
خاصة عندما يكونون على أعتاب مهمة قد لا يعودون منها.


“تحية الطائرة”: طقس روحي قبل الإقلاع

الطواف حول الطائرة… تواصل مع “الحصان الحديدي”

من الطقوس التي لا يغفل عنها الطيار الروسي، قيامه بجولة كاملة حول طائرته قبل الإقلاع،
باتجاه عقارب الساعة، وكأنه يحييها أو يطلب دعمها.

في هذه الجولة، يلمس الطيار:

  • مقدمة الطائرة (الصدر)
  • الجناحين
  • الذيل
  • القنابل والصواريخ المثبتة

رغم أن الفنيين المختصين قد فحصوا الطائرة بالكامل،
إلا أن هذه الجولة لا تهدف للتحقق التقني، بل تحمل رمزية وجدانية وتاريخية.

تعود هذه العادة إلى زمن الطائرات ذات المراوح، حين كان الطيار يختبر اهتزازات المحرك بنفسه قبل الإقلاع.


“المسح”: لحظة تواصل صامت مع آلة الحرب

الطيار وحصانه الحديدي

في لغة الطيارين الروس، يُطلق على هذه الجولة حول الطائرة مصطلح “المسح”،
وهي لحظة مليئة بالمشاعر والانفعالات الخفية.

يصفها الطيار بقوله:

“إنها لحظة أطلب فيها من حصاني الحديدي ألا يخذلني”.

ففي هذه اللحظة، تنشأ علاقة إنسانية خفية بين الطيار وطائرته،
يمتزج فيها الخوف بالثقة، والرهبة بالأمل.


الخلاصة: ما بين العلم والروح… تقاليد تحكم سماء المعارك

رغم التقدم التكنولوجي الهائل في مجال الطيران الحربي،
لا تزال الطقوس والعادات الشخصية تلعب دورًا أساسيًا في تهيئة الطيار نفسيًا قبل الطيران.

إنها ليست مجرد خرافات، بل أدوات ذهنية لبناء الثقة، وتخفيف الضغط،
وتأكيد العلاقة بين الإنسان والآلة في أكثر لحظات الحياة خطورةً.


تابعنا على Facebook

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top