
في أحد المراعي الخضراء، كان يعيش قطيع من الماعز السعيدة والنشيطة.
وكان من بينهم ماعز صغير خجول، هادئ، لا يتحدث كثيرًا، ودائمًا ما يُبقي رأسه منخفضًا.
كلّما لعب الأطفال وضحكوا وأحدثوا الضوضاء، كان يقف بعيدًا في الزاوية… يراقب فقط.
عند البركة
عندما يصل القطيع إلى بركة الماء، كانت الماعز الأخرى تركض وتشرب وتلعب بالماء بسعادة،
أما الماعز الخجول، فكان ينتظر حتى يبتعد الجميع… ليذهب ويشرب وحيدًا.
وفي بعض الأيام، كان يتأخّر كثيرًا، لدرجة أن القطيع يعود إلى القرية قبله،
فيعود إلى المنزل عطشانًا حزينًا… يعضّ على شفتيه بخجل دون أن يشتكي.
ذات صلة:
نصيحة الراعي
لاحظ الراعي الطيب تصرّف الماعز الخجول، ونصحه بلطف قائلاً:
“يا صغيري، لا تخجل، شارك أصدقاءك، الحياة أجمل مع الآخرين.”
لكن الماعز الصغير ظلّ صامتًا، خجولًا كما هو دائمًا…
يوم السقوط
في صباح أحد الأيام، كان القطيع يستعد للذهاب إلى المرعى.
لكن بينما كان الماعز الخجول يمشي، تعثّر وسقط، وجرح قدمه قليلاً.
لم يستطع اللحاق بالقطيع، ولم يُنادي أحدًا… لأنه خجل من أن يطلب المساعدة.
وعندما وصل إلى الباب، وجد أن الجميع قد ذهبوا، وبقي وحيدًا وجائعًا طوال النهار.
زيارة من الكلب
في تلك الأثناء، لاحظ الراعي غياب الماعز الصغير، فأرسل كلبه الأمين ليبحث عنه.
لكن قبل أن يرسله، همس له بكلمات سرّية.
وصل الكلب إلى البيت، لكنه لم يأخذ الماعز فورًا، بل استلقى ونام في الزاوية!
نظر إليه الماعز بدهشة، وفكّر:
“ألم يأتِ ليساعدني؟ لماذا لا يقول شيئًا؟”
تردّد كثيرًا، لكنه أخيرًا جمع شجاعته، واقترب وقال:
“عذرًا… هل يمكنك أن تأخذني إلى القطيع؟ لقد تأخّرت اليوم.”
فتح الكلب عينيه وقال مبتسمًا:
“بالطبع! لكني أجري بسرعة، هل تستطيع أن تلحق بي؟”
☀️ لقاء جميل
أخذ الماعز نفسًا عميقًا، وهزّ رأسه وقال:
“سأحاول!”
وانطلق الاثنان سويًا، وكان الراعي يراقب من بعيد.
رأى الماعز الخجول يركض لأول مرة، ووراءه الكلب، وهما يضحكان ويتحادثان كصديقين قديمين.
ابتسم الراعي وقال:
“أتمنى أن يستمر صغيرنا الشجاع على هذا النحو… ليصبح سعيدًا ومبتهجًا دائمًا.”
تابعنا على فايسبوك
قم بكتابة اول تعليق