
في قديم الزمان، كان هناك نجّار عجوز طيب يُدعى جيبيتو، يعيش وحيدًا ويتمنى من قلبه أن يكون له ولد صغير يملأ عليه البيت بالفرح والحياة.
وذات يوم، قرّر صنع دمية خشبية جميلة، وأطلق عليها اسم بينوكيو. كان يتحدث معها، ويعاملها كأنها ابنه الحقيقي.
في تلك الليلة، ظهرت جنيّة طيبة في ورشته، ورأت كم أن جيبيتو يتمنى أن تكون له عائلة. فابتسمت ولمست الدمية بعصاها السحرية، وقالت:
“إذا أثبت بينوكيو أنه شجاع، صادق، وغير أناني… سيصبح يومًا ما ولدًا حقيقيًا.”
ثم نظرت إلى جيميني الصرصور، وقالت له:
“أنت ستكون ضميره، وتعلّمه الفرق بين الصح والخطأ.”
ذات صلة:
عندما أثمرت شجرة الأزرار السحرية
قصة للأطفال: يوم الحلاقة شعر طويل
بداية المغامرة
في صباح اليوم التالي، استيقظ جيبيتو ووجد أن دميته تتحرك وتتحدث! فرح كثيرًا وقال له:
“اذهب إلى المدرسة وتعلّم، وكن ولدًا جيدًا.”
رافَق جيميني بينوكيو إلى الطريق، لكن بينوكيو، بدلاً من الذهاب إلى المدرسة، انجذب إلى عرضٍ لمسرح الدمى.
صاحب المسرح الشرير أقنعه أن يصبح نجمًا مشهورًا، فوافق بينوكيو وسعد بالتصفيق.
لكن بعد العرض، سجنه الرجل الشرير في قفص! وفي الليل ظهرت الجنيّة وسألته:
“لماذا لم تذهب إلى المدرسة؟”
فكذب بينوكيو، وبدأ أنفه يطول ويطول!
قالت له الجنية بابتسامة حزينة:
“كلما كذبت، سيطول أنفك!”
اعترف بينوكيو بالحقيقة، فعاد أنفه إلى طبيعته.
قالت له الجنية:
“سأسامحك هذه المرة، ولكن احذر في المستقبل!”
مدينة الألعاب… والفخ الكبير
في اليوم التالي، وبينما كان بينوكيو في طريقه إلى المدرسة، رأى عربة مليئة بالأطفال يضحكون.
قال له السائق:
“تعال معنا إلى مدينة الألعاب! هناك لعبٌ وفرح طوال اليوم!”
لم يستطع بينوكيو المقاومة، وركب العربة. لعب وضحك طوال الوقت، لكنه لم ينتبه أن الأطفال بدأوا يتحوّلون إلى حمير!
آذانهم طالت، وظهورهم انحنت… لقد كانت خدعة!
هرب بينوكيو مع جيميني، وعاد إلى بيت جيبيتو، لكنه لم يجده هناك.
قالت له حمامة صغيرة:
“ذهب إلى البحر يبحث عنك!”
في بطن الحوت
صنع بينوكيو قاربًا صغيرًا وذهب إلى البحر. وفجأة، ابتلعه حوت ضخم!
وهناك، وجد جيبيتو! عانقه وقال له:
“أنت حيّ! لقد بحثت عنك كثيرًا!”
فكر بينوكيو في خطة: أشعل نارًا داخل بطن الحوت، وعندما عطس الحوت من الدخان، خرجا معًا من فمه، ونجوا.
النهاية السعيدة
بعدما خرجا إلى الشاطئ، سقط بينوكيو دون حراك. ركض جيبيتو نحوه، وهو يبكي:
“يا بني، ضحيت بنفسك من أجلي!”
وفجأة، ظهرت الجنية الطيبة من جديد، وقالت:
“بينوكيو، لقد كنت شجاعًا، صادقًا، ومخلصًا… لذا، ستصبح الآن ولدًا حقيقيًا!”
فتح بينوكيو عينيه، ورأى أنه لم يعد دمية خشبية، بل أصبح طفلًا حقيقيًا من لحم ودم!
فرح جيبيتو، وعانقه بقوة، وقال:
“أخيرًا تحقق حلمي!”
ومنذ ذلك اليوم، عاش بينوكيو وجيبيتو معًا بسعادة وحبّ لسنوات طويلة، وتعلّم بينوكيو أن الصدق، الشجاعة، والإخلاص هي الصفات التي تصنع الإنسان الحقيقي.
قم بكتابة اول تعليق