
سر الجنية الذهبية
سر الجنية الذهبية: كانت ياسمين فتاة صغيرة تحب رقص الباليه كثيرًا، وتتقنه جيدًا في البيت أمام المرآة، لكنها كانت تشعر بتوتر شديد حين يراقبها الآخرون.
كانت ياسمين تفكر: “هل الجميع ينظر إليّ الآن؟” فيزداد توترها وترتبك في حركاتها.
عندما ترتبك ياسمين، لا تستطيع التركيز على قدميها، فتسمع مدربتها تقول: “ياسمين! يجب أن تمدّي قدمك اليمنى، وليس اليسرى!”
حين تقول مدربتها ذلك، يبدأ الجميع بالنظر إليها، فتشعر بالخوف أكثر.
في إحدى الليالي، وضعت ياسمين رأسها على الوسادة وبدأت تبكي قائلة: “أنا لا أخطئ أبدًا حين أرقص وحدي، لكنني أخاف عندما يراقبني الآخرون!”
كانت ياسمين منشغلة جدًا في البكاء، فلم تلاحظ الغبار الذهبي الذي انتشر في غرفتها فجأة. هبط الغبار برفق على سريرها، وظهرت جنية ذهبية لطيفة بجانب وسادتها، وقالت لها بهدوء: “أعرف أنك متوترة يا صغيرتي، لكن لا تقلقي، فأنا هنا لمساعدتك!”
ردّت ياسمين بحزن: “أنا أخاف حين يراقبني الناس، فتضيع مني الحركات!”
ذات صلة:
ابتسمت الجنية وقالت بصوت هادئ في أذن ياسمين النائمة: “سأخبرك سرًا! سأرش الكثير من غبار النجوم على حذائك وتنورتك، وكل ما عليك فعله هو الابتسام والتألق مثل نجمة!”
في الصباح التالي، كانت هناك مفاجأة تنتظر ياسمين؛ فحذاؤها وتنورتها مليئان بالغبار الذهبي اللامع! نظرت حولها، ولم ير أحدٌ غيرها ذلك الغبار.
اقتربت منها مدربتها وقالت: “تنورتك جميلة جدًا يا ياسمين! لا تقلقي بشأن شيء، فقط تألقي مثل نجمة!”
تعجبت ياسمين من كلمات المدربة وتساءلت: “أتألق مثل نجمة؟ أتمنى ذلك حقًا!”
بدأ العرض، وأضاءت الأنوار وارتفعت الستارة، وبدأت ياسمين بالرقص. هذه المرة، قررت ألا تنظر إلى وجوه الجمهور، بل إلى الغبار الذهبي الذي يرقص حولها ويمنحها القوة.
رقصت ياسمين بشكل رائع، وأضاءت المسرح كنجمة حقيقية. صفّق لها الجمهور بحماس كبير.
قالت ياسمين بدهشة وهي تنظر للجمهور: “أين ذهبت كل تلك الوجوه المخيفة؟!”
صعدت مدربتها إلى المسرح وعانقتها قائلة: “كنتن رائعات، أنتن جميعًا نجومي المضيئة!”
في تلك الليلة، بحثت ياسمين عن الغبار الذهبي، لكنه اختفى تمامًا!
سألتها أمها بحب: “ماذا تبحثين عنه يا صغيرتي؟”
أجابت ياسمين: “الغبار الذهبي! إنه سر نجاحي في الرقص والتخلص من التوتر!”
ابتسمت أمها وقالت: “إذن فلنصنع معًا غبارًا ذهبيًا جديدًا! كيف كان شكله؟”
أجابت ياسمين بفرح: “كان صغيرًا ولامعًا جدًا!”
قامت ياسمين وأمها بصنع نجوم صغيرة من الورق اللامع ووضعاها في تنورة ياسمين وحذائها.
الآن أصبحت ياسمين سعيدة جدًا ولم تعد تشعر بالتوتر، فغبار النجوم الجديد أعطاها الثقة.
وفي تلك الليلة، ظهرت الجنية الذهبية مرة أخرى وهمست في أذن ياسمين النائمة: “أنتِ بنفسك نجمة يا ياسمين! غباري الذهبي ساعدك قليلًا فقط. السر الحقيقي هو أن تستمتعي بالرقص ولا تفكري بمن ينظر إليك. وإذا شعرت ببعض التوتر، رشّي قليلاً من غبار النجوم في تنورتك وحذائك ليختفي الخوف تمامًا!”
قم بكتابة اول تعليق