
الشجرة المعطاءة
قصة أطفال جميلة ومليئة بالحكمة
في قديم الزمان، كانت هناك شجرة تفاح كبيرة تعيش في طرف غابة هادئة. كانت هذه الشجرة تُحب فتى صغيرًا يُدعى علي، وكان علي يُحبها كثيرًا أيضًا.
كان علي يزور الشجرة كل يوم. يتسلّق جذعها، يتأرجح على أغصانها، يأكل من ثمارها الحلوة، ثم يستلقي في ظلها ليستريح.
وكانت الشجرة سعيدة جدًّا بوجوده، وكانت تحبه من أعماق قلبها.
لكن، كما يحدث دائمًا، كبر علي شيئًا فشيئًا… ولم يعد يزور الشجرة كل يوم كما كان يفعل من قبل.
ذات صلة:
قصة أطفال بداية مغامرة جديدة للقمر مونزيا
قصة أطفال: خروف واحد، خروفان، ليلة نوم هانئة
عودة علي الأولى
بعد وقتٍ طويل، عاد علي إلى الشجرة، لكن لم يكن يبدو سعيدًا.
قالت له الشجرة بفرح:
“مرحبًا بك يا علي! تعال نلعب كما كنا نفعل!”
أجاب علي وهو يبتسم بخجل:
“أنا لم أعد طفلًا صغيرًا… لم أعد ألعب كما كنت. الآن أحتاج إلى بعض المال لأشتري ألعابًا.”
قالت الشجرة:
“ليس لدي نقود، لكن يمكنك أن تقطف كل التفاح الذي لدي وتبيعه. ستكسب مالًا وتشتري ما تشاء!”
فرح علي كثيرًا، قطف كل التفاح، ثم غادر وهو مسرور.
لكنّه لم يعد لزيارة الشجرة بعد ذلك لفترة طويلة.
عودة علي الثانية
مرت سنوات، ثم عاد علي مجددًا.
فرحت الشجرة كثيرًا وقالت له:
“تعال نلعب!”
رد علي:
“أنا رجل الآن. أريد بناء بيت لعائلتي. هل يمكنك مساعدتي؟”
قالت الشجرة:
“ليس لدي بيت، لكن يمكنك أن تأخذ أغصاني وتصنع منها بيتًا.”
قطع علي الأغصان، وبنى بها منزله، ثم رحل.
والشجرة كانت سعيدة لأنها ساعدته، لكنها بقيت وحيدة.
⛵ عودة علي الثالثة
وفي يومٍ صيفي، عاد علي مرة أخرى.
قالت الشجرة:
“تعال نلعب!”
قال علي:
“أنا كبرت كثيرًا الآن. أريد أن أسافر بعيدًا في قارب. هل يمكنك إعطائي قاربًا؟”
أجابت الشجرة:
“اقطع جذعي وصنع منه قاربًا، وسافر كما تحب.”
فعل علي ذلك، وبنى قاربًا من جذع الشجرة، ثم غادر ولم يعد لسنوات طويلة.
عودة علي الأخيرة
وأخيرًا، بعد سنوات طويلة، عاد علي.
كانت الشجرة عجوزًا جدًّا، ولم يتبقَ منها شيء تقريبًا.
قالت له بصوت حزين:
“آسفة يا بني… لم يعد لدي تفاح، ولا أغصان، ولا جذع… لا أملك ما أقدّمه لك.”
قال علي بصوت هادئ:
“لا بأس… لم أعد أحتاج شيئًا. أنا الآن رجلٌ مسنّ، فقط أحتاج إلى مكان أجلس فيه وأرتاح.”
قالت الشجرة:
“جذوري القديمة يمكن أن تكون مقعدًا دافئًا لك… اجلس وارتَح.”
جلس علي، وأسند ظهره إلى جذور الشجرة، وابتسم.
أما الشجرة، فبكت من السعادة… لأنها لا تزال قادرة على العطاء.
الرسائل التربوية من قصة الشجرة المعطاءة:
-
العطاء دون مقابل:
الشجرة رمز للمحبة الصادقة والعطاء بلا انتظار للمقابل. -
الامتنان:
علينا أن نُقدّر من يضحّون من أجلنا، ولا ننسى فضلهم. -
الصداقة والوفاء:
الصداقة الحقيقية لا تزول مع تغيّر الظروف، بل تظل صامدة رغم مرور الزمن. -
الحفاظ على البيئة:
القصة أيضًا تذكرنا بأهمية احترام الطبيعة وعدم استغلالها دون تفكير.
قم بكتابة اول تعليق