نسبة السكر الطبيعي
نسبة السكر الطبيعي في الدم تدل على وجود مظاهر وجوانب مختلفة حول الإصابة بمرض السكري، فالنسبة التي تقاس من خلال الفحوص والتحاليل المختلفة تدل على الحالة الصحية، فهناك نسبة طبيعية لا وجود خطر من جانبها، وهناك نسبة تدل على وجود خطر حقيقي لابد من التدخل الطبي لمنعه وعلاجه، كما ترتبط نسبة السكر في الدم بالعديد من الأعراض المختلفة التي تدل على وجود مضاعفات خاصة بمرض السكري، فماذا عن نسبة السكر في الدم سواء الطبيعية وغير الطبيعية؟ هذا ما نتعرف عليه بالتفصيل خلال سطور المقال التالي.
نسبة السكر في الدم وارتباطها بإصابة الإنسان بمرض السكري
نسبة السكر في الدم تعني سكر الجلوكوز وهو المصدر الهام الذي يوجد في الجسم، حيث لا تستطيع الخلايا القيام بالوظائف الحيوية لها دون هذا السكر، إنه بمثابة الغذاء الحقيقي لها، والذي يتكوّن من الغذاء اليومي للإنسان خاصة بعض المواد الغذائية المتمثلة في الحليب والخضروات والحبوب الكاملة التي تعتبر غنية للغاية بسكر الجلوكوز.
هذه النسبة الموجودة في الدم، والتي تتغذى عليها الخلايا الموجودة داخل الجسم، تتحكم في العمليات الحيوية، من خلال إفراز بعض الهرمونات التي تنتجها البنكرياس والغدد الصماء التي تحاول من خلالها إنتاج هرمونات مثل الانسولين والغلوكاغون وكلاهما من الهرمونات التي تساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم، وكيفية الحفاظ عليه من أجل الاستفادة به من جانب الخلايا والعمليات الحيوية في الجسم.
الخلل في نسبة السكر في الخلايا أو في الدم أو في إفراز البنكرياس لهذه الهرمونات جميعاً من شأنه يصيب الإنسان بمرض السكري بأنماط متعددة، وبخطورة متفاوتة بين حالة وأخرى، ينتج عنه بلا شك ارتباط المرض ببعض الأعراض المختلفة التي تظهر خلال فترة الإصابة، أما عن معرفة نسبة السكر في الدم، فإن هذا لا نصل إليه إلا من خلال العديد من الفحوصات والتحاليل وأجهزة القياس المختلفة.
5 نسب رئيسية نتعرف من خلالها مدى الإصابة بمرض السكري
هناك العديد من النسب التي يتعرف عليها الأطباء من خلال التحاليل والفحوصات المختلفة، والتي تظهر ويتعرفون عليها وبالتالي يحددون وجود إصابة لمرض السكري من عدمها، وهذه النسب تنحصر في 5 أنماط مختلفة وهي:
- التحليل سواء قبل الإفطار أو التحليل الصيامي، وهنا نسبة السكر في الدم تكون أقل من 100 مغ / ديسيلتر.
- تحليل السكر ما قبل الوجبة الرئيسية في اليوم وتكون نسبة السكر فيه أقل من 110 مغ / ديسيلتر.
- تحليل السكر ما بعد الوجبة الرئيسية بحوالي ساعتين على الأقل وتكون نسبة السكر فيه أفل من 140 مغ / ديسيلتر.
- تحليل وقياس السكر وقت النوم ويكون السكر فيه أقل من 120 مغ / ديسيلتر.
- تحليل وفحص السكر التراكمي والذي يتم كل ثلاثة أشهر وتكون نسبة السكر في الدم فيه أقل من 5.7%.
هذه النسب المتفاوتة من فحص لفحص آخر أو من حالة إلى حالة أخرى، يحدده الطبيب حسب ما يراه مناسباً في الحالات المختلفة، بل وحسب الأعراض التي توجد عند كل حالة على حدة، وبالتالي فإن معرفة النسب الحقيقية من خلال القياسات والتحاليل والفحوص ينتج عنها تحديد نظام وطريقة العلاج المناسبة والتي تختلف بحسب النسبة الموجودة في التحليل.
ومن ناحية أخرى، فإن النسب الخمسة التي تناولناها في النقاط السابقة هي النسب الطبيعية الموجودة في كل قياس للسكر من القياسات أو التحاليل الخمسة للسكر، وهو ما يعني أن أي أرقام في القياس بخلاف هذه النسب تعني أن هناك خلل غير طبيعي يجب علاجه أو ببساطة الإصابة بمرض السكري وضرورة متابعة الحالة عندئذ.
أعراض الإصابة بمرض السكري
هناك العديد من الأعراض التي يعاني منها مريض السكري، سواء كانت نسبة السكر في الدم مرتفعة أو منخفضة، فهناك أعراض ومضاعفات تحدث جراء هذا الأمر، وبالتالي يجب على من تحدث له الأعراض التالية أن يقوم بالاستشارة الطبية الفوّرية من أجل العلاج:
- الشعور بالعطش الشديد وجفاف الحلق، حتى لو كان المريض يحافظ على شرب السوائل أو العصائر، فإن هذه الظاهرة ترتبط بارتفاع نسبة السكر عن النسبة الطبيعية وتسمى بالعطاش.
- يعاني مريض السكر، خاصة أولئك الذين يعانون من مظاهر ارتفاع نسبة السكر من الجوع الشديد وهو ما يطلق عليه بالنُهام.
- يعاني المريض من كثرة التبوّل وذلك بسبب ارتفاع نسبة السكر في الدم عن المعدلات الطبيعية.
- يعاني المريض أيضاً من ضبابية الرؤية، وعدم النظر إلى الأشياء بالشكل الصحيح.
- يصاحب مرض السكري بعض المظاهر الخطيرة صحياً مثل فقدان الوزن بشكل لافت للنظر، مع الشعور الدائم بالتعب والإرهاق الشديد في مناطق مختلفة من الجسم، أو بشكل عام.
- الشعور دوماً بتعب أو وجع في المعدة يصاحبه الغثيان والتقيؤ بشكل دائم مع وجود رائحة كريهة عند التنفس خارجة من الفم، وقد تصاحب هذه المظاهر كلها وجود ضيق في التنفس قد يزداد مع زيادة معدلات نسبة السكر في الدم عن المعدلات الطبيعية.
- وجود بعض الأعراض في الجلد مثل الالتهابات الجلدية والتهابات المهبل عند النساء.
هناك بعض الحالات التي تتعرض لفقدان الوعي والإغماء خاصة من ارتفاع نسبة السكر بشكل خطير، وقد تتكرر ظاهرة فقدان الوعي وهو ما يعرف بغيبوبة السكر والتي قد تودي بحياة المريض بشكل مفاجىء، وهو ما يجب على المريض الحذر منه وضرورة الاستشارة الطبية في كل مرة.
وهناك بعض الأعراض الخاصة بانخفاض نسبة السكر في الدم، مثل تسارع نبضات القلب والشعور الدائم بالعصبية والتوّتر والتقلبات المزاجية العنيفة مع وجود شحوب في لون الجلد والصداع المفاجئ الذي ليس له سبب واضح، والتعرق في مناطق مختلفة من الجسم، والشعور بتخدير الفم واللسان والأرق ووجود وخز في الجلد وقد يحدث أحياناً فقدان الوعي مع وجود نوبات تشنجية.
هذه الأعراض التي قد تحدث لمريض السكري في أي وقت لابد من الإشراف الطبي في حالة حدوثها جميعاً أو حدوث بعض الأعراض دون الأخرى من أجل وضع برنامج علاجي عاجل للحالة.
على أية حال؛ فإن معرفة نسبة السكر في الدم بشكل أو مستوى طبيعي ضروري لمعرفة وجود إصابة للسكري من عدمه، لذلك تبقى قياسات وتحاليل وفحوصات السكر المختلفة هي العامل الحاسم في معرفة الإصابة وبالتالي مراحل العلاج التالية.