علاج غازات البطن
غازات البطن أو الغازات التي توجد في الجهاز الهضمي ظاهرة طبيعية توجد عند جميع البشر، وذلك لأن وجود غازات في البطن جزء من عملية الهضم وفي العادة تخرج الغازات الزائدة من خلال الفم وهو ما يعرف بالتجشؤ وعن طريق المستقيم وهي ما تعرف بالريح، أو نفث الغازات، ويمكن ان تحدث ظاهرة تراكم الغازات في البطن، مما يؤدي للعديد من المشاكل الهضمية الأخرى، في هذا المقال نتعرف على علاج غازات البطن، وما هي الجوانب العلاجية الطبية للتخلص من هذه الظاهرة المرضية نهائياً، فهيا بنا نتعرف عليها.
ما هي النصائح العلاجية للتخلص من غازات البطن؟
غازات البطن كما قلنا من ضمن الظواهر الطبيعية، فهي من ضمن الأمور الطبيعية وجزء من عملية الهضم، وهذه الغازات تتراكم في الأمعاء بسبب العديد من الأسباب منها اضطرابات في النظام الغذائي وتناول بعض الأطعمة التي تسبب الغازات في البطن، وكذلك وجود بعض الأمراض الهضمية المزمنة مثل الإمساك وغيرها من الأمراض الأخرى.
وعلى أية حال، فهناك العديد من الجوانب الصحية المختلفة والعلاجية والدوائية وبعض النصائح التي تساعدك عزيزي المريض بالتخلص من غازات البطن، وسوف نتعرف عليها من خلال النقاط التالية:
علاج غازات البطن من خلال تغيير النمط الغذائي
كما قلنا أن الأطعمة والأغذية المختلفة قد تكون سبباً في وجود الغازات في البطن، وهو ما يعني أنه عليك تغيير هذا النمط الغذائي، وذلك من خلال تناول بعض الأطعمة والتخلص من أخرى والمواظبة على أطعمة أخرى، وهذه النظام الغذائي المثالي الذي يمكن أن نتخلص منه يقلل من الانتفاخات وبالتالي التقليل من غازات البطن.
فهناك العديد من الاطعمة التي تؤدي إلى زيادة تراكم غازات البطن مثل الأطعمة التي تحتوي على السكريات والتي لا يمكن هضمها بسهولة في الجهاز الهضمي أو تحطيم الروابط الغذائية الخاصة بها، لذلك ينتج عنها غازات البطن، كذلك حبوب البقوليات الجافة والنخالة والفواكه تحتوي على كربوهيدرات وبالتالي فإن الكربوهيدرات المعقدة الموجودة في هذه الأغذية قد تكون سبباً في الانتفاخات ، بل لها مشاكل أخرى مثل تحفيز الجراثيم في الفم فتعمل على زيادة نسبة التسوس في الأسنان، لذلك يجب تناولها بشكل معتدل بعيداً عن الإفراط حتى لا تسبب غازات البطن أو الانتفاخات المتراكمة والتي تسبب المشاكل الهضمية.
كما يجب التقليل من شرب الحليب وأكل منتجاته بشكل مفرط، فالاعتدال في تناول هذه المنتجات مطلوب حتى لا تحدث مشاكل هضمية أو وجود انتفاخات في البطن، او وجود غازات في المعدة والأمعاء وذلك لأن هذه المنتجات تحتوي على اللاكتوز والذي يسبب غازات البطن.
وعلى الرغم من فوائد منتجات الألبان في الحصول على بعض المصادر الغذائية الهامة مثل فيتامين د والكالسيوم، إلا أنه في الوقت ذاته يمكن تعويض هذا بتناول العصائر الطبيعية وتناول الخبز المدعم بحبو القمح الكاملة ومكملات الكالسيوم وفيتامين د وبالتالي تحصل على نفس العناصر الغذائية الهامة للجسم وقللت من نسبة تراكم الغازات أو الانتفاخات.
ومن الأمور الهامة التي يجب الابتعاد عنها تناول الكحوليات والمشروبات الروحية وذلك لأنها من أخطر المواد التي تدمر عملية هضم الطعام في الأمعاء، لذلك يستقر الطعام بل ويتعفن داخل الأمعاء وهو ما يزيد من إنتاج الغازات ويزيد من مشاكل هضمية أخرى من بينها الانتفاخات داخل البطن.
وتجدر الإشارة في هذا الصدد أن الأطعمة المقلية أيضاً من الأطعمة الغنية بالدهون صعبة الهضم، وبالتالي يسبب الانتفاخات والغازات داخل البطن، لذلك يجب التقليل منها، حتى لا تتراكم الغازات، وأيضاً التقليل من الأطعمة الغنية بالألياف الغذائية، وذلك لأن هذه الأطعمة في حال تناولها عدة أسابيع، فإنها تصيب البطن بالغازات والانتفاخات الكثيرة.
ومن الأطعمة التي تؤدي للانتفاخات ورائحة الغازات المزعجة الأطعمة التي تحتوي على مركبات الكبريت، مثل البروكلي والكرنب والملفوف والقرنبيط، فهذه الأطعمة بالرغم من أنها مفيدة للغاية بالنسبة للجسم، إلا أنه في الوقت نفسه لا يجب تناولها بكثرة حتى لا تزيد من غازات البطن، وهناك العديد من الأطعمة الأخرى التي يجب التقليل منها مثل الأطعمة والمشروبات مثل الحبوب الكاملة والمحليات الصناعية والمشروبات الغازية وغيرها من الأطعمة والتي يجب تناولها باعتدال والبعد عن الإفراط فيها.
علاج غازات البطن من خلال تعديل نمط الحياة
من ضمن العلاجات الهامة للغاية للتخلص من الغازات المتراكمة في البطن، تعديل نمط الحياة، وذلك من خلال العديد من النصائح:
- ممارسة الحركة والمشي بعد تناول الطعام، حيث تعتبر من الطرق الفعّالة التي تخفف من الانتفاخات وعدم الراحة في البطن والمعدة والجهاز الهضمي، وذلك من خلال تناول وجبات الطعام، والمشي بعدها لمدة عشر دقائق او ربع ساعة بالكثير، كما يمكن الاستغناء عن المشي من خلال كثرة الحركة بعد تناول الطعام او من خلال التمارين الرياضية مثل الركض وبعض التمارين الخفيفة والجمباز وغيرها من الرياضات، حيث تساعد هذه التمارين الرياضية على التخلص من الغازات المتراكمة في البطن خاصة في المعدة والأمعاء.
- لا تستلقي بعد تناول الطعام، حيث يحذر الأطباء من هذا الأمر، حيث يجب تجنب الاستلقاء بعد تناول الطعام، حيث يجب الابتعاد عن هذه الوضعية في النوم والاستلقاء والتقليل من قدرة الجسم على إخراج الغازات واحتباسها في الجسم.
- التقليل من التوتر والضغط النفسي وذلك لأن هذه الجوانب النفسية تؤدي غلى التأثير في عملية الهضم من خلال تلف الأعصاب الموجودة في جهازك الهضمي، وبالتالي يجب التقليل من التشنجات العصبية أو نوبات القلب والتوتر والتي قد تؤدي إلى عدم السيطرة على الشعور والأعصاب الموجودة في المعدة والأمعاء، وذلك من خلال اتخاذ جميع الوسائل للتقليل منها مثل ممارسة التمارين الرياضية، وبالتالي الابتعاد عن مشكلات الانتفاخات وتحسين عملية الهضم بالتبعية.
- ابتعد عن الممارسات التي تؤدي ابتلاع كمية كبيرة من الهواء مثل بلع الطعام بدلاً من مضغه، حيث يجب مضغ الطعام جيداً قبل نزوله إلى المعدة، كذلك تجنب كثرة مضغ اللبان أو العلكة، والتدخين وشرب السوائل من خلال الماصة أو احتساء المشروبات الساخنة قبل تبريدها قليلاً، وكذلك تجنب ارتداء أطقم الأسنان غير المناسبة للأسنان، وكذلك تناول الطعام بسرعة، كل هذه الممارسات خاطئة، وجميعها تؤدي بالضرورة إلى تراكم الغازات في البطن، وفي حال توقف تلك الممارسات ستجد نتيجة جيدة للتخلص من هذه الغازات.
- تناول كمية قليلة من الطعام، حيث يمكنك تنظيم عملية التناول لطعامك اليومي، فلا تقوم بتناول الطعام بكثرة في الوجبة الواحدة، بل عليك تقسيم الطعام على وجبات قليلة، وهذا يؤدي إلى نزول كميات قليلة من الطعام والقيام بهضمها بسرعة دون ابتلاعها مع الهواء.
علاج غازات البطن من خلال الأدوية والعلاجات الطبية
هناك العديد من الأدوية والتي يمكنك استخدامها حتى بدون وصفة طبية، فهي آمنة تماماً وستجد نتيجة سريعة فيها، فما هي هذه الأدوية التي تعالج غازات البطن؟ هذا ما نتعرف عليه من خلال النقاط التالية:
- أدوية تحتوي على إنزيم جالاكتوسيداز: وهي الأدوية التي تعالج الإنزيم الذي يحتاجه الجسم من أجل هضم السكريات التي توجد في العديد من الأطعمة، ويمكنك عزيزي المريض تناول هذا الدواء قبل الطعام حتى يساعد على تحطيم السكريات التي يتم الحصول عليها خلال عملية تناول الطعام، لكن يجب الحذر أنه يجب على البالغين فقط من يتناول هذه الأدوية، فيحذر على الأطفال من دون 12 عاماً تناول هذا النوع من الدواء.
- أدوية السيميثيكون: هذه الأدوية تساهم في التخفيف من آلام وانتفاخات البطن، وبالتالي تساهم في تقليل غازات البطن، وتسهيل مرور الغازات عبر الجهاز الهضمي، ويمكن استخدام هذا الدواء بأمان شديد، كذلك للأطفال والرضع.
- تناول أقراص وقطرات اللاكتاز: وهذه الأدوية يمكنك استخدامها في الحالات التي تعاني من عدم تحمل اللاكتوز، حيث يساعد إنزيم اللاكتاز على هضم اللاكتوز الذي يوجد في بعض المشروبات والاطعمة، وبالتالي يؤدي هذا إلى تقليل الغازات المتراكمة، ويجب أن تراعي أن هذا الدواء غير مناسب للعديد من الحالات منها الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ثلاث سنوات والنساء الحوامل والنساء المرضعات والعديد من الحالات الأخرى، لذلك يجب استشارة الطبيب قبل استخدام هذا الدواء.
- أدوية مضادات التشنجات: بسبب التشنجات والتي قد تكون سبباً في تراكم الغازات في البطن، فإن هناك العديد من الأدوية والتي تعد مضادات لهذه التشنجات وهذه الأدوية تعمل على تقليل الانتفاخات والتجشؤ ولا يلزم لهذه الأدوية أخذها عبر الوصفة الطبية لصرفها من الصيدليات، حيث يمكنك تناولها بأمان تام لتقليل التشنجات المسببة لغازات البطن.
- الأدوية المحفزة لتسهيل حركة الأمعاء: يمكنك تسهيل حركة المعدة والأمعاء من خلال هذه الأدوية التي تساعدك على تخفيف الانتفاخات والتجشؤ ومعظم الأدوية من هذا النوع لابد أخذها عبر الاستشارة الطبية العاجلة، لأنها قد تكون خطيرة في بعض الحالات دون غيرها.
- أدوية البروبيوتيك: وهي الأدوية التي تعرف بالمعينات الحيوية، وهي أدوية عبارة عن بكتيريا نافعة توجد في اللبن والعديد من المكملات الغذائية التي تصرف بدون وصفة طبية، وبالتالي تساعد هذه البكتيريا النافعة على تخفيف الأعراض الناتجة عن تراكم الغازات في البطن.
- أدوية ساليسيلات البزموت: وهي الأدوية التي تستخدم لمساعدة المريض على راحة بطنه، كما تساعد على تخفيف الرائحة الكريهة التي تنتج من خلال تكسير كبريتيد الهيدروجين، حيث يعاني بعض المرضى من رائحة فم كريهة إلى جانب تراكم الغازات في البطن، ولكن مع تناول هذا الدواء يمكن التخلص من هذه الرائحة تماماً، ولكن يراعى في هذه الأدوية أنه لا يتم تناولها فترة طويلة من الزمن دون استشارة الطبيب، وذلك لأن هناك العديد من الحالات قد تعاني من التسمم بسبب مادة البزموت خاصة لدى الحالات التي تعاني من حساسية الأسبرين.
- أدوية مضادات الحموضة: هذه الأدوية تحتوي على مادة السيميثيكون وهي المادة التي تساعد على تجميع فقاعات الغازات في البطن، وبالتالي تصبح المعدة خالية منها بعد فترة من تناول هذه الأدوية، لكن يجب التنويه أنه هذه الأدوية قد لا تكون فعّالة بالمرة في بعض الحالات، كما يجب أن تكون جرعتها محددة من قبل الطبيب المختص.
- أقراص الكربون النشط: تعتبر من أشهر الأقراص والأدوية التي تعالج ظاهرة تجمع وتراكم الغازات في البطن، حيث تساعد هذه الأقراص على التخلص من غازات البطن والقولون، ويجب استخدام هذه الأقراص قبل الوجبة أو بعد انتهاء الوجبة بساعة فقط، حسب ما يشير الطبيب المتخصص.
علاج غازات البطن من خلال التخلص من بعض الأمراض
يمكن علاج غازات البطن من خلال علاج العديد من الأمراض، فهناك العديد من المشكلات الصحية في الجهاز الهضمي، قد تكون هي السبب الرئيسي في حدوث تراكم غازات البطن، فإذا تم علاج هذه المشكلات فإنه في النهاية سنجد نتيجة طيبة في علاج غازات البطن.
وهذه المشكلات الهضمية مثل حالات الإمساك، حيث يمكن التخفيف من الإمساك والوقاية من حدوثه من خلال العديد من الإجراءات العلاجية المتبعة للتخلص من الإمساك مثل المشي يومياً لمدة نصف ساعة وتناول الأطعمة الغنية بالألياف الغذائية والإكثار من شرب السوائل والعصائر والمياه، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والتقليل من تناول الطعام في الوجبة الواحدة.
ومن الأمراض التي قد تكون سبباً في تراكم غازات البطن، مرض الأمعاء الالتهابية والقولون العصبي، حيث يمكن اتباع نظام غذائي مثالي للتخلص من هذه الأمراض وبالتالي التخفيف من الغازات والانتفاخات والتقليل من الأطعمة التي تسبب تهيّج القولون خاصة الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات القابلة للتخمر، من أجل التخفيف من الأعراض الصحية الملازمة للقولون العصبي.
كذلك علاج بعض الأمراض التي قد يكون من مضاعفاتها تراكم غازات البطن مثل داء كرون، وهو المرض الذي يؤدي إلى ضيق الأمعاء، حيث يجب تناول الأدوية المختلفة التي تعالجه، إلى جانب تناول الخضروات المطهية جيداً من أجل تحطيم الألياف التي توجد في هذه الخضروات وتسهيل عملية الهضم وبالتالي تقليل الانتفاخات وتراكم الغازات في البطن.
ومن الأمراض التي قد تكون مسببة لتراكم الغازات، مرض الداء البطني، أو الداء الزلاقي، وهو من الأمراض التي تصيب الجهاز الهضمي والتي لا تستطيع الأمعاء خلالها امتصاص الجلوتين الذي يوجد في القمح والشعير والذرة وبعض الحبوب الغذائية الأخرى، وبالتالي فإن هذا المرض أو الداء له بعض الأعراض مثل التعب والإرهاق وآلام البطن وتراكم الغازات، لذلك لابد من إتباع نظاماً غذائياً للتخلص من هذه الأعراض وعلاج الداء الزلاقي المسبب لذلك.
علاج غازات البطن من خلال العلاجات النفسية
هذه أيضاً يلجأ لها بعض الأطباء، وذلك في حالة إذا كانت الحالة المرضية لغازات البطن ناتجة عن حالات التوتر والقلق والحالة النفسية غير المنضبطة، وبالتالي فإن العلاج النفسي والسلوكي والمعرفي هو الحل المناسب في هذه الحالات، وتناول الأدوية التي تعالج الحالة النفسية تسبب في النهاية تخفيف من الأعراض وتقليل غازات البطن.
تعرفنا من خلال هذا المقال، العديد من العلاجات والجوانب العلاجية للتخفيف من غازات البطن المتراكمة، فهل قمت بعلاجها عبر هذه العلاجات من قبل؟