تعريف الحجامة وأحكامها الفقهية
- هو سحب الدم من موضع التشريط بالجلد، وأداة الحجامة هي المشرط المُعقَم لتجنب نقل الأمراض والكاسات التي توضع فوق موضع التشريط مع تفريغ الهواء بالكاسات التي تستخدم لسحب الدم من موضع التشريط، ويتم استخراج الدم كوسيلة للتخلص مما يؤذي سلامة البدن.
- وللحجامة مواضع مختصة بعلاج بعض الأعراض، ويجب ألا يمارس هذا الإجراء بالجسم البشري إلا المؤهلين علميًا وتطبيقيًا، وذلك لما ورد في صحيح ابن ماجة عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من تطبَّبَ ولم يُعلَم منْهُ طِبٌّ قبلَ ذلِك فَهوَ ضامنٌ”.
ويرتبط بالحجامة مجموعة من الأحكام المرتبطة بصحة العبادات:
- مثل علاقة الحجامة بالصيام والإحرام في الحج والعمرة، ففي الحديث الذي رواه البخاري وغيره أن النبي صلى اللّه عليه وسلم احتجم وهو محرم واحتجم وهو صائم وقيل لأنس أكنتم تكرهون الحجامة على عهد النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال: لا إلا من أجل الضعف، وقيل لأنس أكنتم تكرهون الحجامة للصائم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لا إلا من أجل الضعف (بمعنى الخوف من إضعاف البدن فيعجز عن إكمال الصوم) رواه البخاري.
- وفي مسند أحمد بإسناد صحيح عن عبد الله بن عباس: أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم احتَجمَ صائمًا مُحرمًا، فغُشِيَ عليهِ قالَ: فلذلِكَ كرِهَ الحِجامةَ للصّائمِ، وقال أنس أول ما كرهت الحجامة للصائم أن جعفر بن أبي طالب احتجم وهو صائم فمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أفطر هذا ثم رخص عليه الصلاة والسلام في الحجامة بعد للصائم وكان أنس يحتجم وهو صائم رواه الدارقطني.
ما هي فوائد الحجامة؟ تعرف على 6 من فوائد الحجامة
- في الحديث الصحيح بالسلسلة الصحيحة للألباني عن أنس بن مالك: خيرُ ما تداويتُم بهِ الحجامةُ، والقسطُ البحرِيّ، ولا تعذبوا صبيانكُم بالغمزِ.
- ومن الفوائد الفعلية للحجامة التأثير العصبي الثانوي مثل الألم الثانوي الذي تحدثه الإبر الصينية، وكذلك التأثير على ممرات الطاقة بالجسم البشري.
- ومن أهم فوائد الحجامة التخفيف من ارتفاع ضغط الدم وما ينتج عنها من تعرض القلب لمضاعفات مرضية وكذلك الكليتين حيث تتأثران بزيادة ضغط الدم عليها والذي يؤثر في كفاءتهما ثم تنعكس سلباَ مرة أخرى على ارتفاع ضغط الدم مرة أخرى بشكل عام فيؤثر على الجهاز الدوري بشكل عام، فضلاَ عن تأمين المخ وسائر الأعضاء الحيوية من مخاطر الإصابة بالجلطات الدموية.
- وتستخدم الحجامة في التخفيف عن آلام الروماتيزم والروماتويد والصداع النصفي والتبول اللاإرادية وعلاج عرق النسا المصحوب بالانزلاق الغضروفي في الفقرة القطنية الخامسة والفقرة العجزية الأولى، وكذلك تحسين حالات الانزلاق الغضروفي لفقرات الرقبة الخامسة والسادسة.
- وفي السنن الكبرى للنسائي بإسناد صحيح عن عبد الله بن عباس: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قد احتجَمَ وهو مُحرِمٌ في رَأْسِه، مِن صُداعٍ وجَدَه، وفي الحديث الذي أخرجه أبو داود والنسائي وأحمد وابن ماجة بإسناد صحيح لغيره – عن جابر بن عبد الله: احتَجَمَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهو مُحرِمٌ مِن ألَمٍ كان بِظَهرِه، أو بِوَرِكِه.
ما هي أفضل أوقات للحجامة؟
- في صحيح الجامع بإسناد حسن عن عبدالله بن عمران أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الحِجامةُ على الرِّيقِ أمْثَلُ، وفيها شِفاءٌ وبَرَكةٌ، وتَزيدُ في الحِفظِ وفي العقْلِ، فاحْتجِمُوا على برَكةِ اللهِ يومَ الخميسِ، واجْتنبُوا الحِجامةَ يومَ الجمعةِ ويومَ السبتِ ويومَ الأحَدِ، واحْتجِمُوا يومَ الاثنيْنِ والثلاثاءِ؛ فإنَّهُ اليومُ الَّذي عافى اللهُ فيه أيُّوبَ من البلاءِ، واجتنبُوا الحِجامةَ يومَ الأربعاءِ؛ فإنَّهُ اليومُ الَّذي ابْتُلِىَ فيه أيوبُ، وما يَبدُو جُذامٌ ولا بَرَصٌ إلّا في يومِ الأربعاءِ، أوْ في ليلةِ الأربعاءِ.
- وفي (مختصر تاريخ دمشق لابن منظور) قال أبو معين: أردت الحجامة يوم السبت، فقلت للغلام: ادع لي الحجام. فلما ولى الغلام ذكرت خبر النبي صلى الله عليه وسلم: من احتجم يوم السبت فأصابه وضح فلا يلومن إلا نفسه. فدعوت الغلام، ثم تفكرت فقلت: هذا حديث في إسناده بعض الضعف، فقلت للغلام: ادع لي الحجام. فدعاه فاحتجمت، فأصابني البرص، فنذرت لله نذراً لئن أذهب الله ما بي من البرص لم أتهاون في خبر النبي صلى الله عليه وسلم صحيحًا أو سقيمًا. فأذهب الله عني ذلك البرص.
- وعن أنس رضي الله عنه قال: احتجم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حجمه أبو طيبة، فأمر له بصاعين من طعام، وكلم أهله فوضعوا عنه. وفي رواية ابن عمر رضي الله عنهما: دعا حجامًا فحجمه، وسأله كم خراجك، فقال ثلاثة أصع فوضع عنه صاعًا من خراجه وأعطاه أجره، وقال: “إن أفضل ما تداويتم به الحجامة” أو أن من أمثل دوائكم الحجامة. وروى الترمذي أيضًا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم احتجم في الأخدعين وبين الكتفين، وأعطى الحجام أجره ولو كان حرامًا لم يعط.
- وعن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى عليه وآله وسلم يحتجم في الأخدعين والكاهل، وكان يحتجم لسبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين، وفي صحيح الجامع بإسناد حسن عن عبد الله بن عباس وابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: خَيرُ يومٍ تَحْتَجِمُونَ فيه سبعُ عَشْرةَ، وتِسعُ عشْرةَ، وإِحدى وعِشرينَ. وما مَرَرْتُ بِمَلأٍ من الملائِكةِ لَيلةَ أُسْرِيَ بِي إِلّا قالُوا: عليكَ بِالحِجامةِ يا مُحمَّدُ.
- وفي صحيح أبي داود بإسناد حسن عن سلمى مولاة النبي صلى الله عليه وسلم: عن سَلمى قالَت: ما كانَ أحدٌ يَشتَكي إلى رسولِ اللَّهِ صلّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ وجعًا في رأسِهِ إلّا قالَ: احتجِم، ولا وجعًا في رجليهِ، إلّا قالَ اخضِبهُما، ويجوز إجراء الحجامة في المسجد وذلك للحديث الصحيح الذي أخرجه أحمد.
- كما جاء في الطبقات الكبرى لابن سعد عن زيد بن ثابت: أنَّ رسولَ اللهِ صلّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ احتَجَمَ في المسجِدِ، قُلْتُ لابنِ لَهيعةَ: في مسجِدِ بَيتِه؟ قال: لا، في مسجِدِ الرسولِ صلّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ.