علاج حساسية الجلد
حساسية الجلد من الأمراض التي يعاني منها الكثير، وهي عبارة عن تهيّجات في الجلد ناتجة عن بعض الفطريات أو الموّاد الغير ضارة من الأطعمة أو التعرض لحبوب اللقاح مع عدم استجابة للجهاز المناعي للجسم لحماية الجلد من أخطار هذه الموّاد مما ينتج عنه حدوث الحساسية، حيث تقوم المناعة بدورها في محاربتها لكن تؤدي هذه الحرب إلى التهيّجات والآلام المصاحبة لها، في هذا المقال نتعرف أكثر عن علاج حساسية الجلد والطرق العلاجية الأخرى لبعض الأمراض الجلدية الشائعة التي نعاني منها.
ما هي أنواع حساسية الجلد؟
كما تعرفنا في المقدمة فإن حساسية الجلد أو التهيّجات التي تحدث على الطبقة السطحية في الجلد ناتجة بسبب مقاومة الجهاز المناعي الموجودة دائماً لمحاربة الأجسام الغربية عليه، لكن في الوقت نفسه قد تكون المناعة غير قادرة على المكافحة من خلال صفائحها الدموية وغير ذلك من الوسائل مما يزيد الأمر سوءًا
هذا عن السبب، فماذا عن الأعراض؟
يمكن لمريض حساسية الجلد أن تظهر الأعراض لديه بعد ساعتين من الإصابة وقد تمتد إلى عشرة أيام بعدها، وهذه الأعراض هي الإصابة بالطفح الجلدي والنتؤات والانتفاخات في الجلد، وكذلك الشعور بالحرقة واحمرار الجلد، وغيرها من هذه الأعراض الخطيرة.
وهناك العديد من أنواع الحساسية الجلدية، وهذه الانواع هي الإصابة ببعض الأمراض مثل الإكزيما الجلدية والتهاب الجلد التماسي والطفح الجلدي والوذمة الوعائية والشري، وسنتعرف على كل منها بالتفصيل بعد قليل حيث نتعرف على أسباب الإصابة بالحساسية وما هي الطرق العلاجية التي تساعدنا على التخلص من كل هذه الأنواع.
ما هو علاج حساسية الجلد؟
إذا كنت تريد فهم مصطلح علاج حساسية الجلد، فهذا يعتمد على النوع من الأمراض التي تسبب الحساسية لديك، هذا أولاً، وبعد تحديد هذا المرض يتم وضع الخطة العلاجية التي تناسب هذا المرض، وسنتعرف على هذه الطرق العلاجية بعد ان نتعرف على كل واحد من الأمراض او الأنواع التي تؤدي إلى حساسية الجلد وذلك من خلال النقاط التالية:
الإكزيما الجلدية
الإكزيما هو نوع من أنواع الإصابة بالحساسية وهو من الأنواع غير المعدية التي يمكن أن يصاب بها، وتظهر أعراضه على هيئة الطفح الجلدي في الوجه واليدين والقدمين وفي المناطق الخلفية من الركبة وداخل المرفقين وغيرها، كما تصاحب الطفح الجلدي بعض الأعراض الخطيرة المؤلمة مثل الانتفاخات والتوّرمات والاحمرار في الجلد.
أما عن السبب الرئيسي للإكزيما فهو غير معروف طبياً حتى هذه اللحظة بالرغم من الدراسات التي أجريت على هذا المرض وأكدت أنه ربما وحدها العوامل الوراثية تكون مؤثرة في فرص الإصابة العالية من عدمها، وربما أيضاً العوامل البيئية قد تكون مؤثرة.
والإكزيما الجلدية من الأمراض طويلة الأمد في الإصابة، ولكن من الممكن ان تتحسن الأعراض وتزداد سوءًا مع الوقت، لكن مع الأسف لا توجد أي مؤشرات على أن الطرق العلاجية تعمل على التعافي التام من هذا المرض، بل تقوم الطرق العلاجية على التخفيف فقط من المرض والعمل على تحسين الوضع مع الوقت، فما هي هذه الطرق العلاجية؟ هذا ما نتعرف عليه خلال النقاط التالية:
- تجنب الحك بالنسبة للمناطق الجليدة التي تعاني من الإكزيما الجلدية أو الأعراض التي تعاني منها الإكزيما مثل الطفح الجلدي أو الانتفاخات والتوّرمات وغيرها حتى يتم العلاج.
- ارتداء القفازات خاصة قبل النوم لمنع الخدش أو الحكة في أثناء النوم لعدم حدوث أمور متفاقمة.
- القيام بعلاج الإكزيما بالطرق العلاجية الدوائية من خلال استخدام ترطيب الجلد عن طريق الكريمات المرطبة والتي يتم دهنها على المناطق التي تصاب بالإكزيما ثلاث مرات يومياً ومن هذه المرطبات الفازلين، وجميع الكريمات التي لا يوجد فيها كحول والخالية من الأصباغ والعطور وأي موّاد كيميائية يمكن أن تهيّج الجلد.
- يتم استخدام جميع أجهزة الترطيب المنزلية التي تساعد الجلد على الوصول لمرحلة رطبة تعالج معها الإكزيما الجلدية، كما يمكن للمصاب القيام بالاستحمام بغسول الجسم بدلاً من الصابون الذي قد يزيد من أعراض الإكزيما، كذلك الاستحمام بالماء الفاتر لفترة زمنية مناسبة ثم استخدام كريمات الترطيب على الجلد مباشرة بعد الاستحمام من أجل أن يكون الجلد رطب قدر الإمكان.
- كما يجب أن يتم تجنب تقشير الجلد وتجفيفه بشكل شديدي لمنع الاحتكاك وزيادة تفاقم الوضع الصحي للجلد.
- العلاج الطبي من خلال وضع بروتوكول طبي بعد الكشف، ومن هذه الأدوية التي تعالج الإكزيما الجلدية مضادات الهستامين والتي تقلل من الحساسية خاصة أثناء النوم حيث تعمل هذه الأدوية على النعاس والتعمق في النوم.
- كذلك بعض الأدوية مثل مضادات الفيروسات والفطريات إذا كانت الإكزيما الجلدية التي يعاني منها المريض ناتجة عن الفيروسات او الفطريات، كذلك المضادات الحيوية إذا كانت العدوى البكتيرية هي السبب في الإصابة.
ويستخدم الأطباء ولكن على حسب بعض الحالات بعض الطرق العلاجية التي تستخدم فيه بعض الأدوية مثل مثبطات الكالسينورين الموضعية والكورتيكوستيرويدات وكذلك استخدام بعض الطرق الأخرى مثل العلاج الضوئي لعلاج الإكزيما وذلك بتسليط الضوء فوق البنفسجية على الجلد.
التهاب الجلد التماسي
وهو من النوع الثاني الذي يعاني منه المريض ويسبب الحساسية الجلدية وهو من الأمراض الغير معدية، والتي يظهر معها بعض الأعراض مثل الطفح الجلدي وبالتالي يؤدي هذا إلى التفاعل الجلدي الناجم عن التلامس المباشر لمدة معينة يسبب هذه الالتهابات الجلدية مسببة بعض الشعور بالقلق وعدم الراحة وظهور طفح جلدي مصحوب بالحكة الجلدية ويؤدي هذا إلى التهابات شديدة في العديد من مناطق الجلد، لذلك على المريض أن يستخدم بعض الطرق العلاجية التي يمكن أن يتعافى بعدها خلال أسبوعين وقد تصل إلى شهر كامل.
وهناك بعض الإرشادات الطبية والنصائح التي يجب على المريض إتباعها من أجل العلاج والتعافي هذا بالإضافة إلى العديد من الطرق العلاجية الأخرى التي نتعرف عليها خلال النقاط التالية:
- الابتعاد عن الموّاد الكيماوية التي تسبب التهيّج الجلدي أو زيادة الحساسية.
- غسل اليدين باستمرار وتجفيفها جيداً واستخدام المرطبات والكريمات المخصصة لها.
- القيام بتقليم الأظافر وتنظيفها جيداً لتجنب حدوث خدوش أو أي جروح في الجلد.
- تغطية المناطق المصابة بضمادات للتقليل من التعرض للضرر.
- الاستحمام بالماء الدافئ وتكرار تطبيق الكمادات الباردة والرطبة على المناطق الجلدية المصابة بالتهاب الجلد التماسي وذلك لمدة ربع ساعة وسنتعرف على المواد العلاجية بالطرق الدوائية التي يمكن العلاج بها.
- يمكن العلاج من خلال تطبيق بعض المراهم والكريمات المرطبة الموضعية التي تحتوي على الكورتيكوستيرويدات والتي تعمل على التخفيف من بعض الأعراض، كما يمكن استخدام بعض العلاجات الفموية من نفس المادة والتي تساعد على تخفيف الحكة غلى جانب مضادات الهستامين والمضادات الحيوية في حالة الإصابة بالعدوى الفيروسية أو البكتيرية وغيرها.
الإصابة بالشرى
الشرى من أنواع الحساسية التي تصيب الجلد بالعديد من الأعراض المتمثلة في النتوءات و اللويحات في الجلد وتكون متوّرمة أو منتفخة، هذا إلى جانب بعض الأعراض الأخرى التي تظهر بشكل مفاجىء ومن المعروف أن الشرى من الأمراض الجلدية التي تصيب الجلد وتجعل لونه أحمر فاتح وتستمر الإصابة في الشفاه والأذنين واللسان والوجه وربما الحلق لفترات طويلة ولا يوجد سبب طبي معروف بشكل قاطع حتى الآن للإصابة بالشرى.
ويضع الأطباء من أجل التعافي والعلاج من الشرى العديد من الخطط العلاجية إلا أن أهم هذه الخطط هو التخفيف من الأعراض التي يصاب منها الفرد من خلال بعض النصائح التي تعمل على تخفيف هذه الأعراض هذا أولاً، ثم القيام بتطبيق بعض العلاجات التي تعالج الشرى والتي نتعرف عليها خلال النقاط التالية:
- تجنب بعض الأمور التي تزيد الأمور سوءًا مثل تناول الأطعمة الحارة او الحريفة، وكذلك التعرض لدرجة الحرارة المرتفعة أو شرب المواد الكحولية.
- تجنب استخدام بعض الأدوية التي تحتوي على المواد Nonsteroidal anti-inflammatory drugs مثل الأسبرين وغيرها من الأدوية لأن لها تأثير كبير في زيادة أعراض حساسية الشرى.
- أما العلاج الطبي الدوائي فيتم عبر بروتوكول علاجي يضم بعض ادوية مضادات الهيستامين التي تعمل على تقليل الانتفاخات والحكة والأعراض الناتجة عن الشرى وكذلك الوصول إلى نتيجة رائعة من العلاج والتعافي، لكن يجب استخدام مضادات الهيستامين في هذه الحالة بعد الكشف والاستشارة الطبية، وذلك لأن هناك أنواع خاصة بعلاج الشرى مثل دواء سيتريزين ودواء لوراتادين.
- كما يمكن وصف روشتة طبية تحتوي على أدوية الكورتيكوستيرويدات والتي تحتوي على دواء البريدنيزون وهذا الدواء يتم وصفه في حالة وجود بعض الأعراض الشديدة التي يعاني منها المصاب مثل عدم فعالية الأدوية الأخرى من مضادات الهيستامين، ويقوم الطبيب بوصف هذا الدواء بجرعات محددة في وقت لا يزيد عن الشهر في أغلب الحالات، ولا يتم تكراره بسبب الآثار الجانبية التي قد يصاب بها المصاب.
- كذلك يمكن العلاج في بعض الحالات بالأدوية التي تحتوي على مادة الإبينفرين ولكن في الحالات التي تعاني من الإصابات الشديدة من الشرى وذلك بعض الاستشارى الطبية، وهناك بعض الحالات تحتاج هذا العلاج من خلال الحقن بشكل عاجل، لذلك ينصح أن يكون هذا العلاج متاح طوال الوقت عند المريض لكي يقوم بالحقن عند الحاجة.
وفي معظم الحالات التي تعاني من الشرى فإن معدلات التعافي عالية وقد لا تستمر أكثر من أسبوعين، عدا الحالات المزمنة والشديدة والتي تحتاج إلى الرعاية الطبية المستمرة لحين الانتهاء من الإصابة والتعافي السريع.
الإصابة بالوذمة الوعائية
الوذمة الوعائية هي عبارة عن الانتفاخات التي تحدث في طبقات الجلد الداخلية وتتطوّر هذه الوذمة الوعائية في الأنسجة الرخوة مثل الفم والمناطق التناسلية والجفنين، وفي الأغلب فإن الإصابة بالوذمة الوعائية تستمر مع الإصابة بالشرى أو تزامناً بالإصابة بها.
وقد يعتبرها البعض أنها اقل أنواع الحساسية من حيث الأعراض، حيث تستمر النوبة التي تصيب المريض ما بين عدة دقائق لعدة ساعات ثم تختفي، ومع ذلك فإن هذه النوبات تستمر فترة طويلة بشكل متكرر، أي في معدلات الظهور وتستمر لفترة طويلة مما يعني أن الحالات التي تصاب بها تحتاج إلى الرعاية الطبية.
وإلى جانب الرعاية الطبية التي يجب أن تتم في جميع الحالات خاصة الشديدة أو المزمنة، هناك بعض الإرشادات والنصائح للتخفيف من الوذمة الوعائية وهذه الإرشادات والنصائح هي:
- تجنب المحفزات التي تصيب الجلد مثل المواد الكيميائية.
- العلاج بالمضادات التي تحتوي على الهيستامين التي تعمل على تخفيف التوّرم والانتفاخات في المناطق الجلدية المصابة، وتجنب شرب الكحول أو القيام بعمل الأعمال الروتينية التي تحتاج إلى مزيد من التركيز مثل قيادة السيارات أو التعامل مع بعض الآلات الخطرة، وذلك لأن أدوية مضادات الهيستامين تسبب النعاس في أغلب الحالات وبالتالي لا يمكن أن يتعرض المريض للنعاس خلال هذه الأعمال التي يقوم بها.
- كذلك يمكن العلاج بالمواد التي تحتوي على الستيرويدات والتي يصفها الطبيب لفترات قصيرة خاصة في حالات التي تعاني من الوذمة والتي تسبب الانتفاخات الجلدية الشديدة.
- ومن الأدوية التي تعمل على تخفيف الأعراض أيضاً الإيبينيفرين والتي تكون جاهزة للحقن والتي ينصح بها في الحالات التي تعاني الحساسية الشديدة.
أما علاج الوذمة الوعائية الناتجة عن استخدام بعض الأدوية المضادة للحساسية أو المسببة لها، فإن العلاج يعني التوّقف التام لاستخدام هذه الأدوية مع استبداله بالدواء الآمن الذي لا تسبب الوذمة الوعائية وذلك بعد الاستشارة الطبية التي تحدد جرعات هذا الدواء البديل والآمن بالنسبة للمريض.
وهناك بعض الحالات التي تعاني من العوامل الوراثية من الوذمة الوعائية وهي حالات نادرة الحدوث ولكن تحدث على أية حال، وفي حال حدوثها تسبب بعض الأعراض مثل الانتفاخات والتوّرمات في مختلف أنحاء الجسم مثل الوجه واليدين والأقدام وجدار الأمعاء وربما تزيد من الوضع سوءًا عندما تصيب الشعب الهوائية وغيرها، أما طرق العلاج فإنها تتم تحت الإشراف الطبي الدقيق الذي يصف بعض الأدوية مثل:
- أدوية إيكاتبانات والتي تعطى من خلال الحقن والتي تعمل على تخفيف الانتفاخات وكذلك الحقن من خلال بدائل مثبطات إستريز وأدوية الدانازول التي تعتبر علاج فعّال من هرمون صناعي يساعد على تثبيط بروتين يسبب الوذمة الوعائية في الجلد، وبالتالي يحقق نتائج فعّالة في العلاج، ولكن لا ينصح باستخدامه فترة طويلة بسبب الآثار الجانبية التي تؤثر على المريض خاصة النساء مثل اضطرابات الدورة الشهرية وزيادة الهرمونات الذكورية في جسم المرأة.
- أدوية ستانوزولول وهي من الأدوية الآمنة تماماً والتي تستخدم كبديل عن دواء الدانازول، كذلك هناك بعض الحالات التي يمكن أن تعالج بأدوية حمض الترانيكساميك وهو من البدائل الآمنة تماماً وله فعالية كبيرة في العلاج خاصة عند النساء لنه ليس له بعض الآثار الجانبية التي توجد في الأدوية الأخرى.
في نهاية هذا العرض الشامل عن حساسية الجلد، وأنواع الإصابات التي توجد في حالات عديدة، فإن طرق العلاج تتعدد منها نصائح وإرشادات وقائية تعمل على تخفيف الأعراض فقط، ومنها طرق علاجية عرضناها في هذا المقال لكل مرض يسبب حساسية الجلد على حدة، ونصيحتنا الأخيرة هي عدم استخدام تلك الطرق العلاجية دون استشارة الطبيب ووصفة طبية جيدة حتى لا تتعرض للآثار الجانبية التي قد تنجم عن استخدام بعض الأدوية.