مقدمة
يُلاحظ كثير من الآباء أن الرضيع يتنفّس بسرعة، وقد يبدو ذلك مقلقًا للوهلة الأولى.
لكن في معظم الأحيان، يُعدّ تنفّس الطفل السريع أمرًا طبيعيًا ومؤقتًا ولا يشير إلى وجود مشكلة صحية خطيرة.
فجهاز التنفس لدى الأطفال حديثي الولادة يختلف عن البالغين من حيث الحجم وسرعة الحركة والتنظيم العصبي، لذلك قد يكون إيقاع التنفس لديهم أسرع وأحيانًا غير منتظم.
ومع ذلك، في بعض الحالات، يمكن أن يكون تسارع التنفس علامة على مشكلة صحية تحتاج إلى فحص الطبيب، خصوصًا إذا رافقها أعراض أخرى مثل الخمول أو تغيّر لون الجلد.
في هذا المقال نتحدث عن عدد مرات تنفس الرضيع الطبيعي في الدقيقة، ومتى يكون التنفس السريع طبيعيًا ومتى يستدعي القلق.
🌬️ هل التنفّس السريع عند الرضيع طبيعي؟
في أغلب الحالات، نعم، هو طبيعي تمامًا.
الرضع يتنفسون أسرع من الكبار بسبب طبيعة أجسامهم الصغيرة، وخاصة حجم الرئتين المحدود الذي يجعلهم يحتاجون إلى التنفس بشكل متكرر لتأمين حاجتهم من الأكسجين.
-
عدد أنفاس الرضيع الطبيعي يتراوح بين 30 إلى 60 نفسًا في الدقيقة.
-
هذا المعدّل يُعتبر أكثر بثلاث مرات تقريبًا من معدل تنفس البالغين.
إذن، طالما أن الطفل لا يُظهر علامات ضيق التنفس أو التعب أثناء التنفس، فإن سرعة تنفّسه ليست أمرًا يدعو للقلق.
💡 ما سبب سرعة تنفس الرضع؟
-
صِغر حجم الرئتين:
الرئتان لدى الرضيع لا تزالان في طور النمو، ولذلك لا تستطيعان احتواء كمية كبيرة من الهواء مثل البالغين. -
ارتفاع معدل الأيض (التمثيل الغذائي):
جسم الطفل يحرق الطاقة بسرعة أكبر، ما يزيد حاجته إلى الأكسجين. -
نقص انتظام التنفس العصبي:
الجهاز العصبي المسؤول عن تنظيم التنفس لا يكون مكتمل النضج بعد الولادة، لذلك قد يظهر التنفس أحيانًا متقطعًا أو سريعًا ثم بطيئًا.
😴 ما هو “التنفس الدوري” عند الرضع؟
يُطلق الأطباء على نمط التنفس غير المنتظم عند بعض الرضع اسم “التنفس الدوري”.
وفيه يحدث التالي:
-
يتوقف الطفل عن التنفس لبضع ثوانٍ (عادة أقل من 10 ثوانٍ).
-
ثم يبدأ فجأة بالتنفس بسرعة لبضع مرات متتالية.
-
بعد ذلك يعود إلى وتيرته الطبيعية.
هذا النمط طبيعي جدًا ويحدث غالبًا أثناء النوم أو بعد الرضاعة، ولا يستدعي القلق طالما أن الطفل لا يتغيّر لونه ولا تظهر عليه علامات ضيق النفس.
⚠️ متى يكون التنفس السريع عند الرضيع غير طبيعي؟
رغم أن أغلب الحالات طبيعية، إلا أن هناك علامات إذا ظهرت يجب مراجعة الطبيب فورًا، وتشمل:
-
إذا تجاوز عدد الأنفاس 60 نفسًا في الدقيقة باستمرار.
-
استخدام عضلات الصدر أو البطن بقوة أثناء التنفس (أي أن الطفل يبدو وكأنه “يبذل جهدًا” للتنفس).
-
تغيّر لون الشفاه أو الوجه إلى الأزرق أو الرمادي.
-
صدور أصوات غير طبيعية أثناء التنفس مثل الخَشخَشة أو الصفير (الخَسخَس).
-
الخمول، ضعف الرضاعة، أو كثرة النوم غير المعتادة.
هذه الأعراض قد تدل على مشكلات في الرئتين أو القلب أو عدوى تنفسية، ويجب تقييمها من قبل الطبيب المختص فورًا.
🫁 عدد مرات تنفس الرضيع في الدقيقة
عدد أنفاس الرضيع يعتمد على العمر وحالته الصحية.
فيما يلي المعدلات الطبيعية التقريبية:
| العمر | عدد الأنفاس في الدقيقة |
|---|---|
| حديث الولادة (من يوم حتى شهر) | 30–60 نفسًا |
| من 1 إلى 12 شهرًا | 30–50 نفسًا |
| من 1 إلى 3 سنوات | 24–40 نفسًا |
| من 4 إلى 6 سنوات | 20–30 نفسًا |
| البالغون | 12–20 نفسًا |
من الطبيعي أن ينخفض عدد الأنفاس أثناء النوم إلى نحو 30–40 نفسًا في الدقيقة، ثم يعود إلى المعدل الأعلى عند اليقظة أو البكاء.
🩵 نصائح للآباء لمتابعة تنفس الرضيع
-
راقب تنفس الطفل أثناء الراحة أو النوم الهادئ وليس عند البكاء.
-
استخدم ساعة أو مؤقتًا وعدّ عدد الأنفاس لمدة دقيقة واحدة.
-
لا تقلق إذا كان التنفس متغيرًا أحيانًا بين السريع والهادئ.
-
في حال الشك، أو ظهور أي من العلامات المقلقة السابقة، راجع الطبيب فورًا.

✅ الخلاصة
-
التنفس السريع عند الرضع غالبًا طبيعي ويعود لصغر الرئتين وارتفاع احتياجات الجسم للأكسجين.
-
المعدل الطبيعي هو 30 إلى 60 نفسًا في الدقيقة.
-
التنفس غير المنتظم (الدوري) شائع وغير خطر.
-
في حال ظهور علامات ضيق التنفس أو تغيّر اللون، يجب استشارة الطبيب دون تأخير.