هل شرب الماء أثناء الطعام ضار فعلاً أم مفيد؟

شارك المقال

يُعد شرب الماء أثناء الطعام من المواضيع المثيرة للجدل، وقد ناقشنا في هذا المقال جوانب فوائده ومضاره.

هل شرب الماء أثناء الطعام مفيد أم مضر؟

بالنسبة للعديد من الناس، تحوّل شرب الماء أثناء الطعام إلى مسألة محيّرة. فكثيرون لا يستطيعون تناول طعامهم دون شرب الماء بين اللقمات، وقد يجدون صعوبة في ترك هذه العادة. لذلك، نهدف في هذا المقال إلى إلقاء نظرة دقيقة على هذا الموضوع، وتبديد القلق الذهني الذي قد يرافقك حوله.


هل شرب الماء أثناء الطعام مفيد أم مضر؟

في حين أن شرب بضع رشفات من الماء أثناء تناول الطعام يُعدّ أمراً جيداً تمامًا، إلا أن هناك اعتقادًا شائعًا بأن شرب كميات كبيرة من الماء خلال الوجبات ليس فكرةً صائبة. ومع ذلك، يُنصح بشرب كوب إلى كوبين من الماء قبل 30 دقيقة من الوجبة أو بعد 30 دقيقة منها.

اقرأ أيضًا:

أسرع طريقة لزيادة الكتلة العضلية

أفضل الأطعمة لزيادة التركيز أثناء التداول والأعمال الدقيقة!

قائمة شاملة بالأطعمة الغنية بالأحماض الأمينية الأساسية للجسم

بشكل عام، يُعتبر شرب الماء مفيدًا جدًا لصحة البشرة، وتنظيم حركة الأمعاء، وتحسين عملية الهضم، والصحة العامة للجسم. من الأفضل شرب ما لا يقل عن لترين من الماء يوميًا، وإذا كنت تعيش في منطقة حارة، فقد يصبح من الضروري شرب 3 إلى 4 لترات من الماء يوميًا.

لكن هناك معتقدات مختلفة ومتنوعة حول شرب الماء أثناء تناول الطعام، وسنشرحها لك في الأقسام التالية.


ما هي أضرار شرب الماء أثناء تناول الطعام؟

هناك آراء متضاربة حول ما إذا كان شرب الماء أثناء الطعام جيدًا أم لا، والعديد من هذه الآراء تستند إلى معتقدات فردية وليست بالضرورة مبنية على أساس علمي. عادةً ما يستند الأشخاص الذين يعتقدون أن شرب الماء أثناء الطعام ضار إلى الأسباب التالية:

شرب الماء أثناء الطعام

1. التأثير السلبي على عملية الهضم

يعتقد البعض أن شرب الماء أثناء الوجبة يؤثر سلبًا على عملية الهضم، ومن أسباب ذلك تقليل كمية اللعاب في الفم نتيجة شرب الماء. انخفاض مستوى اللعاب يؤدي إلى إرسال إشارات أضعف إلى المعدة، مما يؤثر بدوره على إفراز العصارات والإنزيمات الهاضمة، وبالتالي قد يختل امتصاص وتحليل الطعام.

2. تقليل امتصاص المواد المغذية

يرى معارضو شرب الماء أثناء الطعام أنه يؤدي إلى تخفيف العصارات المعدية، التي تُعد ضرورية لمقاومة الميكروبات وهضم الطعام بشكل فعّال. يُعتقد أن تخفيف هذه الإنزيمات بالماء يطيل من مدة بقاء الطعام في المعدة، مما قد يعيق امتصاص العناصر الغذائية الضرورية من قِبل الجسم.

شرب الماء أثناء الطعام

٣. زيادة حمض المعدة

يعتقد المعارضون لشرب الماء أثناء الطعام أن ذلك يؤدي إلى زيادة حمض المعدة. والسبب في ذلك، وفقًا لرأيهم، هو أن تخفيف العصارات الهاضمة بالماء يبطئ عملية الهضم، مما يسبب ارتجاعًا في أحماض المعدة ويزيد من الشعور بحرقة المعدة.

٤. زيادة الوزن

من المعتقدات الشائعة الأخرى لدى معارضي شرب الماء أثناء الطعام هو تأثيره على العصارات المعدية ودوره المحتمل في رفع مستويات الإنسولين بالجسم، مما قد يؤدي إلى زيادة الوزن. ويؤمن هؤلاء أن عدم قدرة الجسم على هضم الطعام جيدًا يؤدي إلى تحويله إلى دهون يتم تخزينها، وبالتالي تسبب زيادة في الوزن.

شرب الماء أثناء الطعام


هل شرب الماء أثناء الطعام مضر فعلاً؟

تُشير العديد من المصادر، سواء الأجنبية أو المحلية، التي تناولت هذا الموضوع – كما ذكرنا في الأقسام السابقة – إلى أن شرب الماء أثناء تناول الطعام ليس بالأمر الجيد وقد يسبب بعض الأضرار. ومع ذلك، فإن هذه المعتقدات لا تستند إلى دليل علمي قاطع، ولم تثبت صحتها بشكل نهائي حتى الآن.

يرى كثير من خبراء التغذية أنه لا بأس من شرب كمية معتدلة من الماء مع الوجبة الغذائية، بل إنه يُعد أمرًا جيدًا. كما يُنصح بإضافة قطع من البرتقال أو الخيار أو الليمون أو الأعشاب العطرية إلى الماء لتحسين نكهته والاستفادة منه كماء “ديتوكس”.

ما يُعتبر ضارًا خلال تناول الطعام ليس شرب الماء أو السوائل الصحية، بل المشروبات المحلاة التي تحتوي على سكريات صناعية. فعند شرب هذه المشروبات السكرية أثناء الطعام، فإنك تزيد بسهولة من كمية السعرات الحرارية المستهلكة دون أن تدرك. للأسف، دماغ الإنسان ليس جيدًا في حساب السعرات الحرارية الموجودة في المشروبات، كما أن هذه السوائل لا تعطي الإحساس بالشبع الكامل.

لذلك، فإن تناول المشروبات مثل المشروبات الغازية، العصائر المحلاة، أو المشروبات الرياضية أثناء الطعام، يؤدي إلى ارتفاع كمية السكر والطاقة المستهلكة، ويمكن أن يزيد من رغبتك في تناول السكريات. كما أن المُحلّيات الصناعية الموجودة في هذه المشروبات قد تؤثر سلبًا على توازن البكتيريا المفيدة في الأمعاء.

بناءً عليه، لا يوجد قانون صارم يمنع شرب الماء أثناء الأكل أو يحدد كمية معينة يجب الالتزام بها. الحالة المثلى هي شرب كوب واحد من الماء مع كل وجبة، وإذا كنت معتادًا على عدم الشرب أثناء الطعام، يمكنك البدء بكميات صغيرة تدريجيًا حتى تصل إلى الكمية المناسبة.

كثير من الناس يعتقدون أن شرب الماء أثناء الوجبة يُضعف من حمض المعدة والإنزيمات الهاضمة، مما يعوق عملية الهضم. لكن هذا الادعاء يوحي بأن الجهاز الهضمي غير قادر على تعديل إفرازاته حسب طبيعة الوجبة، وهو اعتقاد غير دقيق علميًا.

حجة أخرى بشأن شرب الماء مع الوجبات تقول إن السوائل تسرّع من خروج الأطعمة الصلبة من المعدة، مما يقلل من مدة تلامس الطعام مع حمض المعدة والإنزيمات الهاضمة، وبالتالي يُصعّب من عملية الهضم. ومع ذلك، لا يوجد أي دليل علمي يدعم هذا الادعاء؛ فقد أظهرت دراسة تناولت تحليل إفراغ المعدة أن السوائل، رغم مرورها أسرع من المواد الصلبة في الجهاز الهضمي، إلا أنها لا تؤثر على سرعة هضم الأطعمة الصلبة.

شرب الماء بين الوجبات يمكن أن يكون له فوائد أيضًا. فشرب الماء أثناء تناول الطعام قد يُبطئ من وتيرة الأكل، مما يقلل من كمية السعرات الحرارية المستهلكة في كل وجبة، وبالتالي يساعد في فقدان الوزن.

ومع ذلك، إذا كنت تجد صعوبة في شرب الماء أثناء أو بعد الطعام، فمن الأفضل الانتظار حتى تشعر بالراحة ثم تشرب الماء. لا ينبغي التسرع في الأكل أو شرب الماء، بل يجب القيام بالأمرين بهدوء لتجنب أي ضرر صحي.


الكلمة الأخيرة

كما لاحظتم، فإن المعتقدات المتعلقة بشرب الماء أثناء تناول الطعام متباينة تمامًا؛ فالبعض يرى أن هذا السلوك خاطئ تمامًا وقد يؤدي إلى مشاكل صحية، في حين يعتقد آخرون أنه مفيد للجسم ويساعد في الحفاظ على وزن صحي. ما هو مؤكد أن الادعاءات حول ضرر شرب الماء أثناء الأكل لا تستند إلى أدلة علمية قوية، وإذا كنت معتادًا على ذلك، يمكنك القيام به بكل أريحية دون قلق.

وإذا كنت تهتم بطريقة ووقت تناول الطعام، فننصحك أيضًا بقراءة مقال “أضرار وفوائد تناول الطعام قبل النوم”.


تابعنا على Facebook

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن