مرض السرطان
مرض السرطان من أمراض العصر التي انتشرت في السنوات الأخيرة في جميع المجتمعات الإنسانية، إنه مرض له العديد من الجوانب الطبية الهامة، يرتبط هذا المرض بأنماط الغذاء والحياة التي نحياها اليوم، فما هو مرض السرطان؟ وما هي الجوانب الهامة حوله؟ هذا ما نتعرف عليه في هذا المقال الشامل حيث نتعرف أكثر على مرض السرطان، ونتعرف على أهم المعلومات الطبية حوله، فهيا بنا.
ما هو مرض السرطان؟
قبل أن نتحدث عن الجوانب العلمية والطبية حول مرض السرطان، نريد أن نعرف عزيزي القارىء ما هو مرض السرطان؟ وما هي تعريفاته الطبية، وبمزيد من المعلومات الطبية البسيطة، فإن مرض السرطان هو نمو غير طبيعي للخلايا، بالشكل غير الطبيعي والخلل الوظيفي لكل خلية على حدة.
وتتميز هذه الخلايا التي تعاني من الخلل الوظيفي إلى النمو السريع في الجسم، كما تعاني من معدلات الانقسام الشديدة، وتشكيل الأورام في الجسم، حيث تنقسم الأورام إلى أورام خبيثة وأورام حميدة، وهنا تختلف من حيث النمو والانتشار والخطورة، فإن الأورام الخبيثة تتميز بسرعة النمو والانتشار في جميع مناطق الجسم المختلفة، أما الأورام الحميدة فإن نموها بطىء، كما تظهر في بعض مناطق الجسم فقط.
كيف نقوم بتفسير الخلايا السرطانية؟
إن العلماء والمتخصصين فسروا الخلايا السرطانية في الجسم، على أنها بعض التغيرات غير الطبيعية في خلايا الجسم المختلفة، وهذه التغيرات تعمل على تطوّر الخلايا إلى خلايا سرطانية في حالة عدم الخضوع للعلاج المناسب، وقد قسم العلماء والأطباء المتخصصين الخلايا السرطانية إلى بعض الخلايا التي تعاني من الخلل إلى:
خلايا تعاني من فرط التشنج
وهذه الخلايا السرطانية تعاني من ارتفاع معدلات النمو والانقسام والانفطار والانتشار في الجسم عن نسبتها الطبيعية التي تحدث للخلايا الطبيعية، وللأسف الشديد فإن هذا النوع من الخلايا لا يتم عنه الكشف المبكر حتى باستخدام المجهر التي تخضع له الخلايا، حيث تستطيع الاختباء بطريقة غير معروفة حتى الآن، وتظهر فقط عندما يتمكن السرطان من الجسم تماماً.
خلايا تعاني من التنسج
وهذه الخلايا تعاني من التنسج، وتبدو هذه الخلايا غير طبيعية عند الكشف، وذلك من خلال استخدام المجهر في هذه الحالة، كما أنها تخضع للمراقبة والخضوع للعلاج، وهذه الخلايا التي تعاني من خلل التنسج يمكن أن تتحوّل إلى سرطان الخلايا الصبغية مثل الوحمات والشامات ذات الشكل غير الطبيعي، ولكن هذا في حالات نادرة تماماً.
خلايا تعاني من السرطانة اللابدة
المقصود بها الخلايا التي تعاني من الاضطراب الوظيفي، ويعتبر هذا الاضطراب من أشد أنواع السرطان، حيث لا تمتلك الخلايا القدرة على الوظائف الخاصة بها، وبالتالي تتطوّر الحالة للخلل السرطاني في جميع أنواع الخلايا الأخرى، ولابد من العلاج في البداية منعاً لتطوّر هذه الحالات السرطانية أو منع تطوّر نمو الخلايا.
أسباب حدوث السرطان في الجسم
إنها الأسباب غير المعروفة حتى وقتنا هذا، فلا يوجد سبب محدد حتى يومنا هذا يجزم بأنه سبب لمرض السرطان، وتبقى التخمينات والاجتهادات العلمية حول السبب الرئيسي لمرض السرطان، وربما إذا عرفنا السبب في المستقبل يكون هذا مساعداً للعلاج النهائي من هذا المرض.
حيث هناك العديد من العوامل التي تتحكم في ظهور الخلايا السرطانية في الجسم حسب ما قال العلماء والأطباء، فهناك من العلماء أكد مثلاً أن السبب الرئيسي للسرطان هو وجود عوامل وراثية جينية وصفات فريدة في الخلايا هي السبب في الخلل الوظيفي الذي يحدث فيها.
كما أن هناك العديد من العوامل الاخرى التي يثبتها العلماء أن المادة الوراثية للخلية نفسها هي المسؤولة عن انقسام الخلية ونموها بشكل غير طبيعي، وبالتالي فإن حدوث الطفرات الجينية هي التي تسبب مرض السرطان، وهي صفات وراثية عند الطفل ما قبل الولادة.
وهناك عوامل أخرى فسرها العلماء على أنها السبب الرئيسي لمرض السرطان، منها تعرض الخلايا لعوامل خارجية غير طبيعية مثل العناصر الكيميائية، والأشعة والفيروسات والتدخين واتباع أنماط غير صحية، وعدم حرق الدهون وعدم الحركة وممارسة الرياضة يومياً، وبعض الاضطرابات الهرمونية وغيرها من العوامل الخارجية التي تصيب المادة الوراثية بالخلل في الخلايا، وبالتالي تنمو الخلايا بشكل غير طبيعي.
وتتعرض الخلايا عندما تتعرض لهذه العوامل غير الطبيعية للانقسام والخلل الوظيفي وبالتالي نمو الخلايا السرطانية في الجسم، وتتعرض الخلايا عموماً لبعض المظاهر في الخلل الوظيفي أثناء التشكّل، حيث يمكن أن تصاب الخلايا بفرط النمو، حيث تصبح غير قادرة على تنظيم عملية النمو والانقسام، وبالتالي يؤدي ذلك لنتيجة عكسية وهي فرط الانقسام والنمو وتكوين خلايا جديدة تحمل نفس هذه الطفرة الجينية.
كما أن الخلايا تفقد القدرة على تثبيط نمو الخلايا، حيث تعاني من الطفرات الجينية، بحيث يعاني الجين المسؤول عن تثبيط نمو وانقسام الخلية عند وصولها الحد الطبيعي، وبالتالي تفقد السيطرة على نمو وانقسام الخلايا عند الوصول للحد الطبيعي لها، وبالتالي تفقد السيطرة على النمو وهي حالة انتشار السرطان في الجسم.
ومن الأمور اللافتة للنظر في تفسير سلوك الخلايا والتي قد تؤدي لأسباب حدوث السرطانات في الجسم، أنها تعاني من اضطراب عملية إصلاح المادة الوراثية، حيث تعاني الجينات من الاضطرابات في المادة الوراثية، وبالتالي تحدث طفرات في هذه الجينات، حيث تتوقف عملية الإصلاح، وهذا ما يزيد من اضطرابات في المادة الوراثية وترتفع نسبة الإصابة وتحوّل هذه الخلايا إلى خلايا سرطانية.
وخلاصة القول في أسباب السرطان؛ فإن السبب الحقيقي غير معروف، غير ان التجارب أثبتت أن الطفرات الجينية للمادة الوراثية لخلايا الجسم حيث المظهر الذي يحدث بعد تحوّل الخلايا إلى نمو سرطاني في الجسم، إلا أنه في الوقت نفسه هذا سبب غير نهائي، فالعديد من الطفرات الجينية قد لا تتحوّل إلى سرطان، وبالتالي فهذا ليس سبب كافِ لتحوّل الخلايا إلى خلايا سرطانية أو الإصابة بمرض السرطان، وهناك العديد من العوامل الخطيرة الأخرى التي قد تساعد في حدوث السرطان وهذا ما نتحدث عليه بالتفصيل بعد قليل.
6 عوامل خطيرة قد تؤدي للإصابة بالسرطان
قد تتسائل عزيزي القارىء، نحن البشر لا نعرف السبب الرئيسي للسرطان حتى يومنا هذا، فكيف يمكن الحماية من هذا المرض؟
إن هناك العديد من العوامل الحياتية قد تزيد من فرص حدوث السرطانات بين البشر، وهذا يعتمد على ظروف معينة هامة للغاية، وهذه العوامل الخطيرة نتعرف عليها بالتفصيل لكي نحذر منها، ولكي نقلل فرص حدوثها لدينا حتى تقينا وتحمينا من هذا المرض الخطير، فما هي هذه العوامل؟ هذا ما نتعرف عليه في النقاط التالية:
نمط الحياة اليومي
قد نتبع أنماط حياة غير سوية عزيزي القارىء، فقد تكون انت بالفعل معرضاً لأحد أسباب السرطان وأنت لا تدري بسبب الحياة التي تعيشها، فعلى سبيل المثال قد تكون تتناول العديد من الأطعمة الغنية بالدهون يومياً، وقد تكون معرضاً للتدخين اليومي، وقد تكون معرضاً للعمل بجانب المواد الكيماوية السامة التي تلعب دوراً خطيراً للغاية في الطفرات الجينية خاصة لدى الأطفال، وغيرها من أنماط الحياة التي تتعرض للملوّثات الإشعاعية وغيرها، كل هذه العوامل التي تندرج تحت نمط الحياة، قد تكون العوامل الأكيدة لحدوث السرطان.
التاريخ الوراثي للعائلة
قد تكون الطفرات الجينية مرتبطة بشكل كبير عند تفسير العلماء بالتاريخ العائلي الوراثي، فقد يكون هذا السبب الرئيسي في الإصابة بالسرطان، حيث يؤكد بعض العلماء أن الطفرات الجينية تحديث عندما يكون هناك تاريخ عائلي قديم من الطفرات الجينية والإصابة بالسرطانات من نفس العائلة، وبالتالي قد يكون هذا عاملاً من العوامل التي تؤكد حدوث السرطان لدى الأشخاص.
حدوث الأمراض الوراثية
عاملاً من العوامل الهامة التي يحدث السرطان بسببها هي الإصابة بالأمراض الوراثية، حيث أكد العلماء أن الخلل في الجهاز المناعي قد يكون السبب في حدوث السرطانات في الجسم، حيث تؤثر بعض الأمراض الوراثية في الجهاز المناعي ونخاع العظم في الجسم، مثل متلازمة فيسكوت ألدريتش والتي تؤدي إلى اضطراب قدرة الجهاز المناعي على مقاومة تثبيط النمو السرطاني في الجسم، كما يمكن أن يكون هناك اضطرابات في الخلايا الجذعية في نخاع العظم، وبالتالي تحدث العديد من الانقسامات لخلايا مشوّهة أو خلايا سرطانية في العديد من الحالات، لذلك فإن الطفرات الجينية قد يكون السبب فيها الإصابة بهذه الأمراض المناعية أو التي تعمل على تدمير الجهاز المناعي.
الإصابة ببعض أنواع الفيروسات
قد يكون عاملاً من العوامل التي تزيد من الإصابة بمرض السرطان، هي الإصابة ببعض أنواع الفيروسات، وهذه الفيروسات التي تصيب الجسم خاصة في مرحلة الطفولة، حيث تتسبب في بعض الاضطرابات في الخلايا التي تحدث بسبب الإصابة ببعض الفيروسات إلى النمو السرطاني.
فقد أكدت الدراسات أن بعض الفيروسات مثل فيروس هودجكين وفيروس إبشتاين بار وفيروس العوز المناعي البشري أو فيروس الإيدز، كل هذه الفيروسات قد تسبب من مضاعفاتها الطفرات الجينية للخلايا وبالتالي حدوث مرض السرطان.
العوامل البيئية ومرض السرطان
قد تكون العوامل البيئية التي يعيش فيها الفرد مسببة لمرض السرطان، وهذه العوامل تزيد من خطورة الإصابة بمرض السرطان، مثل التعرض للإشعاعات أو التعرض للمواد الكيماوية المختلفة مثل بعض أنواع الأسمدة وكذلك التعرض للمبيدات الحشرية، وهذه العوامل البيئة تؤدي إلى طفرات جينية وراثية أكيدة، قد تسبب العديد من أنواع السرطانات، وقد يكون هذا هو العامل الحاسم في إصابة ملايين من البشر بسبب زيادة التلوّث في الهواء والماء والتربة وزيادة رش المبيدات الحشرية على المحاصيل الزراعية وهو ما يؤدي لهذه الطفرات الجينية وبالتالي زيادة فرص الإصابة بمرض السرطان.
التعرض للعلاج الكيميائي والإشعاعي
العلاج الكيميائي والإشعاعي من العوامل التي تؤدي إلى زيادة فرصة الإصابة بالسرطانات المختلفة، وهو أن يتعرض الشخص للعوامل الكيميائية والإشعاعية في علاج بعض أنواع الأورام، وهذه تؤدي لاضطرابات في الجهاز المناعي، ومزيد من الطفرات الجينية التي قد تؤدي لمزيد من المضاعفات لمرض السرطان وهذا يفسر الأمراض التي قد تصيب المريض بالسرطان بسبب العلاج الكيميائي والإشعاعي في فترات متقدمة من المرض.
أنواع الإصابة بمرض السرطان
كما تعرفنا منذ قليل أن هناك أنواع للأورام التي تنتشر في الجسم بسبب الطفرات الجينية، وهذه الاورام إما أورام خبيثة لها بعض الصفات منها الانتشار الواسع وعدم السيطرة على هذا الانتشار في الجسم كله، وإما أورام حميدة والتي تنتشر في بعض مناطق الجسم جزئياً، ويمكن السيطرة عليها بالعلاج والاستئصال.
إلا أن هناك مع ذلك أنواع للسرطانات تندرج تحت هذين القسمين من الأورام، فهناك أمراض السرطان تصيب الدم والأنسجة الموجودة في خلايا الدم، وهو ما يعرف باللوكيميا أو اللمفوما أو ما يعرف بسرطان الغدد الليمفاوية.
كذلك هناك أنواع للسرطان، تسمى بأمراض السرطان الصلبة، وهي السرطانات التي تصيب أنسجة الجسم مثل الورم العضلي الخبيث والساركوما وهذه تنقسم للعديد من الأنواع نتعرف عليها في النقاط التالية:
اللمفوما واللوكيميا
وهذا المفهوم من انتشار مرض السرطان في الجسم يكون بالأساس في انتشار الغدد اللمفاوية والتي تسبب ظهور بعض السرطانات على شكل كتل من الأورام في مناطق انتشار العقد اللمفاوية والتي تظهر في مناطق مختلفة من الجسم مثل الأورام في الصدر والبطن والإبط وأعلى الفخذ، بل تنتشر هذه الأورام في الدم، وفي نخاع العظم وغيرها، أي أنها تعمل على توّرم الغدد الليمفاوية في الجسم، وما تسببه من سرطانات أخرى تظهر بعد هذا الخلل.
السرطانة
وهذا النوع من السرطانات يصيب كبار السن، وذلك بسبب تلف الخلايا المبطنة للأعضاء في الجسم، وهذا يندرج مثلاً تحت بعض السرطانات التي تصيب الجسم مثل سرطان الرئتين والجهاز الهضمي والجلد، والثدي والبروستاتا والغدة الدرقية والقولون والأمعاء وغيرها من السرطانات، وهي من السرطانات الخطيرة بالطبع.
الساركوما
وهذا المصطلح يعني أن السرطان يأتي في الأشخاص الأصغر أو الفئات الشابة، وهو على العكس من السرطانة التي تأتي لكبار السن، والساركوما يندرج تحتها الإصابة ببعض السرطانات والتي تصيب الخلايا النسيجية، مثل سرطان الأوعية الدموية والعضلات والعظام، والأورام التي تصيب العضلات الملساء للمعدة، والأورام التي تصيب نسيج العظام وغيرها من السرطانات الخطيرة.
وبعد أن تعرفت عزيزي القارىء عن أنواع السرطان المختلفة، فما زالت رحلتنا مستمرة حول مرض السرطان والمعلومات الطبية حوله، حيث نتعرف بعد قليل عن أعراض مرض السرطان التي يجب أن نحذر منها تماماً، وهذا ما نتعرف عليه من خلال السطور القليلة القادمة.
ما هي أعراض مرض السرطان التي يجب أن نحذر منها؟
يجب أن نحذر تماماً من العديد من الأعراض التي قد تحدث لنا، فعلى الرغم من ان مرض السرطان لا تظهر خطورته سوى بعد فترة بعد تمكّن مرض السرطان من الجسم، وانتشار الخلايا السرطانية في مختلف الجسم، إلا أن هناك بعض العلامات والأعراض الخطيرة التي تظهر في الجسم، والتي تنذر أن هناك خلل غير طبيعي في الخلايا، وقد تكون مقدمات بالفعل لانتشار الأورام السرطانية في الجسم، وهذا ما نتعرف عليه من خلال الأعراض التالية:
- ظهور كتل غير طبيعية في مناطق مختلفة من الجسم، خاصة في منطقة الإبط والرقبة أو في أي منطقة أخرى من مناطق الجسم.
- حدوث بعض التغيّرات في الثدي، وهذا للرجال والنساء ولكن النساء أكثر، وهذه التغيّرات مثل الشعور بالآلام المتفرقة فيه، وتغيّر الشكل الطبيعي، واللون وخروج بعض الإفرازات من حلمة الثدي، وتغيّر شكلها، وزيادة سماكة الثدي بشكل عام أو في مناطق محددة منه.
- فقدان الوزن بشكل لافت للنظر من أهم العلامات التي تدل على وجود خلل.
- ظهور بعض الأعراض الخاصة بالنساء مثل الإفرازات المهبلية التي تنزل من المهبل، كما أن الإفرازات المهبلية تكون غير طبيعية وتكون ظاهرة.
- المعاناة من الانتفاخات المزمنة في المعدة والقولون.
- بعد الانتهاء من التبرز، قد يكون هناك شعوراً بالامتلاء وعدم تفريغ المعدة بشكل طبيعي.
- آلام في البطن وفي منطقة الشرج.
- اضطرابات في عملية التبرز وتزداد مع الوقت، وقد تستمر، فإذا زادت بنفس الآلام والصعوبة لمدة أسبوعين، فهذا يعني أن هناك مشكلة، وقد تصاحب عملية التبرز بعض المشكلات الأخرى مثل خروج دم مع البراز، وقد تصاحبه دم في البول.
- الشعور ببحة في الصوت، مع السعال المزمن، وقد تصاحبه بعض الأعراض مثل خروج دم مع البلغم أثناء السعال.
- ظهور بعض الشامات في الجلد، أو البقع الجلدية مع تغيّرات في حجم الشامات الموجودة في الجلد، وقد تعاني الشامة نفسها من نزيف جلدي.
في حالة ظهور هذه الأعراض والعلامات، فهذا يعني أن الحالة خطيرة للغاية، ولابد للمريض أن يتأكد ويطمئن على صحته وذلك من خلال الكشف الدوري، ونصيحتنا هنا أنه في حالة ظهور أية من العلامات والأعراض السابقة، يسارع المريض بالكشف المبكر، لعل تكون هذه مقدمات لأورام سرطانية يمكن احتوائها قبل انتشارها في مناطق مختلفة من الجسم.
أما عن تشخيص مرض السرطان، فيعرفه الأطباء المتخصصين تماماً، حيث هناك العديد من الأنواع في الكشف المبكر عن مرض السرطان أو تشخيص الحالات السرطانية، ومعرفة نوع الأوام الخبيثة أو الحميدة في الجسم، وغيرها من هذه الجوانب، والتي نتعرف عليها بعد قليل في النقطة التالية.
كيفية تشخيص الأطباء لمرض السرطان
هناك العديد من الحالات المصابة بمرض السرطان في العالم، ولكن تختلف هذه الحالات، ما بين حالات متقدمة لا رجاء للشفاء منها، حالات تشفى بالفعل من مرض السرطان، أي أن هناك أمل على كل حال.
لكن من يحدد الأمل نفسه؟ إنه المريض ذاته، فعلى الفور من ظهور العلامات والأعراض السرطانية والتي تناولناها من خلال السطور السابقة، فإن الذهاب للطبيب المتخصص الذي يقوم بدوره في الكشف المبكر عن مرض السرطان، فإن هناك زيادة في فرص الشفاء لمن كشف مبكراً.
بل إن النصيحة الأهم حول العالم الآن هي الوقاية من أمراض السرطان المختلفة، ومن أهم عوامل الوقاية الكشف المبكر والفحص الذاتي والدوري، والذي يكشف العديد من الأعراض المبكرة لسرطان الثدي والخصيتين والجلد والشرج وغيرها من السرطانات.
وهناك العديد من أنواع الكشف عن مرض السرطان، والتي تحدد انتشاره والعلاج المناسب وغيرها، وهذه تتم من خلال الاختبارات التشخيصية والتحاليل والفحوصات، والتي نتعرف عليها من خلال النقاط التالية:
الفحوصات السريرية
وهي من أهم الفحوصات الأولية التي يجريها الطبيب على المريض، والتي يرى فيها الطبيب بعض التغيّرات الغير طبيعية في الجسم، او من خلال الكشف عن بعض الأعراض المختلفة، وهذه التغيّرات مثل الكتل والأورام والانتفاخات غير الطبيعية في الجسم.
التحاليل المخبرية
وهذه التحاليل يطلبها الطبيب لتساعده في الكشف عن مرض السرطان، حيث تقوم هذه التحاليل مثل تحاليل الدم والبول في الكشف عن بعض الاضطرابات الجينية الموجودة في الجسم، والتي تدل على وجود سرطانات مختلفة.
الأشعات التصويرية
وهناك العديد من الأشعات التصويرية التي تكشف مرض السرطان مثل الأشعة السينية للأجهزة الداخلية للجسم التي تبيّن بعض الأورام السرطانية، كذلك الأشعات بالموجات فوق الصوتية، والتصوير الطبقي المحوري والرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي وغيرها من الاختبارات التصويرية، ومهمة هذه الاختبارات الكشف عن وجود أورام سرطانية من عدمه، لذلك فهي تساعد الأطباء بلا شك على الكشف عن الأورام السرطانية في الجسم.
الخزعات
يقوم الطبيب بإجراء الخزعة، وهي تعتبر من أدق وسائل الكشف عن السرطانات المختلفة في الجسم، وهذه الخزعة عبارة عن أخذ الطبيب عينة من النسيج أو الورم السرطاني الموجود في الجسم، ثم القيام بتحليلها مخبرياً، وبالتالي يتعرف الطبيب على نوع السرطان ومدى انتشاره وغيرها من العوامل المحيطة بالإصابة السرطانية.
وتعد مراحل وخطوات الكشف المبكر عن مرض السرطان جزء من تحديد العلاج المناسب بلا شك، فما هي وسائل علاج مرض السرطان؟ هذا ما نتعرف عليه خلال رحلتنا المستمرة في هذا المقال عزيزي القارىء للكشف عن كل الجوانب الطبية لهذا المرض الخطير.
طرق ووسائل علاج مرض السرطان
تعددت طرق علاج السرطان، والتي تستخدم في التخلص من الأورام السرطانية، فعملية علاج السرطان تهدف إلى تدمير الخلايا السرطانية وإزالتها تماماً بالعديد من الطرق منها العلاج الدوائي أو الجراحة وغيرها، فبعد التأكد من وجود الورم السرطاني في الجسم، ومدى انتشاره ونموه، فإن الطبيب يحدد العلاج المناسب للسرطان، ولإزالة الورم السرطاني، وهذه الطرق العلاجية هي:
العمليات الجراحية
تعد إحدى أهم الطرق العلاجية التي تساعد على التخلص من الورم السرطاني في الجسم، حيث تعتبر طريقة فعّالة لإزالة الورم السرطاني، بل تعتبر من أقدم الطرق العلاجية للتخلص من الأورام السرطانية، فيجب أن تكون من الطبيب تحديد للورم السرطاني ثم التأكد من حجمه ونوعه، وكذلك معرفة العوامل الصحية للمريض بهذا الورم، فقد تكون العلاج الجراحي غير مجدي في العديد من الحالات.
ولكن السؤال هنا؛ هل تعتبر الطريقة الجراحية كافية لإزالة الورم السرطاني؟ إن هذه الطريقة قد لا تكون نافعة لحالات مرض السرطان في العديد من الحالات خاصة التي تعاني من تقدم الورم وانتشاره في الجسم، بل إن العمليات الجراحية تنفع وتكون فعّالة خاصة في الحالات السرطانية البدائية، أو في بداية نمو وانتشار الورم السرطاني في الجسم.
العلاج الكيميائي للسرطان
يعتبر من أهم الخطوات العلاجية، حيث يعتبر العلاج الكيميائي فعّالة للقضاء على الخلايا السرطانية، حيث تستخدم الطريقة الكيميائية بعض الأدوية التي تحتوي على موّاد سامة للقضاء على الخلايا السرطانية، أو الحد من قدرة انتشارها ونموها في الجسم.
والعلاج الكيميائي له وسائله الهامة في إيصال الدواء مباشرة إلى الورم من أجل التخفيف من آثاره، وذلك من خلال انتقاله عبر الدم، والعلاج موضعياً للورم في العديد من الحالات. وتختلف حالات العلاج الكيميائي من خلال الحالة الصحية للمريض، كما يتم تشخيص المريض من خلال معرفة الجرعات المناسبة للعلاج الكيماوي، وتحديد الأيام التي يتم إعطاء جرعة الكيماوي لها.
والعلاج الكيماوية يختلف من حيث وسائل الدواء ما بين الحبوب الفموية أو الكبسولات، هذا إلى جانب الأدوية السائلة، والحقن التي تعطى في الوريد، والأدوية الموضعية وغيرها من الوسائل، ويفضل بالطبع أن يكون العلاج الكيماوي عبر المستشفى وعبر الطبيب المتخصص، فالبرغم من توافر الأدوية الكيماوية الموجودة في الصيدليات إلا أنه يحذر تناول أي أدوية إلا تحت إشراف طبي عام ودقيق.
العلاج الإشعاعي للأورام السرطانية
إنها إحدى الطرق والوسائل العلاجية الفعّالة التي تقوم على التقليل من آثار الأورام السرطانية، حيث يتم استخدام المواد الإشعاعية على الطاقة من أجل تدمير الأورام السرطانية، وتدمير المادة الوراثية لهذه الخلايا السرطانية التي تعمل على تثبيط النمو في الجسم، وهو أكثر العلاجات انتشاراً في الوقت الحالي، حيث له فاعلية قوية للقضاء على أخطر السرطانات، بالرغم من آثاره الجانبية المدمرة في العديد من الحالات التي تخضع للعلاج الإشعاعي.
أما تحديد العلاج الإشعاعي من عدمه فإنه يتم من خلال الأطباء، الذين يستخدمون العلاج الإشعاعي خاصة في المراحل الأولى من المرض أو من النمو السرطاني، حيث أن المراحل المتقدمة من المرض أو انتقال ونمو الخلايا السرطانية في مناطق اخرى قد تنفع بالعلاج الإشعاعي، وفي بعض الأحيان لا يفضل الأطباء ذلك، وهذا يختلف من حالة لحالة أخرى.
العلاج الموجه لعلاج الأورام السرطانية
هناك ما يعرف بالعلاج الموجه، وهو العلاج الذي يعتمد على العديد من الأدوية التي تستهدف مناطق الورم السرطاني بشكل محدد ودقيق، حيث تساعد هذه الأدوية على تثبيط الأورام السرطانية أو القضاء على شتى العوامل التي تساعد على انتشار هذه الأورام في الجسم.
كما تعتمد هذه الأدوية على استهداف البروتينات أو الجينات المحددة التي توجد في الخلية السرطانية أو الخلية التي تساهم في نموها، وبالتالي تحديد الطفرة الجينية في الخلية السرطانية والتخلص منها تماماً.
العلاج المناعي لعلاج الأورام السرطانية
العلاج المناعي يعتبر من أهم أشكال علاج السرطان خاصة في العصر الحالي، حيث تعتبر من ضمن الوسائل المتطوّرة التي تهدف إلى تعزيز مناعة الجسم الذاتية للقضاء على الخلايا السرطانية ووقف نموها في أعضاء الجسم المختلفة، حيث يمكن السيطرة عليها من خلال تعزيز الجهاز المناعي وتقويته ودعمه ليكون له القدرة على الدفاع عن خلايا الجسم السليمة وعدم انقسامها ونموها بشكل سرطاني، أو منع الخلل من الانتشار في هذه الخلايا.
علاج السرطان عن طريق زراعة الخلايا الجذعية
ربما هذه من الطرق والوسائل العلاجية الهامة والمتطّورة، والت يمكن أن تقضي على الخلايا السرطانية، وذلك من خلال زراعة نقي العظام للفرد المريض بالسرطان، ولكن هناك العديد من الحالات التي قد لا تكون مجدية مع هذه الوسيلة، فإن هذه الوسيلة العلاجية يمكن أن تكون فعّالة للغاية في علاج مرض سرطانات الدم مثل اللوكيميا وأمراض سرطان الجهاز المناعي مثل سرطان الغدد الليمفاوية واللمفوما والورم النقوي المتعدد، حيث تساعد على إزالة الخلايا السرطانية المتأثرة بالعلاج الكيماوي والإشعاعي السابق، حيث يتم معالجتها وزرعها في الجسم مرة أخرى، أو بمعنى آخر تعتبر هذه الطريقة الأكثر تقدماً حتى على العلاج الكيميائي والإشعاعي وتقوم في العديد من الأحيان على تلافي أخطار وأضرار هذه الطرق العلاجية التي تبدو تقليدية بالنسبة لها.
علاج الأورام السرطانية من خلال العلاج الهرموني
طريقة متطوّرة أخرى في علاج الأورام السرطانية، وهي المعروفة بطريقة العلاج الهرموني، والذي يعتمد على التخلص من الخلل الهرموني والذي قد يكون السبب في الطفرات الجينية في الخلايا في الجسم، وبالتالي فإن تثبيط هذه الهرمونات يعمل على تخفيف سرعة نمو الخلايا السرطانية ووقف انتشارها في الجسم، ويعتبر هذا العلاج له العديد من الجوانب، حيث يمكن استخدامه في الأساس لحماية الجسم من الأورام السرطانية، او في علاج المراحل الأولية لظهور هذه الأورام في مناطق مختلفة من الجسم.
هذه كانت الطرق والوسائل العلاجية للتخلص من أورام السرطان، وهذه الطرق العلاجي للمرضى الذين يعانون بالفعل من مرض السرطان – شفاهم الله وعافاهم- ولكن يتبقى معرفة الوسائل والطرق الوقائية التي يمكننا عملها من أجل الحماية من مرض السرطان أو حدوث السرطانات المختلفة في الجسم، فما هي هذه الطرق الوقائية؟ هذا ما نتعرف عليه خلال السطور القليلة القادمة.
ما هي وسائل الوقاية من السرطان؟
مرض السرطان مرض مثل جميع الأمراض، من الممكن أن يحدث ومن الممكن أن لا يحدث، فإن هناك طرق وقائية يمكن أن نقوم بها، تساعد على التقليل من فرص الإصابة بالسرطانات، وهذه الطرق تساعد على عدم حدوث أورام سرطانية من خلال تغيير النمط الحياتي أو تقليل العوامل المؤدية لهذه الأورام، فما هي هذه الطرق الوقائية؟ هذا ما نتعرف عليه من خلال النقاط التالية:
- تجنب التدخين تماماً، حيث يعتبر التدخين من العوامل التي تؤدي للسرطان خاصة سرطان المعدة والرئتين والجهاز التنفسي وغيرها من الأنواع الخطيرة.
- ضرورة ممارسة التمارين الرياضية من أجل حرق الدهون في الجسم، وهذه الممارسة لابد ان تكون بشكل منتظم.
- الامتناع عن تناول الكحوليات او المشروبات الروحية.
- تناول الأطعمة المغذية التي تساعدنا على الوصول إلى وزن صحي، واتباع نظام غذائي صحي غني بالخضروات والفواكه والعناصر المعدنية الأساسية التي يحتاجها الجسم.
- القيام بإجراء الفحوصات الدورية والكشف الدوري المنتظم كل 6 أشهر على الجسم، وذلك من أجل الكشف عن الأورام السرطانية بشكل مبكر وعلاجها.
- التطعيم من الفيروسات الخطيرة، والتي قد تكون سبباً في الطفرات الجينية للخلايا في الجسم، والتطعيم هذا ضد بعض الفيروسات مثل فيروس التهاب لكبد ب و تطعيم فيروس الورم الحليمي البشري.
- البعد عن المواد الكيميائية والإشعاعية والبعد عنها، وذلك لأنها قد تكون سبباً في حدوث الطفرات الجينية والتي تكون سبباً في حدوث الأورام السرطانية.
- البعد عن التعرض للتلوّثات المختلفة لا سيما تلوّث الهواء، بالإضافة غلى الحماية من استنشاق الغازات السامة التي قد تكون سبباً في تكوين وانتشار الأورام السرطانية في الجسم.
- علاج الأمراض المزمنة في الجسم، والتي قد تكون مقدمات لمضاعفات شديدة تؤدي بدورها لانتشار الأورام السرطانية في الجسم.
نصائح طبية هامة لمرض السرطان
مرضى السرطان الذين يعانون من هذا المرض الخطير ومن جوانب أخرى صحية، حيث يعانون مثلاً من جوانب صحية نتيجة العلاج الكيماوي والإشعاعي، حيث يعانون من تساقط الشعر واضطرابات الأكل والصعوبة في عملية الإخراج وغيرها، بل يعتبر هناك جوانب نفسية مثل القلق والخوف والاكتئاب والعزلة الاجتماعية وانعدام الثقة بالنفس.
لذلك يجب التخلص من هذه الجوانب، وهذا من خلال إتباع بعض النصائح الطبية، والتي نتعرف عليها من خلال النقاط التالية:
- التوعية بطرق العلاج من مرض السرطان، وما هي المضاعفات النفسية والعضوية التي تستمر مع هذا المرض.
- إذا كان مريض السرطان يريد معرفة سؤال معين ومحدد عن المرض ومضاعفاته، يجب أن يسأل الطبيب المتخصص.
- ممارسة التمارين التي تساعد في الاسترخاء، مثل المساج والتدليك والتنفس البطيء، وهناك العديد من التمارين بالفعل الموجودة في تطبيقات الهواتف الذكية.
- إجراء التمارين الرياضية التي تساعد على إفراز هرمون الإندروفين والذي يساعد على تحسين المزاج.
- طلب المساعدة من الأصدقاء والعائلة، والذين يساعدون المرضى معنوياً بتشجيعه على العلاج.
- إتباع النظام الصحي الغذائي الخاص والذي يعتمد على تناول الأكلات الصحية مثل الخضروات والفواكه.
في نهاية هذا العرض الشامل عن مرض السرطان، وفي نهاية رحلتنا في الحديث عن هذا المرض، فإن مرض السرطان من الأمراض الخطيرة التي تزيد من معاناة البشر، وبالرغم من انتشاره، فإن المرض بجوانبه الطبية المتعددة يمكن الشفاء منه بالإرادة والقوة النفسية واستمرار العلاج، فإلى كل مرضى السرطان شفاكم الله وعفاكم أجمعين.