كيفية حدوث هبوط في نسبة السكر
- يعتبر السكر من أهم مصادر مدّ جسم الإنسان بالطاقة، ويعرف هبوط السكر بأنه “هبوط نسبة السكر في الدم نتيجة لعدة أسباب منها الإصابة بمرض السكري، أو لعدد من الأسباب الأخرى مثل تناول الأدوية التي تؤدي لحدوث ذلك”.
- يحدث الهبوط في نسبة السكر في الدم نتيجة لحدوث خلل في التوازن الهرموني بين كل من هرمون “الإنسولين” وهرمون “الجلوكاجون”، وتعد أهمية كل هرمون منها كالآتي:
هرمون الإنسولين
وهو يعمل على مساعدة الجسم على إمتصاص السكر والجلوكوز الموجودين في المواد الغذائية، كما أنه يعمل على تخزين الجلوكوز لإمداد الجسم بالطاقة في أي وقت، كذلك تنظيم نسبة السكر في الدم.
هرمون الجلوكاجون
وهو هرمون يعمل حين تنخفض نسبة السكر في الدم، فيتم إفراز الجلوكاجون لمدّ الجسم بالطاقة اللازمة عند حدوث انخفاض في نسبة السكر في الدم خاصة عند القيام بمجهود كبير يتطلب طاقة أكبر.
- عند إنخفاض نسبة السكر في الدم إلى نسبة 80 مغ/ ديسيلتر، ينخفض مستوى الأنسولين بدرجة تمنع هبوط السكر.
- عندما تصبح نسبة السكر أقل من 80 مغ/ديسيلتر، يرتفع هرمون الجلوكاجون الذي يعمل على مكافحة هبوط نسبة السكر في الدم.
- يعمل كل من هرمون الكورتيزول والكاتيكولامينات أيضاً على منع حدوث في نسبة السكر في الدم.
كيفية تشخيص انخفاض نسبة السكر في الدم
هناك ثلاثة معايير يتم من خلالها تشخيص نسبة السكر في الدم، وهي التي يطلق عليها “ثالوث ويل” أو كما تسمى في اللغة الإنجليزية”Whipple’s triad”، وهي كالآتي:
- سحب عينة دم والعمل على التحليل المعملي لها لتسجيل نسبة هبوط الجلوكوز في الدم بعد ظهور الأعراض المصاحبة له.
- أن يتم اختفاء الأعراض المصاحبة لانخفاض نسبة السكر بعد عودة نسبة السكر وارتفاعها إلى معدلها الطبيعي.
- الصوم قبل إجراء الكشوف الطبية، لأن الأعراض قد لا تظهر في الحال، لذلك يطلب الطبيب من المريض بالصوم لمدة الليل أو مدة تطول عن ذلك حتى يتمكن من الكشف على أعراض المرض فور تواجدها بعد انخفاض نسبة السكر في الدم، وكذلك فحص مستوى نسبة السكر بعد وقبل تناول الطعام.
العوامل المسببة لحدوث إنخفاض نسبة السكر في الدم
هناك العديد من العوامل والأسباب التي تؤدي لحدوث إنخفاض في نسبة السكر نذكر منها:
- فقدان الشهية العصابي (Anorexia nervosa): وهو يؤدي إلى حدوث إضطرابات في الأكل وفقدان الشهية مما يقلل من نسبة السكر التي يحتاجها الجسم.
- تناول كمية كبيرة من الأنسولين بما يعمل على إنخفاض نسبة السكر في الدم.
- الإصابة بالورم الإنسوليني.
- تناول كميات كبيرة من المشروبات الكحولية، حيث يعمل ذلك على منع الكبد من ضخ الجلوكوز المخزن فيه إلى الدم ويعمل على خفض نسبة السكر.
- الإصابة ببعض الأمراض الحادة مثل (إلتهابات الكبد وإلتهابات الكلى).
- حدوث إضطرابات في أيض الكربوهيدرات في الجسم.
- حدوث قصور في وظائف الغدة الكظرية.
- الإرهاق الجسدي الشديد وعدم الحصول على قسط وافي من الراحة.
- وجود إضطرابات في الجهاز الهضمي، وخصوصاً حدوث نوبات الإسهال أو القيء.
- الإضطرابات النفسية وقلة النوم والتفكير المستمر.
أعراض هبوط نسبة السكر في الدم
في البداية لابد من الإشارة إلى أن الدماغ يعتمد على السكر كمصدر أساسي من مصادر الحصول على الطاقة – مع ملاحظة أنه خلال عملية الصوم يستخدم الدماغ ما يسمى بالأجسام الكيتونية للحصول على الطاقة عكس باقي أجزاء الجسم – بالإضافة إلى أن الدماغ لا يستفيد من نسبة الدهون في الجسم، لذلك حين يحدث هبوط في نسبة السكر يتأثر الدماغ بشكل كبير. نستطيع أن نقول أن نسبة السكر في الدم منخفضة حين تصل لدرجة أقل من 50 مغ/ديسيلتر، وأما أعراض إنخفاض نسبة السكر في الدم فهي كالآتي:
- الشعور بالإرهاق وزيادة عدد ضربات القلب بشكل سريع.
- وجود اهتزاز وارتعاش الجسم بشكل كبير.
- زيادة نسبة التعرق.
- سوء الحالة المزاجية والانفعال الشديد.
- شحوب في لون الجلد.
- زيادة الشعور بالجوع.
- الصراخ أو البكاء أثناء النوم.
- الإحساس بالوخز ووجود ألم في المنطقة حول الفم.
- الشعور بالقلق.
- الإحساس بالصداع الشديد آلام في الرأس.
- الشعور برطوبة اللسان وصعوبة في الكلام.
- أحياناً يؤدي انخفاض نسبة السكر إلى حدوث ضيق في التنفس.
الأعراض الأكثر شدة
هناك أعراض أخرى يعاني منها المريض عند إنخفاض نسبة السكر، وهي تعد أكثر في شدتها من الأعراض التي ذكرناها سابقاً وهي:
- حدوث تشنجات في الجسم.
- أحياناً يؤدي انخفاض السكر في الدم إلى وجود حالة من الهذيان تجعل المصاب يتصرف كالمخمور.
- ضعف التركيز والشعور بالتشويش وعدم القدرة على إتمام الأعمال.
- يؤدي إنخفاض نسبة السكر في الدم إلى فقدان الوعي.
- حدوث إضطرابات بصرية مثل التشويش وعدم وضوح الرؤية.
تقديم العلاج في حالة انخفاض نسبة السكر في الدم
- تقديم العلاجات الأولية التي تساعد على إرتفاع نسبة السكر مرة أخرى.
- علاج الأسباب التي أدت إلى حدوث انخفاض في نسبة السكر لعدم تكرارها مرة أخرى.
كيفية تقديم العلاجات الأولية
- يتم ذلك من خلال تناول نسبة تقدر بـ 15-20 جم من المواد الكربوهيدراتية التي تتحول بسرعة إلى سكر، وهناك الأطعمة التي تحتوي عليها مثل (العصائر، الفاكهة، المياه الغازية، أقراص السكر أو هلام السكر.
- يتم فحص نسبة السكر بعد تناول الجرعة السابقة بعد مرور 15 دقيقة، وإذا تم اكتشاف عدم حدوث تأثير وأن نسبة السكر مازالت أقل من 70 مغ/ديسيلتر، يتم إعطاء المصاب نسبة أخرى من الكربوهيدرات سريعة التحول إلى سكر وهذه النسبة أيضاً تقدر بـ 15-20 جم.
- بعد فحص نسبة السكر يجب تكرار جرعة المواد الكربوهيدراتية حتى وصول نسبة السكر إلى 70 مغ/ديسيلتر.
- بعد عودة نسبة السكر في الدم إلى الحالة الطبيعية يتم العمل على تجديد إفراز هرمون الجلوكاجون من خلال تناول وجبة خفيفة لتثبيت معدل الحالة الطبيعية للسكر.
طرق العلاج الأخرى
- إذا أدت حالة انخفاض نسبة السكر إلى فقدان المريض وعيه فيجب عدم محاولة تزويده بالمواد الكربوهيدراتية من خلال إعطائه الأطعمة من خلال الفم، لكن يتم تزويده بالجلوكوز من خلال حقن الوريد، أو حقن الجلوكاجون.
- الأشخاص المصابون بحالات حادة من نوبات انخفاض نسبة السكر عليهم اقتناء حقيبة مزودة بالجلوكاجون والإنسولين في كل الأماكن التي يذهبون إليها، وكذلك عليهم تعريف الأسرة المحيطة بهم بكيفية تقديم المساعدة الأولية لهم إذا تم حدوث النوبات لهم، وكيفية إعطاء حقن الوريد لهم.
- يجب مراجعة الطبيب لمعرفة الأسباب الكامنة وراء تكرار النوبات وتحديد جرعات الإنسولين الخاصة بحالتهم.
- كذلك ينصح مرضى السكري دائماً بأن يحملوا معهم عصيراً محلى أو قطعة من الحلوى تحسباً لحدوث نوبات طارئة، كما يُنصح بتقسيم الوجبات إلى وجبات صغيرة على مدار اليوم، وعدم التلاعب أو تغيير جرعة الأنسولين المُحدّدة من الطبيب.