عندما يكون الهيموجلوبين أقل من 41% هيماتوكريت لدى الذكور، وأقل من 36% هيماتوكريت لدى النساء، فهذا يعني أن الشخص مصاب بفقر الدم.
ما هو فقر الدم؟
- تعني إفتقار الجسم لخلايا الدم اللازمة لتحمل الأكسجين إلى الأنسجة، فهو هبوط بواحد أو أكثر من قياسات كرات الدم الحمراء، والتي تشمل
- نسبة الهيموجلوبين: هو الذي يقوم بحمل الأكسجين في الدم بشكل أساسي.
- الهيماتوكريت أو مكداس الدم: هي النسبة المئوية لخلايا الدم الحمراء من إجمالي حجم الدم.
- تعداد كرات الدم الحمراء: عدد كرات الدم الحمراء التي توجد في حجم محدد معرف من قبل من حجم الدم الكلي.
تعريف فقر الدم حسب الجنس
فقر الدم، أو الأنيميا، هي حالة مرضية ترتبط بنقص معدل إنتاج كريات الدم الحمراء، وحدوث خلل في نقل الأكسجين إلى خلايا وأنسجة الجسم، نتيجة هذا النقص، ويحدث فقر الدم، كنتيجة لنقص إحدى المواد الأساسية في الدم، وهي تركيز هيموغلوبين الدم، وتركيز اليهماتوكريت، وقلة عدد كريات الدم الحمراء.
تختلف قوة الدم حسب الجنس، ففقر الدم عند الذكور، عندما يكون تركيز الهيموجلوبين لديهم أقل من ثلاثة عشر ونصف غرام لكل ديسي ليتر، وأقل من أربعين بالمئة من تركيز الهيماتوكريت، وتعتبر الأنثى مصابة بفقر الدم عندما يكون تركيز الهيموغلوبين لديها أقل من إثني عشر غرام لكل ديسي ليتر، وأقل من ستة وثلاثين بالمئة من تركيز الهيماتوكريت.
معظم خلايا الدّم، بما فيها خلايا الدّم الحمراء، يتمّ إنتاجها باستمرار في نخاع العظم، وهو عبارة عن مادّة إسفنجيّة حمراء اللون، موجودة داخل تجويفات العظام الكبيرة في الجسم. ومن أجل إنتاج الهيموجلوبين وخلايا الدّم الحمراء يحتاج الجسم إلى الحديد، ومعادن أخرى، وعندما يُعاني الإنسان من الأنيميا، فإنّ جسمه لا ينتج ما يكفي من خلايا الدّم الحمراء، إنّما يضيع الكثير منها أو يتلفها بسرعة تفوق قدرته على إنتاج خلايا دمٍ جديدة.
تحتوي خلايا الدّم الحمراء على الهيموجلوبين، وهو بروتين غنيّ بالحديد، يمنح الدّم لونه الأحمر. الهيموجلوبين يمكّن خلايا الدّم الحمراء من نقل الأكسجين من الرّئتين إلى بقيّة أعضاء الجسم، ونقل ثاني أكسيد الكربون من الجسم عودةً إلى الرّئتين، بحيث يمكن إخراجه من الجسم في عملية الزّفير.
تعريف فقر الدّم حسب الجنس هو كالاتي:
- الإناث: يُعرّف فقر الدّم لدى الإناث مع قيم أقلّ من 12 g/dL لتركيز الهيموجلوبين، وقيم أقلّ من 36 بالنّسبة المئويّة للهيماتوكريت.
- الذّكور: يُعرّف فقر الدّم لدى الذّكور مع قيم أقلّ من 13.5 g/dL لتركيز الهيموجلوبين، وقيم أقلّ من 41 بالنّسبة المئويّة للهيماتوكريت.
أسباب فقر الدم
الأمراض المزمنة
تؤدي إصابة الإنسان بالسرطان، أو الروماتيدي، أو التهاب المفاصل، أو الفشل الكلوي إلى انخفاض في مستوى إنتاج كريات الدم الحمراء.
نقص الحديد
يؤدي نقص الحديد في جسم الإنسان إلى انخفاض في إنتاج مادة الهيموغلوبين اللازمة لتشكيل كريات الدم الحمراء.
العوامل الوراثيّة
تتسبب بصنع نوع مُختلّ وغير طبيعيّ من مادة الهيموغلوبين، وهذا يساهم في صنع كريات دم حمراء بصورة غير طبيعية.
اضطرابات الدم
يرافق ذلك حدوث تكسُّر في خلايا كريات الدم الحمراء.
أمراض نخاع العظم
كسرطان الدم، أو خلل في النسيج النخاعيّ، فذلك يتسبّب في حدوث خللٍ واضطرابٍ في إنتاج خلايا الدم الحمراء.
نقص فيتامين ب12
حيث يتسبب ذلك في حدوث نقص في حمض الفوليك مؤدياً إلى عجز وخفض قدرة الجسم على إنتاج كريات الدم الحمراء.
الاستئصال الجراحيّ
يكون الاستئصال لبعض أجزاء الجسم مثل: الأمعاء أو المعدة، وهذا يؤثر بشكل سلبيٍّ في امتصاص الجسم للعناصر الغذائية الضرورية لإنتاج كريات الدم الحمراء.
النباتات والأطعمة المُستَخدمة لعلاج فقر الدم
بالرغم من عدم وجود نوعٍ محدّدٍ من الطعام لعلاج فقر الدم؛ إلّا أنّ اتّباع نظامٍ غذائيٍّ صحيّ مليءٍ ببعض الأنواع من الأطعمة يُساعد على السيطرة على فقر الدم وضبطه، كما أنّ العلاج الدقيق يعتمد على نوع فقر الدم ومسبّباته؛ إلّا أنّ بعض الأغذية تشتمل على عدّة أنواع من الموادّ الغذائيّة التي تكون قادرةً على دعم وزيادة عدد كريات الدم الحمراء في جميع الأحوال، ومن هذه الأنواع ما يأتي:
الحبوب
من الأمثلة على الحبوب (Beans) التي تحتوي على الحديد: الفاصولياء (Kidney Beans)، والحمّص (Chickpeas)، وفول الصويا (Soybeans)، وفاصولياء البنتو (Pinto Beans)، والفاصولياء السوداء (بالإنجليزية: Black Beans)، و فاصوليا الليما (بالإنجليزية: Lima Beans)، وغيرها.
المكسّرات والبذور
حيث تحتوي العديد من المكسّرات والبذور على الحديد، لكن يُفضّل تناوُلَها بشكلٍ غير مطبوخٍ، ومنها: بذور القرع (Pumpkin Seeds)، والكاجو (Cashews)، والفستق الحلبيّ (Pistachios)، وبذور القنّب (Hemp Seeds)، والصنوبر (Pine Nuts)، وبذور دوار الشمس (Sunflower Seeds)، بالإضافة إلى اللوز (Almonds)؛ إلّا أنّه يحتوي على كميّاتٍ كبيرةٍ من الكالسيوم، لذا؛ فإنّ تناوُله قد لا يزيد من مستويات الحديد في الجسم بشكلٍ كبيرٍ.
العسل الأسود
حيث يُعتبَر العسل الأسود (Blackstrap Molasses) الناتج الجانبي لعمليّة تكرير السكّر، وبالرغم من ذلك، فإنّه لا يحتوي على كميّاتٍ كبيرةٍ من الموادّ الغذائيّة المهمّة التي تُساعد على تجديد الموادّ الغذائيّة الطبيعيّة في الجسم؛ الأمر الذي يزيد من إنتاج كريات الدم الحمراء، ومن الأمثلة عليها: الحديد، والمنغنيز، وغيرها.
جذور الشمندر
حيث تُعتبَر جذور الشمندر (Beetroot) من أفضل العلاجات الطبيعيّة لفقر الدم؛ حيث تزيد من الدم في الجسم وتُطهّر الجسم خلال تزويده بالأكسجين.
الخُضار الورقيّة
حيث تُعتبَر الخضار الورقيّة وخاصّة الداكنة منها مصدراً هامّاً لنوع الحديد اللاهيميّ (Nonheme Iron)، كما تحتوي بعض أنواعها على حمض الفوليك، ومن الأمثلة على الخضار الورقيّة: السبانخ (Spinach)، والكرنب (Kale)، ونبات السلق (Swiss Chard)، وغيرها، لكن من المهم معرفته أنّه بالرغم من احتواء بعض أنواع الخضار الورقيّة مثل السبانخ والكرنب على الحديد؛ إلّا أنّها تحتوي على الأكسالات (Oxalate)؛ مما قد يتسبّب في منع امتصاص الحديد، لذا؛ فإنّه لا يمكن الاعتماد على تناوُل الخضار الورقيّة وحدها لعلاج فقر الدم، بل يجب إدخالها كجزءٍ من النظام الغذائيّ.
تشخيص الإصابة بفقر الدم عند الأطفال
هناك العديد من اختبارات الدم التي تُجرى بهدف تشخيص الإصابة بالمرض، وتعتمد على أخذ عينة دم من الطفل، من خلال إدخال إبرة في وريدٍ في ذراع الطفل أو في يده، ويُوضع الدم المسحوب في حقنة أو في أنبوب اختبار، ومن الآثار الجانبية المُرتبطة بسحب عينة الدم: الشعور بعدم الراحة، وظهور الكدمات، والانتفاخ، إضافة إلى احتمالية حدوث آثار جانبية أخرى إلّا أنّ خطر حدوثها يُعدّ قليلاً، وفي معظم الحالات لا يحتاج الطفل إلى أي تحضيرٍ أو رعايةٍ خاصة بعد خضوعه لفحص الدم، وفيما يأتي توضيحٌ لأهمّ الفحوصات التي تُستخدم في تشخيص الإصابة بفقر الدم:
الهيموجلوبين والهيماتوكريت: (Hemoglobin and hematocrit)
حيث يُعدّ أول اختبار يُجرى بهدف تشخيص فقر الدم عند الأطفال، إذ يعمل على قياس مقدار الهيموغلوبين، إضافة إلى قياس مقدار خلايا الدم الحمراء في عينة الدم.
العد الدمويّ الشامل: (Complete blood count)
يُجرى هذا الفحص في الحالات التي تكون فيها نتيجة فحص الهيموغلوبين والهيماتوكريت غير طبيعية، إذ يقدم هذا الفحص معلومات هامّة عن الدم، بما في ذلك حجم الخلايا الحمراء والذي يُعبر عنّه بمصطلح الحجم الكروي الوسطي (Mean corpuscular volume) واختصاراً (MCV).
المسحات المحيطية: (Peripheral smear)
يتضمن هذا الاختبار أخذ عينة من الدم، بحيث يتمّ فحصها تحت المجهر، إذ إنّ ذلك يُمكّن المختصين من تشخيص بعض أنواع فقر الدم، التي تتسبّب بتطور خلايا الدم الحمراء وظهورها بشكل غير طبيعي.
اختبار عدّ الكريات الشبكيّة: (Reticulocyte Count)
تُمثل الكريات الشبكيّة خلايا دم غير ناضجة، ويعمل هذا الاختبار على قياس النسبة المئوية لخلايا الدم الحمراء التي تشكلت حديثاً في عينة دم الطفل، وقد يدل انخفاض مستوى الكريات الشبكيّة على
علاج الإصابة بفقر الدم عند الأطفال
في الحقيقة يعتمد علاج فقر الدم عند الأطفال على السبب الذي أدّى إلى الإصابة به، فعلى سبيل المثال يصف الطبيب الأدوية المحتوية على الحديد، لعلاج فقر الدم الناتج عن نقص الحديد لدى الأطفال، ويكون هذا الدواء على هيئة قطرات للرضع، أو شراب سائل أو أقراص للأطفال الأكبر سناً، ويتوجب على المريض أخذ الدواء لمدة ثلاثة أشهر، وذلك بهدف استعادة مخزون الجسم من الحديد، إضافةً إلى ما سبق يوجد بعض التوصيات التي يمكن اتباعها والتي تساعد على العلاج، مثل: التقليل من تناول الحليب، وإضافة أنواع معينة من الأطعمة الغنية بالحديد إلى نظام الطفل الغذائيّ، أمّا إذا كان فقر الدم ناتجاً عن غزارة الطمث، أو عدم انتظام الدورة الشهرية لدى الفتيات المُراهقات، فقد يصف الطبيب العلاجات الهرمونية للمساعدة على تنظيم النزيف.
وفيما يتعلّق بعلاج فقر الدم الناتج عن نقص أنواع مُعينة من العناصر الغذائية، خاصّةً حمض الفوليك (Folic acid)، وفيتامين ب12، فيتم عن طريق وصف العلاجات أو المكمّلات غذائية المناسبة، وذلك لتعويض نقص هذه العناصر في الجسم، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا النوع من فقر الدم يُعدّ نادراً لدى الأطفال، وفي حالات أخرى قد يكون فقر الدم ناجماً عن الإصابة بالعدوى، ويتمّ علاجه عادةً بعلاج هذه العدوى، وقد يكون فقر الدم ناتجاً عن استخدام أنواع مُعينة من الأدوية، وفي هذه الحالة يلجأ الطبيب إلى إيقاف هذا الدواء أو استبداله، وتجدر الإشارة إلى أنّ الاستمرار في تناول الدواء المُسبب لفقر الدم وعدم إيقافه، يكون ممكناً في الحالات التي تفوق فيها فائدة الدواء آثاره الجانبيّة.
وفي حالات فقر الدم الشديد أو المزمن، فإنّ العلاج أيضاً يعتمد على المُسبّب، ومثال ذلك من الحالات ما يلي:
- استخدام الأدوية التي تهدف إلى مكافحة العدوى، أو تحفيز نخاع العظم لإنتاج المزيد من خلايا الدم الحمراء.
- زراعة نخاع العظم، ويُلجأ إلى هذا الخيار في الحالات التي يُعاني فيها المريض من بعض أشكال فقر الدم، ومثال ذلك فقر الدم المنجليّ (Sickle cell anemia)، والثلاسيميا (Thalassemia)، وفقر الدم اللاتنسجيّ (Aplastic Anemia)، ويتضمن هذا الإجراء حقن خلايا نخاع العظم المأخوذة من المتبرع في وريد الطفل المصاب، حيث تنتقل هذه الخلايا عبر مجرى الدم، لتصل إلى النّخاع العظمي وتُحفّزه على تشكيل خلايا دم جديدة.
- نقل خلايا الدم الحمراء الطبيعية من أحد المتبرعين إلى المريض. استئصال الطحال أو العلاج بالأدوية، وذلك للتقليل من خسارة خلايا الدم الحمراء، والحدّ من تدميرها بسرعة عالية.
أعراض فقر الدم
- الدوخان والهزيان وعدم التركيز.
- الخمول والإرهاق وتعب عام في الجسم.
- عدم القدرة على النوم بسهولة.
- قد تحدث بعض التشنجات في الساق.
- آلام في الرأس وضيق في التنفس.
- الشعور بالبرودة وعدم تحمل الطقس البارد.
- الشعور بالحرارة وعدم تحمل الطقس الحار.
- شعور بالتنميل في الجسم عموماً، وخاصةً في اليدين.
- الشعور بالحاجة لتناول أشياء لا صلة لها بالطعام، مثل الورق، التراب، الجليد، والشمع.
- في حالة الأطفال، يحدث لهم إضطرابات في السلوك، وقلة الآداء في الإستذكار.
- فقدان الذاكرة.
- الهلوسة والشعور بالإكتئاب.
- قد لا يتمكن المصاب من رؤية الأشياء من حوله جيداً.
- تصلب بالأظافر والإصابة بالجفاف.
- إصابة الشخص بمتلازمة تململ الساقين.
أعراض فقر الدم الشديد
- سرعة دقّات القلب.
- حدوث قصور في وظائف القلب.
- يشعر المريض بصعوبة في التنفس.
- شحوب وإصفرار في الجسم والوجه.
- حدوث إلتهابات بمنطقة اللسان وفي الفم عموماً.
- تشوه في شكل الأظافر وتصبح هشّة.
الوقاية من فقر الدم
هناك مجموعة من المواد التي يجب أن يتناولها كل شخص ليحد من فرص الإصابة بفقر الدم، وتشمل:
- الحديد.
- فيتامين ب12.
- فيتامين C.
- حمض الفوليك.