هل من الممكن أن يكون أي شخص فينا مصاب بحالة من الرهاب الاجتماعي دون أن يكون هو نفسه عالماً بهذا؟ في الحقيقة نعم.. وذلك لأن مشكلة الرهاب الاجتماعي هي واحدة من أهم المشاكل أو الأمراض الاجتماعية المنتشرة بكثرة في مجتمعنا نتيجة معتقدات خاطئة وطرق غير صحيحة في التربية، ولأن أعراض الرهاب الاجتماعي قد تتشابه مع أعراض الخجل فإن البعض يفسرون خوفهم من الاندماج الاجتماعي على أنه نوع من أنواع الخجل.. ولكن في هذا المقال سوف نتعرف بشكل تفصيلي على مرض الرهاب الاجتماعي وتصنيفه كواحد من الأمراض النفسية.
ما المقصود بحالة الرهاب الاجتماعي؟
الرهاب الاجتماعي هو حالة نفسية أو نوع من أنواع الاضطراب والقلق يشعر به الإنسان إذا ما اضطر أن يقوم بعمل أمام الناس، وهي ليست حالة من الخجل لأن في تلك اللحظة يصاحب الاضطراب أعراض مختلفة مثل ضيق التنفس والتعرق.
وعندما يطلب من الشخص المصاب بحالة الرهاب الاجتماعي أن يقوم بعمل أي نشاط أو حتى الحديث أمام مجموعة من الناس فهو يرفض ذلك ويشهر بالقلق وذلك لأنه لديه شعور داخلي بأن الجميع يراقبه وأنه تحت أنظارهم جميعاً وفي محل إصدار الأحكام عليه لذلك يبدأ في الخوف وتظهر مشاعر الاضطراب والقلق.
لا تتوقف حالة الرهاب الاجتماعي فقط عند الشعور بالخوف والتعرق لكن يشعر أيضاً المصاب بجفاف في حلقه ويبدأ عدد ضربات قلبه في الازدياد بصورة مبالغة بالإضافة إلى التعرق الشديد وظهور مثل تلك الأعراض بهذه الصورة المبالغة هو من أكثر الأدلة على أن الشخص مصاب بحالة من الرهاب الاجتماعي وليس أنه شخص خجول..وجدير بالذكر أن حالة الرهاب الاجتماعي من أكثر المشاكل التي تؤثر على الحياة الاجتماعية والعملية للأفراد.
كيف تبدأ الإصابة بحالة الرهاب الاجتماعي؟
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بحالة الرهاب الاجتماعي، ولكن معظم الأسباب تحدث في مرحلة الطفولة وتستمر مع الشخص طوال فترات حياته.
وتبدأ الإصابة بحالة الرهاب الاجتماعي في الفترة قبول دخول الطفل إلى المدرسة وتنشأ لديه رغبة في عدم الاختلاط والخوف من أن يتم تقييمه أو الحكم عليه من خلال الآخرين.
وتعتبر سياسة التربية الخاطئة من أكثر الأسباب التي تساعد الطفل على الدخول في هذه الحالة وخاصة ما إذا كان الطفل طوال الوقت معرضاً للنقد من جهة الوالدين.. أما إذا تعدى الإنسان مرحلة المراهقة دون الإصابة فهذا يعني صعوبة إصابته بها بعد ذلك.
ما هي أهم أعراض الإصابة بالرهاب الاجتماعي؟
- الشعور بالقلق من التواجد وسط مجموعة.
- الخوف من الوجود في حدث اجتماعي أو عائلي يضم مجموعة من الناس.
- الشعور بالفزع دون وجود أسباب تحث على ذلك.
- الدخول في حالة من الاكتئاب.
- من الممكن أن يلجأ مريض الرهاب إلى تناول المواد الكحولية.
- الشعور بالخوف الدائم دون وجود ما يبرر ذلك.
ما هي أهم خطوات علاج الرهاب الاجتماعي؟
- الاستعانة بالأطباء النفسيين.
- تناول الأدوية المضادة للخوف وهي تتم تحت إشراف الطبيب وتعتبر من الأدوية النفسية الآمنة التي لا تسبب الإدمان.
- عمل مجموعة من الجلسات النفسية للمريض لإعادة الثقة في نفسه.