مرض التوحد
على الرغم من أن مرض التوحد لا يوجد له أسباب منطقية وراء حدوثه لدى الأطفال في الوقت الحالي، فمن المعروف أن نسبة كبيرة من أطفال العالم يعانون من مرض التوّحد، لذلك نقوم في هذا المقال بإلقاء الضوء على مرض التوحد وعلى اسبابه وعلاجه والعديد من المعلومات الاخرى، فهيا بنا نتعرف أكثر على هذا المرض.
ما هو مرض التوحد؟
مرض التوحد هو مرض عبارة عن خلل في النمو العصبي للمخ خاصة لدى الأطفال وهو ما يعني أن الطفل يعاني من بعض الأمور العصبية ولا يثير انتباهه شيء سوى عالمه الخاص الذي يعيش فيه.
والخلاصة فإن التوحد هو مرض في الشبكة العصبية في المخ والتي تحدث للعديد من الأسباب المجهولة حتى الآن، حيث لا يحدث التوحد إلا للأطفال، ولا أحد يعلم من العلماء هل هذا الخلل ناتج من كيمياء المخ نفسها والتي تعاني من الخلل والاضطراب، ام أن الأمر يتعلق بالسلوكيات غير السوية التي يتعرض لها الأطفال والتي تؤدي للمرض هذا.
يبدأ هذا المرض في أعراضه التي نتناولها بعد قليل في السنة الثالثة من عمر الطفل، حيث يبدأ الطفل في القيام ببعض التصرفات غير الطبيعية، ويعاني من مهارات مغايرة تحدث له غير المهارات الطبيعية التي من المفترض أن يقوم بها في عمره، لذلك يجب على الأهل معرفة الأعراض التي يمكنها أن يعرفوا من خلالها أن طفلهم يعاني من التوحد وهو ما نتناوله خلال السطور القليلة القادمة.
ما هي أعراض التوحد؟
أعراض التوحد لها أمور محددة، وهذه الأعراض لا يمكن معرفتها إلا من خلال بعض المظاهر التي تحدث بشكل شائع للأطفال دون الرابعة من عمرهم، وهذه الأعراض هي:
- إذا قام الطفل بالتحدث بطريقة صعبة وغير طبيعية مع تكرار نفس الكلمات في الجملة الواحدة.
- أن يهتم الطفل بأشياء محددة ويتم تكرارها باستمرار وعدم الاهتمام بتعلّم الأشياء الجديدة.
- من الممكن أن يكون هناك عرض واضح مثل الصراخ الدائم والمتواصل سواء كان هذا الصراخ مبرراً أو غير مبرر.
وهذه الأعراض تكون واضحة عند سن الثالثة أو قبل ذلك، وقد تكون هذه الأعراض موجودة عند سن الستة شهور، لذلك عليك أن تقوم باختبار طفلك على بعض الأمور حتى تتأكد من كونه خالياً من هذه الأعراض، وخالياً من الأسباب التي تؤدي إليها، من خلال معرفة الأعراض جيداً ومراقبته واختبار مهاراته.
على أية حال؛ فإن التوعية بالأعراض غير كافية على الإطلاق، بل يوجد أيضاً التوعية بالأهم وهي الأسباب التي تؤدي بدورها إلى مرض التوحد.
3 أسباب حقيقية لمرض التوحد
على الرغم كما قلنا في السابق أنه لا يوجد سبب مثبت بشكل حقيقي لهذا المرض، إلا أن الدراسات أثبتت بعض الأمور التي قد تكون هي الأسباب الحقيقية لهذه الأعراض المرضية العقلية لمرض التوحد، وهذه الأسباب يمكن توضيحها من خلال الثلاث نقاط التالية:
- السبب الأول: وهو الاضطرابات والخلل في الجينات مما يعني أن الجين المسؤول عن مرض التوحد موجود وهو السبب في المرض وظهوره في مخ الطفل.
- السبب الثاني: هو وجود أحداً من العائلة يعاني من مرض التوحد، فالأمور الوراثية لها دوراً كبيراً في وجود مرض التوحد.
- السبب الثالث: وجود مشكلة في تكوين الدماغ ونمو الجهاز العصبي للأطفال.
ومع ذلك فتظل تلك الأسباب مجرد تخمينات و مجرد اجتهادات من الدراسات المختلفة، ولا توجد أمور قاطعة أو ادلة على ارتباط تلك الأسباب بمرض التوحد.
الطرق العلاجية لمرض التوحد .. العلاج الدوائي أم السلوكي هو الحل المثالي
العلاج الدوائي أم السلوكي هو الحل في مشكلة مرض التوحد؟ هذا السؤال الذي يطرحه العديد مما يعاني أبنائه من مرض التوحد، وهذا ما نتعرض عليه خلال السطور القليلة القادمة حيث نتناول العديد من الطرق الدوائية الهامة حول مرض التوحد.
أولاً: العلاج بالأدوية
العديد من الأدوية التي تعالج مرض التوحد أو بالأحرى تقوم بالتخفيف من أعراضه المتكررة حيث تعمل هذه الأدوية على ضبط أداء الخلايا العصبية ومحاولة التحكم والسيطرة عليها والتخفيف من أعراض المرض.
ثانياً: العلاج السلوكي والتعليمي
الكثير من المدارس والمناهج التعليمية الخاصة التي يمكن من خلالها علاج مرض التوحد من خلال التعلم ومن خلال التحكم في غرس المهارات المختلفة التي تجعلهم قادرين على التواصل مع مجتمعهم القريب والمحيط بهم، والتجاوب مع الأطفال الآخرين وكذلك الاندماج والانخراط في العالم المحيط، بل والاعتياد على الطرق المرئية والبصرية والصوتية ومحاولة غرس المهارات الطبيعية فيهم.
ثالثاً: العلاج من خلال التخاطب وتعليم النطق
مشكلة من ضمن المشكلات التي تواجه الأطفال الذين يعانون من التوحد هي مشكلة النطق بشكل طبيعي وسليم وكيفية التحدث مع الآخرين، لذلك على المعالجين أن يقوموا بضبط عملية النطق والتخاطب ومحاولة التحكم فيها، من خلال التحدث معهم والاندماج والانخراط مع المؤثرات الصوتية المحيطة بهم.
رابعاً: علاج التوحد من خلال الطب البديل
مصطلح الطب البديل يدل على وجود طرق جديدة لابد من إتباعها من أجل الابتعاد وتجنب الطرق التقليدية القديمة التي قد لا تجدي بعض الحالات، وهذه الطرق جديدة من حيث وسائل التربية والتعامل مع الأطفال وغيرها.
على أية حال هذه الطرق العلاجية يتبعها العديد من النصائح الأخرى التي يجب أن نتبعها في حالة وجود أطفال يعانون من التوحد وهذا ما نتحدث عليه خلال السطور القليلة القادمة
نصائح عديدة لكل الآباء والأمهات الذين لديهم أطفال يعانون من مرض التوحد
أهمية تلك النصائح التي نسردها على الآباء والأمهات بخصوص التعامل مع أطفال متوحدين، هي الأمور التي تساعد على سرعة اللحاق بالعلاج وعدم وجود مشكلات مستقبلية لذلك فإن من أهم النصائح هي:
- مساعد الطفل على التعايش مع الأطفال في مثل سنه أو تهيئة الامر بالنسبة له فهذا يساعد على العلاج النفسي والسلوكي ويقلل من أعراض المرض.
- سرعة العرض على الطبيب المتخصص من أجل وصف العلاج والطريقة المناسبة لهذا الطفل المتوحد، والسرعة في حد ذاتها تساعد على الشفاء السريع أيضاً.
- التوعية بالنسبة للأب والأم ضرورية لأبعد الحدود، فالتوعية تساعد على فهم الموقف جيداً وطريقة التعامل الصحيحة مع هذا الطفل دون وجود أمور تتفاقم معها الحالة.
- الاحتواء والحب من الأمور التي يجب أن نقدمها لأطفالنا خاصة مع حدوث مرض التوحد لأن هذا يساعد على تلقي الأسلوب العلاجي بشكل مناسب وقوي ويساعد على الشفاء وتخفيف أعراض مرض التوحد.
- محاولة التعايش مع مرض التوحد وعدم الانزعاج منه على الأطفال، فهو مرض يمكن التخفيف من الأعراض المصاحبة له، لذلك فلا داعي للانزعاج لأن هذا في النهاية سيؤثر هذا في نفسية الطفل.
- عدم الاهمال للطفل ورعايته، فالأطفال المتوحدين يعانون من الحساسية الزائدة وهذا يعني أن مجرد الاهمال وعدم الرعاية الصحيحة قد يكون هذا سبباً في انتكاسة الحالة ومحاولة إيذاء الطفل لنفسه في بعض الحالات المتفاقمة في أعراض التوحد، لذلك يجب الحذر تماماً من هذا الوضع.
في نهاية هذا العرض الشامل لمرض التوحد، فيجب أن يعرف الآباء والأمهات أن جزء من العلاج هو التوعية بهذا المرض ومعرفة أسبابه والعلاج الموصوف والطريقة السوية للعلاج والنصائح الهامة التي تساعد على التخفيف من مرض التوحد وغيرها من الأمور التي حاولنا عرضها بشكل مبسط من خلال هذا المقال.