ما هو مرض السُل الرئوي؟
- مرض السل هو مرض يصيب الجهاز التنفسي، وتسببه بكتيريا “المتفطرة السُلية” التي تصيب الرئتين، ويسبب انتشارها تجاويف وثقوب تنتشر على سطح الرئة.
- تنتقل عدوى مرض السل من شخص إلى آخر عن طريق الهواء، فعندما يعطس أو يبصق مريض السل فإن البكتيريا تنتشر في الهواء وتنتقل إلى شخص آخر.
- أحياناً تنتقل البكتيريا إلى الدم مما يؤدي إلى انتشارها في كل أنحاء الجسم وذلك يعمل على تحفيز الخلايا المناعية للإنتقال إلى كل منطقة تنتشر فيها البكتيريا مما يؤدي للإصابة بالتكلس والتصلب.
تقرير منظمة الصحة العالمية عن مرض السُل الرئوي
بالرغم من انخفاض نسبة الإصابة بمرض السل بالمقارنة ببدايات القرن المنصرم، إلا أن الأعداد تزداد يوماً بعد يوم خاصة في الدول النامية، أو الدول ذات أعلى نسبة في الإصابة بالأمراض المناعية مثل مرض الإيدز، وقد أصدرت منظمة الصحة العالمية تقريراً بنسبة الإصابة بالمرض حول العالم جاء فيه:
- وفاة 1.8 مليون شخص في عام 2015 (منهم 0.4 ملايين شخص كانوا متعايشين مع فيروس العوز المناعي البشري) بسبب مرض السل.
- وتعتبر الهند تليها إندونيسيا والصين ونيجيريا وباكستان وجنوب أفريقيا من أكثر الدول المصابة بالمرض، حيث تصل نسبة الإصابة لديهم إلى 60% من نسبة الإصابة في العالم.
- في عام 2016، أُصيب ما يقدر بمليون طفل بالسل وتوفى 000 250 طفل من جرّاء السل (من غير المصابين بفيروس العوز المناعي البشري).
- يعتبر السل السبب الرئيسي لوفاة الأشخاص المصابين بفيروس العوز المناعي البشري، ففي عام 2015 تسبب السل في 35% من وفيات هؤلاء الأشخاص.
- في عام 2016، أُصيب ما يقدر بنحو 000 490 شخص بالسل المقاوم للأدوية المتعددة على الصعيد العالمي.
- تم إنقاذ ما يقدر بنحو 53 مليون شخص عن طريق تشخيص السل وعلاجه في الفترة من عام 2000 إلى عام 2016.
- يُعد القضاء على وباء السل بحلول عام 2030 من بين الغايات التي تنص عليها أهداف التنمية المستدامة التي اعتُمدت مؤخراً.
خصائص أعراض الإصابة بمرض السُل الرئوي
تختلف الخصائص التي تشتمل عليها أعراض الإصابة بالمرض إلى عدة أشكال منها:
- قد تبدأ أعراض الإصابة بالسل الرئوي خفيفة وتستمر لمدة 10 أشهر، وتبدأ بسعال وحمى وإفرازات للعرق وفقدان للوزن، مما يجعل المصاب مقصراً في العلاج ولكن في هذه الحالة يكون حاملاً للبكتيريا وينقل العدوى للآخرين.
- أحياناً لا تظهر أي أعراض للإصابة بالمرض، حيث تكون البكتيريا خاملة، ويطلق على المرضى في هذه الحالة مرضى السُل الكامن، ولا تنتقل العدوى في هذه الحالة.
- قد يحدث تسديد في إحدى الرئتين نتيجة للضغط على الغدد الليمفاوية.
أهم أعراض مرض السُل الرئوي على أجهزة الجسم
بعد أن تقوم البكتيريا بالانتشار بين الأنسجة مما يؤدي لحدوث التصلب والتكلس، تنشط البكتيريا من جديد وخاصة بعد ضعف مناعة الجسم بشكل كبير ومن ثم يصبح الجسم على استعداد لتقبل أي بكتيريا جديدة تهاجمه دون مقاومة، وتؤثر الإصابة على كافة أجهزة الجسم. أما أعراض الإصابة على الجسم كالآتي:
تأثر الجهاز العصبي
حيث يحدث تشابه بين الإصابة بمرض السُل الرئوي وبين التهاب السحايا، فيحدث ارتفاع في درجة حرارة الجسم بالإضافة إلى الشعور بالإجهاد الذي يصاحبه ألم في الرأس وصداع شديد، وتشمل الإصابة ضعف في الرؤية وشعور بالألم عند منطقة العينين، بالإضافة إلى الشعور بالهزال وتعب المفاصل.
تأثر الجهاز الهضمي
يحدث إنتفاخ شديد في منطقة البطن، وذلك لأن مرض السُل الرئوي يتسبب في تجمع السوائل في منطقة البطن.
تأثر الجهاز التناسلي والبولي
يؤدي إلى حدوث التهاب في قناة فالوب عند الإناث والبربخ عند الذكور.
تأثر الجهاز العظمي
يشعر المريض بألم حاد في المفاصل ويصعب عليه تحريكها، كما أن هناك أعراض تصاحب المرض تظهر في أشكال أخرى منها:
- حدوث ألم في العين وتهيجات في الجلد.
- الشعور بألم في القلب نتيجة تأثير المرض على الغشاء المحيط به والمسمى بالتامور.
- تأثر الغدد الليمفاوية.
مرض السُل الرئوي الثانوي
وهو يعتبر من أخطر أنواع السُل الرئوي، لأنه من الحالات التي يتأخر اكتشافها وعلاجها، ويعود هذا المرض بعد أن تنشط البكتيريا المسببة له بعد أن يكون الشخص قد أصيب بها من قبل، ومن أكثر الأشخاص المعرّضين للإصابة بمرض السُل الرئوي الثانوي هم كبار السن، وذلك لأن المناعة لديهم تكون ضعيفة نتيجة لتقدمهم في العمر، وكذلك نتيجة لتناولهم لبعض الأدوية التي تعمل على إضعاف مناعة الجسم، وقد تتسبب الإصابة بمرض السُل الرئوي الثانوي إلى الوفاة إذا لم يتم اكتشافها وعلاجها في الوقت المناسب.
أعراض الإصابة بمرض السُل الرئوي الثانوي
- هزال شديد مع ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- تضخم في الطحال والكبد.
مرض السُل المقاوم للأدوية المتعددة
يعتبر السُل المقاوم للأدوية المتعددة شكل من أشكال تطور المرض، وتسببه بكتيريا مقاومة لا تستجيب للعلاج بالإيزونيازيد والريفامبيسين، وهما الدواءان الأشد فعّالية من بين أدوية الخط الأول من علاج السل.
وهناك العديد من العوامل التي ساعدت البكتيريا على التطور ومقاومة الأدوية المخصصة لعلاج مرض السُل نذكر منها:
- إستخدام الأدوية المقاومة للسُل على نحو غير مناسب.
- تقديم وصفات خاطئة من قبل القائمين على العلاج والرعاية الصحية.
- توقف المريض عن تناول الأدوية المقاومة للمرض بشكل مفاجئ.
وقد أُصيب نحو 000 480 شخص بالسل المقاوم للأدوية المتعددة في العالم في عام 2015. وفضلاً عن ذلك، نشأت مقاومة الريفامبيسين (أشد أدوية الخط الأول فعّالية) لدى 000 100 شخص تقريباً واحتاجوا إلى علاج السل المقاوم للأدوية المتعددة.
أكثر الأشخاص المعرضين للإصابة بمرض السُل الرئوي عامة
- الأشخاص المدخنين، حيث يزيد التبغ من نسبة الإصابة بمرض السل والموت من جرائه، وتصل نسبة المصابين بالسُل نتيجة للتدخين إلى 20% من مجموع المصابين حول العالم.
- الأشخاص المصابين بمرض العوز المناعي، وكذلك المرضى بأمراض مناعية أخرى.
علاج مرض السُل الرئوي
مرض السل الرئوي من الأمراض التي يمكن علاجها، وتأخذ دورة العلاج مدة تقدر بستة أشهر، يقدم فيها للمريض 4 أنواع من الأدوية المضادة للبكتيريا.
وبالرغم من وجود أدوية وعلاج لمرض السل إلا إنه لا يزال من أخطر أنواع الأمراض التي تصيب الإنسان، وخاصة في الدول النامية التي يكثر فيها التلوث وينقص فيها الوعي الصحي والعلاجي نحو المرض، وقد تم إنقاذ ما يقدر بنحو 49 مليون من الأرواح في الفترة بين عامي 2000 و2015، عن طريق تشخيص السل وعلاجه.