مرض السكري وفيروس كورونا
منذ بداية انتشار فيروس كورونا وهناك الكثير من التكهنات والأقاويل التي تفيد بأن هناك علاقة بين الإصابة بمرض السكري وفيروس كورونا، حيث تتكهن هذه المعلومات بأن الأشخاص المصابين بالنوع الأول من السكري والنوع الثاني لديهم فرصة أكبر للتعرض للإصابة، ولكن حتى الآن لم تصدر التقارير الطبية التي توضح ذلك وتفصل فيه بصورة مؤكدة.
ومن المعروف أن فيروس كورونا من الفيروسات التي تؤثر بصورة أكثر على الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة وأمراض مناعية تؤثر على قدرة الجسم على مقاومة الفيروس.
أما عن فيروس كورونا فهو واحد من الأمراض التي انطلقت من مدينة ووهان الصينية في أواخر عام 2019 ومن بعد ذلك بدأ المرض في الانتشار وتحول إلى جائحة أثرت على كل بلاد العالم وأصابت آلاف الأشخاص في كل الدول وخاصة في أوروبا وأمريكا الشمالية.
ما هو تأثير فيروس كورونا على مرضى السكري؟
هناك الكثير من التساؤلات التي ظهرت منذ بداية انتشار فيروس كورونا على مدى تأثيره على مرضى السكري بكل أنواعه، وما هي الأضرار التي من الممكن أن يسببها لمرضى النوع الأول من السكري وكذلك المضاعفات التي من الممكن أن تحدث لمرضى النوع الثاني.
وكما قلنا من قبل فحتى الآن لا توجد أي أدلة طبية على أن مصابي السكري بكل أنواعه هم من أكثر الأشخاص تعرضا للإصابة بفيروس كورونا، لكن الثابت حتى الآن أن تأثير فيروس كورونا على المرضى يعتمد على مدى التحكم في السكر سواء كان النوع الأول أو النوع الثاني، كذلك فإن الأطباء يذكرون أن في حالة إصابة مريض السكري بأي من الأمراض المزمنة الأخرى فإن العلاج سوف يتأثر بشكل أكبر بطريقة سلبية عن المرضى الذين لا يعانون من أمراض مزمنة بالإضافة إلى مرض السكري.
ومن الممكن أن نوضح هنا آلية قيام جسم مريض السكري بمقاومة فيروس كورونا، حيث أنه عندما يبدأ الفيروس في مهاجمة جسم المريض فإن الجسم يحاول أن يقوم بمقاومته عن طريق القيام بإطلاق السكر من مخازن الجلوكوز الموجودة في الدم حتى يستطيع الجسم الحصول على الطاقة، في هذه الحالة لا يستطيع الجسم أن يقوم بإفراز الأنسولين اللازم لهذه العملية، في هذه الحالة يبدأ مستوى السكر في الدم في الارتفاع بشكل يصعب التحكم فيه، وهذه العملية تؤدي إلى حدوث مجموعة من المضاعفات الناتجة عن ارتفاع مستوى السكر في الدم، هذه المضاعفات تؤثر على الكثير من أعضاء الجسم مثل العيون والقدم السكري والعديد من أعضاء الجسم الأخرى. لذا فإننا من خلال هذه العملية نجد كيف يؤثر مرض السكري على قيام الجسم بعملية مقاومة فيروس كورونا، وهذه العملية هي التي تؤدي إلى المضاعفات الخطيرة في مواجهة هذا المرض. وهناك بعض الإشارات التي توضح أن هناك علاقة كبيرة بين الإصابة بمرض السكري وبين نسبة الوفيات بفيروس كورونا لكن حتى الآن لا توجد أدلة واضحة تقوم بإثبات صحة هذه التكهنات.
إرشادات مهمة لمرضى السكري لمواجهة فيروس كورونا
من المؤكد أم كل منا يعرف أهمية أخذ كل الإجراءات الوقائية التي تساعد على الوقاية من الإصابة بفيروس كورونا – كوفد 19 – حيث أن هذه الإجراءات يجب أن تكون عامة لكل الأشخاص وليس على مرضى السكري وحدهم، وتجنب الإصابة هو أهم العوامل التي سوف تساعد كل المنظمات الصحية على مواجهة هذا المرض والتصدي له بكل قوة، لذا فإن أولى الأشخاص باتخاذ الإجراءات الوقائية هم مرضى السكري ومرضى المشكلات الصحية المزمنة، لأن الجسم يحتاج لمواجه هذا الفيروس أن يقوم بعمليات مقاومة تستهلك الكثير من طاقته، وهذا ما يجعل أصحاب هذه الأمراض أكثر عرضة لعوامل الخطر.. لذا فدعونا نتعرف على مجموعة من أهم الإرشادات الوقائية لمرضى السكري:
- الاهتمام بالنظافة بشكل كبير وخاصة نظافة اليدين، ومن المهم القيام بغسل اليدين بشكل متكرر وأن لا تقل مدة غسلهما عن 20 ثانية، لأن هذه هي المدة الكافية للقضاء على الفيروس.
- من المهم أن يتأكد مرضى السكري بأنهم قد حصلوا على اللقاحات المضادة للانفلونزا وذلك لأن هذه اللقاحات تحد من فرص الإصابة بالأنفلونزا بجميع أنواعها مما يجعل مناعة الجسم في حالة قوية ولا يستهلكها في مقاومة أعراضها.
- على كل من مرضى السكري وكذلك الأفراد العاديين أن يتجنبوا لمس كل من الأنف والعينين والفم لأن هذه الأعضاء متصلة بشكل مباشر بالمجاري التنفسية وهذا ما يجعل احتمالية الإصابة كبيرة، ويعتبر هذا من أهم العوامل الوقائية التي توصي بها منظمة الصحة العالمية.
- يجب أن يحرص مرضى السكري على ارتداء الأقنعة الواقية بالإضافة إلى الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي وعدم التواجد في الأماكن التي تشهد تجمعات كبيرة، وفي حالة التواجد في أماكن مزدحمة من المهمة أن لا تقل المسافة بين كل شخص وآخر عن 6 أقدام.
- من المهم أن يتم تشغيل أجهزة الترطيب الموجودة في المنزل لأن رطوبة الهواء تساعد على بقاء الممرات الأنفية في حالة رطبة وهذا يساعد على مقاومة دخول الفيروسات والجراثيم إليها.
- من المهم أن يحرص مرضى السكري على الحفاظ على مستوى السكر في الدم من خلال الالتزام بتناول الأدوية العلاجية الخاصة بهم فضلا عن تناول الطعام المناسب لحالتهم الصحية.
- من المهم على مرضى السكري أن يحافظوا على مستوى رطوبة الجسم عن طريق الحصول على قدر وافي من الماء بحيث لا يتعرض الجسم للجفاف، فضلا عن أن الجفاف يزداد عندما تزداد نسبة الجلوكوز في الدم.
- من المهم أن يحرص مرضى السكري على تناول المشروبات التي تحتوي على الكربوهيدرات حيث أنها مهمة في بعض حالات الطوارئ.
ما هي الإجراءات التي على مرضى السكري اتخاذها في حالة ظهور أعراض الكورونا؟
جدير بالذكر أن تعامل مرضى السكري مع الإصابة بفيروس كورونا لا تختلف كثيرا عن تعامل الأفراد العاديين، حيث أنه من المفترض في حالة ظهور أي من أعراض المرض أن يلجأ المريض إلى العزل الذاتي في المنزل ويقوم بطلب المساعدة الطبية من خلال الخدمات المعلنة لذلك في كل دولة من الدول، ومن ثم الالتزام بالتعليمات التي يحصل عليها والقيام بعملها، وأهم الخطوات التي يجب على كل المرضى أن يتخذونها في هذا الوقت هو عدم الاختلاط بأي من الأشخاص الآخرين وعدم الخروج من المنزل تجنبا لنشر العدوى، وفي حالة إذا كان المريض وحيدا فعليه أن يطلب الاستشارة تليفونيا ولا يذهب من تلقاء نفسه إلى المستشفى، أما في حالة أنه يعيش مع مجموعة من الأفراد في منزل واحد فعليه أن يقوم بعزل ذاته لمدة تصل إلى 14 يوم. ويبدأ الطبيب في طلب العناية الطبية الطارئة عندما يشعر بوجود تفاقم في الأعراض التي ظهرت عليه وأنه لا يتماثل للشفاء.
وهنا علينا أن نفرق بين الأعراض الطفيفة للإصابة بفيروس كورونا وبين الأعراض الخطيرة، وسوف نفرق بينهما في النقاط التالية:
الأعراض العادية لفيروس كورونا
- حدوث سيلان في الأنف.
- السعال الجاف.
- ارتفاع في درجات الحرارة.
الأعراض المتفاقمة للإصابة بفيروس كورونا
- وجود صعوبة بالغة في التنفس.
- وجود ازرقاق في الوجه والشفتين.
- ألم شديد ومتواصل في الصدر والشعور بشدة الضغط عليه.
- ألم شديد في الجسم والألم الشديد في العضلات.