ما هو تضخم البروستاتا الحميد
- يحصل تضخم البروستاتا نتيجة للتقدم في السن، وهي ظاهرة شائعة لدى الرجال.
- تدعى هذه الظاهرة، في اللغة الطبية، “تضخم البروستاتا الحميد” (BPH – Benign Prostatic Hyperplasia).
- عندما يتقدم الرجل في السن، تمر البروستاتا في مرحلتين من النمو، المرحلة الأولى تحصل في بداية سن المراهقة، عندما تضاعف البروستاتة حجمها، في سن 25 سنة تبدأ البروستاتة بالنمو من جديد، وهذا النمو يؤدي في بعض الأحيان، بعد عدة سنوات، إلى تضخم البروستاتا الحميد.
- على الرغم من أن البروستاتا تستمر في النمو خلال كل سنيّ حياة الرجل، إلا أن هذا النمو لا يؤدي إلى مشاكل، إلا في سن أكبر، نادرًا ما يؤدي تضخم البروستاتة إلى ظهور أعراض قبل سن الأربعين عاماً، ولكن أكثر من نصف الرجال في سنوات الستين من العمر وقرابة التسعين بالمائة من الرجال في سن السبعين والثمانين عاماً يعانون من أعراض تضخم البروستاتة الحميد، بدرجات مختلفة.
- عندما تتضخم البروستاتا، تحول طبقة النسيج التي تغلفها دون توسعها، مما يؤدي إلى انضغاط البروستاتا على الإحليل (urethra)، مما يؤدي إلى تكثّف جدار المثانة البولية وتهيجه.
- تسبب المثانة البولية ضغطاً، حتى عندما تحتوي على كمية قليلة من البول، وهي ظاهرة تسبب التبول في فترات زمنية متقاربة، مع مرور الوقت، تضعف المثانة البولية وتفقد القدرة على إفراغ البول بالكامل، تضيّق الإحليل والإفراغ الجزئي للمثانة هما المسببان لجزء كبير من المشاكل ذات العلاقة بتضخم البروستاتة الحميد.
أعراض تضخم البروستاتا
- ضعف خروج البول.
- توقف البول و عودته عدة مرات أثناء التبول.
- الشعور بصعوبة في بداية التبول عن المعتاد.
- الشعور المفاجئ و المُلح برغبة في التبول.
- زيادة معدل التبول الليلي.
- الشعور بعدم تفريغ المثانة بالكامل أثناء التبول.
- نزول نقط من البول بشكل متكرر.
- حجم البروستاتا لا يحدد دائماً مدى شدة الإنسداد في الإحليل أو أعراض البروستاتا المتضخمة، لدى بعض الرجال، يكون حجم الغدة (البروستاتة) كبيراً جدًا لكن درجة الانسداد في الإحليل صغيرة والأعراض قليلة، وعند جزء آخر من الرجال يكون حجم الغدة أقل لكن درجة الانسداد أكبر والمشاكل التي يسببها هي أكثر.
بعض الرجال يكتشفون الإنسداد لديهم بشكل مفاجئ، إذ يفقدون القدرة على التبول، كليًا، هذه الحالة تدعى احتباس البول الحاد (Acute urinary retention)، هذه الحالة يمكن أن تنشأ نتيجة لتناول أدوية بدون وصفة طبية لمعالجة الرشح أو الحساسية، هذه الأدوية تحتوي على مادة ذات تأثير محفز على الجهاز العصبي الودي (Sympathetic nervous system). - أحد الآثار الجانبية لهذه المادة يتمثل في أنها قد تمنع إرخاء فتحة المثانة البولية التي تسمح للبول بالخروج، عندما يكون الانسداد جزئياً، قد يحصل احتباس البول نتيجة للمشروبات الكحولية، الطقس البارد وعدم الحركة لفترة زمنية طويلة.
- من المهم إخبار الطبيب إن كانت هنالك مشاكل في التبول، كما ذكر سابقًا، من كل عشر حالات تظهر فيها هذه الأعراض، تكون ثمانٍ منها بسبب تضخم البروستاتا، ولكن هذه الأعراض يمكن أن تدل على مرض أخطر من ذلك ويتطلب معالجة سريعة، هذه الأمراض، ومن بينها سرطان البروستاتا (Prostate cancer)، يمكن نفي وجودها فقط بواسطة فحص يجريه طبيب المسالك البولية (Urologist).
- مع مرور الوقت، قد يؤدي تضخم البروستاتة الحميد الحاد إلى ظهور مشاكل صعبة. احتباس البول والضغط على المثانة قد يسببان التهابات في مجرى البول، ضرراً للمثانة أو للكليتين، تكوّن حصى في المثانة البولية وعدم السيطرة على التبول – سلس البول (Urinary incontinence).
الأسباب وعوامل الخطر
- العامل المسبب لحصول التضخم في المثانة لا يزال غير معروف، بعد، ليست هنالك معلومات مؤكدة وقاطعة بشأن عوامل الخطر، وقد كان معروفاً منذ مئات السنين أن تضخم البروستاتا يظهر، عادة، لدى كبار السن، ولا يظهر عند الرجال الذين أزيلت لديهم الخصيتان قبل سن المراهقة، وبسبب هذه الحقائق، يعتقد بعض الباحثين بأن العوامل المتعلقة بكبر السن والخصيتين قد تسرّع في نشوء تضخم البروستاتة الحميد.
- الرجل ينتح هرمون التستوستيرون (Testosterone)، وهو هرمون ذكري مهم، كما ينتج أيضًا كمية قليلة من الأستروجين (Estrogen)، وهو هرمون أنثوي، عندما يتقدم الرجل في السن، ينخفض مستوى التستوستيرون الفعال في الدم، ونتيجة لذلك يرتفع مستوى الأستروجين.
- في أبحاث أجريت على الحيوانات، طُرحت إمكانية حصول التضخم الحميد في البروستاتا بسبب ارتفاع مستوى الأستروجين في الغدة، وهو الأمر الذي يزيد من فاعلية بعض المواد التي تحفز وتسرّع تضخم الخلايا.
- وثمة نظرية أخرى تركّز على مادة “ثُنائِيُّ هيدروتيستوستيرون” (DHT – Dihydrotestosterone) وهي مادة مشتقة من التستوستيرون في البروستاتة، ويعتقد بأنها تساعد في الحدّ من تضخمها.
- غالبية الحيوانات تفقد القدرة على إنتاج مادة الـ DHT عند التقدم في السن، ولكن، تبين في أبحاث معينة أنه بالرغم من انخفاض كمية التستوستيرون في الدم، إلا أن كبار السن يواصلون إنتاج وتخزين مستويات مرتفعة من الـ DHT في البروستاتا، من المحتمل أن يكون تراكم مادة الـ DHT هو السبب الذي يؤدي إلى تضخم الخلايا.
- بعض الباحثين يعتقدون بأن تضخم البروستاتا الحميد يحدث نتيجة لتعليمات تتلقاها الخلايا في مرحلة مبكرة من العمر، حسب هذه النظرية، يحدث تضخم البروستاتا الحميد لأن الخلايا في منطقة معينة من غدة البروستاتا تنفذ هذه التعليمات وتستيقظ من جديد في مرحلة متأخرة من العمر، هذه الخلايا التي استيقظت ترسل إشارات إلى خلايا أخرى في الغدة، تحثها على النمو أو تحولها إلى خلايا أكثر حساسية لهرمونات النمو.
العلاج
يتم التعامل مع تضخم البروستاتا الحميد من خلال عدة خطوط علاجية بالترتيب التالي:
- المتابعة الطبية المنتظمة مع بعض تعديلات نمط الحياة لتخفيف الأعراض.
- العلاجات الدوائية التي تساعد على تخفيف الأعراض.
- الجراحات الصغرى.
- الجراحات المتقدمة.
- الرجال الذين يعانون من مرض تضخم البروستاتا المصحوب بالأعراض يحتاجون عادة إلى علاج ما لفترة زمنية معينة، ولكن بعض الباحثين يشككون في ضرورة علاج تضخم البروستاتا الحميد المبكر في الحالات التي يكون فيها التضخم في البروستاتة طفيفاً.
- نتائج البحوثات التي أجراها الباحثون تشير إلى أن العلاج المبكر غير ضروري، لأن أعراض التضخم الحميد في البروستاتا تختفي بدون علاج في ثلث الحالات من تضخم البروستاتة الحميد.
- وبدلاً من البدء بالعلاج الفوري، يقترح الباحثون مراجعة الطبيب بشكل منتظم والبقاء تحت المراقبة المنتظمة التي تتيح الكشف عن المشاكل في مرحلة مبكرةً أما عندما تتفاقم الحالة وتنطوي على خطر يهدد صحة المريض، أو تسبب له درجة عالية من عدم الارتياح، فعندئذ يُنصح بالشروع في علاج البروستاتا.
- ونظراً لأن تضخم البروستاتا الحميد قد يسبب تلوثات (التهابات) في المسالك البولية، فمن المرجح أن يقرر الطبيب، عادة، معالجة هذه الالتهابات بواسطة المضادات الحيوية، قبل أن يبدأ بمعالجة تضخم البروستاتا الحميد نفسه.
- صحيح أن أغلب الحالات لا تستدعي المعالجة الطارئة والسريعة، لكن الأطباء ينصحون عادة ببدء العلاج عندما تبدأ المشاكل بمضايقة المريض أو حين تشكل خطراً صحياً عليه.
نمط الحياة السليم مع تضخم البروستاتا
- تجنب الإسراف في أدوية مضادات الإحتقان لما لها من تأثير سلبي على تفاقم أعراض البروستاتا.
- تجنب الإسراف في أدوية مضادات الهستامين لما لها من تأثير سلبي على تفاقم أعراض البروستاتا.
- عدم حبس البول لفترات طويلة، و الإستجابة بشكل سريع شعور الرغبة في التبول.
- محاولة عمل روتين لأوقات التبول اليومية من خلال الاعتياد على الذهاب للحمام كل بضعة ساعات قد يساعد على تخفيف الأعراض.
- الإنتظام على ممارسة الرياضة يساعد في تخفيف أعراض تضخم البروستاتا الحميد.
- التعود على منح البول فترة كافية للتأكد من نزوله بالكامل، و يمكن استخدام تقنية التبول المزدوج في هذا الصدد حيث يقوم المريض بالتبول على مرتين من أجل التأكد من تفريغ البول بأكمله.
- عدم الإستعجال في أثناء التبول يساعد على تقليل مشكلة نزول قطرات البول بعد الإنتهاء من التبول.
- التدفئة الجيدة وتجنب التعرض للبرد يساعد على تخفيف أعراض تضخم البروستاتا أيضاً.
- عدم شرب كمية كبيرة من السوائل على دفعة واحدة، و تقسيم السوائل على مدار اليوم، مع تقليل كمياتها في المساء قبل النوم.