أعراض سرطان الرحم تعتبر من أهم الأشياء التى تشغل بال الكثير من الناس خصوصا بعد انتشار السرطان الذي يعد داء العصر والكل يخشاه نسأل الله العافية والسلامة منه وأن يقي أحبتنا منه ومن شره وأن ييسر اكتشاف علاج له.
ما هو الرحم؟
الرحم هو أحد الأعضاء التناسلية لدى الأنثى وهو يعتبر المكان الذي تستقر فيه البويضة وتبدأ في النمو بعد تلقيحها لكي يتكون منها الجنين لكي يخرج إلى النور. الرحم يكون شكله مشابه لحبة الكمثرى المقلوبة.
تشير الدراسات التى أجريت على مرض السرطان وفي منظمة الصحة العالمية أن سرطان الرحم يعتبر من أكثر أنواع السرطانات انتشارا بين نساء العالم إلا أنه قليل في الانتشار بين نساء الولايات المتحدة الأمريكية وذلك لأن الولايات المتحدة الأمريكية تعتمد نظام الكشف المبكر عن سرطان الرحم بصفة دورية لدى نسائها.
يعتبر مرض سرطان الرحم من الأمراض الصامتة أي أنه يحدث دون أن يشعر المريض بأي ألم بل يلاحظ ظهور أعراض عادية وعند الكشف لدى طبيب النساء يتم اكتشاف الأورام ويمكن علاج أورام الرحم من خلال نزع الأورام من خلال العمليات الجراحية وإذا لم يتم التخلص من الأورام فإنه يتم التخلص من الرحم كاملا وإزالته من خلال عملية جراحية لكي لا ينتشر الورم إلى باقي أجزاء الجسم.
تجدر الإشارة إلى أنه هناك نوع من أنواع سرطانات الرحم يعرف باسم سرطان عنق الرحم وهو ما يتم ملاحظته عند ظهور خلايا غير طبيعية ولا تنتمي إلى عنق الرحم في تلك المنطقة وتبدأ في النمو بشكل غير طبيعي وهو يعتبر من أنواع سرطانات الرحم التي يسهل علاجها إذا ما تم اكتشافها في مرحلة مبكرة من خلال مسحة عبر عنق الرحم، ويعتبر عنق الرحم هو الجزء السفلي من الرحم والذي يصل بين الرحم والمهبل وتعتبر منطقة الولادة والإيلاج.
ما هي أعراض سرطان الرحم؟
تجدر الإشارة إلى أنه ومن خلال الدراسات والأبحاث التى أجريت ودراسة الحالات التى تم اكتشافها في سرطان الرحم لوحظ أن الخلايا الشاذة أو التى لا تنتمي إلى عنق الرحم تؤدي إلى ظهور بعض الأعراض في حال تفاقمها فقط أما إذا لم تتفاقم تلك الخلايا وتنتشر فإنه من النادر ظهور أعراض وتلك الأعراض يمكن وصفها في بعض من الأمور التالية وهي كالتالي:-
- حدوث نزيف غير مبرر من المهبل، قد يحدث في بعض الحالات نزيف مهبلي بين فترات العادة الشهرية أو بعد ممارسة المرأة للجماع أو في حالة بلوغ المرأة سن انقطاع الطمث وهو ما يعرف باسم سن اليأس.
- من بين الأعراض التي قد تدل على سرطان الرحم ظهور آلام في أسفل البطن أو منطقة الحوض وهي منطقة شائعة في الآلام لدى غالب النساء وخصوصا قبل فترات الحيض وبعدها إلا أن الآلام الناتجة عن سرطان الرحم تختلف حيث تكون من أسفل البطن وما يحيط بها أو من أسفل الحوض وما يحيط بها.
- قد تظهر آلام أثناء العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة أو أثناء ارتداء الرجل للواقي الذكري أثناء العلاقة الجنسية وبالتالي لا بد من أخذ عينة من عنق الرحم ومن الأنسجة إذا ما حدث نزيف بعد العلاقة الجنسية للتأكد من وجود خلايا غريبة أم لا.
- في بعض الأحيان قد تنزل من المرأة إفرازات غير طبيعية مصحوبة بالدماء وهي تكون مختلفة عن دماء الحيض لأنها تكون ذات لون وردية وتنزل على فترات وليس كخيط أو تنزل مع بعضها البعض أو كقطع.
لماذا يحدث سرطان الرحم؟
تشير الدراسات والأبحاث أن فيروس الورم الحليمي هو السبب الرئيسي لسرطان الرحم بشكل عام وأنه السبب الرئيسي بشكل خاص في سرطان عنق الرحم.
تجدر الإشارة إلى أن فيروس الورم الحليمي له الكثير من الأنواع والأشكال وليست كل أنواعه تسبب سرطان الرحم بل يوجد بعضها يسبب ظهور الثآليل في الرحم وهي ما تعرف بالثآليل التناسلية والبعض من أنواع الورم الحليمي لا تظهر له أي أعراض وتكون العدوى من هذا المرض ظاهرة وواضحة وتنتقل من شخص لآخر من خلال العلاقة الجنسية عند ممارسة الجنس مع حامل الفيروس وبالتالي تنتقل العدوى إذا ما تم ممارسة الجنس خارج إطار الزواج لأكثر من شخص.
من الجدير بالذكر أن فيروس الورم الحليمي من الفيروسات الخاملة أي يبقي في الجسم للكثير من السنوات دون الشعور به بل حتى دون أن يسبب أي أعراض واضحة مما يؤدي إلى الإصابة بسرطان عنق الرحم مع مرور السنوات لذا تنصح منظمة الصحة العالمية بالكشف الدوري عن سرطان الرحم عند النساء لكي يتم اكتشاف هذا الفيروس قبل أن يتحول إلى ورم سرطاني، ويمكن الكشف عن هذا الفيروس من خلال متابعة نمط الخلايا ومعرفة ما إذا كانت هناك أورام أو نمط غيرمألوف في الأنسجة أو الخلايا الموجودة في عنق الرحم.
كيف يتم تشخيص سرطان الرحم؟
تنصح منظمة الصحة العالمية أنه يجب أن يكون الكشف عن عنق الرحم دوريا وبصفة روتينية لدى خضوع النساء للفحوصات أو الكشف الطبي لدى أطباء النساء والتوليد وذلك لأن الكشف الروتيني لمسحة من عنق الرحم يكشف عن وجود نمط غير منتظم في الخلايا أو نمو خلايا او أنسجة مختلفة في تلك المنطقة من عدمه وبالتالي التأكد من وجود سرطان أو فيروس الورم الحليمي من عدمه.
يعتبر الكشف الدوري والروتيني والمبكر للخلايا السرطانية في عنق الرحم من الأمور السهلة والبسيطة والغير مكلفة ماديا وذلك لأنها يمكن معالجتها بكل سهولة قبل أن تتحول الخلايا إلى خلايا سرطانية وبالتالي يستلزم هنا تدخل جراحي.
هناك أسئلة لا بد أن يقوم الطبيب المعالج وهو طبيب النساء بسؤال الطبيبة عنه عند قدومها للفحص الدوري أو عند قيامه بأي فحص روتيني عند المرأة ومن بين تلك الأسئلة سؤاله حول التاريخ الطبي لعائلة المريضة حول مرض سرطان الرحم وما إذا كان هناك من أصيب به في العائلة أم لا.
على الطبيب المعالج أن يقوم بفحوصات طبية شاملة تتضمن فحص مسح عنق الرحم، وفحص منطقة الحوض بالإضافة إلى الفحوصات الضرورية للتأكد من تشخيص سرطان عنق الرحم ومن بين تلك الفحوصات الهامة التى يجب أن يجريها الطبيب فحص تنظير للمهبل من خلال منظار المهبل ورؤية أنسجة المهبل، كما يجب على الطبيب المعالج أخذ عينة أو خزعة من أنسجة عنق الرحم للتأكد من وجود خلايا سرطانية على السطح الخارجي من بطانة عنق الرحم وبالتالي تحديد موقع تلك الخلايا السرطانية بدقة.
من بين الإجراءات والفحوصات التى يجب على الطبيب أن يقوم بها للتأكد من إصابة المرأة بسرطان عنق الرحم هي أن يقوم بأخذ خزعة من الغشاء المخاطي لبطانة الرحم أو عنق الرحم حتى يتأكد من وجود خلايا سرطانية في قناة عنق الرحم من عدمه. بالإضافة إلى قيام الطبيب بأخذ خزعة مخروطية بجانب استئصال الأنسجة عن طريق استخدامه لولي السلك الكهربائي وبالتالي أخذ عينات من عنق الرحم استعدادا لفحصها تحت المجهر والتأكد من وجود خلايا سرطانية من عدمها.
بالنسبة للمرأة الحامل يمكن التأكد من وجود سرطان عنق الرحم أم لا من خلال أخذ خزعة لأنسجة عنق الرحم وعمل تنظير لعنق الرحم وذلك حتى يتم التأكد من الإصابة بسرطان الرحم أم لا.
مما سبق نستنتج ضرورة وأهمية الفحص الدوري لعنق الرحم من أجل الكشف عن أي تغيرات غير طبيعية في أنسجة أو خلايا عنق الرحم والكشف المبكر عن الفيروسات الخاملة التي من الممكن أن تسبب سرطان الرحم، ويعد الكشف الدوري والروتيني هو أحد أهم وأنجح الأساليب في الكشف المبكر عن سرطان الرحم وعلاجه.
كيف يمكن علاج سرطان الرحم؟
علاج سرطان الرحم من أحد أنواع السرطانات التي يمكن علاجها والحد من تأثير الخلايا السرطانية وانتقالها إلى باقي الجسم ولكن الفارق أن سرطان الرحم إذا لم يتم اكتشافه مبكرا من الممكن أن يؤدي إلى عدم حدوث حمل، وهناك الكثير من الطرق والحلول لعلاج سرطان الرحم.
في المراحل الأولى من سرطان الرحم يمكن علاجه من خلال استئصال الخلايا السرطانية في عنق الرحم أو اكتشاف الفيروس المسبب للخلايا السرطانية قبل أن يكون ناشط خلال الفحص الدوري والروتيني لعنق الرحم إلا أنه يمكن الدمج بين الكثير من الأساليب في علاج سرطان عنق الرحم وتعتمد الطريقة المستخدمة على مدى انتشار الخلايا السرطانية ومستوى السرطان واختيار الطبيب بناء على الأمر الذي يراه.
يعتبر العلاج بالإشعاع أحد الحلول التى يستخدمها الأطباء في الحد من انتشار الخلايا السرطانية في الرحم وهي تعتبر أحد الطرق النموذجية الهامة والفعالة في علاج هذا المرض ولكن في مراحل محددة في سرطان عنق الرحم والطبيب هو من يضع خطة العلاج وترتيبها. وفي الغالب يميل الأطباء إلى الدمج بين العلاج الإشعاعي مع العلاج الجراحي ويعتبر استعمال موجات اشعاعية عالية أحد طرق قتل الخلايا السرطانية.
في أحد المراحل يقوم الأطباء باللجوء إلى العلاج باستعمال الأدوية الكيميائية والتي تعمل على قتل الخلايا السرطانية وتعمل العلاجات الكيميائية التى يتم أخذها عبر الوريد في محاليل في العادة لتصل إلى كل مكان بالجسم يحتوي أي خلايا سرطانية كما أنه يتم استعمال المعالجات الهرمونية في مراحل سرطان الرحم المتقدمة.
في المراحل المتقدمة من الورم والتي لم يفلح معها العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي أو العلاج الهرموني يقوم الطبيب المعالج بأخذ خطوة ضرورية وهي استئصال الرحم ككل بما فيه قناتي فالوب والمبيضين والغدد اللمفاوية وذلك حتى يضمن عدم انتشار الورم في أي جزء يخص الرحم ويزيله بكامله.
هناك خطوة مهمة جدا لا بد أن تصاحب علاج سرطان الرحم وهي العلاج النفسي حيث لا بد أن يتم إعداد المريضة نفسيا عند معرفتها بأنها مصابة بمرض سرطان الرحم وتعرف أبعاد المرض وأنه يمكن الشفاء منه تماما وأنه ليس ورم خطير. كما يجب إعداد المرأة في حالة ما إذا كانت سوف تقوم بالخضوع لاستئصال الرحم وعدم قدرتها مجددا على الإنجاب إلى جلسات إعداد وتهيئة نفسية مكثفة ومساعدتها على تجاوز الأزمة واشعارها بأنها ما تزال أنثى وأن إزالة الرحم لا يعني أنها لم تعد أنثى أو نهاية الحياة بالنسبة لها ويجب توعية المحيطين بها وإعدادهم لتقديم الدعم النفسي لها.
من الممكن أن يقوم الطبيب النفسي بعمل جلسات جماعية للنساء اللاتي كن يعانين من سرطان الرحم وتعافين منه وتتضمن الجلسات أولئك النساء المصابات حديثا بهذا المرض حيث يقمن من تعافين بتقديم النصيحة والطمأنينة لمن هن سوف يقمن بإزالة الرحم أو ما زلن في المراحل الأولى من المرض، كما أن من يقمن بتقديم النصيحة سوف يشعرن بدورهن الهام وأنهم بمثابة أمل لغيرهن وأنه بإمكانهن التغيير والتجديد ومساعدة الآخرين وهو أمر نفسي لابد أن يضعهن في حسبانهن.