ما هو مرض السكري؟
يعبر مرض السكري أو Diabetes mellitus عن تلك الاضطرابات المرتبطة بعملية الأيض أو التمثيل الغذائي “Metabolism” والتي ينتج عنها ارتفاع في مستوى السكر في الدم بشكل غير طبيعي.
وتعرف عملية الأيض بأنها تلك العملية المسئولة عن البناء والهدم في الجسم، شاملة جميع العمليات الكيميائية كعملية التنفس وهضم الطعام والتخلص من الفضلات وغيرها، وهدف عملية الأيض هو المحافظة على سير العمليات الحيوية المختلفة بشكل سليم.
والعملية الطبيعية التي تحدث في جسم الإنسان السليم تتمثل في تحطم السكريات والكربوهيدرات الموجودة في الطعام إلى جزيئات جلوكوز، وتكون هذه الجزيئات مسئولة عن إمداد الجسم بالطاقة اللازمة لأداء الوظائف الحيوية، وبعد ذلك يأتي دور هرمون الإنسولين في مساعدة تلك الجزيئات على الدخول لخلايا الجسم.
وما يحدث في مرض السكري أن الجسم يفقد القدرة على استخلاص الطاقة الموجودة بسكر الجلوكوز الموجود في الطعام، بمعنى أن الجسم لا يستطيع إفراز كمية كافية من الإنسولين أو لا يستطيع الاستفادة من الإنسولين الذي ينتجه الجسم أو كلاهما معاً.
ومعنى ذلك أن الجلوكوز سيبقى في الدم غير قادر على الدخول إلى الخلايا مما يلحق الضرر بالأوعية الدموية الموجودة بشتى أنحاء الجسم كالكلى والقلب والجهاز العصبي والعيون. وإذا تكاسل الشخص عن علاج مرض السكري فقد ينتج تدميراً للاعضاء الحيوية على المدى البعيد مما يشكل خطراً على حياة المريض.
ما هي أنواع مرض السكري؟
لمرض السكري أنواع ثلاثة سنسرد عنهم تفصيلاً فيما يلي:
داء السكري النوع الأول
يعد هذا المرض من ضمن أمراض المناعة الذاتية Autoimmune Diseases ويعرف مرض السكري “Type 1 Diabetes” بأنه ذلك الارتفاع الذي يحدث في مستوى السكر في الدم بشكل غير معتاد نتيجة لتلف الخلايا المسئولة عن إفراز الإنسولين والموجودة في البنكرياس، وعندما يتوقف البنكرياس عن إفراز الإنسولين أو ينتجه بنسبة قليلة يفشل الجسم في تنظيم مستوى الجلوكوز في الدم مما يسبب الإصابة بمرض السكري.
يعاني حوالي 10% من سكان الولايات المتحدة الأمريكية من الإصابة بهذا المرض، وغالباً ما يصيب هذا المرض الأطفال والبالغين ولكن هذا لا يمنع احتمالية الإصابة به في أي فئة عمرية، والجدير بالذكر أن المصابين به يحتاجون إلى الإنسولين المصنع بشكل يومي لتغطية العجز الموجود في الجسم.
داء السكري النوع الثاني
النوع الثاني من المرض Type 2 Diabetes هو النوع الأكثر انتشاراً وشيوعاً حيث يعاني منه ما يقرب من 90% من المرضى وعادة ما يصيب الأشخاص فوق ال 45 عاماً، وما يحدث به هو فقد الجسم لقدرته على الاستجابة لهرمون الإنسولين على الرغم من قدرة البنكرياس على إفرازه.
ويرتبط النوع الثاني من مرض السكري ببعض العوامل الوراثية كما يرتبط بنشاط الفرد من حيث ممارسته للتمارين الرياضية وتناوله للغذاء الصحي أم لا، كذلك يرتبط بارتفاع مستوى الدهون الثلاثية في الدم وتناول المشروبات الكحولية حيث أن لهما تأثيراً كبيراً في الإصابة بهذا المرض.
سكري الحمل
ويعرف سكري الحمل “Gestational Diabetes” بأنه زيادة غير طبيعية في مستوى السكر في الدم أثناء الحمل وعادة ما يختفي هذا المرض بعد الولادة ولكنه قد يعرض المرأة إلى الإصابة بالنوع الثاني منه بعد ذلك، كما أنه تكون هناك احتمالية أن تلد أطفالاً كبيري الحجم.
ماذا تعرف عن أعراض الإصابة بمرض السكري؟
بغض النظر عن النوع الذي يعاني منه المريض، فإن لهذا المرض أعراضاً عدة، ومن أبرز هذه الأعراض:
الشعور بالإعياء العام والتعب المستمر
الجلوكوز يعتبر وقود الطاقة الخاص بالجسم، وفي حالة عدم الاستفادة من الجلوكوز المُفرَز فإن الجسم يشعر بوهن وضعف. ويتحول الجلوكوز في جسم المصاب بالسكري إلى دهون مما يستنزف طاقته مما يساعد على الشعور بالإعياء والتعب المستمر.
فقدان الوزن غير المبرر
ويحدث ذلك في حالة الإصابة بمرض السكري من النوع الأول، ويكون سبب ذلك راجعاً إلى عدم استفادة الجسم من السعرات الحرارية التي يتناولها المريض، كما أن فقدان الجسم لكمية كبيرة من السكر من خلال البول يساعد على فقدان الوزن.
التبول بكثرة
وتكون هذه وسيلة دفاعية من الجسم نفسه يحاول فيها طرد السكر الزائد الموجود في جسم الإنسان عبر البول.
اختلال الحالة العقلية
قد تنشأ تلك الاختلالات العقلية من المضاعفات الشديدة لمرض السكري والتي تنتج عن الارتفاع الكبير لنسبة السكر في الدم.
الشعور بالعطش الشديد
يحاول الجسم تخفيض نسبة السكر في الدم عن طريق زيادة نسبة الماء في الجسم، فيقوم المخ بإعطاء إشارات بالشعور بالعطش حتى يقوم المريض بالإكثار من شرب الماء.
الإفراط في تناول الطعام
ويحدث ذلك بالأخص في النوع الثاني من مرض السكري ويرجع ذلك إلى أن الإنسولين يحفز الجسم على الشعور بالجوع وكلما ازدادت نسبة الإنسولين في الدم كلما زاد الشعور بالجوع.
كثرة الإصابة بالالتهابات
ضعف المناعة الناتج عن الإصابة بالمرض يؤدي إلى كثرة الإصابة بالالتهابات، ووجود نسبة عالية من السكر في الجسم يؤدي إلى تزايد نمو البكتيريا.
ضعف التئام الجروح
يؤثر المستوى العالي للسكر في الدم على أداء كرات الدم البيضاء لوظائفها بشكل سليم مما يعرض الجسم الجروح لتأخير الالتئام.
ما هي طرق علاج مرض السكري؟
إن الهدف الأساسي من علاج مرض السكري هو تقليل مستوى السكر في الدم ومن أهم طرق علاج المرض:
طرق هامة لعلاج كافة أنواع مرض السكري
وتشمل هذه الطرق اتباع حمية غذائية مناسبة وذلك بالتركيز على أنواع معينة من الأطعمة النباتية كالفواكه والحبوب والخضروات وذلك لفوائدها الكثيرة ولاحتوائها على نسبة عالية من الألياف، والتقليل من المنتجات الحيوانية كتلك المحتوية على الكربوهيدرات المكررة والحلويات.
كذلك يجب ممارسة التمارين الرياضية حيث تعمل على إدخال الجلوكوز في الخلايا كما تساعد على استجابة الخلايا لهرمون الإنسولين بالإضافة إلى تحفيزها للخلايا للاستجابة لهذا الهرمون أيضاً.
ويجب متابعة المريض باستمرار مع الطبيب للاطمئنان على حالته ولمنع الجسم من الدخول في مضاعفات ناتجة عن ارتفاع نسبة الجلوكوز.
العلاج بالإنسولين
ويستخدم هذا النوع من العلاج في علاج النوع الأول من المرض، كما يستخدم عند عدم الإستجابة للأدوية الأخرى في النوع الثاني. أما عن تأثير الإنسولين فيمكن أن يكون تأثيره فوري أو يكون تأثيره على فترات متباعدة، ويتم إعطاؤه على شكل حقن أو عبر مضخات تسمى بمضخات الإنسولين.
الأدوية غير المحتوية على الإنسولين
وهذه الأدوية لها أنواع كثيرة، فمنها ما يساعد على تسريع استجابة خلايا الجسم للإنسولين، ومنها ما يعمل على تثبيط انتاج الجلوكوز في الكبد أو تحفيز البنكرياس لإفراز الإنسولين من جديد. ومن هذه الأدوية ميتفورمين، وروزيقليتازون، وريباغلانايد، وكلوربروبامايد، وأكاربوز وغيرها.
زراعة البنكرياس
وهذه العملية مفيدة بشكل أساسي لأصحاب النوع الأول من مرض السكري. وبمجرد نجاح العملية لا يكون المريض مضطراً لأخذ حقن الإنسولين مرة أخرى. ولكن من ضمن المخاطر التي قد تنتج عن العملية هو احتمالية رفض الجسم للعضو الجديد، ولكنها مفيدة جداً لأولئك الذين لا يستجيبون للإنسولين أو للذين سيقومون بزراعة للكلى.