الصحة
الصحة هي واحدة من أغلى النعم التي يجب أن يقدرها الإنسان حق قدرها، ولو تكلمنا عن المفهوم في حد ذاته فسوف نجد أن هناك الكثير من التعريفات الخاصة به، ولكن في كل الأحوال تبقى كل محاولات الإنسان الإبقاء على صحته وصحة من حوله في آمان من أهم الأمور التي يجب الحرص عليها.
ومفهوم الصحة بشكل عام لا يعني فقط أن يكون لدى الإنسان صحة قوية فقط ولا أن يكون خاليا من الأمراض والآلام، ولكن فكرة الصحة في حد ذاتها أشمل وأعم من ذلك بكثير، وعندما نقول على أي شخص أنه يتمتع بصحة وعافية وأنه خالي من الأمراض فعلينا أن ندرك أن هذا الأمر ليس سهلا وأنه يحتاج إلى حدوث حالة من التوازن بين العديد من الجوانب التي تخص الإنسان، وهذه الجوانب تشمل كل من الجوانب النفسية والجوانب العقلية والجوانب الروحية والجسمانية، ولكي يحصل الإنسان على الصحة الجيدة عليه أن يتمتع بضم كل هذه الجوانب في حياته وهي من الأمور التي تتطلب مجهودا كبيرا.
ما هي الصحة؟
تعرف الصحة بأنها حالة يصل إليها الإنسان تجعله خالي من الأمراض وهنا نقصد كل الأمراض، بحيث يعيش الإنسان دون وجود مشاكل أو أمراض متعلقة بصحته الجسدية أو أمراض متعلقة بصحته العقلية أو صحته الاجتماعية.
لذلك فعندما نقوم بوصف إنسان أن صحته سليمة فنحن نعني أن صحته على المستوى الجسدي والمستوى النفسي سليمة ومعافاة أو كما تقول الحكمة فإن العقل السليم في الجسم السليم.
ولكن هنا دعونا نتوقف أمام نقطة هامة للغاية وهي ما معني أن تكون صحة الإنسان الاجتماعية سليمة؟ الأمر ببساطة يعني أن يكون للإنسان نظرة منطقية وواقعية للحياة وللعامل، كما أنه يجب أن يكون سلوكه الإنساني والاجتماعي تجاه كل الأشخاص من حوله سلوك أخلاقي يقوم على القيم والمبادئ الإنسانية العليا.
وعندما نتحدث عن مفهوم الصحة بشكل عام فيجب أن نقول أنه يركز على أمرين مهمين للغاية، الأمر الأول هو أن المعافاة من كل الأمراض والمشاكل الصحية، أما الأمر الثاني فهو القدرة على الشفاء من الأمراض بعد الإصابة بها.
ومن الممكن أن نذكر تعريفات العلماء المختلفية لفكرة الصحة كما يلي:
تعريف العالم يركنز لمفهوم الصحة
يعرف العالم يركنز مفهوم الصحة على أنه حالة من التَّوازُن النِّسبي لِوظائف الجسم المُختلفة، وتنتج من تَكيُّف جِسم الإنسان مع العوامِل الضَارّة الَّتي يَتعرَّض لها. وكذلك قال أن قيام الجسم بالتكيف مع العوامل المختلفة يعتبر عملية جيدة تساعد على الحفاظ توازن الجسم.
تعريف منظمة الصحة العالمية
قامت منظمة الصحة العالمية بتعريف الحالة الصحية للإنسان بأنها حالة من السَّلامة العامَّة من النَّاحية البدنية والعقلية والاجتماعية وليست مُجرَّد أنْ يَخلو الجسم من الأمراض أو أنْ يَشعُر الفَرْد بِالعَجْز.. ومنظمة الصحة العالمية وجدت أن هناك ربط كبير بين الحالة البدنية والعقلية والاجتماعية لجسم الإنسان، حيث أن الصحة لا تعني أن يخلو الجسم من الأمراض فقط وهو لديه الكثير من المشاكل النفسية والاجتماعية.
فصحة الإنسان هي خيوط مترابطة بين الحالة العقلية والنفسية والحالة الاجتماعية مصاحبا لكل ذلك الحالة البدينة للجسم، وكل هذه الخيوط تجتمع مع بعضها وكأنها شريط الطيف الضوئي.
ما هو تعريف الصحة العامة؟
بالنسبة للصحة العامة فهو واحد أيضاً من المفاهيم المهمة التي تخص المجتمع بأكمله، وهناك عدة تعريفات مرتبطة بالصحة العامة نذكر منها التالي:
تعريف العالم وينسلو للصحة العامة
عرف العالم وينسلو الصحة العامة بأنها “بأنّها علم وفن الوِقاية من الأمراض وإطالة العمر، والعمل على ترقية الصِّحة، وذلك عن طريق منظمّات المُجتمع الَّتي تهدف إلى الحِفاظ على صِحة البيئة، ومكافحة الأمراض المُعدية، وتعليم الأفراد كيفيّة المُحافظة على النَّظافة الشَّخصيَّة، بالإضافة إلى العمل على تنظيم خدمات التّمريض والطِّب بِهدف التَّشخيص المُبكِر، وتقديم العِلاج الوقائي من الأمراض المُختلفة، وتَطوير الخَدمات الاجتماعيّة والمعيشيّة وذلك لِتمكين المُواطِن من الحُصول على كامل حقوقِه في الصِحّة والعِلاج”.
ما المقصود بالصحة الجيدة؟
هناك العديد من الجوانب التي لها علاقة بصحة الجسم الجيدة، هذه الجوانب من الممكن أن نذكرها فيما يلي:
الجانب الجسماني للصحة الجيدة
نقصد بالجانب الجسماني أنه الجانب المادي لجسم الفرد الذي يضم الحواس الخمسة وهي اللمس والرؤية والتذوق والسمع، ولكي يتم تحقيق الصحة الجيدة في الجانب الجسماني لابد من وجود العديد من العوامل المساعدة على ذلك، مثل الاهتمام بالأنشطة الرياضية وكذلك الاهتمام بالحصول على الاغذية الصحية فضلا عن الحصول على قسط مناسب من الراحة والنوم، وبدون هذه العوامل سوف يتعرض الجانب الجسماني من الصحة الجيدة إلى الكثير من المشكلات التي سوف تؤثر عليه بشكل سلبي للغاية.
الجانب النفسي للصحة الجيدة
الجانب النفسي هو واحد من أهم الجوانب التي يجب الاهتمام بها إذا أردنا أن نهتم بالصحة بشكل عام، والجانب النفسي يشمل العديد من الأمور المهمة مثل الجوانب العاطفية والمشاعر مثل مشاعر الخوف والغضب والحزن والحب والرحمة وغيرها من المشاعر الإنسانية، وهناك الكثير من الأحاسيس والمشاعر هي التي تعطي الفرد سعادة بالغة في التعامل مع الناس من حوله، وافتقاد هذه المشاعر يعمل على إضرار الجانب النفسي ويلحق به الكثير من المشاكل المرضية.
الجانب العقلي من الصحة الجيدة
أما الجانب العقلي فهو مزيج من الأمور المختلفة فهو يضم أفكار أي إنسان كما أنه يشمل معها التصرفات التي يقوم بها والاعتقادات التي يؤمن بها بالإضافة إلى المبادئ والقيم التي ينطلق من عندها، وكيفية قيامه بتحليل المواقف المختلفة، وهذه الأمور هي التي تميز الشخص عن غيره كما أنها تساعده لكي يكون له أفكاره ومعتقداته الخاصة التي تساعده على النظر إلى الحياة بطريقة إيجابية وليس بطريقة سلبية.
الجانب الروحي من الصحة الجيدة
الجانب الروحي يعتبر من أكثر الأمور المؤثرة بشكل كبير في صحة الإنسان، وما نقصده هنا من الجانب الروحي هو قدرة الإنسان على التعبير عن ذاته وطريقة تفكيره وإسهاماته المختلفة في الحياة وكذلك علاقته بالله عز وجل، وكل هذه الجوانب تحتاج من الإنسان أن يكون على هدوء داخلي حتى يستطيع أن يقوم باكتشافها ويتعامل معها بشكل إيجابي وجيد في نفس الوقت.
ولو قمنا بربط الجانب الجسماني والجانب العقلي والجانب الروحي والجانب النفسي من صحة الإنسان ببعضهم البعض سوف نجد أن بينهم علاقة وطيدة للغاية، فلو مثلا حل بالإنسان ألم ما فمن الممكن أن يؤدي هذا الألم إلى العديد من المشكلات النفسية والمشاعر السلبية وقد يؤدي الأمر إلى دخول الفرد في حالة من الاكتئاب الشديد. هذا فيما يتعلق بالجانب النفسي ومن الممكن أن ننظر إلى الأمر من زاوية أخرى وهي أن وجود مشاكل نفسية أو مشاعر مضغوطة مثل الغضب والخوف والألم دون أن يقوم الإنسان بتفريغها بشكل سليم سوف يؤدي إلى العديد من المشكلات الصحية مثل الصداع أو ارتفاع ضغط الدم وقد تتطور الأمور إلى مشاكل صحية أكبر من ذلك.
ما هي أهم العناصر التي تحتاجها الصحة البدنية للفرد؟
وهنا نحن أمام سؤال في غاية الأهمية، وهو كيف نضمن تحقق الصحة الجيدة من الناحية البدنية للأفراد، والإجابة تكمن في أن ذلك من الممكن أن يحدث من خلال الاهتمام بعوامل وعناصر مهمة نذكر منها التالي:
التغذية السليمة
وذلك لأن الإنسان يجب أن يحصل على قدر مناسب من الغذاء الصحي الذي يحتوي على العناصر الغذائية المهمة التي تزيد من مناعة الإنسان وتجعله قادرا على القيام بأنشطته الحيوية.
الرياضة
تعتبر الرياضة من أهم العناصر التي تساعد الجسم على البقاء في حالة جيدة وتزيد من مقاومته للأمراض المختلفة.
الراحة
إن الحصول على قدر من الراحة البدنية من أهم العوامل التي تجعل الجسم قادرا على مقاومة الأمراض وفي حالة صحية جيدة.