مرض النقرس وكيف يتم علاجه
مرض النقرس أو مرض داء الملوك، من الأمراض التي لها العديد من الأسباب الشائعة، والتي قد تحدث للجميع، فنحن غير بعيدين عن هذا المرض المنتشر خلال السنوات السابقة في جميع بلدان العالم، فما هو مرض النقرس وكيف يتم علاجه؟ في هذا المقال؛ نلقي الضوء على أهم المعلومات الطبية والدراسات التي تحدثت عن مرض النقرس وعلاجه، فإلى كل من يعاني من هذا المرض عليك بقراءة هذه السطور التالية.
ما هو مرض النقرس وطبيعته؟
في البداية يجب معرفة ما هو مرض النقرس، وما هي طبيعته في الجسم، فمرض النقرس ينتشر في الذكور أكثر من نسبة انتشاره في الإناث، وهذه هي المعلومة الأولى، أما الثانية في هذا الصدد، فإن مرض النقرس يصيب الإنسان بسبب ارتفاع مستوى حمض اليوريك في الدم عن حده الطبيعي، وبالتالي يبدأ هذا الحمض بالظهور على شكل بلورات في الدم تصيب الكليتين والمفاصل والجلد وغيرها من الأعضاء.
لذلك لا تستهين عزيزي المريض بهذا المرض، إنه خطير، ولكن لا تقلق في نفس الوقت فلكل مرض علاج يجب تعاطيه وهذا ما نتعرف عليه بعد قليل.
أعراض مرض النقرس
هناك بعض الأعراض الظاهرة لمرض النقرس، وهذه الأعراض تنحصر في التهابات المفاصل، وحدوث نوبات من الوجع بشكل مفاجيء سواء في المفاصل أو بعض المناطق في الجسم مثل الكاحل والرقبة والركبة والمعصم والأصابع وغيرها.
كما تظهر بعض ملامح الانتفاخات في الجلد، وتكون هذه الانتفاخات مؤلمة عند اللمس والضغط عليها، كما يمكن أن تعاني من الاحمرار عند الانتفاخات والتوّرمات تلك، كما يشعر مريض النقرس بالسخونة في الجلد، خاصة ناحية المفاصل في الركبتين أو الذراعين.
ما هو سبب مرض النقرس؟
وبعد أن تعرفت على الأعراض الخطيرة والتي تظهر لمريض النقرس، يجب عليك الآن أن تتسائل عن سبب هذه الاعراض، او بالأحرى، ما هي الأسباب التي أدت إلى مرض النقرس والإصابة به؟
تكمن الأسباب الرئيسية لمرض النقرس إلى ارتفاع مستوى حمض اليوريك في الدم، والذي ينتج عن تحليل وتحطيم مركبات البيورين في الجسم، وهو المركب الذي يوجد في الجسم بشكل طبيعي، ولكنه يتعرض للتحطيم والتدمير لروابطه ومركباته في بعض الأحيان.
ويمكن الحصول على هذه المركبات من بعض الأطعمة التي يتغذى عليها الجسم مثل الأسماك واللحوم، وبالتالي توجد هذه المركبات، ولكن تتعرض للتحطيم كما قلنا، وتتركز تسربات حمض اليوريك على شكل بلورات في المفاصل على شكل إبر حادة تسبب الآلام، كما توجد في الأنسجة المحيطة بالمفاصل يسبب الالتهابات والآلام.
وهذه البلورات تحتوي في تركيبها على ما يعرف بـ فوسفات الكالسيوم، وهذه الحالة تحدث نتيجة الآلام والالتهابات، ولكن بعض الدراسات أكدت أن هناك تشابه كبير بين آلام المفاصل والالتهابات العادية وبين مرض النقرس، لذلك يطلق الأطباء في أحيان كثيرة على هذه الحالات بحالة النقرس الكاذب.
عوامل تزيد من فرص الإصابة بالنقرس
هناك بعض العوامل التي تؤدي إلى زيادة فرصة الإصابة بالنقرس، وهذه العوامل نجدها في الوراثة على سبيل المثال، حيث أكدت الدراسات المختلفة أن العوامل الوراثية لها عامل كبير في الإصابة بالنقرس، فإذا وجدت أحد الوالدين يعاني من النقرس طوال حياته، قد يكون هذا متوارثاً عن أحد والديه وهكذا، فالعوامل الجينية والتاريخ العائلي للمريض له عامل كبير للغاية في تشخيص مرض النقرس.
كما هناك عوامل تتعلق بالجنس والعمر، فحمض اليوريك قد يكون بكميات كبيرة عند الذكور أكثر من النساء، حيث يرتفع مستوى اليوريك في مرحلة البلوغ، لذلك يمكن ان يزيد في العقد الرابع، وحتى العقد السادس من عمر الرجل وهذا يختلف عن النساء.
بينما قد يرتفع نسبة اليوريك عند النساء في حالات انقطاع الدورة الشهرية، حيث يساعد هرمون الإستروجين وارتفاع نسبته في الجسم إلى الحماية والوقاية من مرض النقرس، وبالتالي فإن انقطاع الدورة الشهرية وانخفاض نسبته عند النساء يؤدي إلى زيادة نسبة حمض اليوريك وبالتالي زيادة نسبة الإصابة بالنقرس.
كذلك تعد تناول بعض الأطعمة الغنية بالبروتينات الحيوانية مثل اللحوم والأسماك وكذلك الأطعمة التي تحتوي على سكر الفركتوز الموجود في المشروبات الغازية، وعصير الفواكه، وكذلك شرب المواد الكحولية، كل هذه عوامل تزيد من نسبة حمض اليوريك في الدم، وبالتالي تبقى الفرصة كبيرة للإصابة بمرض النقرس.
كما تشير الدراسات المختلفة، أن الوزن سبباً وعاملاً هاماً ضمن احتمالية مرض النقرس والإصابة به، وذلك بسبب ازدياد عمليات تجديد أنسجة الجسم، وبالتالي تزيد احتمالية الإصابة بمرض النقرس.
أما من جانب الأدوية، فهناك العديد من العوامل التي تتعلق بالادوية، حيث أكدت الدراسات المختلفة أن تناول أدوية مثل مدرات البول والاسبرين والسيكلوسبورين وغيرها من الادوية التي تحتوي على نفس المواد الفعالة للأدوية السابقة يمكن أن يزيد من حمض اليوريك في الدم، وهو ما يزيد من احتمالية الإصابة بمرض النقرس.
ويعتبر الرصاص من المواد الكيميائية الخطيرة للغاية والتي ترتبط بالتعرض لمرض النقرس، حيث تشير بعض الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من التعرض للرصاص، تزيد احتمالية الإصابة بمرض النقرس كبيرة للغاية، وهذه في حالات كثيرة.
ومن الأسباب والعوامل التي تؤدي لاحتمال الإصابة بمرض النقرس أيضاً إجراء بعض العمليات الجراحية أو الإصابات الحديثة، وذلك بسبب ارتفاع نسبة حمض اليوريك في الدم، كما يمكن أن تكون عوامل التعرض للمشاكل الصحية مثل أمراض فقر الدم الانحلالي وفقر الدم الخبيث والأمراض المختلفة مثل أمراض الكليتين خاصة القصور الكلوي، هذه المشكلات تعد من أسباب ارتفاع نسبة اليوريك في الدم، وبالتالي تزيد من احتمال حدوث مرض النقرس عند من يعاني من هذه المشكلات الصحية.
وذلك بسبب عدم قدرة الجسم في هذه الحالات الصحية على إزالة الفضلات وبالتالي تتراكم نسبة حمض اليوريك في الدم، وهو ما يسبب عدة مضاعفات مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري واضطرابات وقصور الغدة الدرقية ومضاعفاتها وغيرها من المشكلات الأخرى.
ما هي مراحل الإصابة بمرض النقرس؟
يؤكد الأطباء أن النقرس مرض من الأمراض المزمنة والتي تستمر فترات طويلة من العمر، وبسبب أنه من الأمراض المزمنة، فإن النقرس يمر ببعض المراحل في عملية الإصابة للجسم، وهذه المراحل تتميز بالعديد من العوامل، فما هي مراحل الإصابة بمرض النقرس؟ هذا ما نتعرف عليه في النقاط التالية:
- فرط حمض اليوريك: حيث تزيد نسبة مستوى حمض اليوريك في الدم، وقد ذكرنا في السطور السابقة بعض الأسباب والعوامل التي قد ترفع نسبة حمض اليوريك في الدم، وفي هذه المرحلة لا يعاني المصاب بأية أعراض ظاهرة لمرض النقرس، وبالتالي لا تشكل خطورة مباشرة على الصحة، ولكن تمثل خطورة في رفع احتمالية الإصابة بالمرض.
- نوبات حادة: هنا تبدأ الأعراض في الظهور من خلال بعض الالتهابات والآلام الظاهرة في المفاصل والعظام، وتظهر بشكل فجائي حاد، وتكون آلام شديدة في الغالب، ولكنها تختفي في خلال أيام من 3 – 10 أيام على الأكثر. لكن ننصح المرضى في حال ظهور هذه الأعراض الذهاب فوراً للطبيب من أجل الاطمئنان حتى لو اختفت هذه الأعراض فجأة كما ظهرت فجأة.
- الاستراحة من النوبات: هذه المرحلة خطيرة، فهي لا توجد أية اعراض، ولكن تستمر البلورات من اليوريك في الترسب في الأنسجة دون أن يدري المريض، وهذه الترسبات يمكن أن تكون لشهور أو سنوات، ولا تحدث الأعراض بينما تقوم البلورات في الترسب استعداداً للمرحلة الأخيرة من المرض.
- الإصابة بالنقرس المزمن: هذه حالة متطورة ومزمنة من المرض، حيث تحدث حالة من التلف في المفاصل والعظام بسبب المرض، ويشعر المريض فيها بمضاعفات في العظام والكليتين ووجود توّرمات في مفاصل الأصابع.
يحتاج مرض النقرس إلى علاج مكثف لعلاج النوبات الحادة، وكذلك علاج تسربات اليوريك في الأنسجة والدم، وهذا يتم من خلال الكشف والفحوصات ثم الإشراف الطبي الدقيق، كما يتم من خلال بعض العلاجات المنزلية التي يتم وصفها من خلال الطبيب المتخصص، لذلك إلى كل من يعاني من الأعراض والعوامل السابقة عليه أن يتجه فوراً للطبيب من أجل إجراء الفحوصات الطبية اللازمة ومن ثم وصف العلاج.