مقدمة عن مرض النقرس
مرض النقرس يعد من أكثر الامراض انتشاراً في العصر الحديث نتيجة الأنظمة الغذائية الخاطئة، ويسمى النقرس بداء الملوك بسبب ارتباطه بنهم أكل اللحوم أو البروتينات حتى النباتية منها، ولو بشكل غير مباشر. يسمى باللغة الانجليزية gout، وهناك أمراض قد تكون لها نفس الأعراض منها pseudo-gout أو النقرس الكاذب. وبالحديث عن فسيولوجية مرض النقرس نجد أنه ينتج عن ترسبات نتيجة العديد من الأحماض الأمينية في المفاصل والأنسجة الخلوية، وتتسبب تلك الترسبات بآلام مبرحة في المكان الذي ترسبت فيه.
تلك الترسبات نتيجة البلورات أحادية الصوديوم، بينما النقرس لكاذب ناتج عن تترسبات خاصة ببيروفوسفات الكالسيوم، ويمكن تعريف مرض النقرس أيضاً أنه اضطراب في معدل حمض اليوريك، والذي لا يتم استقلابه طبيعياً فيتراكم على جدران الأنسجة، وعندما تتشبع الانسجة بذلك الحمض فإن المرض يبدأ في الظهور بآلامه وأوجاعه.
ينتج حمض اليوريك كمنتج مهائي بعض استقلاب البيورين، والكليتيتان هما المسئولتان عن إخراج حمض اليوريك من الجسم، لذلك ارتبط مرض النقرس بأمراض الكلى في كثيرٍ من الأحيان. لذلك أي قصور في خروج حمض اليوريك يكون نتيجة قصور في أداء الكليتين أيضاً، وهذا الأمر ينتج عنه ترسبات للحمض في الأنسجة.
ارتباط الغذاء بالنقرس
ارتبط الغذاء ارتباطاً وثيقاً بالغذاء، فيمكن تخيل الأمر بشكل أكثر واقعية عن طريق تخيل أن أكثر من 30% من حمض اليوريك مشتق من النظام الغذائي، ونسبة 70% فأقل نتيجة استقلاب البيورين. لذلك فإن عملية الإخراج لها دور كبير في الحفاظ على الجسم من زيادة نسبة حمض اليوريك. فالتركيز يعتمد على التوازن الذي يحدث بين عمليتي الصنع والإخراج، فيمكن تلخيص الأمر في أن الكليتين مسئولتان عن إخراج 70% في البول، والجهاز الهضمي عن طريق عمية التبرز يقوم بالتخلص من الـ30% الأخرى.
النقرس والتهاب المفاصل
كما ذكرنا من قبل فإن النقرس مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتهاب المفاصل، فزيادة حمض اليوريك تؤرثر بشكل مباشر على مسارات الدم، وتكوين الانسجة، وتجديدها. فمرضى النقرس يعانون من نقص في إنتاج إنزيم يوريكاز المسئول عن أكسدة حمض اليوريك، وتحويله غلى مركب مذاب، ونتيجة نقص هذا الإنزيم فإن حمض اليوريك يترسب في الدم والأنسجة، ويتحول الحمض إلى بلورات تكون كالإبر التي تخترق المفاصل، وأشهر تلك الآثار تكون في الإصبع الكبير للقدم، أو في مفاصل الكف في اليدين، وقد تكون في الركبة أو الكاحل أيضاً.
آثار الإصابة بالنقرس
يظهر على أماكن المفاصل التهابات مصاحبة لآلام كوخز الإبر، وتظهر آثار تورم واخمرار في تلك المنطقة، وفي بداية الأمر قد لا يعرف المريض انه مريض نقرس، ويتوهم أن الامر مرتبط بالعضلات أو بمرض جلدي ما، لكن فور الشعور بذلك الوخز يجب الذهاب للطبيب الذي سيطلب تحليل لحمض اليوريك.
سن الإصابة بالنقرس
مع تزايد العمر والتعرض للبدانة من وقت لآخر بفعل نقص مستويات الحرق، وكذلك عدم القدرة على تجديد الخلايا؛ فإن النقرس يزداد بعد سن الأربعين والخمسين، ونسبته في الرجال أعلى من السيدات، كما أن له بعض الأسباب الوراثية، ويمكن اتباع بعض الأنظمة الغذائية أن يتسبب في الإصابة بمرض النقرس مثل تلك الأنظمة المرتبطة بتناول كمية كبيرة من البروتين، أو شرب الكحوليات التي تفسد دور الكلى في إخراج اليوريا.