الدواجن وأهميتها الغذائية والاقتصادية.. وضرورة التأكد من سلامتها من الأمراض
- تحتل الدواجن أهمية كبيرة في التغذية والاقتصاد، إذ تعتبر البديل الأول للحوم الحمراء في الدول التي تفتقر للمراعي والماشية فتكون مصدراً متاحاً لإمداد الإنسان بالبروتين الحيواني.
- كما ينتشر استخدام الدواجن عن اللحوم الحمراء في المستشفيات وقوائم التغذية المرضى لما تتميز به اللحوم البيضاء للدواجن من نسباً بروتينية أكثر أماناً من اللحوم الحمراء في تغذية المرضى.
- كما تعتبر الدواجن البديل الاقتصادي للحوم الحمراء لدي المستهلكين، فإن الدواجن تعد مصدراً من مصادر الثروة للمستثمرين سواء في قطاع الإنتاج الحيواني للدواجن أو في قطاع المطاعم والفنادق والتجارة الغذائية للحوم الدواجن وبيض المائدة الذي يدخل في صناعة الحلوى كما يدخل في وجبات المستهلكين بالبيوت والمستشفيات.
ضرورة الاهتمام بصحة الدواجن وخلوها من الأمراض
ومع هذه الأهمية الاقتصادية والغذائية التي تكون أحياناً عنصراً من عناصر العملة الصعبة من خلال التصدير كما في إنتاج البرازيل للدواجن لكثير من دول العالم فإن الدواجن تحمل معها مخاطر صحية واقتصادية وذلك بسبب ما يصيب صناعة الدواجن من أمراض تعرضها لانخفاض الإنتاج لبيض المائدة أو نفوق الكثير من الطيور التي تمثل خسارة مالية مباشرة لمربيها من المستثمرين.
أمثلة لأمراض الدواجن التي تهدد الصحة العامة
كما تمثل بعض هذه الأمراض التي تصاب بها الدواجن تهديداً مباشراً للصحة العامة، مثل:
أنفلونزا الطيور
أنفلونزا الطيور تسببت في أرباك صحي لدول العالم.
السالمونيلا
سبباً من أسباب إصابة الإنسان بمخاطر الحمى ومضاعفات السالمونيلا التي قد تنتهي بالموت.
ما هي أسباب تزايد انتشار الأمراض بين الدواجن؟
وتنتشر الأمراض بين الدواجن عند ضعف النظام الصحي الذي يتم فيه تربيتها، إذ أن نظم التربية الحديثة للدواجن يكون في سياق صناعة تتضخم عناصر التغذية والوقاية الصحية والسلامة البيئية لتحقيق إنتاج غذائي صحي آمن للمستهلك وللبيئة.
أمراض الدواجن وتقسيماتها وفقاً لأسبابها
تنقسم أمراض الدواجن بحسب أسبابها إلى:
أولاً: أمراض فيروسية ليس لها علاج بعد الإصابة
وهنا العنصر المتاح هو الوقاية لمواجهة هذه الأمراض من خلال استخدام اللقاحات الآمنة المتاحة، ويستخدم بجانب هذه اللقاحات والمضادات الحيوية المناسبة لتجنب إصابات بكتيرية تسبب في نفوق الدواجن أو خفض إنتاجية البيض أو اللحم.
ثانياً: أمراض بكتيرية يتم تحديدها معملياً
ويُستخدم لعلاجها المضادات الحيوية المنتجة معملياً لعلاج القطيع المصاب.
ثالثاً: الأمراض الطفيلية
وهي نوعان من طفيليات خارجية أو طفيليات داخلية ولكل منها علاجه المناسب.
رابعاً: أمراض غذائية
وهي ناشئة عن نقص عناصر غذائية محددة يتم علاجها بتوفير هذه العناصر بغذاء الطيور المصابة.
خامساً: مؤثرات بيئية
تتسبب المؤثرات البيئية في إعاقة الإنتاج بتعريض الطيور المُنتِجة للبيض لمخاطر انقلاب الرحم بسبب سوء النظام البيئي سواء من الضوء أو الضوضاء أو السلاح الصوتي مثل صوت عيار ناري بجانب المزارع أو عنابر دواجن إنتاج البيض، أو الفزع نتيجة جريان فأر بمكان الدواجن بعنابر تربيتها.
من أشهر الأمراض التي تصيب الدواجن:
- البكتيرية: السالمونيلا والسل.
- الفيروسية: نيوكاسل.
أبرز طرق انتقال الأمراض في الدواجن
تنتقل الميكروبات بعد تكاثرها في الطائر المصاب لتخرج من هذا الطائر في إفرازاته وفضلاته حيث تتلوث بها البيئة المحيطة به فتنتقل من خلال معدات التربية والتغذية وملابس العاملين، كما تنتقل من خلال الرياح والأتربة وبعض الحشرات الناقلة للأمراض.
ويلي ذلك بيان بأهم طرق انتشار الميكروبات بين الدواجن:
أولاً: الانتقال الرأسي
من الأمهات إلى الجيل الثاني عبر المبيض حيث يضع البيض الذي تضعه أمهات ملوثة بالميكروبات فتصبح الكتاكيت مصابة بهذه الميكروبات المنتقلة إليها من أمهاتها ومثال ذلك: السالمونيلا وفيروسات الأدينو adenoviruses والريو reoviruses، وللقضاء على ذلك المرض بالمزرعة يتم عزل ميكروب السالمونيلا من بياض البيض من الأمهات المصابة بالسالمونيلا لذلك يتم التخلص من هذه الأمهات حيث أن الميكروب يستمر حتى بعد تناول المضاد الحيوي فلا تنفع بعد وصول الميكروب إلى الكتاكيت وإلى البشر من المستهلكين لهذا البيض أو المستهلكين للحوم الطيور المصابة بالميكروب أو الحاملة له (أي انتقلت إليها جرثومة السالمونيلا دون ظهور أعراض مرضية عليها) وهكذا فإن الحل هو التعامل بشكل وقائي وليس بشكل علاجي مع هذا الميكروب بقاعدة: الوقاية خير من العلاج، إذ أن الطب البيطري في الأساس هو طب وقائي.
ثانياً: الانتقال عبر قشرة البيض
وذلك بتلويث البيض بإخراج الطائر المريض حيث ينتقل إليه مجموعة من الجراثيم المحتملة عن طريق قشر البيض وهي السالمونيلا والبارا تيفويد.
ثالثاً: الانتقال المباشر
وذلك بالاحتكاك بين طيور القطيع سواء المصاب أو الحامل ومثال ذلك ميكروبات: السالمونيلا والميكوبلازما والباستريلا والتهاب القصبة الهوائية.
رابعاً: الانتقال غير المباشر
وذلك من خلال الأدوات الملوثة المتواجدة ببيئة تربية الطيور مثل أدوات النقل ومستلزمات التغذية والشرب ومن خلاله الملابس الملوثة للعاملين الذين ينتقلون من العنابر المصابة إلى عنابر غير مصابة دون إجراءات التعقيم والمرور في أحواض المطهرات ومن أمثلة هذه الأمراض ميكروب السالمونيلا.
خامساً: الانتقال من خلال الرياح والأتربة
وأشهر الميكروبات المتنقلة عبر الهواء وتيار الرياح والغبار ميكروب فيروسي نيوكاسل فهو التهاب القصبة الهوائية حيث ينتقل كل منها لمسافة تصل إلى خمسة كيلو مترات من بؤرة الإصابة لتنشرها في أماكن أخرى بعيدة عنها.
سادساً: الانتقال عبر ناقلات حية مثل الفئران والحشرات
وأشهر الميكروبات التي تنقلها الفئران الباستريلا وأنفلونزا الطيور والسالمونيلا، أما الميكروبات التي تنقلها الحشرات فهي السالمونيلا والكوكسيديا والباستريلا وذلك من خلال البعوض، بينما ينقل الذباب ميكروب الكامبيلوبكتر، وينقل القراد الميكروب الحلزوني spirochetosis.
سابعاً: الانتقال من علائف التغذية والمستحضرات الغذائية
إن كانت ملوثة بالميكروبات كما في ميكروب السالمونيلا.
ثامناً: الانتقال من اللقاحات الغير آمنة
- والمحضرة من مستحضر حيوي مستخلص من البيض في إنتاج اللقاحات استخدمت فيه تقنيات غير مُحكمة التعقيم فكانت ملوثة وأهم الميكروبات المصاحبة لعملية التلويث هي فيروسات الأدينو والريو adenoviruses and adenoviruses.
- وتؤثر المضادات الحيوية المستخدمة في علاج السالمونيلا وغيرها من الباكتيريا سلباً على صحة المستهلكين للحوم الدواجن وبيض المائدة التي كانت أمهاتها تتلقى المضادات الحيوية في تغذيتها حيث تنتقل جرعات من المضادات الحيوية بشكل تراكمي يُفقد من فاعلية استجابة الجسم عند تعرضه للإصابة بميكروب السالمونيلا ويفقد المضادات الحيوية السابق تناولها في بيض المائدة ولحوم الدواجن قدرتها على علاج المرض فيما يعرف بحصانة الميكروب من المضادات الحيوية antibiotic resistance.
- كما تسبب بعض الهرمونات المستخدمة في برامج التغذية الغير آمنة في انتقالها إلى جسم الأنسان أيضاً بشكل تراكمي يتسبب في اضطرابات هرمونية لدي الرجال سواء بالقدرة الزوجية أو بالمشاكل الصحية المرتبطة بالخلل للتوازن الهرموني، كما تكون سبباً ودافعاً غير مباشر وعنصر مساعداً للإصابة بالأورام، لذلك كانت صحة الأنسان مرتبطة بشكل وثيق بسلامة ما يتناوله من طعام سواء كانت لحوم دواجن أو بيض المائدة.