الوسواس القهري
الوسواس القهري، أحد أكثر الأمراض العقلية انتشاراً بين البشر خلال العصر الحديث، إن بعض الأعراض اليومية التي قد نعاني منها قد تكون إشارة على إصابتنا بهذا المرض، فما قصة الوسواس القهري معنا؟ وما هي أعراضه وأسبابه ومضاعفاته الخطيرة وعلاجه والوقاية منه؟ كل هذه الاسئلة واجابتها نتعرف عليها من خلال هذا المقال، فهل أنت مستعد لخوض تلك الرحلة مع الوسواس القهري؟
الوسواس القهري .. هل هو فقط سلوكيات متكررة مبالغ فيها خلال الأنشطة اليومية؟
الوسواس القهري أو Obsessive Compulsive Disorder هو عبارة عن حالة نفسية ناشئة عن العقل بخصوص تكرار بعض السلوكيات المبالغ فيها أحياناً خلال النشاط اليومي للإنسان، إن البشر الذين يعانون من هذا المرض يبدو عليهم صعوبة بالغة في التركيز.
لكن ليس كل من يعاني صعوبة التركيز بالضرورة يعاني من السلوك القهري، بل إن السلوكيات القهرية أو بمعنى آخر الهواجس التي تأتي بين الحين والآخر وتنتهي في ثوانٍ معدودة تستمر عن الشخص المصاب بالوسواس القهري لمدة تزيد عن الساعة يومياً مسببة معها العديد من الأعراض والمضايقات النفسية.
إن الوسواس القهري في أغلب الأحيان – بحسب الإحصائيات الطبية – يصيب الإناث بشكل أكبر من الرجال، كما أنه يبدأ من مراحل الطفولة المبكرة ومراحل البلوغ، وهذه السلوكيات القهرية بشكل مباشر تحتاج إلى العلاج النفسي الدقيق كما نتعرف سوياً بعد قليل.
حسناً؛ هذه معلومات هامة عن الوسواس القهري فماذا عن الإصابة وأعراضها ومضاعفاتها نفسها وكيفية التعامل معها؟
6 أعراض نفسية وجسدية وسلوكية للوسواس القهري
عليك الحذر من شيئين، أولهما أن يسيطر عليك الوهم بخصوص الإصابة بالوسواس القهري دون روية، والثاني أن يكون لديك إحدى هذه الأعراض التالية دون الذهاب للعلاج النفسي، وهذه الأعراض تنحصر في:
- الخوف المبالغ فيه من العديد من السلوكيات اليومية مثل الخوف من لمس جميع الأجسام أو مصافحة الآخرين.
- تخيلات مبالغ فيها حول إيذاء الأطفال أو الاشخاص المقربين من هذا الشخص المصاب.
- يعاني الشخص المصاب بالوسواس القهري من سيطرة الأفكار القهرية والهواجس المرضية وصعوبة التخلص منها لمدة تزيد عن ساعة كل يوم.
- نوبات التوتر والقلق التي تنتاب الشخص المصاب بسبب تغيير الأجسام في غير موضعها المعتاد.
- الشكوك والهواجس حول نسيان باب المنزل مفتوحاً أو إطفاء الأجهزة الكهربية أو إغلاق انبوبة الغاز وغيرها من تلك الأمور على أن تتم تلك الشكوك باستمرار وبشكل مبالغ فيه.
- التهابات جلدية واضحة في اليدين بسبب الغسيل المتكرر لهما.
إذا كانت لديك كل هذه الاعراض أو بعضها يجب عليك التوجه للعلاج فوراً.
وقبل أن نتحدث عن العلاج والوقاية من هذا المرض يجب علينا أن نفهم أسبابه جيداً لعلنا ندرك خطورة الوسواس القهري ووجوب علاجه والوقاية منه.
3 أسباب للإصابة بالوسواس القهري
أغلب الدراسات الطبية أكدت أن الوسواس القهري أو Obsessive Compulsive Disorder ينتج بسبب 3 أسباب رئيسية وهي:
- العوامل الوراثية: حيث يتعرض الشخص للوسواس القهري في حالة إصابة أحد الوالدين بهذا المرض أو وجود أحد الاقرباء في العائلة مصابون بهذا المرض.
- العوامل الحياتية: قد تكون الضغوط الحياتية العاطفية والاجتماعية والعملية السبب في الإصابة بالوسواس القهري.
- التغير في كيمياء المخ: إن الوسواس القهري مرض نفسي سلوكي ناتج عن تغييرات في كيمياء المخ أو النواقل العصبية التي تتعرض للتلف في بعض الأحيان، وهذا ينتج عنه أيضاً نوبات من القلق والاكتئاب.
لذلك على الطبيب النفسي عند تشخيص مرض الوسواس القهري أن يقوم بمعرفة دقيقة عن التاريخ المرضي والتأكد من عدم وجود أمراض جسدية وعمل تحليل حول سلوكيات المريض وتصرفاته اليومية قبل العلاج.
ماذا لو لم نعالج الوسواس القهري؟
إن مضاعفات كثيرة قد نعاني منها في حالة الإصابة بالوسواس القهري وهذه المضاعفات في الأساس بسبب التدهور الشديد في الحالة النفسية مثل: الإصابة باضطرابات التغذية وفقدان الرغبة في العمل أو الدراسة، كذلك الإصابة بالاكتئاب وقد يتطور الأمر للافكار الإنتحارية والإقبال على إدمان الكحول والمخدرات وغيرها.
لذلك كان العلاج ضرورياً لأبعد الحدود فما هي خطوات العلاج؟
الطرق العلاجية لعلاج مرض الوسواس القهري
تنقسم الطرق العلاجية التي يقوم بها الأطباء إلى قسمين رئيسيين وهما الطرق الدوائية و الطرق السلوكية.
أما عن الطرق الدوائية، يعتمد الأطباء على بعض الأدوية التي تعمل على تثبيط استرداد السيروتونين الانتقائية والأدوية المهدئة التي تعمل على تحسين المزاج وتحسن الحالة النفسية للمريض ومن هذه الأدوية سيرترالين و فلافوكسمين و باروكسيتين وغيرها من الأدوية التي تناسب حالات دون حالات أخرى.
أما الطرق العلاجية التي تعتمد على تعديل السلوك القهري فهي تعتمد على العلاج النفسي السلوكي الذي يعتمد على الجلسات العلاجية الخاصة التي تجمع الطبيب النفسي مع المريض وقد تستمر لفترات طويلة.
وعلى المريض عموماً أين يلتزم بتعليمات الطبيب إما في تناول الجرعات المناسبة من الدواء الموصوف أو الالتزام بالعلاج والجلسات العلاجية النفسية والسلوكية.
هل يمكن الوقاية من الإصابة بمرض الوسواس القهري؟
بالطبع هناك عدة نصائح هامة حول الوقاية من هذا المرض وهي بشكل رئيسي حول نوعية الحياة التي يعيشها المريض ومحاولة تحسينها ومن هذه النصائح:
- إتباع نظام صحي في الغذاء، وتناول شتى أنواع الغذاء الذي يعتمد على العناصر الرئيسية مثل المعادن والفيتامينات وغيرها.
- ممارسة الهوايات المفضلة لديك مع ممارسة الرياضة باستمرار من شأنها تساعدك على الاستمتاع بالحياة بعيداً عن الهواجس المرضية.
- ممارسة سلوكيات التأمل والاسترخاء بوضع نظام جيد للنوم يومياً بشكل كافي دون التعرض للسهر لفترات طويلة.
- بناء علاقات اجتماعية سليمة مع الآخرين والاندماج مع المجتمع والأنشطة الاجتماعية العديدة.
- تجنب إدمان المخدرات والكحوليات لأنها من مسببات مرض الوسواس القهري والاكتئاب وغيرها من الأمراض النفسية والعقلية الأخرى.
كانت تلك رحلتنا مع الوسواس القهري، ذلك المرض الذي يحتاج إلى جهد كبير في العلاج، لكنه ليس مستحياً بطبيعة الحال مع الانتظام في حياة طبيعية سوية بعيداً عن القلق والضغوط الحياتية.
